"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

صحف ألمانية : ينبغي التوقف عن تصنيف الجناة حسب الجنسية واللون

 DW :

هيمنت حادثة محطة قطارات فرانكفورت، التي راح ضحيتها طفل في الثامنة من عمره، على تعليقات الصحف الألمانية اليوم. ففي حين انتقدت بعضها توظيف اليمين الشعبوي للحادث، حذرت أخرى من تبعات هذه الأعمال على علاقة الألمان والمهاجرين.

حادثة مقتل طفل في محطة قطارات فرانكفورت تصدرت تعليقات الصحف الألمانية الصادرة اليوم. وذهبت جل التعليقات إلى التحذير من توظيف مثل هذه الحوادث من قبل اليمين الشعبوي:

في هذا الصدد انتقدت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية موقف أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” من الحادث، وكتبت:

ما الذي يدفع سيدة مثل أليس فايدل من حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى دس أنفها في أصل المشتبه به لتحظى بتهليل متابعيها؟ فهذا الحادث يأتي بعد حوالي أسبوع على محاولة قتل واضحة لشاب إريتري، يشتبه بقيام مواطن ألماني بها في مدينة فيشترسباخ، بولاية هيسن. بالطبع هذا لا يعفي المتشبه به في حادثة فرانكفورت، لكن ما الذي غردت به أليس فايدل حينها عن الحادث في “تويتر”؟ لا شيء! شخص يرتكب عملاً إجرامياً، وهو أمر فظيع، وهذه هي القصة برمتها. هناك جناة، وهناك ضحايا. ولهذا يرجى التوقف عن تصنفيهم حسب الجنسية ولون البشرة“.

صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية تناولت استغلال المعلومة الخاصة بالبلد الأصلي للجاني من قبل اليمين الشعبوي، وكتبت تقول:

يُفترض أن الجاني إريتري الأصل. من يذكر أصل الجاني لا يذكي الأحكام المسبقة، لأن بعد عمل وحشي كالذي وقع في فرانكفورت، فإن للرأي العام الحق في معرفة شيء ما عن هوية الشخص المعتقل، وليس هناك حق في إخفاء هويته. في الوقت نفسه، تم توجيه المعلومة من على شبكة الإنترنيت ومن حزب “البديل من أجل ألمانيا” بسرعة، من قبل أولئك الأشخاص الذين يتغذون على كراهية الآخر أو يعتبرون التصنيف وسيلة لفهم الجريمة“.

من جانبها تناولت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية ضرورة استعادة الشعور بالأمان:

قطع وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر (CSU) لإجازته، يشير إلى شدة خطورة الوضع. على السياسة إيجاد إجابات عن كيفية استعادة الشعور بالأمان. كما لن تكفي الدعوات البسيطة للتسامح ومناهضة الأحكام المسبقة. كان بالإمكان ربح الكثير، لو تم التعامل بحزم أكثر مع من تظهر لديهم ميولا للعنف. كما على المواطنين التحلي بالحذر وأن يظهروا شجاعة أخلاقية، لأن أي جريمة تسبقها دائما مقدمات“.

وأضافت الصحيفة ذاتها:

تختلف هذه الحوادث عن بعضها البعض، لكنها تتشابه في نقاط عديدة، فهي تؤثر على العلاقة بين الألمان والمهاجرين، كما أن الجناة والضحايا ليس بينهم سابق معرفة. وهذا يساهم

في تسميم المحيط الاجتماعي، فالكثير من المسافرين بالقطار، ليس فقط في فرانكفورت، سينتظرون وصول القطارات من منتصف رصيف الانتظار إلى أقصى حد ممكن، فيما سيراقب البعض منهم بقلق الأشخاص ذوي البشرة الداكنة المتواجدين بالقرب منهم. كما أن الكثير من المهاجرين سيرافقهم الشعور بالخوف من التعرض للاعتداء على أيدي كارهي الأجانب“.

أما صحيفة “ألغماينه تسايتونغ” من ماينس، فترى أن الكراهية، تلقى انتشاراً أسرع من التقييم الموضوعي للحادث.

الحزن، التعاطف بصمت، وحتى الغضب الداخلي، هي ردود فعل لا يمكن لأحد التنصل منها. لكن عكس الشعور بالتعاطف هناك الكراهية التي تلقى انتشاراً سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن ردود الفعل العكسية أيضاً، التوظيف الذي يقوم به العنصريون واليمينيون الشعبويون للحادث (…) لكن التقييم الموضوعي للحادث، لن يلقى لسوء الحظ انتشاراً مثل الكراهية. لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يسلط الضوء على خلفية مرتكب الجريمة، وهو مواطن إريتري. […] وحتى الآن، لا يبرر الحزن والغضب إلقاء اللوم على المهاجرين واللاجئين أو مجموعات أخرى داخل المجتمع“.

م.س/ إ.م