هل تمنح السعودية جزءاً من أراضيها لإنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية؟
المطار الإسرائيلي سيبعد 200 كم عن مدينة إيلات
تحدثت مصادر عربية رفيعة المستوى عن خطوة جديدة تؤكد تطور وعمق العلاقات الثنائية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية.
وفي تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، كشفت المصادر عن وجود اتصالات سرية بين الرياض و”تل أبيب”، من أجل التوصل إلى اتفاقية عسكرية جديدة، تفتح أبواباً كانت في السابق مغلقة ويصعب حتى الاقتراب منها، وتُدخل دولة الاحتلال في عمق المنطقة العربية.
وأضافت المصادر العربية أن “إسرائيل” ورغم أنها أصبحت السوق العسكري المفضل للمملكة، في بيع منتجاتها العسكرية المتطورة بصفقات مالية ضخمة، فإنها تريد التقدم بخطوة أكثر جرأة، وبدأت تُسابق الزمن من أجل التوغل قدر المستطاع في عمق الدول العربية والإسلامية، التي رفعت عالياً راية التطبيع.
أرض سعودية لـ”إسرائيل”
وأوضحت أن عين الاحتلال باتت الآن تتجه صوب الأراضي السعودية، وتسعى للحصول على أرض تشبه إلى حد كبير، المطار العسكري المغلق، من أجل أن تحط به طائراتها العسكرية التي تجول بالمنطقة، ويسمح لها بالتزود بالوقود، وإقامة الجنود الإسرائيليين وحتى وضع أجهزة المراقبة والرادارات والتجسس الخاصة بأمن المطارات العسكرية.
المصادر العربية ذاتها أشارت إلى أن الطلب الإسرائيلي قُدم للسعودية قبل أشهر، وبدأت فعلياً مشاورات ولقاءات حوله، وينص على استئجار الاحتلال للمنطقة العسكرية نظير مقابل مادي طويل الأمد، وسيسمح هذا الطلب بأن تكون الأرض السعودية ملكاً للاحتلال.
وذكرت أن هذه الخطوة في حال تم التوافق عليها بين الطرفين ومنحت الرياض الأرض لدولة الاحتلال ستكون سابقة تاريخية، وتعد تقدُّماً غير متوقع في العلاقات الثنائية والعسكرية بين الجانبين، ستفتح آفاقاً جديدة لبقية الدول العربية التي تقف خلف السعودية في علاقاتها مع “إسرائيل”.
وبسؤال “الخليج أونلاين” عن مكان وطبيعة المنطقة العسكرية التي تجري حولها المباحثات؟ أكدت المصادر العربية أنها تقع بالقرب من مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز الإقليمي، ويبعد ما يقارب كيلومترين عن مدينة تبوك الواقعة شمالي المملكة.
وزادت المصادر في حديثها: “هذه المنطقة حساسة ومهمة استراتيجياً وعسكرياً وتعد أقرب منطقة سعودية من دولة الاحتلال، وتريدها الأخيرة لتكون محطة عسكرية لطائراتها وزرع أجهزة التجسس والمراقبة فيها، وستكون نقطة تعاون عسكرية كبيرة بين الرياض وتل أبيب بحجة مواجهة خطر إيران ونفوذها في المنطقة الخليجية”.
منطقة عسكرية حساسة
وفي جانب آخر، أشارت المصادر إلى أن السعودية لن تكون قادرة على إعلان هذا الاتفاق مع دولة الاحتلال في حال تم، لكنها ستتحدث بأن المنطقة العسكرية ستكون تابعة للقوات الأمريكية، ولكن في حقيقة الأمر سيكون للوجود العسكري الإسرائيلي نصيب الأسد فيها.
يُذكر أن مطار تبوك يقع على بُعد 1100 كم شمال شرقي الرياض، وعلى بُعد نحو 200 كم من منطقة إيلات الإسرائيلية، الواقعة على البحر الأحمر.
وتعيش العلاقات السعودية – الإسرائيلية أفضل أيامها في التاريخ؛ إذ أعرب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، في مقابلة مع صحيفة “إيلاف” السعودية، عن استعداد “إسرائيل” لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الجانب السعودي بهدف التصدّي لنفوذ إيران.
وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وفي هذا السياق، يقول المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية يوسف الشرقاوي، إن “إسرائيل” تسعى منذ سنوات للحصول على أرض سعودية لتكون مطاراً عسكرياً لجيشها، ليقربها أكثر من المنطقة العربية.
وأكد في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، أن السعودية قد تقبل الطلب الإسرائيلي، وتمنح الاحتلال هذه الأرض لإقامة القاعدة العسكرية فيها، تحت ذريعة التحالف الدولي في الحرب المرتقبة على الجمهورية الإيرانية، والتي تكون فيها السعودية جزءاً أساسياً.
ولفت المختص الأمني إلى أن الاحتلال يستغل تلك الظروف جيداً ويحاول خطوة وراء خطوة، التقرب من العمق العربي، من خلال العلاقات وكذلك المطارات والموانئ العسكرية، مشيراً إلى أن وجود الجيش الإسرائيلي على أراضٍ سعودية لن يكون مفاجئاً بالمطلق خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الرياض قد فتحت كل أبوابها لـ”إسرائيل”.
وتطورت العلاقات العربية مع دولة الاحتلال في الشهور الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، التي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من “تل أبيب”، وفق ما كشفه “الخليج أونلاين” في سبتمبر الماضي.
وكشف “الخليج أونلاين”، بتاريخ 28 أكتوبر الماضي، عن إتمام السعودية صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من “إسرائيل” قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نُقلت إلى الرياض وبدأ العمل بها رسمياً بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.