"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مستشرقة إسرائيلية: مساعي خليجية للتقارب مع إسرائيل

 عربي21 :

رابينا: الخوف من إيران والغضب من الفلسطينيين يساهمان في زيادة التقارب الخليجي-الإسرائيلي

قالت مستشرقة إسرائيلية، إن “الاتصالات القائمة بين إسرائيل ودول الخليج العربي ما زالت خلال السنوات الجارية سرية، وبعيدة عن الإعلام، وإن السبب الأساسي الذي يمنع الكشف عن اقتحام إسرائيل للمنظومة الاقتصادية الهائلة في منطقة الخليج، ووقف تدفق معدلات السياحة الإسرائيلية المتوقعة إلى هناك، هي حالة الامتعاض العربية عموما، والخليجية خصوصا من عدم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وأضافت فيزيت رابينا في مقالها بصحيفة مكور ريشون اليمينية، وترجمته “عربي21” أن “هذا التردد الخليجي طرأ عليه تغير أيضا، لأن الخوف من إيران، والغضب من الفلسطينيين، يساهمان في زيادة التقارب الخليجي-الإسرائيلي، كما أن الحوارات التي يشهدها العالم الافتراضي بين الإسرائيليين ومواطني دول الخليج، تساهم في هذا التغيير التوعوي”.

وأشارت رابينا الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، إلى أنه “بالتوازي مع ذلك، تجري محاولات لإجراء عمليات اقتصادية وسياسية من كلا الجانبين، بدليل ما حصل في قمة البحرين الأخيرة من جهود أمريكية لحشد تمويل عالمي لصالح الفلسطينيين، بتعاون وثيق مع السعودية”.

وأكدت أن “هدف قمة البحرين كان إقامة صندوق برأسمال خمسين مليار دولار عبر مبادرات مستقبلية، تنعش الوضع الفلسطيني بتعاون الدول المجاورة مثل مصر والأردن، مع أن البحرينيين في الحقيقة لم يكونوا أكثر من مضيفين، في حين أن من وقف خلف هذه القمة هي السعودية، التي يدين لها ملك البحرين بالولاء والعرفان، لأنها تؤمن له عرشه، ولذلك دأبت الرياض على استخدام المنامة محطة لإطلاق بالونات الاختبار”.

وأضافت أنه “طالما أن العروس الفلسطينية رفضت الحضور إلى قمة البحرين، وكذلك طلب العريس الإسرائيلي البقاء في البيت، فإن الحفل لم يقم حسب ما هو متفق ومخطط له، الأمر الذي أعاق إحضار الدول العربية، بجانب مستثمرين دوليين لوضع مبلغ كبير على الطاولة لصالح مبادرات اقتصادية إقليمية”.

وأشارت إلى أنه “تبين لاحقا أن العريس الحقيقي في قمة البحرين هو جيراد كوشنير، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، الذي يعتبر أن السلام الاقتصادي هو النموذج المطلوب من صفقة القرن. نحن إذن أمام جهد قائم على جمع أموال من الدول المانحة، وتجنيد أموال بواسطة صندوق دولي للاستثمارات الاقتصادية، وهو ما سيتركه ترامب خلفه بعد مغادرة البيت الأبيض”.

وأوضحت أن “ترامب فور دخوله إلى البيت الأبيض، أعلن أنه سيديره بمنطق رجل الأعمال، لكن لم يدرك أحد حينها ماذا يقصد بهذه العبارة، فقد بدت آنذاك سطحية وتافهة، لكنه اليوم وهو يستعد لخوض ولايته الرئاسية الثانية، تبدت لنا خطورة هذه النظرية التي سار وفقها”.

وختم بالقول بأن “الحديث لا يدور عن خطة مارشال لإنقاذ قطاع غزة والضفة الغربية، لأن ترامب بدأ عهده بوقف التبرعات المالية للأونروا، واعتبر هذه الخطوة حجر الأساس في خطته المستقبلية، واليوم تبقى لنا معرفة هل سينجح في مساعيه هذه، وهل تنجح الخطة الأمريكية في جلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين، وتعمل على إنعاش أوضاعهم وازدهارها؟ لا أظن ذلك”.