الإندبندنت عربية :
أعلنت القيادة الأميركية العسكرية في أفريقيا (الأفريكوم) مقتل ثمانية عناصر من تنظيم “داعش” في مدينة مرزق جنوب ليبيا، بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها.
تنسيق استخباراتي ليبي أميركي يأتي إثر بدء عناصر “داعش” زحفها على رمال الجنوب الليبي، الذي يعاني فراغاً أمنياً ومؤسساتياً جراء فشل جميع الحكومات المتعاقبة على ليبيا في تدوير عجلة التنمية في هذه الجهة الحدودية، التي تتقاسم شريطاً ترابياً مع دول أفريقية تنحدر منها غالبية عناصر التنظيم، كالتشاد والجزائر والسودان.
وتفيد معلومات أمنية بأن التنظيم يجاهر بتحشيداته في جبال منطقة الهروج الليبية. وهي تحشيدات تزامنت مع هجمات لقوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، على قوة حماية سرت (المعقل الرئيسي للتنظيم الذي خسره عام 2016)، وتركزت أساساً قرب منطقة الزعفران، التي ارتكب فيها “داعش” مجازر بحق مواطنين ليبيين عارضوا وجوده، وحول قاعدة القرضابية الجوية، وهي أهم قاعدة جوية في ليبيا وشمال أفريقيا.
ويذكر أن “داعش” أعلن في وقت سابق أنه سينتقم لخسارته في مدينة سرت، التي تضم واحداً من أهم الأحواض النفطية وميناءً بحرياً يطل على البحر الأبيض المتوسط ومحطة بخارية لتوليد الطاقة الكهربائية. وتعد المدينة نقطة ربط إستراتيجية بين الغرب والشرق الليبي.
الثأر لخسارة سرت
كثفت قوات حفتر ضرباتها الجوية على مدينة سرت مستهدفة القوة الوطنية لحماية وتأمين سرت من المجموعات الإرهابية، التي تتربص بأسوار المدينة في محاولة للثأر لخسارتها معقلها الرئيسي في ديسمبر (كانون الأول) 2016، حين تمكنت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق من القضاء على أهم معقل للتنظيم خارج قواعده المعروفة في العراق وسوريا.
الهجوم جاء مباشرة بعد إفشال قوة تأمين سرت تحركات لخلايا الذئاب المنفردة (عناصر قليلة العدد يعتمد عليها التنظيم لتنفيذ عمليات انتحارية) كانت تحاول التسلل إلى المدينة.
ويذكر أن الذئاب المنفردة كانت قد نجحت في الهجوم على مدينة الفقهاء ومرزق جنوب البلاد في وقت سابق.
وقال المتحدث باسم قوة تأمين وحماية سرت طه حديد، إن هجوم حفتر يأتي في إطار توظيف ملف التنظيم لخدمة أهدافه التي تتلخص أساساً في تحويل نظر الرأي العام عن فشله في معركة طرابلس، التي بدأت في 4 أبريل (نيسان) الماضي.
تمدد “داعش”
في المقابل، صرحت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي أن الهجوم الجوي استهدف نشاطات لمجموعات أجنبية تتخذ من مصراته وسرت أرضاً لزعزعة الأمن القومي الليبي.
وهي تصريحات نفاها الخبير العسكري في حكومة الوفاق العقيد عادل عبد الكافي، مؤكداً أن الضربات الجوية طاولت قوة وطنية يشهد لها المجتمع الدولي بقدرتها القتالية وتصديها للتنظيمات الإرهابية، وقانونياً تابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق.
وحذر من استغلال “داعش” لعملية الإلهاء التي يمارسها حفتر للتمركز من جديد في سرت، على الرغم من صعوبة إعادة تنظيم صفوفه.