"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“مقامات ناصرية ” كشف اكاذيب خصوم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

بقلم الدكتور : عاصم الدسوقي

الجزء الثاني

عبدالناصر والإسلام
ومن أكثر الافتراءات التي يلوكها كارهو عبدالناصر، أنه كان ضد الإسلام، بل لم يكن مسلماً !! ، وهنا نلوذ
بالكتاب الرابع: «من سنوات وأيام عبدالناصر، شهادة سامي شرف ص: ٨٦٩ و ۸۷۰ و ۸۷۱ و ۸۷۲ وبتلخيص،حيث يذكر أن عبد الناصر هو صاحب فكرة وتنفيذ إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم، على مدار اليوم، وتم تسجيل القرآن كاملاً على اسطوانات وشرائط للمرة الأولى في التاريخ، وتم توزيعه مسجلاً في كل أنحاء
العالم، وترجمته إلى كل لغات العالم أيضاً، كما أنشأ عبدالناصر منظمة المؤتمر الإسلامي، التي جمعت كل الشعوب الإسلامية، وفي عهده تمت زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر الف مسجد، قبل الثورة، إلى واحد وعشرين ألف مسجد، سنة ۱۹۷۰، «عام وفاته، وفي عهد عبدالناصر، تم تطوير الأزهر الشريف
وتحويل جامعته إلى جامعة عصرية، تدرس فيها العلوم الطبيعية المدنية، بجانب العلوم الدينية.. يقول
الأستاذ محمد فايق في كتابه: «عبدالناصر والثورة الأفريقية، أن الرئيس جمال عبدالناصر أمر بتطوير الأزهر، بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في أفريقيا، أن قوى الاستعمار الغربي، كانت حريصة على تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية الطب، الهندسة الصيدلة، ومنع تعليمها على المسلمين.. وهذا أدى
إلى تحكم الأقليات المسيحية في دول أفريقية غالبية سكانها من المسلمين، وكانت هذه الأقليات المسيحية
تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة، وتعمل كحليف بضمن مصالح قوى الاستعمار الغربي، التي صنعتها،
لذا صمم الرئيس عبدالناصر، على كسر هذا الاحتكار للسلطة، ومن أجل تعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر، ليستطيعوا حكم بلدانهم، لما فيه مصلحة تلك البلدان.كما أنشأ مدينة البعوث الإسلامية، التي كان ومايزال فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين من جميع دول
العالم. ويقول سامي شرف: لقد سجلت بعثات نشر الإسلام في أفريقيا وأسيا في عهد الرئيس جمال عبدالناصر،
أعلى معدلات الدخول في الإسلام، حيث بلغ عدد الذين اعتنقوا الإسلام بفضل بعثات الأزهر الشريف في عهد
عبدالناصر سبعة أشخاص من كل عشرة أشخاص، وهي معدلات غير مسبوقة، حسب إحصاءات مجلس الكنائس العالمي
كما أصدر عبدالناصر قراراً بإغلاق كل المحافل الماسونية، ونوادي الروتارى، والمحافل البهائية، كما أصدر قانون تحريم القمار، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة، التي كانت مقننة في العهد الملكي، وتدفع العاهرات عنها ضرائب للحكومة، مقابل الحصول على رخصة العمل والكشف الطبي
وفي عهد عبدالناصر وصلت الفتاة المسلمة لأول مرة إلى التعليم الديني، كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وفرع البنات بجامعة الأزهر ويؤكد سامي شرف أن عبد الناصر كان حريصاً على أداء فريضة الصلاة يومياً، وحج بيت الله الحرام، وكان يصوم رمضان وهو على سفر، ولم يحتس الخمور.أيضاً من المهم أن نحرص على أن نؤكد أن عبدالناصر لم يكن ديكتاتوراً، كما يزعم غير المنصفين، ولكن له
رؤيته حول الديمقراطية، حيث كان يقول: «إن الديمقراطية الاجتماعية، هي أساس الديمقراطية السياسية وهذا حق لأنه كيف لجائع أو لمريض لا يجد علاجاً، أو لجاهل أن يمارس حق الانتخاب أو الترشح؟!! ويسجل الكاتب الكبير المرحوم خالد محمد خالد في مذكراته ما يؤيد ذلك في حوار دار بينه وبين جمال عبدالناصر، خلال مؤتمر الحوار الوطني، في بداية الستينات من القرن الماضي، وكان مذاعة على الهواء مباشرة، إذاعية وتليفزيونية، وقد طالب خالد محمد خالد بعودة الأحزاب، ويقول: إن عبدالناصر استمع له
بإنصات حتى نهاية حديثه، ثم قال له: يا أستاذ خالد، إن الديمقراطية لها جناح اجتماعي، تقوم عليه، ولذلك فإنه يعمل على إجراء تغييرات اقتصادية اجتماعية، تجعل السلطة في يد المنتجين المصريين، عندئذ تعود الأحزاب في يد المصريين جميعاً وامتلك عبدالناصر قلوب الشعوب العربية عندما أعلى من شان القومية العربية، فكانت سلاحاً قوياً في يده، الأمر الذي جعل «جون فوستر دالاس» وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، معلقاً على قيام الوحدة المصرية
قائلاً: «إن القومية العربية قنبلة ذرية، يملك ناصر إبرة تفجيرها
وبسلاح القومية العربية، ساند عبد الناصر الجزائر بالسلاح والدعم المعنوي، لتتحرر من استعمار فرنسي دام لأكثر من مئة وثلاثين عاماً، ثم أرسل المدرسين حتى يتم تعريب لسان الجزائريين بعد «فرنستهم».ووقف مع الشعب اللبناني ضد السياسة العنصرية للرئيس شمعون عام 1958، وهدده بإرسال الجيش المصرى لو استعان بالفرنسيين ضد مسلمي لبنان.كما أنشأ عبد الناصر جامعة بيروت العربية للطلاب الفقراء من أهل السنة في لبنان.
كما أقام الوحدة مع سوريا عام ۱۹۵۸، وهدد الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم، عندما أراد غزو الكويت فتراجع عما كان ينتوية، كما ساند ثورة اليمن، مدافعاً عن أمن مصر القومي، كما فعل محمد على من قبل وجعل عبدالناصر القضية الفلسطينية، همه وشغله الشاغل، من أجل عودة الفلسطينيين إلى وطنهم
السليب، حتى كانت أخر معاركه قبيل وفاته هو إنقاذ الفلسطينيين في الأردن من محاصرة وتقتيل الملك
حسين لهم، والمسماة بأحداث أيلول الأسود، كل هذا على سبيل المثال، وليس على الحصر والقصر
وأحيل القارئ الكريم أن يقرأ بالوثائق كبف ساند عبدالناصر ثورات التحرر العربية، ليجد ذلك في كتابي عبدالناصر وثورات المغرب العربي» و«عبدالناصر وثورات المشرق العربي»، لفتحى الديب، المسئول عن التنسيق بين عبدالناصر، وقادة التحرر في دول المغرب ودول المشرق. ولأنه وضع سياسة مصر في دوائر ثلاث، هي: الدائرة العربية والأفريقية والإسلامية، فكان مسانداً ومدافعاً
عن الحقوق العربية والأفريقية والإسلامية.. ويذكر الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، في كتابه: «مؤامرة في
أفريقيا، أن عبد الناصر أمر الحكومة المصرية بمساندة وتشجيع الطلاب على دراسة اللغة العربية في
الصومال، وكان هذا ضد سياسة إيطالية المحتلة.. ويذكر الأستاذ محمد فايق، المسئول عن الملف الأفريقي في عهد عبد الناصر في كتابه «عبدالناصر وأفريقيا، أنه بعد خروج إيطاليا من الصومال، أرادت أن تعاقبه، فلم تشتر الموز، وهو المحصول الرئيس له، فأمر عبدالناصر أن تقوم مصر بشراء الموز الصومالي كله.. وكان هذا
صفعة قوية لإيطاليا.ولذا نال عبدالناصر حب الأفارقة، ولم ينسوا نضاله من أجلهم، فلا توجد عاصمة بدولة أفريقية إلا وفيها
أهم الشوارع بها يحمل اسم «جمال عبدالناصر، هذا.. عدا اسمه على المدارس، بل الجامعات، أخرها في هذا |
العام جامعة في غينيا باسم جمال عبد الناصر
وهل ننسى أن الزعيم نيلسون مانديلا في أول زيارته لمصر بعد خروجه من سجن اقترب من ثلاثين عاماً،
كان أول طلب له من الرئيس الأسبق مبارك، أن يزور قبر الزعيم جمال عبدالناصر.وبعد وفاة عبدالناصر صدرت ألاف الكتب والدراسات عنه بلغات مختلفة، وماتزال تصدر، وقد اختاره الكثيرون زعيماً فذاً من زعماء العالم العظماءوها هي ذي جريدة «لوموند» الفرنسية في عددها بتاريخ ۲۷ نوفمبر ٢٠١٤، تختاره ضمن عشرين زعيماً
عالمياً، كان لهم التأثير الكبير في تغيير العالم، فكان عبد الناصر في مصر وديجول وميتران في فرنسا،
وماوتسي تونج في الصين، وستالين في الاتحاد السوفييتي، وتشرشل في بريطانيا، ونيلسون مانديلا في جنوب أفريقياواعترف المسئولون في جريدة الديلي ميرور” البريطانية، بأن الملفات الشخصية لزعماء العالم الراحلين
يجعلونها في الأرشيف التاريخي للجريدة ما عدا ملف شخصية «ناصر، فقد ظل باقياً في مكانه في الأعلى
مع ملفات لأكثر من عشرين عاماً، حتى اضطرت الجريدة لتصوير نسخة لوضعها في الأرشيف فى الأسفل
ونقلاً عن كتاب «دفاعاً عن ثورة ٢٥ يناير.. الثورة والثوار، للكاتب الكبير عبدالعال الباقوري، الصادر عن كتاب الجمهورية، في يناير ٢٠١٥ حيث ذكر في ص ۱۱۰، ما كتبه الكاتب الإسرائيلي يوسي بيلين» في
جريدة «معاريف، بتاريخ ۲۲ يوليو ۲۰۱۱، يقول: «ناصر مثل نابليون، وأن يوم رحيله كان فرحة كبرى عند الإسرائيليين»، ويقول: «عندما زرت أصدقاء عربا من محبي السلام، رأيت عندهم صورة ناصر، كنت أشعر بقشعريرة، وفهمت أنه بالنسبة لهم كان هذا الرجل يرمز إلى شيء مغاير . وأجد لزاماً أن نفتش في الأرشيف لنقرأ ونتامل ثم نحكم، حتى تنتعش ذاكرتنا، وبالتالي يقوي وعينا
فنتذكر ما كتبه أنيس منصور، بعد وفاة عبد الناصر: اكبر الشعب كله مع جمال عبدالناصر، لم يكن للناس
حساب، أصبح لهم حساب، لم يكن للكرامة الإنسانية وزن، وأصبح لها وزن، ولم يكن من حق كل إنسان أن يناقش الحق والعدل، والوحدة والتضامن والتماسك في الداخل والخارج، ولم يكن هذا الوقت ملكاً لكل أهله،
فأصبح ملكاً للجميع، وكان جمال عبدالناصر واجهة شريفة مشرفة لمصر وللعالم العربي، وكانت مصرصغيرة، أصبحت كبيرة، وكانت واحدة من الدول، فجعلها قاعدة للحرية، ومطاراً للثورات، وحصناً أميناً لكل صاحب رأي وصاحب فلسفة».

ويكمل أنيس منصور: جمال عبدالناصر استطاع بكفاحه أن يجنب مصر الكثير من الويلات التي عانتها الشعوب، ولو عانيناها لكان طبيعياً، فلم نعرف الجوع ولا العطش، ولم نعرف الحرمان من الضروريات في زمن الحرب، بل عرفنا الكماليات أيضاً، الكثير منها كبير في البيوت، والأيدي والجيوب… فأنور السادات
عندما أعلن للشعب أنه يمشي في طريق جمال عبدالناصر، كان موفقاً، لأن هذا هو الطريق.ولكن تأتي الهجمة الشرسة على عبد الناصر، التي بدأت منذ عام 1974، لينقلب أنيس منصور، ويصبح من
جوقة السادات، ويظهر حقده على عبد الناصر، ثم كتابه «عبدالناصر المفترى علينا، ولكن التاريخ لن يرحم
المنافقين والمتحولين