إسرائيل، الإمارات والسعوديّة تسعى بخطىً حثيثةٍ لإقناع واشنطن بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإيرانّ، ولكنّ الرئيس ترامب أوضح بصورةٍ غيرُ قابلةٍ للتأويل: لسنا بصدد نزاعٍ عسكريٍّ مع الجمهوريّة الإسلاميّة، وفي هذا السياق لفتت مصادر رفيعة في تل أبيب إلى أنّ التقييم في المؤسسة الدفاعيّة بالكيان هو أنّ طهران بصدد إنتاج أجهزة بالفعل، والخوف هو أنّها ستعمل على تحويلها إلى قاذفات الصواريخ ونقلها إلى حزب الله، وأنّ افتراض العمل الأمنيّ هو أنّه يُمكِن تلبية قدرات إيران في الساحات الأخرى التي تعمل فيها.
وتابعت المصادر إنّ تقييم مؤسسة الدفاع بتل أبيب هو أنّ السفن الإسرائيليّة مُهدّدّة أيضًا بصرف النظر عن تفوقها في الساحة البحريّة أمام جيوش العدوّ، كما أثيرت تهديدات أمنية في منتدىً أمنيٍّ إسرائيليٍّ مُغلقٍ، كما أفادت صحيفة (هآرتس)، ومن بين أمورٍ أخرى، تستعد إسرائيل أيضًا لاحتمال تعرّض السفن الإسرائيليّة لأضرارٍ من الجوّ وصواريخ بعيدة المدى تُطلق من الأرض والمركبات المدرعة وناقلات الجنود المدرعة والتسليم السريع، كما قالت للصحيفة العبريّة.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ إيران هي المسؤولة عن تنفيذ العمليات “الإرهابيّة” في السعوديّة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه من خلال المعلومات التي جمعتها الاستخبارات الإسرائيليّة على مُختلف أذرعها يتبيّن أنّ العمليّات هي نتاج تخطيطٍ عسكريٍّ رائعٍ ومهنيٍّ، وأنّ المُنفذّين قاموا بالعمليات دون أنْ يتركوا وراءهم آثارًا قد تُورِّط إيران في العملية، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة.
إلى ذلك، وفي خطوةٍ لافتةٍ للغاية كشف قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الجنرال عميكام نوركين، عن أنّ المُقاتلات الإسرائيليّة تنشط وتعمل في البحر الأحمر، كما نقلت عنه قناة (كان) شبه الرسميّة في التلفزيون العبريّ. وقالت المصادر العسكريّة في تل أبيب إنّ هذا التصريح كان مُفاجئًا للغاية، لأنّها المرّة الأولى التي يُقّر فيها الكيان بأنّ طائراته تعمل في البحر الأحمر، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ هذا النشاط يتّم بالتنسيق مع سلاح البحريّة الإسرائيليّة، وبشكلٍ خاصٍّ مع وحدة الكوماندوز البحريّة (شاييطت13) النُخبويّة والمُختارة.
ومن غير المُستبعد بتاتًا أنّ هذا التصريح هو تكملةً لما كانت قد أفصحت عنه مصادر أمنيّة رفيعة في الكيان والتي أكّدت في منتدىً أمنيٍّ من المستويات السياسيّة والأمنيّة، أنّه في السنوات الأخيرة حولّت إيران صواريخ بعيدة المدى إلى صواريخ دقيقةٍ لاستخدامها في الساحة البحريّة، وطورّت قدرات من خلال التقنيات GPS والوسائل البصريّة المُتقدمّة لجعل هذه الصواريخ البدائيّة دقيقة، بحسب المصادر.
يُشار إلى أنّ البحر الأحمر هو مصدر توتّرٍ كبيرٍ لتواجد السفن الإيرانيّة في المنطقة، ولا يُستبعد بالمرّة أنْ يكون قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ بتصريحه اللافت قد أراد من وراء ذلك، توجيه رسالةٍ حادّةٍ كالموس للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على ضوء التوتّر الحاصِل بينها وبين الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، علمًا أنّ إسرائيل والإمارات العربيّة المُتحدّة والمملكة العربيّة السعوديّة تُحاوِل دفع واشنطن إلى شنّ حربٍ ضدّ طهران بشتّى الطرق والأساليب.
ولكنّ الرئيس الأمريكيّ ترامب أكّد نهاية الأسبوع لقيادات الجالية اليهوديّة في الولايات المتحدة، عدم رغبته في تحويل التوترّات القائمة بين واشنطن وطهران إلى نزاعٍ عسكريٍّ بينهما، وفق ما أوردت وسائل الإعلام العبريّة، ووفقًا للقناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، قال الرئيس الأمريكيّ في خطابٍ وجهّه إلى نحو ألف شخصيّةِ يهوديّةٍ بارزةٍ في البلاد لمُناسبة عيد رأس السنة العبريّة، ردًا على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن تنوي اتخاذ إجراءاتٍ أخرى عُلاوةً على العقوبات بهدف ما أسموه بـ”ردع العدوان الإقليميّ الإيرانيّ”، قال الرئيس الأمريكيّ إنّ واشنطن ستستمِّر في موقفها الصارم تجاه طهران لكنّها لا تتطلّع إلى الحرب، على حدّ قوله، وشدّدّ التلفزيون العبريّ على أنّ هذا الموقف أدّى إلى خيبة أملٍ كبيرةٍ لدى صُنّاع القرار بالكيان، لافِتًا إلى أنّ إسرائيل لم تذكر هذه المرّة الخيار العسكريّ ضدّ إيران، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ.
إلى ذلك، ذكر موقع ” “ISRAEL DEFENSأن القادة في جيش الاحتلال يقولون إنّ سلاح البحريّة الإسرائيليّ الآن في أهليةٍ عملياتيّةٍ مُرتفعةٍ، موضحًا أنّ هذا ما تبيّن جرّاء الاختبار المفاجئ الذي أطلق عليه تسمية “اختبار رئيس الأركان” الذي يفحص أهلية الأسلحة.
وأشار الموقع إلى أنّه جرى يوم أمس “اختبار رئيس الأركان” بهدف فحص سلاح البحريّة في الساحة الشماليّة من خلال سيناريوهاتٍ قتاليّةٍ والانتقال من الروتين إلى الطوارئ والردّ على مختلف السيناريوهات المتطرفة على طول الحدود البحريّة والبريّة الشماليّة لكيان الاحتلال الإسرائيليّ.
وتحدّث بيان الجيش الإسرائيليّ عن أنّ مهماتٍ دفاعيّةٍ وهجوميّةٍ نُفّذت خلال المناورة وذلك على خططٍ تشغيليّةٍ، كما استُخدِمت وسائل قتاليّة متطورّة، والتدرّب على مناوراتٍ معقدةٍ، مضيفًا أنّ هذا الاختبار هو الأوّل في سلسلة اختبارات رئيس الأركان التي ستجري في الجيش مرّة كلّ عدّة أشهرٍ، كما أكّد بيان جيش الاحتلال الإسرائيليّ.