"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ماذا يعني قرار الأردن تعيين الأميرة هيا دبلوماسية في لندن؟

تنتظر الأميرة هيا معركة قضائية كبيرة مع حاكم دبي

لا تزال قضية الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين وهروبها من زوجها حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، تتفاعل وتأخذ أبعاداً جديدة في ظل تطورات دراماتيكية، مع استمرار المعركة القضائية بينهما.

وبينما تستعد الأميرة هيا لحضور جلسة كاملة في قضيتها مع زوجها حاكم دبي، في الـ11 من نوفمبر الجاري، أكدت وسائل إعلام بريطانية أنباء تولي الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني عبد الله الثاني، منصباً دبلوماسياً رفيعاً في سفارة بلادها ببريطانيا.

ويعتقد كثيرون أن هذه الخطوة التي اتخذتها الأردن، كانت ضرورية قبل اللجوء للقضاء وتوفير الحماية بموجب القانون البريطاني بقرار ملزم من المحكمة، فيما يرى البعض أن هذا التعيين قد يعني أن القضية أصبحت “متشابكة ومعقدة جداً”، وتطورت لإسناد أردني رسمي للأميرة.

هيا ومنصب دبلوماسي

عُيِّنت الأميرة هيا، التي تُنازع حاكم دبي على حضانة ابنيهما، مبعوثةً دبلوماسية رفيعة المستوى لدى سفارة الأردن في لندن.

وذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية، في 31 أكتوبر 2019، أن قائمة الدبلوماسيين التي نشرتها الخارجية البريطانية تؤكد تولي الأميرة هيا (45 عاماً) منصب السكرتير الأول في السفارة الأردنية.

سفارة الأردن

وسبق أن كشفت صحيفة “القدس العربي” اللندنية، (3 سبتمبر 2019)، تعيينها دبلوماسية في السفارة الأردنية بالعاصمة البريطانية لندن، لتخلط هذه الخطوة الأوراق جميعاً، وتربك حسابات الطرف الآخر، وتضع القضية على صفيح ساخن.

وباتت الأميرة الأردنية حالياً في موقف أقوى بكثير؛ لكونها تحمل الجنسية البريطانية، إضافة إلى تمتعها بحصانة دبلوماسية، ما يعني توفير حماية انتقالية على الأراضي البريطانية لها ولولديها من زوجها، الذي يُعد “ثاني أرفع مسؤول سياسي في الإمارات”.

ما قصة تعيينها؟

وظيفة السكرتير الأول في السفارة الأردنية في لندن وظيفة رفيعة المستوى، لكنها لا علاقة لها بالأمور السياسية، حيث إن الاسم الكامل لوظيفة الأميرة هيا هو “سكرتير أول للشؤون الثقافية”، أي إنها تشرف على الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها السفارة في المملكة المتحدة، وذلك من خلال فريق العمل الذي ترأسه بحكم متطلبات المسمى الوظيفي.

لكن اسم الأميرة هيا لم يظهر في قائمة البعثة الدبلوماسية الأردنية في لندن التي صدرت مطلع شهر مايو الماضي، قبل هروبها من دبي ووصولها إلى بريطانيا، وكانت مسجلة في الفترة بين 2011 و2013 كسكرتير أول (للشؤون الثقافية) في سفارة الأردن، وفي شهر يونيو نشرت تقارير بريطانية أن سفارة الأردن أعادت إدراج اسم الأميرة هيا في نفس المنصب.

الأردن

وفي تقرير لصحيفة الغارديان في يونيو الماضي، قالت الصحيفة إن إعادة إدراج اسم الأميرة هيا كدبلوماسية أردنية تحمل منصب السكرتير الأول (للشؤون الثقافية) يأتي في إطار محاولتها الحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة، بحثاً عن مزيد من الحماية.

وظهور اسم الأميرة ضمن الطاقم الدبلوماسي وفي نفس الوظيفة -سكرتير أول للشؤون الثقافية- يؤكد أن الغرض الفعلي هو توفير مزيد من الحماية لها، كما أثير منذ يونيو الماضي، ويشير إلى أن قصة النزاع حول حضانة الابنة والابن بينها وبين بن راشد ربما لا تكون نهاية المطاف.

حجم الخلافات

ويرى الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عادل المسني، أن هذا التعيين الذي قامت به المملكة الأردنية يعكس- إلى حدٍّ كبير- “حجم الخلافات العائلية بين الأسرتين الحاكمتين في دبي وعمّان”.

وأوضح، في حديثه مع “الخليج أونلاين”، أن ذلك يأتي بـ”اعتبار أن صناعة القرار  محكومة بتوجهات وآراء الحكام، ولا علاقة له بالمصالح، وهذا ما يجعل العلاقات في هذه البلدان، وغيرها من البلدان العربية، عرضة للتقلبات طبقاً للرأي الشخصي للفرد الحاكم”.

ويرى المسني أن تدخل الحكومة الأردنية في اتخاذ هذا الإجراء “يعطيها الحصانة، كما يتضمن التضامن أيضاً والتأييد المباشر للأميرة، بالنظر إلى التوقيت وحساسية الموقف”.

ويرى أن قبول بريطانيا لتعيين الأميرة الأردنية في هذا المنصب الدبلوماسي يوضح حقيقة أن الإشكال والخلاف الحالي مع أمير دبي يتعلق بـ”بكفالة الطفلين فقط، ولا علاقة له بالأميرة”، مشيراً إلى أن الجانب البريطاني كان له الحق في القبول أو الاعتراض فيما يتعلق بالتعيينات الدبلوماسية.

حاكم دبي

ويؤكد في حديثه أنه على مستوى العلاقات “لا شك أن الهدف من التزاوج هو تقوية الروابط الشخصية؛ لما لها من أثر في تمتين العلاقات بين الدول، وفي البلدان التي تقيم وزناً للعلاقات الشخصية تكون الزيجات لها آثار إيجابية كبيرة، كما أن الخلافات تؤثر سلباً عليها”.

غير أنه في حديثه يرى أن قضية الأميرة الأردنية “أخذت أبعاداً خطيرة وتداولاً واسعاً في وسائل الإعلام، ما تسبب في زيادة من حساسية الأمر، وأصبح لها ارتباط بالكرامة والكبرياء”، موضحاً أن هذه القضية “خرجت عن الإطار الودي إلى الصراع المفتوح المبطن بالدبلوماسية”.

الخطوة الأردنية جاءت أيضاً مع نشر الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، صورة تجمعه وشقيقته الأميرة هيا، مصحوبة بعبارة: “اليوم مع أختي وقرة عيني هيا بنت الحسين”، في 31 يوليو الماضي.

كما أجرى الملك الأردني زيارة عمل إلى العاصمة البريطانية، في الأسبوع الأول من أغسطس 2019، التقى خلالها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وسط تساؤلات كثيرة مفادها: “هل التقى بشقيقته الأميرة هيا أم لا؟”.

ظهور جديد!

وكان آخر ظهور للأميرة الأردنية في 8 أكتوبر الماضي، أمام المحكمة العليا في لندن، أبلغ قاضي المحكمة الصحفيين بأن بوسعهم القول إن الجلسة الأولية حدثت،  لكن ليس بوسعهم كشف تفاصيل المرافعات القانونية.

وذكرت وكالة “رويترز” أن جلسة كاملة حول قضية حاكم دبي والأميرة هيا ابنة الملك الأردني الراحل حسين والأخت غير الشقيقة للملك عبد الله، ستعقد، في 11 نوفمبر، ويتوقع أن تستغرق خمسة أيام.

وخلال جلسة أولية عقدت في يوليو، طلبت الأميرة هيا من المحكمة حماية أحد ولديها من الزواج القسري، كما طلبت أمراً “بعدم التعرض” يحمي من المضايقة أو التهديدات.

وقال الطرفان، في بيان آنذاك، إن المعركة القانونية تتعلق برعاية الطفلين ولا تتعلق بطلاق أو أمور مالية.

هيا

وغاب عن الجلسة الأولية حاكم دبي، وحضر بالنيابة عنه ديفيد بانيك، أحد أكبر المحامين في بريطانيا.

الهروب من قصر بن راشد

وكانت وسائل إعلام بريطانية أكدت، أواخر يونيو الماضي، المعلومات التي تحدثت حول هروب زوجة حاكم دبي من الإمارات مع طفليها إلى بريطانيا عبر ألمانيا، وأكدت أن السبب يرجع إلى سوء المعاملة والرغبة في التحرر.

وأوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الأميرة هيا (الزوجة السادسة لنائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء)، هربت من الإمارات بصحبة طفليها جليلة (11 سنة) وزايد (7 سنوات).

ونسبت الصحيفة البريطانية إلى مصادر عربية عن إمكانية نشوب أزمة دبلوماسية بين الإمارات وألمانيا، على خلفية مساعدة دبلوماسية ألمانية للأميرة على الهرب، إذ لجأت أولاً إلى ألمانيا قبل الوصول إلى لندن بسرّية.

والأميرة هيا هي أخت غير شقيقة لملك الأردن، وتبلغ من العمر 45 عاماً، ودرست في بريطانيا في مدارس خاصة، ثم التحقت بجامعة أكسفورد المرموقة التي تعد معقل إعداد ساسة المستقبل في بريطانيا والخارج.

تزوجت هيا محمد بن راشد عام 2004 وأنجبت منه طفلين، وتولت رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية 8 سنوات إلى أن استقالت منه عام 2014.