وأوضح بينكوفسكي، وهو ماسوني من مؤيدي السياسة العنصرية الإسرائيلية، أن السلطات المغربية ستقوم باستكمال هدم البرج اليوم الخميس، وقال: «نحن نشيطون في المغرب منذ 2014، نحب دفء الناس، والأفكار والمشاريع التي لا نهاية لها»، وأنه إذا تم إنتاج ما يكفي من الخبز المعلب في المغرب فلن يموت أي طفل بسبب الجوع في إفريقيا.
وأطلق مالك المشروع نداء على صفحته للتبرع لمنظمته «بيكسل هيلبر» تضامناً معه بعد هدم «ذكرى المحرقة النازية في حق اليهود بأوروبا، والمسلمين الأويغور في الصين، وأقليات السينتي والروما بجميع الدول، وجميع الفلسطينيين الذين قتلوا».
وبدأت السلطات المحلية في الحوز/ مراكش، يوم الإثنين، هدم نصب الهولوكوست الذي بنته المنظمة الألمانية بدوار «الكركور» بجماعة «أيت فاسكا»، بسبب عدم توفره على أي ترخيص بالبناء، في حين طالب مالك المشروع المغرب بتعويض مالي حدده في 100 أورو.
وكشف مسؤول في بلدية «أيت فاسكا» أن مالك مشروع «نصب الهولوكوست» كان يوزع 400 خبزة يومياً على أطفال دوار «الكركور» بعد أن يضع رمز الماسونية عليها، وأوضح أن بينكوفسكي استأجر منذ سنة منزلاً في منطقة خلاء، وأن الجميع ظن في البداية أن صاحب المنزل كان يقوم فقط بأعمال بستنة في المنزل الذي اكتراه بعد أن أحاطه بسور، غير أنه اتضح في الأسابيع الأخيرة أنه يشيد قبوراً وأفراناً كنصب تذكاري لمحرقة الهولوكوست، وأن العمال الذين شيدوا تلك القبور والأفران وبرجاً كبيراً عليه رمز الماسونية لم يكونوا على علم بما يقومون به، قبل أن يتضح ذلك بعد أن كتب صاحب المشروع عبارة Memory holocauste Marrakech على واجهة سور المنزل. وقال المسؤول الجماعي إن مالك المشروع كان يقوم، موازاة مع أشغال بناء النصب التذكاري لـ«الهولوكوست»، بتوزيع الخبز بالمجان على أطفال بلدة «الكركور»، وكان ينوي شراء المنزل بعد إنهاء مشروعه دون أن يحصل على أي ترخيص من السلطات المحلية لتشييد المشروع، كما سبق للسلطات أن حررت محضراً له، بعد أن اتضح أنه يقوم بالبناء خارج القانون.
ونقل موقع «العمق» عن المسؤول الذي حضر عملية الهدم يوم الإثنين، أن العملية بدأت في حدود الساعة السابعة مساء، وأن مالك المشروع لم يبد أي اعتراض على عمل السلطات، حيث ظل وزوجته داخل المنزل ولم يخرج منه إلا بعد الانتهاء من الهدم. وأكد أن السلطات المحلية ستواصل عملية هدم برج للماسونية شيده صاحب المشروع، بعد أن تعذر استكمال هدمه في يوم واحد.
ونشر «أوليفر بينكوفسكي» رئيس المنظمة الألمانية «بيكسل هيلبر» المحتضنة للمشروع، فيديو على صفحته في موقع «فيسبوك»، يوثق تدخل سلطات الحوز بمختلف الأجهزة الأمنية لهدم مشروع النصب التذكاري لـ»الهولوكوست»، وهو المشروع الذي أثار غضب مناهضي التطبيع مع إسرائيل بالمغرب، حيث اعتبروها «فضيحة كبرى» و»جريمة» و»اختراقاً» يستوجب على الدولة التدخل.
وروت المنظمة الألمانية «بيكسل هيلبر» ما قالت إنه القصة الكاملة لمشروع النصب التذكاري لـ«الهولوكوست» الذي هدمته السلطات، مطالبة الدولة بتعويضها عن الخسائر التي لحقتها جراء ذلك. وقالت المنظمة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، إن السلطات قامت بهدم النصب التذكاري لليهود القتلى في أوروبا، وضد اضطهاد أقليات «السينتي» و«الروما» (الغجر) ومسلمي اليوغور. وإنه «تم تدنيس جميع الأعمال الفنية، بما في ذلك قوس قزح الموضوع في المدخل، وتم تدمير معدات باهظة الثمن، مثل حامل كاميرا يبلغ طوله 15 متراً بواسطة جرافات». وقالت المنظمة الألمانية إن السلطات المغربية قامت بقطع الماء والكهرباء عن المشروع، رغم أنها كانت تبلغ السفارة والسلطات المغربية بمشروعها، منذ بداية الأشغال فيه، مبرزة أنه «للأسف، منذ البداية لم تبد السلطات أي تعاون معنا». وأضافت أن «رئيس الجماعة رفض أيضاً الترخيص للمشروع منذ البداية»، مطالبة الدولة المغربية بتعويضها عن الضرر الذي لحقها جراء هدم المشروع الذي عملت فيه مدة 365 يوماً، وخصصت له 10 مستخدمين، وكلفها مادياً 100 ألف يورو .