الاتحاد :
رئيس وزراء الهند: «وسام زايد» جائزة لروح الثقافة الهندية
محمد بن زايد مصافحاً ناريندرا مودي عقب تقليده «وسام زايد»
أبوظبي (الاتحاد)
عبّر دولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، عن شكره وتقديره الشديد لحصوله على «وسام زايد» الذي قلده لدولته صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته أمس لدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً دولته أن هذه الجائزة لا تمنح لفرد بل لروح الثقافة الهندية، وسيكرسها دولته لمهارات وقدرات الشعب الهندي بأكمله. وقال دولة رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة في تغريدة بـ«تويتر»: «هذه الجائزة ليست لفرد بل هي جائزة لروح الثقافة الهندية، وأكرسها لمهارات وقدرات 1.3 مليار هندي.. أشكر حكومة دولة الإمارات على هذا الشرف».
وقال دولته في تغريدة ثانية: «كان لقائي مع صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، ممتازاً.. تحدثنا عن مواضيع متعددة بما فيها سبل تحسين العلاقات التجارية والثقافية بين الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة. وإن التزامه الشخصي بعلاقات ثنائية وطيدة وقوية للغاية».
الاتحاد
من هو مودي :
الأناضول :
العنصرية.. راهب متعصب على رأس أكبر ولاية هندية
بعد فوز حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي الحاكم، بثلاثة أرباع الأصوات في انتخابات الولاية التي جرت بين 11 فبراير/ شباط و8 مارس/ آذار
İstanbul
محمد أوزاي/ الأناضول
تصاعد القلق من تعكر السلم المجتمعي في الهند بين المسلمين والهندوس، الذي كثيرا ما يبدو هشا، بعد اختيار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، راهبا هندوسيا معروفا بمعاداته للمسلمين، لرئاسة حكومة أوتار براديش، أكبر ولاية هندية والتي يعيش فيها 40 مليون مسلم.
وبعد فوز حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي الحاكم، بثلاثة أرباع الأصوات في انتخابات الولاية التي جرت بين 11 فبراير/ شباط و8 مارس/ آذار، اختار مودي لرئاسة حكومة الولاية رجل الدين الهندوسي يوغي أديتياناث، المعروف بتصريحاته المعادية للمسلمين، والمسجل ضده أكثر من 10 قضايا جنائية بينها محاولة قتل وتحريض على عمليات إجرامية وأعمال شغب.
وخلال الانتخابات في ولاية أوتار براديش، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، 20% منهم مسلمون، كان حزب بهاراتيا جاناتا يطرح اسما آخر معروفا بتوجهاته العلمانية، لتولي رئاسة حكومة الولاية، وهو ما أكسب الحزب 15% من أصوات الناخبين المسلمين في الولاية.
إلا أن مودي فاجأ الجميع بتعيين أديتياناث، أحد أبرز الأسماء في أكثر الأجنحة تشددا في الحزب، في المنصب، وهو ما أثار انتقاد المسلمين، وأحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب المؤتمر، خاصة وأن اختيار قومي متشدد على رأس أكبر ولاية هندية يتعارض مع الأهداف التي أعلنها مودي لتحقيق التنمية في الهند عبر عدة وسائل على رأسها جذب الاستثمارات الأجنبية.
وبما أنه لا يمكن القول إن مودي لم يتمكن من قراءة التركيبة الاجتماعية للولاية، إذ أنه قادم من عالم الأعمال وصاحب خبرة سياسية تضمنت تولي رئاسة حكومة إحدى الولايات، فإنه لابد من البحث عن أسباب أخرى لهذا القرار.
قرار شعبوي
يمكن القول إن مودي اتخذ قرار تعيين أديتياناث، في استجابة للتوجه الشعبوي بين الهندوس، باعتباره سياسيا يمتلك القدرة على تمثيل الهندوس.
ومن المفيد الإشارة في هذا الإطار إلى أن مودي بدأ حياته السياسية مع الحزب الوطني الهندوسي (راشتريا سوايام سيفاك سانغ)، قبل أن ينتقل إلى حزب بهارتيا جاناتا، القومي الهندوسي، ويتولى فيه مناصب هامة.
كما أن ولاية غوجارات شهدت خلال تولي مودي حكمها عام 2002، هجمات ضد المسلمين أسفرت عن مقتل حوالي ألف شخص، واتُهم مودي بأن له يدا في تلك الأحداث، إلا أن المحكمة برأته.
وبالإضافة إلى تخوف المسلمين في الولاية من أن يؤدي تعيين أديتياناث إلى التأثير على حياتهم بشكل سلبي، يرى حزب المؤتمر أن نقل السياسات القائمة على الدين إلى مركز العمل السياسي في البلاد، خطأ استراتيجي كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعيين هندوسي متطرف على رأس أكبر ولاية في البلاد.
ويحذر قادة المؤتمر من أن الهند عبر خطوت من هذا القبيل، ستدخل مرحلة تغير أيديولوجي وديني وثقافي.
الهيندوتفا.. الهند للهندوس
يوغي أديتياناث الذي يبلغ من العمر 44 عاما، ليس اسما جديدا على الساحة السياسية في أوتار براديش وفي الهند، إذ أنه انتخب لعضوية البرلمان المحلي خمس مرات، أولها عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره.
يختلف أديتياناث عن بقية أعضاء البرلمان بكونه رجل دين هندوسي، وراهب في أحد المعابد الهندوسية، كما أنه يتبنى أيديولوجية “الهيندوتفا” التي تشترط كون الفرد هندوسيا لكي يكون هنديا، وتعادي أفراد الديانات الأخرى، وتدعو لطردهم من الهند.
وفي حال اتبع أديتياناث سيسات تمييزية ضد المسلمين، سيحمل ذلك خطر نشوء أزمة ثقة بين المسلمين والهندوس، ليس في الولاية فقط وإنما في جميع أنحاء الهند.
ويمكن النظر إلى تعيين أديتياناث رئيسا لحكومة أوتار براديش، باعتباره جزءا من تصاعد اليمين المتطرف في أنحاء عدة من العالم، على رأسها غرب أوروبا والولايات المتحدة.
فاز حزب بهاراتيا جاناتا بالحكم في الهند عام 2014، بعد اتهامات لحزب المؤتمر الحاكم في ذلك الحين بالفساد، وفي حين وعد بهاراتيا جاناتا ناخبيه بتحقيق تقدم اقتصادي، يجد الشعب الهندي نفسه الآن في مواجهة خطر انهيار السلم الاجتماعي، بسبب السياسات القائمة على أسس دينية التي يتبناها الحزب.
الأناضول