كتب الكاتب إيليا مغناير مقالا في صحيفة “الراي” الكويتية عن توقعات رد حزب الله اللبناني على العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وفيما يلي نص المقال :
“تستمرّ بيروت “على أعصابها” في إنتظار ما ستؤول اليه التطورات في ضوء قرار “حزب الله” المُتخَذ بشنّ ضربة إنتقامية ضد إسرائيل التي قتلت ناشطيْن من الحزب في سورية وأغارت بطائرتيْن مسيّرتيْن على هدف أمني على جانب من الأهمية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويتزايد القلق من مغبة إستدراج ردّ “حزب الله” رداً إسرائيلياً على الردّ الأمر الذي من شأنه تحويل البلاد ملعب نار يصعب التكهن بنهاياته في ظل الفوضى التي تعيشها المنطقة منذ أمد طويل. وكشفت مصادر معنية في ما يُعرف بـ “محور المقاومة” لـ “الراي” عن أن العملية التي يعتزم “حزب الله” تنفيذها تتوقف أولاً على “الموفّقية” في إصطياد أهداف يريدها، مشيرة إلى أنه يفترض أن يجري الردّ على الضربة المزدوجة التي قامتْ بها إسرائيل في غضون 72 ساعة.
ولفتت هذه المصادر إلى أن الثمن الذي يريده “حزب الله” سيكون بحجم الضربة الموجعة التي تلقّاها، وتالياً لا يمانع، وبحسب الموفّقية، بأكثر من قتيليْن أو ثلاثة في صفوف الإسرائيليين. وفَهمت المصادر عيْنها من كلام الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله عن أن الردّ سيكون في لبنان، أن الأمر لا يرتبط بخطأ لغوي، بل أن الطيران الحربي الإسرائيلي لا المسيّر سيكون هدفاً، وخصوصاً أن هذا الأمر يتزامن مع معلومات عن أن الحزب تَسلّم منظومة صواريخ إيرانية شبيهة بـ S-300 الروسية.
وكشفت المصادر المعنية في “محور المقاومة” عن أن الأميركيين والفرنسيين سعوا في إتصالاتهم اللبنانية إلى توفير سلّم لإنزال نصرالله عن الشجرة حين نقلوا تعهّداً إسرائيلياً بعدم الردّ إذا أَسْقط “حزب الله” طائرة إستطلاع أو أكثر. وقالت المصادر عيْنها إن “حزب الله” رَفَضَ العرض لأنه يعتزم ردّ الصاع صاعين، وتالياً يريد دماً إنتقاماً لمقتل إثنيْن من كوادره في سورية.
وتحدّثت هذه المصادر عن أن إسرائيل تملك معلومات عن وجود الآف المواقع لـ “حزب الله” في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وهي ستكون عرضة للقصف. وتالياً فإن الأوامر صدرت بإخلائها بعد دقائق من حصول الهجوم ضدّ أهداف إسرائيلية.
وفي تقدير هذه المصادر أن تحديد ما يشبه مهلة الـ 72 ساعة للردّ يعود إلى الرغبة في إفساح المجال أمام الداخل الإسرائيلي لمحاسبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إيقاظه الجبهة النائمة مع لبنان منذ العام 2006، مما سيقوّض فرص إعادة إنتخابه من جديد.
وأشارت المصادر الى أن نتنياهو يعتبر الإنتخابات المقبلة مسألة حياة أو موت بالنسبة إليه نظراً لملفاته القضائية التي إتفق مع الأحزاب التي يمكن أن يشكل معها الإئتلاف الحكومي في حال فوزه على قفْلها، وتالياً فإنه سيكون محشوراً في الزاوية في ضوء الردّ الأكيد لـ “حزب الله”.