مركز القلم :

خالد محيي الدين الحليبي :

السقوط الحتمي أو التطوير الجبري

حتى لا يقول أحد يسقط حكم العسكر

تقريباً كل جيوش الأرض عقائدية دينية وأكثرها يتظاهر بأنه غير عقائدي ولكن يطفوا على السطح ثلاث دول دينية وهم السعودية والتي كانت ذات معتقد وهابي وتحولت الآن إلى الليبرالية العلمانية دون الإعلان عن ذلك صراحة خجلا من العالم الإسلامي يبقى  دولتان دينيتان وهما إسرائيل وإيران وسيظل الصراع مستمرا  بينهما ونهاية حروبهما منصوص عليها في كتب الله السماوية مهما فر منها الاثنان .

وإليكم الأمثلة لاثبات أن أكثر جيوش العالم عقائدية دينية متعصبة لدينها أو مذهبها في تكتم شديد لتضليل العالم و دون التصريح بذلك إلا نادرا  :

أولاً : وحدة السياسات والتوجهات الأمريكية البريطانية من منطلق مذهبي أنجليكاني بروتستانتي لذلك تجدهما على اتفاق تام في السياسة العالمية وتنضم إليهم استراليا .

ثانياً : الجيش الروسي حتى بداية الألفينات في وحدة توجه سياسي مع اليونان وصربيا الأرثوزوكسية وقد دعموا سياسة اليونان في قضية قبرص اليونانية في صراعهم مع تركيا وقبرص التركية كما دعموا صربيا في مذابحها ضد المسلمين في البوسنة والهرسك  ولما ضربهم حلف الناتو فيما بعد اعترضت روسيا من منطلق تعصب مذهبي أرثوزوكسي يجمع بين روسيا وصربيا .

ثالثاً : الهجوم الإعلامي على بابا الفاتيكان ووصفه بالشيطان في كاريكاتيرات أمريكا وبريطانيا وتعمد نشر فضائح جنسية على الكنيسة الكاثوليكية من منطلق ديني مدعوم استخبارتياً ضد الكنيسة الكاثوليكية .

رابعاً : محارق الهند وهدم مسجد بابري وإن تظاهرت الهند بالإعتراض إلا أن سكوتهم وتظاهرهم بالإعتراض مكراً وخداعاً إنما هم مدعومون من معابد الهندوس والسيخ .

خامساً : الكهنة البوذيين في مذابح بورما مدعومين مباشرة وبدون خجل من الجيش البوري ورئيسة الوزراء البورمية وكبير رجال الدين البوذيين .

سادساً : محارق المسلمين في أفريقيا الوسطى ظهر فيها العسكريون بوضوح وهم يحرقون ويذبحون المسلمين كالشياه .

سابعاً : سياسة الصين مع الأيجور سياسة عليا تشرف عليها الحكومة نفسها من منطلق ديني لمحو دين الإسلام  وعقائد المسلمين من أدمغة الأويجور .

ثامناً : الجيش السعودي وتبنيه للفكر والمعتقد الوهابي ومرجعية المشايخ فيه وإرسالهم للإنتحاريين قبل ثورة ابن سلمان عليهم وسجنهم وإعدام بعضهم  أكبر من أن ندلل عليه .

تاسعاً : الجيش الإسرائيلي الصهيوني جيش ديني واضح المعالم ويشرف عليه حاخامات و منجم للجيش و خطط توراتية  وأفكار تلمودية  لا يحتاج إلى أدلة .

عاشراً : إيران جيش ظاهره إسلامي يشرف عليه مراجع وعلماء ويقودة رجال دين خريجوا  مؤسسات  دينية عريقة  ومنهم الذين يتققدمون للقيادة  وصدارة كل مؤسسات الدولة وهذا يدفعهم لدراسة معتقدات عدوهم وديانته ومن هنا خطورة وقوة هذا الجيش المرتبط بدينه و أهل بيت نبيه (عليهم السلام) ولو ظاهراً .

في كل هذه النماذج يتبين لنا بوضوح لا يحتاج إلى تأويل سيطرة رجال الدين بصورة مباشرة وظاهرة  على تلك الجيوش أو بطريقة فيها دهاء و مستترة خشية افتضاح أمر سيطرتهم على الجيوش وكل مقاليد الحكم سراً  .

ومن هنا حروب هذه الكتل الدينية تكون في غاية الشراسة و تقوم على فكرة محو الجنس الآخر وهنا السلاح النووي أصبح رادع لأي من هذه الكتل ولقد خرج العرب والمسلمين من هذه المعادلات العالمية بعد أن أوهمهم عدوهم بأنهم علمانيين ويستبعدون الدين عن الحكم وهم غير ذلك تماماً حيث يسمون أحزابهم أسماء دينية ويضعون لها رموزاً  دينية ويضعونها على راياتهم ويخططون وفق كتبهم الدينية ومنهم من يعلن ذلك كما فعل ريجان وبوش أو يتكتم على ذلك لاستمرار خداع العالم العربي  والمسلمين   .

وقبل الحروب معروف اجتماعات رؤساء أمريكا بالأب جرهام وبات روبرتسون وحلقات هال ليندسي التلفزيونية قبل شن أي حرب .

ومثل ذلك في كل الديانات والمذاهب يتم مراجعة واستشارة رجال الدين ومنهم من يستخدم العرافين والسحر الفرعوني بأدوات فرعونية حقيقية حيث أن الفراعين كانوا يدفنون أدوات التحنيط والسحر مع كل مقبرة وبفتح كل هذه الآثار حصل على أدوات سحر فرعونية حقيقية كانت على عهد نبي الله موسى وهى غاية في القوة والأثر حصل عليها كل أجهزة استخبارات العالم تقريبا ومنها دول عربية تستخدمها في الشر والوقيعة والإغتيال وغير ذلك فضلوا وأضلوا لأنه سلاح بيد جاهل غير مدرك لما يملك  وما يفعل ومآل هذه الأفعال وكيف تبطل أمام المسلمين الذين تولوا أهل بيت النبي ويكثرون من الصلاة على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد فهى من مبطلات هذا السحر الفرعوني العجيب و بالتالي لا يعمل إلا مع المخالفين لولاية الله الحق والغافلين والجهلاء .

والسؤال هنا :

ماذا عن جيش مصر صاحب هذه العلوم الكبيرة جداً ؟

وماذا عن مصر كلها المرتبطة بهذا الجيش العظيم ؟

لقد وقعت مصر ضحية  مؤامرة كبيرة عالمية  كان رأس حربتها محمد على وقد كتبنا بحثاً على موقعنا في ذلك (نرجو المراجعة لهذا البحث ) .

وهذا هو سبب تدهور مصر في مرحلة ما بعد محمد على حتى الآن ولم يحدث أن هزمت مصر قبل ذلك  عسكرياً من قبل الروم أو الفرس أو البيزنطيين  .

والسبب في خطط محمد علي أنه قرر لكي يأمن  على نفسه من ثورات رجال الأزهر مطالبهم المستمرة برفع الظلم أو منع الضرائب لذلك قرر شق صف الأزهر وتفتيته من داخله باستحدث منصب جديد إلى جوار شيخ الأزهر ليتصارع معه و هو منصب مفتي الديار .

ولكي لا ينتبه شيخ الأزهر للمؤامرة أضفى عليه هذا المنصب حتى لا ينتبه للمكيدة بأن جعله حامل للمنصبين شيخ الأزهر ومفتي الديار  ثم  بعد برهة من الزمن تم فصل المنصبين  فيما بعد  بالدولة الخديوية ليكون  منصب المفتي منفصل عن شيخ الأزهر  ثم استحدث ديوان الأوقاف و توقف مشروعه ثم  كرر التجربة  مرة أخرى  عباس حلمي الأول وأصبحت فيما بعد وزارة قائمة بذاتها لها مساجدها وشيوخها لإصبح كيان ديني ثالث و تمزقت الفتوى بين   شيخ الأزهر و المفتي ووزير الأوقاف .

ثم غاصوا في مناهج  الأزهر نفسه يطوروه حتى أصبح الأزهر يخرج رجال ليسوا بنفس مستوى الأزهري من قبل وتدنى مستواه العلمي أقل من قراءات جماعات الخوارج  من الذين حكموا   بكفر الأزهر ورجاله لأنهم أشاعرة .

وهذه الثغرة التي استحدثها محمد علي وأصحاب الأهواء فيما يعد بالإضافة إلى تحريفات و أحكام  فقهية لا يمكن لعاقل أن يستوعبها وتدني مستوى الفهم لرجال الدين  و هذه الصورة السلبية عنهم وصلت للمؤسسة العسكرية في مصر و التي كان يقودها العز بن عبد السلام  وهزموا بمناهج الأزهر ورجاله  التتار بإذن الله  أصبح الأزهري سطحي الفهم يتصارع مع مؤسسة الفتوى والأوقاف والجماعات الإسلامية فيما بعد بما زاد الأفكار السلبية عنهم داخل مؤسسات الدولة خاصة العسكرية وإن تظاهروا بغير ذلك  .

ولذلك وسط هذا المعترك لتكن مصر علمانية أي لا دينية و غذى هذه الفكرة  وجود مسيحيون يخشون عودة التعصب الديني الغير حقيقي واحتقارهم و اليهود فأصبح جيش مصر بلا معتقد وإن كان يتظاهر بمرجعية الأزهر وأنه المرجعية الرئيسية للبلاد إلا أنه بعيد كل البعد عن احتياجات الناس ودعمهم في رد الظلم عنهم فأصبح أداه في يد حكام كل زمن  فازدادت الفجوة بين رجال الدين والشعب نفسه وغذى هذه الفكرة الإعلام المصري في ستينات القرن الماضي حيث نشرت أفلام ومسرحيات  يتم دس فيها فكرة احتقار رجل الدين الأزهري كمسرحية (“بركاتك ياشيخ علام” ) على سبيل المثال أو يأتون به كحانوتي أموات بزي ازهري وفعلا تم ابعاد الدين كلية كمرجعية للدولة ومعتقد للجيش يحارب ويدافع بلده ودينة وأزهره .

وداخل المؤسسات العسكرية تم استبعاد الدين والأحكام بالكلية وإن كانوا اكتفوا بتدريس مبادئ و أصول الشريعة الإسلامية ليتوهم الضابط أنه درس الإسلام وهو فاهم للشريعة وأقدر على تطبيق القانون وهو لم يدرس أي شيئ ولا يعلم اي شيئ عن فقه السلاح والحلال والحرام وأحكام القتل ومتى يقتل ويثاب ومتى يأثم ومن يقتل وحكم الإسلام في القصاص وشهادات الزور مع العلم بأننا لا نتكلم عن الحدود وهذه ليست الشريعة الإسلامية التي توهم الناس ان الإسلام يأتي بمجموعة من الجزارين والذباحين للشعب بحجة أنهم يطبقون الشريعة هذه ليست شريعة بل قتل وإبادةلأمة محمد باسم الإسلام لأن الإسلام إن طبق فلن يقام حداً على أحد إلا نادراً جداً إذ لا حد سرقة في وجود أزمات اقتصادية ولا حد زنا في وجود فجور وعدم زواج إذا الحدود مرتبطة باقتصاد الدولة ومستوى معيشة الفرد واكتفاؤه الذاتي فهل سعى المطالبين بتطبيق الشريعة إلى الإكتفاء الذاتي قبل تطبيق الحدود ؟

ومن هنا بدأ الشعب في الأزمات الإقتصادية والعسكرية هزائم لجيوشهم العربية متكرره بين عام 1948 و1956 و1967 وحروب بينية حدودية وقبلية ” لا يرقبون فيها إلاً ولا ذمة ”  ولم ينقذ البلاد العربية ومصر إلا المقاومة الشعبية . أضف إلى ذلك مع الأزمات لجأ السادات ومبارك للتستر بالمؤسسات العسكرية لحماية قرارتهما الخرقاء والتي تعتبر خيانة كبيع مؤسسات الدولة وشركاتها ومصانعها وميادينها ومبانيها وأملاكها وتراثها بحجة أنها خاسرة وفقاً لنظرية ( ” أأكلكم منين وأجيب منين ” )والتي كانا دائما يكررانها في خطاباتهما والحقيقة أن الأمر لم يكن كذلك على الحقيقة إنما هو فتح الثغرات للإستعمار الإقتصادي والهيمنة على مؤسسات الدولة كلها حتى وصلنا لما نحن فيه .

بالإضافة إلى الضربات الإنتقامية الشنيعة التي لجأت إليها الأجهزة الأمنية  للمثقفين والمعترضين على أخطائهما فنمت وتخمرت فكرة عدم صلاحية العسكر للحكم حتى أعلنها ونشرها الإخوان بعد ثورة 25 يناير 2011 وكلما ازدادت الأزمات الإقتصادية وازداد بطش الأجهزة الأمنية كلما تخمرت الفكرة أكثر وانتشر شررها حتى وصلت لدول أخرى الآن مثل الجزائر والسودان .

بالإضافة إلى هذه الأخطاء السالفة الذكر نفس المؤسسات الأمنية في مصر في أكثر قرارتها تميل للإخفاء وعدم التصريح بالحقيقة والتي في الغالب تكون في صالحهم فيتخذون القرارات في معزل عن الشعب فيصبحون في وادي والشعب في وادي آخر وتتغلغل الشائعات والأفكار المنحرفة بينهم فتنخر في عظام المجتمع فأصبحت المؤسسة الأمنية تحاصر نفسها بنفسها خشية المصارحة وإظهار الحقائق أمام اعتراض المثقفين الذين أصبحوا غير مثقفين وسطحية علماء أصبحت تخيف مؤسسات القرار من المصارحة  فتحولت الأجهزة الأمنية لعصا غليظة يعاملون المثقفين وبعض العلماء المعترضين كمجرمين يزج بهم في السجون و كسفهاء لا يفهمون وهذا في زماننا أصبح خطأ كبير لأن كل شيئ أصبح مكشوفاً ولا يمكن إخفاء اي شيئ أو أي خيانه أو أي قرار فما أخفته مصر لساعات قليلة ستنشره دولاً وشخصيات أخرى وبلغات شتى  .

وأرى الوضوح والمكاشفة وبيان حقيقة الموقف على طبيعته مع الحلول المنطقية الصحيحة هو أقرب الطرق لقلوب الناس سواء عوام أو مثقفين .

وبالتالي تكون مشكلة جيوشنا العربية جميعاً وليست مصر وحدها هو التحرك بلا دين ولا معتقد واعتمادهم على السياسة والمصالح العليا للدولة والتي اصبحت بعد تغلغل رجال الأعمال لسدة الوزارات والمؤسسات لتحالف شيطاني كبير و أصبح العدو يتلاعب بهم وبشعوبهم دون أن يشعروا.

والسؤال هنا المهم جدا :

هل كسر الحشد الشعبي هذه القاعدة وحقق النصر بالسلاح والشريعة الإسلامية على كل قوى الغرب والتمويل الخليجي الداعم لمجرمي داعس الخوارج ?

بالدفع لقد نجح الحشد الشعبي في ذلك وبعد أن حقق النجاح نجد كل القوى العربية تطالب الحشد بالاندماج في الجيش العراقي كي يكون دولة طبيعية وهم يعلمون فشل نظرية إعداد. تجهيز الجيوش العربية بلا معتقد إسلامي صحيح يقوم على فقه القرآن وولاية أهل بيت النبي عليهم السلام .

وأخيرا هنا نبين بأن ضم الحشد الشعبي للجيش العراقي لهو أكبر انتكاسة للقوى العربية والإسلامية

بعد أن ثبت فشل كل الجيوش العربية أمام اسرائيل في نكسة 1967 وحتى هروبهم أمان الجيش الأمريكي زمن صدام ثم تسليم الموصل ومثل ذلك تكرر في مصر وفي لبنان والأردن ولم يرد العدوان غير الجيش الحديث المتحصن بشرع الله وهي صفة اتصلت بها جيوش المقاومة الإسلامية في لبنان ولحشد في العراق والحوثيون في اليمن وهذه نواة جيش عربي قوى موحد سيهزم بإذن الله كل القوى الصهيونية والتكفيرية

ونعتذر للجيش العراقي البطل ولكننا نبين أخطاء وقعت فيها حكومات ياليتهم لا يقعون فيها مرة أخرى

وهنا يمكن القول بأن فشل الجيوش العربية مرتبط بمنظومة اقتصادية قائمة على التبعية وفشل اجتماعي قائم على نشر الفجور بوسائل الإعلام وتعمد استبعاد القيم والاخلاقيات من كل الميديا العربية لذلك .

لا يمكن القول بيسقط حكم العسكر فقط لا يسقط حكم الوزارات والهيئات والمؤسسات والحكومات التي رضيت بأن تكون ذيلا لدول أخرى وذلك  لأن الفساد استشرى في كل جنبات الدول العربية مجتمعة وما المؤسسات الأمنية والعسكرية إلا طرفاً في مشكلة بعد أن عم الفساد  كل قطاعات الدول العربية فبعد أن كان في عهد الرئيس عبد الناصر .

– منع موظفي الدولة من العمل في اي مؤسسة أخرى .

– تعيين جهاز الإتحاد الإشتراكي لمراقبة سير  مؤسسات الدولة وحفظ النظام فيها من الغش والخيانة والتلاعب .

– سرقة المال العام كانت إعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة .

هنا يمكنك بقلب مطمئن القول بفساد كل مؤسسات الدول العربية مجتمعة مابين قبليين وعسكريين وشيوخ خوارج ظهروا حديثا .

والحل الذى لجأ إليه الرئيس الراحل عبد الناصر كان عبقرياً عندما ألغى كل الأحزاب وضمها جميعا في فكرة الإتحاد الإشتراكي العربي فما المانع من الغاء الأحزاب التي اصبحت ديكور لتجميل فشل كل الدول العربية مجتمعة .

ما المانع في جعل كل الشعب جيش احتياطي للجيش النظامي فيحال بين اعتقال أي مواطن إلا إذا كان مجرماً حقيقياً .

ما المناع أن يترقى الضابط بالمصالحة بين الخصوم كما في القانون الألماني وأول درجات التقاضي بدلاً من ترقيته بكثرة القضايا فيلجأ لتلفيق القضايا ونشر الفساد في الأرض والجرائم وتعبئة الشعوب نحو الثورات والقلاقل الكبرى والإغتيالات .

وهذه الفجوات نجحت وتخلصت منها إيران بالفعل طبقاً لوجهة نظرها في فهم دين الإسلام واعتمادهم على أنفسهم وطردهم لكل مستعمر عسكري أو اقتصادي واعتمادهم على المذهب الجعفري الذي يعتمد على أهل البيت (عليهم السلام) في فهم النص الديني حتى لا يدخل الخلاف في فهم النص الديني كما وقع في بقية الأمة الإسلامية .

ومن هنا أتاهم النصر و البركة المؤقتة إن لم يصلحوا بعضاً من الأخطاء الكبيرة والغير منظورة لكثير من الناس  والمحصلة النهائية لمخططاتهم أن اصبحت إيران لما ذكرناه آنفاً دولة قوية مهابة في المنطقة بثقافة جيشها وشعبها وصناعاتهم واعتمادهم على النفس وولاية أهل البيت (عليهم السلام) .

وذلك على خلاف البلدان العربية التي ارتمت في أحضان الدولة الأمريكية المؤمنة بفكرة فناء الجنس العربي للإصلاح ففشلوا بعد أن انتشر فيهم الفساد و الكفر والفسوق والعصيان وتبديل الدين والأمراض الإجتماعية في الإعلام وبدل بعضهم قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية حيث أعلنت تونس عدم الإلتزام بها .

وبا لتالي رفع هنا دين الإسلام من بلاد العرب خاصة بعد نشر المجون والفجور بالحجاز وهو ما يبشر مستقبل غامض قاتم لكل الدول العربية والتي ستعاقب من الله لسكوتهم على نشر الفجور بالحجاز فالعقاب من الله سيكون جماعياً في هذا الحالة    طبعا ولا ننسى التمسك بقشور الإسلام و ظواهره والذهاب للمساجد ظاهرياً فقط مع فعلهم كل القبائح والمنكرات وعدم الإلتزام باخلاق الإسلام على مستوى العامة والخاصة والحكومات ففشلوا فشلاً ذريعاَ  حتى تحولت الجزيرة العربية من الوهابية إلى المجون والفجور من قبح إلى ما هو اقبح منه  بعد ظهورالعرب جميعاً من المحيط إلى الخليج في صورة مشوهة من الإختلاف والدسيسة والخيانة ونشر الكفر والفسوق والعصيان وبعضهم يدعم الخوارج في سفك الدماء وأفضلهم شعب مصر والذي أصبح ساهي لاهي بين التلفاز والإنترنت يشاهد كل مشاهد الفجور وهدم القيم الأسرية مع سكوت مطبق من العلماء ومن تكلم اختفى من خلال اللوبي الذي تغلغل في مؤسسات الدولة من منتفعين جمعوا بين المناصب والمشروعات  وهنا ارتفع دين الإسلام والموجود الآن ديانات مشتقة من دين الإسلام وصورة مشوهة عن دين الإسلام العظيم على غير حقيقته الناصعة يخربون بيوتهم بأيديهم وبقرارات سفهاء استخدم هذا الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ا‘دائها فأطلقوا صيحة مزورة كاذبة وهى يسقط حكم العسكر وكأنهم ملائكة إذا حكموا فسيكونون صلحاء أتقياء أعدل ممن سبقهم .

ولهذا الفساد الديني وغير الديني نجد داخل أروقة الأجهزة الأمنية ومؤسسات القرار والعلمانيين بالذات تجدهم دائماً يعتبرون الشريعة الإسلامية وبصورتها هذه  معوق للتنمية لقرارتهم وهذه حقيقة فقد شوه دين الإسلام الحقيقي سطحية  مناهج العلماء وعدم فهمهم لأبعاد ما يحاك لهم بالإضافة للأزمات الإقتصادية والتي نشرت إفساداً أخلاقياً اكبر واندمج الفساد الديني المتوارث مع الفساد الإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي جعل المؤسسات الأمنية والعسكرية تنظر للعلماء والمثقفين بريبة وحذر فقد تبدلت الشريعة في كل زمن وفقاً لهوى حكام كل عصر أي أن مانحن فيه وما نمتلكة من تراث هو بقايا شرع الله وليس هو الشرع الأصلي الذي تم تطويرة بما يتفق وهوى الدولة الأموية ثم العباسية ثم مبررات الدولة الأيوبية في إبادة جنس أهل بيت النبي (عليهم السلام)  وذراريهم بحجة أنهم دولة عبيدية وكفار وزنادقة استحلالاً لدمائهم وما فعله ابن تيمية وابن عبد الوهاب وداعش وبعض السلفيين ممن تبنى هذه الأفكار والمعتقدات  دون أن يدري أن ديننا وقع عبر الدهور وايام فريسة إسرائيليات و مكذوبات على النبي صلى الله عليه وآله ومؤامرات مستشرقين .

أطلق على كل ذلك الركام الهائل بعض أصحاب الأهواء بالقرن الماضي أنها أفكار ومعتقدات السلف الصالح وما هى إلا اختلافات كثيرة يمكن أن يحلل ويحرم من خلالها أي عالم أي شيئ يريد حتى ولو كان نكاح البهائم والمحارم .

فوصل إلى أيدينا الآن  أحكاماً وعلماً مشوهاً وديناً دموياً وسطحياً بعيد كل البعد عن الرحمة التي قال تعالى فيها عن هذا الدين العظيم وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمته التي يجب أن يتأسى بها العالم :  { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } .

ومن الأمور المهمة أننا نجد الآن الغرب و الشرق والعرب والمسلمين يعانون أشد المعاناة من هذا الجن الشيطاني الإرهابي الذي أخرجة المستشرقون بأـهوائهم القرن الماضي من القمقم والآن بعد أن عجزوا عن تحجيمه وإدخالة مرة أخرى إلى القمقم انقسم الغرب لفريقين أوربي وأمريكي .

الأوروبي يريد البحث عن حلول وتقريب خاصة مع ظهور مشكلة أكبر وهى أسلمة أوروبا والتغيير الديموجرافي في بلادهم وفي أمريكا فهم يبحثون عن حلول وعن إسلام حقيقي غير دموي وهنا تدخل أصحاب الأهواء ليخترعوا ديناً جديداً فيه إمامة المرأة والشواذ جنسيا وتحليل الشذوذ وهذا من جراء تدخل أصحاب الفكر الصهيوني وعندنا في الشرق نبحث عن طريق نهرب منه من المواجهة الحقيقية مع تراثنا ونستبعد دائماً أهل بيت النبي كحل مبدئى وهنا نكون قد اخترنا طريق الضلال وأخذنا نمعن في الضلال البعيد ولن  نصل الى نتيجة لأن أهل بيت النبي هم الذين نزل في بيوتهم القرآن الكريم وبالتالي هم أصل الدين والبركة والإنقاذ وسفينة النجاة والرحمة والغلبة وطريق النصر لمن أراد الدنيا و الله تعالى والدار الآخرة .

وبالتالي الطريق ممهد الآن أمام جيوشنا ومؤسسات القرار نحو اختيار أنسب وأيسر وأبسط الطرق المستقيمة التي تنقذ البشرية في الغرب من الإرهاب والهلاك بالظواهر الطبيعية والذي دائما يكون خلفه سلوكاً إنسانيا يتسبب في هذه الزلازل والأعاصير والتسونامي وتغيير الأجواء وغير ذلك من الإبتلاءات والتي لا يدري الغرب أن سلوكهم وسفكهم لدماء الأبرياء من المسلمين والمظلومين هو سبب تلك الظواهر الغريبة التي يمكن أن نتوقع بعد عدة قرون أوروبا الزنجية وأفريقيا القوقازية الشركسية ذات الشعور الصفراء والأعين الزرقاء

ولكي تسد الدول العربية والعالم وإجهاض دعوة القائلين ” يسقط حكم العسكر” لابد لمؤسسات القرار العسكرية والمدنية من عقد ندوات ولقاءات وحوارت بين كبار العلماء والباحثين من دول أوروبا وأمريكا والشرق حول الإسلام الحقيقي المعتدل القويم الذي يقوم على منهاج القرآن الكريم والذي قال فيه تعالى : { إن هذا القرآن يهدي للتي هى أقوم } ومن ثم دراسة أحكامه والسنة النبوية المطهرة المتفقة معه .

و تعديل المناهج الدينية والعسكرية بما يحقق التنمية البشرية في البلاد العربية والإسلامية وتقديمه كدرة ناصعة للغرب حتى نجد نقطة اتفاق والتي  تبحث عنها أوروبا دائما بعكس الولايات المتحدة التي تؤمن بالفكر القيامي وإبادة الخصم واستخدام الإرهابيين في القضاء على المسلمين ثم في النهاية قتل الإرهابيين الوقيعة والفتن بينهم ثم إبادتهم وهى خطة نفذتها مع الهنود الحمر وبكل أسف الإرهابيين الآن يفهمون هذه العقلية الأمريكية جيداً ولن يصلوا إلى نتيجة غير هدم اقتصادهم وإلى مزيد من الأزمات داخل المجتمع الأمريكي نفسه والتي ستعرضة ربما للتفتت والإنقسام وبالتالي على المؤسسات العسكرية الآن البحث عن نقطة التقاء شرعية مع الغرب الأوروبي و العودة لتدريس الأحكام القرآنية كدستور لا تحريف ولا كذب فيه وهو القاعدة القويمة التي يمكن أن يتحرك بها العسكريون والسياسيون حتى يفهموا دينهم ودنياهم وأخراهم  وفقه حمل السلاح و استخدامه ومستقبل هذه الأمة والبداية كما أشرنا هى تنقية كتب التراث مما علق بها من تحريفات  .

وبالتالي هنا تسقط فكرة يسقط حكم العسكر لأن المطالبين بذلك إن حلوا محل العسكر أنفسهم سيكونون أكثر إفساداً في الأرض وسفكاً للدماء وسفاهة وأمامنا جماعات داعش وأخواتها بين العراق وسوريا وليبيا واليمن كيف خربوا بلادهم بعد ان عينوا أنفسهم جزارين وجعلوا بلادهم أكبر مسلخ لذبح البشر وبيع الأعضاء البشرية فقدموا بلا رحمة مخالفات شرعية أظهرت دين الإسلام على أنه أسوأ  دين في العالم وهذه ليست حقيقة ديننا الحنيف ولا سلوك النبي صلى الله عليه وآله الذي قال فيه تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } ولا منهاج أهل بيت النبي الكرام عليهم السلام . وفي دين الإسلام الرحمة تسبق الغضب حتى القاضي إذا غضب فقد أمره النبي صلى الله عليه وآله بوقف القضية وتأجيلها حتى تهدأ نفسه .

كما  يجب على التكتلات السياسية والشعبية والقبلية المطالبة بتعديل مناهج الكليات العسكرية والدينية الأزهرية بما يتناسب مع المرحلة الحالية والرجوع إلى القرآن الكريم وأحكامة تلافياً لأي فهم خاطئ وهو الدستور الذي يمكن أن تجتمع عليه كل أمة محمد والأمم الأخرى أي أنها لابد وأن تكون  ثورة لتطوير الخطاب الديني داخل المؤسسة العسكرية والأزهرية على السواء لإنقاذ الجزائر والسودان ومصر والعالم العربي والإسلامي والذي  أصبح  الآن تأخذه ريبة وشك في حكم العسكريين وهذا ما حدث في الجزائر والسودان الآن وفي المستقبل القريب بعد الرئيس السيسي قد تثار هذه القضية بصورة أكثر دموية وهذا يعتبر خطر مازال بعيداً عن مصر ولكنه درجة من درجات الخطورة و دعوة مؤجلة في مصر و قنبلة زمنية في مرحلة ما بعد الرئيس السيسي ستنفجر كالبركان أعاذ الله مصر من منها ومن شرورها .

وبالتالي على المثقفين في العالم كله إيجاد حلول حول مشكلة الإرهاب وتفريغ عقول الجيوش العربية من الشريعة الإسلامية والحقيقية وليست الموجودة الآن بين ايدينا والتي انتشر من خلالها الإرهاب والأفهام الخاطئة والتخاذل  وبالتالي المؤسسات الدينية والكتاب والباحثين  مطالبون جميعا  بتقديم حلول حول تفريغ العقل العربي عسكريين ومدنيين من الدين الإسلامي وأحكام القرآن الكريم

وأن يكتبوا في ذلك ويضعوا التصور العام للأزهر الحديث الأصيل والمناهج الدينية التي يجب أن تدرس داخل المؤسسات العسكرية العربية ويضعوا أبحاثهم كلها تحت تصرف الدولة المصرية ولا شأن لنا بمن يدسون شواذ لأعلى المناصب أو منحرفون دينياً ليقدموا أنفسهم كقادة فكر يهلكون أنفسهم وبلادهم وسط جيوش كلها عقائدية ولا تتحرك إلأا بعد استشارات دينية واستشرافاً للمستقبل القريب والبعيد ودراسات من المستحيل أن تخطئ .

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

مركز القلم

خالد محيي الدين الحليبي