تل أبيب: ليس هناك من حلٍّ عسكريٍّ لمشكلة غزة ولا منتصر ولا رابح في الجولات المتكررّة من المواجهات العسكريّة وحرب الصيف تأجلّت بسبب الانتخابات

 الناصرة – “رأي اليوم” :

قال ألون بن دافيد، الخبير العسكريّ الإسرائيليّ، الذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون الأمنيّة في القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، قال إنّه لا حلول سحرية لمشكلة غزة، لكننّا أمام فرص جديّة لإيجاد تسويةٍ معها، وإلّا فإننّا سنبقى أمام حصرٍ دوريٍّ لجولات المواجهات العسكريّة، ولدينا حكم يعلن نهاية كل جولة، بانتظار الجولة القادمة، كما قال.

وأضاف بن دافيد في مقاله مع صحيفة (معاريف) العبريّة إنّه ليس من منتصر ولا رابح في هذه الجولات المتكررة من المواجهات العسكرية، والمال الذي ترسله قطر لا يمنح حماس انتصارًا، ولا إسرائيل كذلك، إنمّا يشتري زمنّا، ويكسب وقتا للطرفين معا، الأمر الذي يتطلب منّا كسر هذه العجلة المغلقة، وإلا فإننّا سندفع المزيد من الأثمان بين كلّ جولةٍ وأخرى، كما نقل عن محافل أمنيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب.

بالإضافة إلى ذلك، أكد بن دافيد، وهو أحد الأبناء المُدللّين في المؤسسة الأمنيّة بالكيان، أكّد على أنّ إسرائيل في الجولة الأخيرة زادت من كثافتها الناريّة، كمًا ونوعًا، وحماس أطلقت صواريخ كورنيت وطائرات مسيرة وقذائف ثقيلة الوزن، والطرفان يخشيان من مواجهةٍ قادمةٍ سيتم فيها استخدام كلّ الأدوات من دون تحفظاتٍ، ولا أحد يعلم متى ستكون تلك الجولة، بعد أيام أمْ أسابيع، طبقًا لأقواله.

عُلاوة على ذلك، لفت المُحلِّل الإسرائيليّ في سياق حديثه إلى أنّه ليس هناك من حلٍّ عسكريٍّ لمشكلة غزة، فقد اغتلنا قيادة حماس، ودمّرنا مناطق سكنيّة كاملة في غزّة، وكلّ المخططات التي أعدّها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، المعتدلة والمتطرفة، ستعود بنا للنقطة ذاتها التي نجد أنفسنا فيها اليوم، حتى سيناريو إعادة احتلال القطاع لن يحل المشكلة، كما قال.

وأوضح أنّ لدينا في حماس اليوم قيادة براغماتية تتطلع لإبقاء سيطرتها على قطاع غزة، ومنذ خمس سنوات تُبدي استعدادًا لوقف إطلاق النار بعيد المدى، مقابل تسوية مُرضيّة، وهناك إمكانية عملية لنجاح هذه التسوية، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يعلم جيّدًا أنّ فرص التسوية مع غزة كبيرة وقائمة، لكنّ اعتباراته الحزبيّة الداخليّة تجعله يتردد في المضي قدمًا نحوها، قال المُحلِّل بن دافيد.

وختم بالقول إنّ الترتيبات الأخيرة تمنح الفلسطينيين في غزة قضاء شهر رمضان بهدوءٍ، ويُعطي الإسرائيليين إمكانية العيش بهدوءٍ، لكنّ الجانبين يفتحان عيونهما تحضيرًا للجولة القادمة، على حدّ قوله.

من ناحيتها قالت المُستشرِقة الإسرائيليّة شمريت مائير، رئيسة تحرير موقع المصدر الإسرائيلي باللغة العربية، قالت إننا أمام تهدئة مؤقتة مع حماس، وستبقى إسرائيل تفاضل بين تهديداتها الأمنية المحيطة بها بين: ألم بعوض قريب منها، وسرطان بعيد عنها، على حدّ تعبيرها.

وأضافت في مقابلة مع صحيفة (معاريف) العبريّة أننّا في نهاية الجولة الأخيرة وصلنا إلى النسخة المكررة ذاتها، لكن ذلك دلالة جديدة على أنّ إسرائيل تفشل في قراءة الوضع خارج حدودها، فالظروف الإنسانيّة في غزة آخذة بالتدهور، كما أكّدت.

وخلُصت المُستشرِقة الإسرائيليّة إلى القول إنّه في مثل هذه الحالة، قد تبدو حماس أقل سيطرةً على الوضع داخل غزة لدخول جهاتٍ أخرى على الخط، في ظل أنّ غزة مزدحمة بجبال من المشكلات العالقة دون حل، على حدّ وصفها.

في السياق عينه قال المحلل العسكري الإسرائيليّ رون بن يشاي في موقع (YNET)، إنّه فيما يتعلّق بالتأهب والتخطيط العسكريّ على المدى الطويل، لن يتم اتخاذ القرار خلال هذه الفترة، رغم التحديات التي تواجهها إسرائيل في جبهاتها المتعددة .

وتوقع أنْ يزيد رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار من درجة تحديه لنتنياهو، مرجحًا أنْ يتجاهل الأخير البالونات الحارقة و”الإرباك الليلي” قرب السياج الفاصل شرق القطاع، طالما تمّ تجنّب جولة جديدة من الهجمات الصاروخيّة، مؤكّدًا أنّ حماس والجهاد الإسلامي كانتا تتوقعان عملية عسكرية كبيرة ضد غزة بعد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، لذا فإنّ فشل تشكيل الحكومة يُعد أمرًا مفيدًا للحركتين.

وأضاف بعد التصويت على حل الكنيست والتوجه لإجراء انتخابات جديدة، أعتقد أنّ السنوار جلس على كرسيه وأخبر نفسه، أنّه لن يحدث شيء خلال الصيف المقبل، لأنّ نتنياهو لن يخاطر بهجوم بري من شأنه أنْ يتسبب في وقوع خسائر وغضب العالم، ما قد يؤثر على الأصوات التي يحتاجها في الانتخابات المقبلة.

وذكر أنّ الإسرائيليين الذين يعيشون على طول حدود غزة، سيدفعون الثمن مع استمرار حرق حقولهم والصواريخ التي تطير باتجاههم، فالانتخابات الجديدة لا تبشر بخير بالنسبة لهم.

وفيما يتعلق بتداعيات الانتخابات الإسرائيلية المبكرة على رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، قال إنّ الضفة الغربية مستاءة من العبء المالي الذي تضاعفه إسرائيل بحجب الإيرادات الضريبية، وقرار واشنطن بقطع التمويل عنها.

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

نيوزيلندا تدرج “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” على قائمة الإرهاب

RT : أعلنت نيوزيلندا تصنيفها “حزب الله” اللبناني وحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن “منظمتين …