سيناريو إسرائيليّ رسميّ : هجوم صاروخيّ إيرانيّ والاحتلال يرُدّ بقلب الجمهوريّة الإسلاميّة وانضمام سوريّة وحزب الله وحماس للحرب الشامِلة وعلى الإسرائيليين الاستعداد لواقعٍ أمنيٍّ جديدٍ
leroydeshotel
29 أكتوبر، 2019
أخبار
34 Views
الناصرة – “رأي اليوم” :
نقل المُحلِّل للشؤون العسكريّة، يوآف ليمور، عن موظفين كبار جدًا في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة قولهم إنّ إيران زادت السرعة كثيرًا من أجل فرض واقعٍ أمنيٍّ جديدٍ في منطقة الشرق الأوسط، مُضيفًا إنّ جميع القادة الأمنيين والسياسيين يتحدّثون بصوتٍ عالٍ وبنغمةٍ واحدةٍ، ويُشدِّدون على أنّ كيان الاحتلال سيتعرّض لهجومٍ كبيرٍ من الجهة الشماليّة-الشرقيّة.
وتابع المُحلِّل في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة أنّ ارتفاع التحذيرات قد يختلِف حسب السماعة، ولكنّ الموسيقى لا تتغيَّر، لافِتًا إلى أنّه ليس مُهّمًا من أين تأتي التحذيرات: من رئيس الوزراء نتنياهو، أوْ من القائد العّام للجيش الإسرائيليّ الجنرال أفيف كوخافي، أوْ من رئيس جهاز (الموساد) يوسي كوهين، ذلك أنّ الثلاثة يؤكِّدون وبالصوت العالي أنّ إسرائيل في ورطةٍ كبيرةٍ، على حدّ تعبير المصادر بتل أبيب.
وأشارت المصادر إلى أنّ الحديث يجري عن تحوِّلٍ إستراتيجيٍّ، إذْ أنّ النشاط الذي لا نهاية له في الحرب بين الحربين، والذي تصرّفت خلاله إسرائيل بشكلٍ مكثفٍ لتحقيق هدفيْن رئيسييْن: منع نقل الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله، ومنع تمركز إيران في سوريّة، قد شارف على الانتهاء، فعلى الرغم من الضربات العديدة واصل الجنرال قاسم سليماني، تثبيت مصالح بلاده في الهلال بين اليمن ولبنان، وكذلك غزة، كما أكّدت المصادر.
ولفتت المصادر عينها إلى أنّ الآمال بأنّ انسحاب واشنطن من الاتفاق النوويّ والعقوبات التي فرضتها على إيران ستتسبب في انهيارها الاقتصاديّ أوْ على الأقّل دفعها للتخلّي عن تطلعاتها، لم تتحّقق، كما أنّ الضغط الذي تمارسه إيران ببراعةٍ وجرأةٍ مُتزايدةٍ ما زال مُستمِّرًا: من إسقاط طائرة التجسس الأمريكيّة المُتطوِّرة والهجوم على حقول النفط في السعوديّة، بالإضافة إلى تقدمها البطيء والمطرد في برنامجها النووي، هذه العوامِل مُجتمعةً أثبتت أنّ طهران لا تتراجع فحسب ، بل إنّها تعمل وبوتيرةٍ عاليّةٍ على رفع اللهب، أيْ التصعيد العسكريّ، غيرٌ آبهةٍ بقوّة الولايات المُتحدّة، أكّدت المصادر واسعة الاطلاع بتل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ هذه الشجاعة الإيرانيّة، أوْ الجرأة، تلقت “دعمًا” كبيرًا نتيجة للسياسة الأمريكيّة، إذْ فشلت الأخيرة في الردّ على العدوان الإيرانيّ بالخليج، وانسحابها شمال سوريّة أكّد لطهران أنّه لا يوجد ثمن للعنف فحسب، بل إنّه يستحِّق العناء والتمسك به.
وهذا هو بالضبط سبب القلق في إسرائيل، إذا كان هناك في الماضي شعور بأن المحور الراديكاليّ بالمنطقة قد ضعُفَ، فمن الواضح الآن أنّه يزداد قوّةً، وإيران باتت أكثر جرأةً في الخليج، ومن المُرجَّح أنْ تتصرّف بنفس الطريقة بالنسبة لإسرائيل.
ولفتت المصادر الرفيعة في تل أبيب إلى أنّ زمن عدم الردّ من جانب إيران قد ولّى، إذْ أنّ التقديرات بالمؤسسة الأمنيّة بالكيان تؤكِّد الآن أنّ كلّ فعلٍ من جانب إسرائيل سيؤدّي حتمًا إلى ردّ فعلٍ من جانب طهران، وقد يكون الرد الإيرانيّ مباشرًا أوْ على الأرجح غير مباشر: من سوريّة أو العراق.
والردّ الإيرانيّ، تابعت المصادر بالكيان، سيكون على شكل هجومٍ صاروخيٍّ أوْ الهجوم بواسطة إرسال الطائرات بدون طيّاٍرٍ المُحملّة بالمُتفجّرات، كما هو الحال في السعودية، مُوضِحةً بالقوت عينه أنّه لدى إسرائيل معلومات استخباراتية جيّدة بشأن الخطط الإيرانيّة، ولكنها غيرُ كافيةٍ، إذْ أنّ تل أبيب غيرُ قادرةٍ على إغلاق أجوائها كليًّا أمام الهجوم الإيرانيّ، وفق المصادر.
وأشارت المصادر إلى أنّ التحدّي العملياتيّ الذي تُشكِّله إيران كبيرًا وخطيرًا، ويتطلّب اسعدادًا خاصًا في السياق الفوريّ لإحباطه، ، وأيضًا في التحضير للآثار المترتبة عليه: إذا تعرّض الكيان لأضرارٍ جسيمةٍ جرّاء الهجوم الإيرانيّ، فستقوم بالردّ بالمثل بضرب إيران في عقر دارها، وإذا تفاقم تبادل الضربات، فإنّهخ ستندلِع الحرب الشامِلة بمُشاركة سوريّة، حزب الله، وحركة حماس والمُقاومة الفلسطينيّة بقطاع غزّة، على حدّ تعبيرها.
وفي خُلاصة أقوال المصادر للمُحلِّل ليمور تمّ التشديد على أنّ هذه الأقوال ليس تحذيرًا من حربٍ فوريّةٍ قد تندلِع من لحظةٍ لأخرى، فإسرائيل مُلزمة على إيجاد الحلول غير الحربيّة، مثل الحصول على شرعيّةٍ دوليّةٍ وتشكيل حلفٍ ضدّ إيران، قبل اللجوء إلى ما أسمته بـ”الجنون”، إذا أُجبِرت على ذلك، وعليها، ختمت المصادر أنْ تجِد الفهم لدى الجمهور الإسرائيليّ بأنّه أمام انقلابٍ حادٍّ وكبيرٍ وخطيرٍ في الإقليم الأمنيّ الذي تعوّد عليه، وفق المصادر واسعة الاطلاع في المؤسسة الأمنيّة بالكيان.