بيروت- برلين- الأناضول- (د ب ا): قطع عدد من مناصري تيار المستقبل الذي يترأسه رئيس الحكومة اللبنانى الذي قدم استقالته سعد الحريري عدد من الطرقات في العاصمة بيروت، عصر الثلاثاء، احتجاجاً على الاستقالة على وقع الاحتجاجات التي بدأت منذ 13 يوماً نزولاً عند رغبة المحتجين.
وذكرت قناة “الجديد” المحلية أن محتجين من مناصري “تيار المستقبل” قاموا بقطع طريق المزرعة في بيروت بالكامل وكذلك طريق البربير، وطريق المدينة الرياضية باتجاه الكولا احتجاجاً على استقالة رئيس الحكومة.
ودعا تيار المستقبل اللبناني، الثلاثاء، أنصاره إلى الامتناع عن قطع الطرقات في العاصمة بيروت ومناطق لبنانية أخرى، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية.
وعقب استقالة زعيم التيار، سعد الحريري، من رئاسة الحكومة، عمد عدد من مناصري التيار إلى قطع طرقات عدة في العاصمة بيروت والبقاع ومناطق أخرى، رفضًا لاستقالته وحده.وطالب مؤيدو الحريري باستقالة كل من رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، وليس الحريري بمفرده.
وقال تيار المستقبل في بيان تلقت الاناضول نسخة منه بتوجيه من الرئيس الحريري، نتمنى من جميع المناصرين، الامتناع عن أي تحرك اعتراضي في الشوارع والساحات، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية؛ لتسهيل تنقل المواطنين.
وكان الحريري قال في كتاب الاستقالة عملاً بالأصول الدستورية ونظراً للتحديات الداخلية التي تواجه البلاد ولقناعتي بضرورة إحداث صدمة إيجابية وتأليف حكومة جديدة تكون قادرة على مواجهة التحديات والدفاع عن المصالح العليا للبنانيين، أتقدم باستقالة حكومتي.
وجاءت استقالة الحريري في اليوم الثالث عشر للاحتجاجات الشعبية في مختلف المناطق اللبنانية، المطالبة بإسقاط النظام وتشكيل حكومة إصلاحية بعيدة عن الطبقة السياسية الحاكمة.
وبدأت الاحتجاجات في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، رفضًا لمشروع حكومي لزيادة الضرائب على المواطنين في موازنة 2020، قبل أن ترفع سقف مطالبها أيضًا إلى استعادة الأموال المنهوبة، ومكافحة الفساد المستشر ومحاسبة المفسدين، وفق المحتجين.
ومنذ اليوم التالي لاندلاع المظاهرات، أقفلت معظم المؤسسات الرسمية والخاصة في لبنان، على رأسها المؤسسات التعليمية والمصارف، في ظل إضراب عام يفرضه المتظاهرون عبر قطع الطرقات الرئيسية، لا سيّما الطريق السريع الساحلي الذي يربط المدن الرئيسية ببعضها.
من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، من حدوث “فراغ سياسي” في لبنان بعد استقالة سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية.
وقال ماس الثلاثاء قبل مغادرته العاصمة المصرية القاهرة:” الشيء المهم بدرجة بالغة هو ألا يستمر الاستقرار في بيروت في التأثر سلبا (بعد الاستقالة)”.
وذكر الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: “نحن في غنى عن حدوث فراغ سياسي وتحديدا في الموقف الراهن”.
وكان الحريري أعلن في وقت سابق من اليوم أنه سيقدم استقالته للرئيس ميشيل عون، وجاءت الاستقالة تحت ضغط احتجاجات شعبية كبيرة مستمرة منذ أيام في لبنان ضد الفساد وسوء الحالة الاقتصادية في البلاد.
وأوضح الحريري أنه وصل إلى “طريق مسدود” في مساعيه إلى التوصل إلى حل للأزمة الاقتصادية.
وأكد ماس أن التطور اللاحق في لبنان “له أهمية حاسمة بالنسبة لنا وأيضا بالنسبة للمنطقة كلها” وأعرب عن أمله في أن تحتفظ الاحتجاجات في بلاده بطابعها السلمي.
ومن جانبه، دعا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في بيان السلطات اللبنانية إلى العمل بسرعة لتشكيل حكومة جديدة وفق المعايير الدستورية تلبي تطلعات الشعب.
ودعا “جميع القادة والقوى السياسية إلى الامتناع عن التصريحات والأفعال التي يمكن أن تشعل التوترات وتحرض على المواجهة والعنف”.
وحث كوبيتش القوى الأمنية الشرعية على الحفاظ على النظام والأمن واحترام القانون وإتخاذ إجراءات ضد من يحرضون على العنف، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي وحماية المتظاهرين المدنيين الذين عليهم الالتزام بالطابع السلمي لمظاهراتهم.
وذكّر كوبيتش “الأحزاب السياسية تتحمل كامل المسؤولية عن سلوك وأفعال مناصريها والسيطرة عليهم، خصوصاً إذا افتعلوا الاشتباكات مع المتظاهرين السلميين أو القوى الأمنية”.
وقال “تبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم لبنان واستقلاله السياسي واستقراره وأمنه ووحدته وسلامة أراضيه”.