Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هل يمتلك الحوثيون طائرات مسيرة يفوق مداها 1000 كم؟

الهجمات على منشآت نفط سعودية هزت الأسواق العالمية

لا يزال الحديث يتصاعد حول الجهة المسؤولة عن قصف منشآت نفطية سعودية، السبت (14 سبتمبر 2019)، وأدت إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط، ما أحدث زلزالاً في الأسواق العالمية وقفزات هائلة في أسعار النفط.

وعلى الرغم من إعلان الحوثيين وقوفهم خلف العملية فإن تقديرات استخبارية أمريكية تشير إلى أن الهجمات انطلقت -على الأرجح- من العراق أو إيران، وأنه لا يُمكن ضرب 19 هدفاً بـ10 طائرات بدون طيار، كما تقول جماعة “الحوثي”.

هجمات بقيق

ونقلت شبكة “ABC” الأمريكية عن مسؤول أمريكي قوله إن الهجوم على “أرامكو” نُفذ بما يقرب من 12 صاروخ كروز، وأكثر من 20 طائرة مسيرة من الأراضي الإيرانية.

كما نقلت قناة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول كبير في إدارة ترامب قوله: إنه “من الصعب للغاية أن تأتي هذه الطائرات أو القصف من اليمن، ولا يمكن أن تأتي إلا من إيران أو العراق”.

وأوضح أن صور الأقمار الصناعية التجارية المشتركة تشير إلى أن “جميع نقاط التأثير في المنشآت السعودية كانت في الجانب الشمالي الغربي منها، وهو أمر يصعب القيام به إلى حد ما من اليمن”.

ويوجد في محافظة بقيق، التي تقع على بُعد 150 كيلومتراً شرقي العاصمة الرياض، أكبر معمل لتكرير النفط بالعالم، في حين يوجد بمنطقة خريص (على بُعد 190 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من الظهران)، ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.

الحشد الشعبي؟

من جانبه قال مسؤول مخابراتي عراقي رفيع لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، بأن الضربات التي شلت صناعة النفط السعودية تمت بواسطة طائرات مسيرة إيرانية أطلقت من معسكرات للحشد الشعبي في الجنوب العراقي.

وذكر المسؤول العراقي أن الهجمات على منطقتي بقيق والخريص كانت رداً على الغارات الإسرائيلية بطائرات مسيرة على معسكرات للحشد ومواكبه، في أغسطس الماضي، والتي تم تنسيقها وتمويلها من قبل السعوديين.

وأشار المصدر نفسه إلى أن ثمة سببين وراء شن هجمات السبت؛ الأول رسالة من إيران إلى أمريكا وحلفائها بأنه ما دامت الضغوط والعقوبات مستمرة على طهران فلا أحد سينعم بالاستقرار في المنطقة.

أما السبب الثاني فهو توجيه إيران رداً قوياً على الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي انطلقت من مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية (شمال شرقي سوريا) على مواقع للحشد الموالي لطهران.

ولفت ضابط المخابرات العراقي إلى أن المسافة بين العراق وحقول النفط السعودية كانت “أقل من نصف المسافة التي كانت ستقطعها الطائرات المسيرة فيما لو أطلقت من قواعد تابعة للحوثيين في شمال اليمن”.

وأوضح أن “الطائرات المسيرة قطعت مسافة تتراوح ما بين 500 إلى 600 كيلومتر، بينما كانت ستضطر للتحليق لمسافة تتراوح ما بين 1100 و1300 كيلومتر فيما لو أنها أطلقت من قواعد تابعة للحوثيين”.

إصرار “الحوثي” يقابله تشكيك

وإزاء كل هذه التطورات خرج المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، ببيان مقتضب قال فيه: إن “الهجمات على أرامكو نُفذت بطائرات تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث”، مؤكداً في الوقت ذاته أن باستطاعتهم “الوصول إلى أي مكان في السعودية”.

وحذر “الأجانب من الوجود في المعامل والمنشآت النفطية التي تم استهدافها سابقاً”، مطالباً الرياض بمراجعة حساباتها ووقف عدوانها وحصارها على اليمن.

وهذا الاستهداف الثالث للجماعة على منشآت أرامكو النفطية بطائرات مسيرة، خلال الشهور الأربعة الماضية، وذلك بعد الهجوم على حقل الشيبة بالمنطقة الشرقية بـ10 طائرات مسيرة مفخخة (17 أغسطس 2019)، والهجوم على محطتي “عفيف” و”الدوادمي” بمنطقة الرياض لضخ نفط أرامكو (15 مايو 2019).

وفي هذا الإطار يقول الخبير العسكري اليمني علي الذهب: إن “الحوثيين ليس لديهم قدرات ذاتية يمكن بواسطتها ضرب أهداف داخل العمق السعودي بطائرات دون طيار أو صواريخ مجنحة (كروز) فيما يزيد عن 170 كيلومتراً”.

وأوضح في حديث خاص لـ”الخليج أونلاين”، أن “جماعة الحوثي لديها القدرة على ذلك، ولكن لديها القدرة في مجال الصواريخ الباليستية بعد تحديث بعضها وتخفيف وزنها المتفجر”، لافتاً إلى أن بعضها “وصل إلى الرياض، لكن تأثيرها لم يكن فاعلاً لأن الرأس المتفجر وزنه خفيف”.

اليمن

وبناء على ذلك، يضيف الذهب، لجأ الحوثيون إلى الطائرات المسيرة بدون طيار، متسائلاً: “هل تطلق كلها من اليمن أم تبقى ضمن منظومة تعاون مع إيران؟”، مشيراً إلى أن “تقرير لجنة الخبراء بالأمم المتحدة تحدث عن ذلك بوضوح”.

وكان تقرير أممي كشف، أواخر يوليو 2018، أن الحوثيين لا يزالون يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار “لديها خصائص مماثلة” للأسلحة المصنعة في إيران، وذلك بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015.

ورجح الذهب ما ذهبت إليه التقارير الأمريكية بأن الهجمات لم تكن من اليمن؛ إذ قال في تصريحاته لـ”الخليج أونلاين”: إن “الهجمات أطلقت من داخل أراضٍ إيرانية على الحدود مع العراق، أو من داخل أراضٍ عراقية على الحدود مع إيران، من المنطقة التي تُعرف بشط العرب في البصرة، فضلاً عن احتمال ثالث؛ وهو أن تكون أطلقت من داخل مياه الخليج”.

هجمات بقيق

كما رجح الخبير العسكري عدة احتمالات فيما يتعلق بهجمات بقيق وخريص؛ الأول أنه في حال ضربت إيران من أراضيها على حدود العراق فهو من باب “إحداث لبس وبلبلة في تحديد الأماكن”.

أما الاحتمال الثاني وهو “من داخل العراق”، فعندها سيكون رد بغداد أن القصف “صادر من جماعات مسلحة وليس تشكيلات رسمية”، وستعلن نيتها ملاحقتها وتعقبها؛ كموقف سياسي صادر عن الدولة العراقية.

أما تبني الحوثيين للعملية فوصفه بأنه محاولة لـ”تشتيت الأنظار عن الأماكن التي أطلق منها، ويثار حولها الجدل”، مستشهداً بتبنيهم المسؤولية بعد فترة من وقوعها وليس فوراً، وذلك بـ”التنسيق مع إيران”.

طائرات بمحركات جديدة؟

وشكك “الذهب” فيما قاله المتحدث العسكري باسم الحوثيين حول امتلاك الجماعة طائرات تعمل بمحركات جديدة، وأكد أن تصريحاته موجهة إلى الداخل لأغراض تعبوية وعسكرية وتكتيكية من خلال حشد المقاتلين وطمأنة المناصرين، وأن لديهم قيادة قوية، مشيراً إلى أن الصيت الإعلامي أكبر من الإمكانيات.

أما على الصعيد الخارجي فكشف أن تصريحات الناطق باسم الحوثيين هدفها مخاطبة السعودية والضغط عليها لوقف الحرب، إضافة إلى إثارة الرعب وضرب الجبهة الداخلية في المملكة.

ورجح أن تكون إيران زودت الحوثيين ببعض معامل للطائرات الصغيرة التي تطير من 80 إلى 120 كيلومتراً، ولا تعتمد على الأقمار الصناعية.

أما الطائرات الكبيرة، وتحديداً بمنطقة الشرق الأوسط، فأشار إلى أن “إسرائيل” هي على رأس من يمتلكها، ثم تركيا فإيران، وهي الدول الرائدة بالمنطقة، كاشفاً عن محاولات أخرى من بعض الدول لصناعة تلك الطائرات.

الطائرات الإيرانية بدون طيار

تعد إيران، إلى جانب كل من روسيا والصين والولايات المتحدة و”إسرائيل”، من أكبر مصنعي الطائرات دون طيار في العالم.

والطائرات الإيرانية المسيرة والموجهة عن بعد تستخدمها طهران في عمليات مهام المراقبة والاستطلاع في نطاقات لا تقل عن 200 كيلومتر، وكذلك استخدامها لضرب أهداف أرضية فردية باستخدام القنابل والصواريخ الموجهة.

طائرة كرار

وأنتجت إيران عدة مئات من الأنواع المختلفة للطائرات بدون طيار، وبدأت بتصديرها في عام 2011 إلى الدول الحليفة، وتُعد الطائرة المسيرة “كرار” من أهم جهود طهران في مجالة صناعة الطائرات القتالية، التي أزيح الستار عنها عام 2010.

ويبلغ مدى “كرار” 1000 كيلومتر، وسرعتها نحو 900 كيلومتر في الساعة، ولها إمكانية حمل شحنة تزن نحو 500 كيلوغرام، وسقف تحليق يتراوح ما بين 25 ألفاً و40 ألف قدم (7500 إلى 12000) متر، فضلاً عن إمكانية تجهيزها بقنابل 250 و500 باوند، فقد تم تجهيزها بصاروخ كروز البحري “كوثر” أيضاً، والذي بإمكانه إصابة الأهداف المعادية في البحار.