"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

كم ستعيش “بوكو حرام”؟

RT :
ارتبط اسم بوكو حرام تلك الحركة الإرهابية التي نشطت فى دول إفريقية منذ عدة سنوات ليحل معها الموت والدم والرعب والدمار أينما حلت أو ارتحلت فما هي جذور تلك الحركة التي تتبنى نفس أفكار تنظيم داعش الإرهابي، وهل عمر هذا التنظيم الدموي لن يكون قصيرا بعد أن قام بعمليات إرهابية أثارت الرعب والخوف فى دول إفريقية عدة كان آخرها الهجوم على قاعدة عسكرية فى نيجيريا ظهر اليوم خلف 5 قتلى من العسكريين النيجيريين

الباحث فى شؤون الحركات المتطرفة أحمد بان يقول فى حديث لـ RT

بوكو حرام تنظيم متطرف يتبنى أفكار السلفية الجهادية نشأ فى نيجيريا التي ضربها نزاع وصراع ممتد بين جنوب يدين سكانه بالمسيحية وشمال مسلم يشكل سكانه 70 فى المئة من فقراء نيجيريا وكان من نتائج هذا الصراع بروز الحركة فى العام 2002 كحركة طهرانية تدعو لتطبيق الشريعة وتمكين المظاهر الإسلامية كما يبدو من اسمها بوكو حرام والذى يعني وفق لغة الهاوسا – التربية الغربية حرام، نتيجة معالجة غير موفقة من شرطة وجيش نيجيريا تطورت الحركة إلى شبه ميليشيات من 4000 عنصر إلى 40 ألف عنصر آخر وقد تدحرجت إلى مساحة عنف وحشى بعد مقتل مؤسسها محمد يوسف فى السجن وبايع زعيمها أبوبكر شيكو داعش وبدأ فى محاكاة سلوك التنظيم الأخطر داعش ولا زال هو التنظيم الأبرز والأخطر فى القارة الإفريقية

من جانبه قال منير أديب، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، فى حوار لـ RT إن خطر داعش الحقيقي بدأ يطل علينا من القارة العجوز إفريقيا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سقوط التنظيم في 22 مارس من العام 2019

وأضاف أن تنظيم داعش كان في منطقة الشرق الأوسط أما الآن فهو في كل القارات وليس مجرد بعض العواصم العربية أو حتى اﻷوروبية، وهذا يعود للإدارة الخاطئة لمعركة القضاء على داعش، التي أبقت على التنظيم ولم تقض عليه حقيقة، وما حدث من فرع التنظيم  (اعتداء جماعة بوكو حرام على قاعدة عسكرية في نيجيريا يؤكد ما ذهبنا إليه)

ولفت أديب، إلى أن قارة إفريقيا أصبحت الأكثر جذبا للتنظيم المتطرف، إذ بايعته أغلب الجماعات الدينية المتطرفة في الغرب الإفريقي وأشهرها، بوكو حرام والتي تعني باللغة الهاوسية التعليم الأجنبي حرام، ولابد من مواجهة أكثر قوة للإرهاب في منطقة الساحل والصحراء والذي يعود انتشاره هناك ربما لضعف أجهزة الأمن والحكم وربما الاقتصاد المتهاوي. وأنهى حديثة بأن غرب إفريقيا وتحديدا نيجيريا من خلال جماعة بوكو حرام سوف تكون مركز انطلاق للعمليات الإرهابية بعد سقوط الرقة والموصل

الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق وفى نفس الإطار  كشف لـ RT

أنه من المتوقع أن ينشط تنظيم داعش، في إفريقيا من خلال تنفيذ عدد  من التفجيرات الإرهابية، عقب انحساره وخسارته الفادحة في معقل دولته بسوريا والعراق.

وأشار فاروق، إلى أن جماعة “بوكوحرام” التي تتمركز داخل نيجيريا وتشاد ومالي، هي في الأساس صنيعة جماعة الإخوان، فكريا وتنظيميا، إذ تؤمن بنفس الأدبيات الفكرية التي أرساها سيد قطب وحسن البنا، وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي، لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، إذ تؤمن بقضية الحاكمية، وتعتقد بوجوب تكفير الحكم الوضعي والديمقراطية، واعتبارها أدياناً مخالفة للإسلام وخروجا عنه، وتعتقد أنها الفرقة الناجية وأنها الطائفة المنصورة المبشر بها في نبوءات آخر الزمان،  وتؤمن بضرورة البيعة للإمام، وإقامة الخلافة الإسلامية”، وضرورة تطبيق الحدود والولاء والبراء ومواجهة البدع، وتحرم التعليم الغربي من المدارس إلى الجامعة.

وأضاف فاروق، أن البداية الحقيقية لمحمد يوسف، مؤسس بوكو حرام، كانت مع  جماعة الإخوان المسلمين في نيجيريا بقيادة إبراهيم الزكزكي في منتصف الثمانينات، وأسس “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” عام 2002، والتي عرفت فيما بعد بـ “بوكو حرام”.

وتحولت بوكو حرام خلال ولاية محمد يوسف، لمعسكر لتجنيد المتطرفين، وحصلت على دعم من تنظيم القاعدة قُدّر بـ 1.8 مليون دولار من أسامة بن لادن، من أجل إيواء أفراد من القاعدة مطلوبين دوليا،  في أعقاب 11 سبتمبر.

وأوضح فاروق، أنه عقب مقتل مؤسس بوكو حرام في 2009 على أيدي الشرطة النيجيرية، دخلت طورا جديداً، أكثر وحشية وأكثر توسعاً في التكفير والقتل على الهوية وعلى مؤسسات الأمن والدولة، والعمليات الانتحارية، على يد أبو بكر شيكاو.

ولفت فاروق، إلى أنه في مارس 2015 بايعت “بوكو حرام”، تنظيم “داعش”، ما جعلها محل اهتمام لمختلف التنظيمات الوليدة في دول الجوار الإفريقي، بداية من ليبيا ومالي، والجزائر، ومصر، وتونس.

وأكد فاروق، أن داعش يعمل حاليا من خلال عدة غرف مركزية داخل إفريقيا، وآسيا، ينطلق منها لتنفيذ عملياته في الجغرافية السياسية التي يسعى للسيطرة عليها، وإعادة تموضعه داخلها، تحت مسمى “ولاية غرب إفريقيا”، في مقدمتها دولة مالي ونيجيريا، وذلك من خلال دعم حركة “بوكوحرام”، التي تنشط في هذه المنطقة، كما أنها تمثل عونا كبيرا للولاية الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخرا تحت مسمى”وسط إفريقيا”، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ تمثل بوكو حرام موردا أساسيا في الدعم المالي وللوجيستي لمختلف العمليات التي يمكن تنفيذها في إفريقيا.

وأوضح فاروق، أن “بوكو حرام” تتمتع بمرونه كبيرة في دعم مختلف الكيانات الداعشية في إفريقيا، لقدرتها على التمويل والتدريب، والاستفادة من سعيها في الدخول في مواجهات مستمرة مع الأجهزة الأمنية والتعامل معها نظرا لخبرتها الطويلة التي استمدتها على مدار السنوات الماضية.

وأوضح فاروق، أن سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وهشاشة الأجهزة الأمنية في نيجيريا ساعدت حركة “بوكو حرام”،  على التمدد التنظيمي الآيديولوجي في مساحات جغرافية كبيرة والالتحام بدول الجوار الإفريقي.

ولفت فاروق، إلى أن الولايات المتحدة وضعت “بوكو حرام” على قوائم الإرهاب، منذ العام 2013، ويقدر عدد مقاتليها من العناصر الإرهابية بنحو ستة آلاف مقاتل متشدد يسعون إلى إقامة “دولة إسلامية” في شمال شرقي نيجيريا، وفقا لـ”وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية”.

وأشار فاروق، إلى أن بوكو حرام تعتمد في تمويلها على طلب الفدية مقابل تحرير الرهائن، وبيع الفتيات، والاتجار في المواد المخدرة،  وتجارة الأسلحة، والسطو على البنوك، ما جعلها تمتلك أموالا طائلة بالإضافة للدعم الذي حصلت عليه من دول راعية للإرهاب خلال السنوات الماضية، مقابل الاستفادة من خيرات ومقدرات إفريقيا.

ناصر حاتم – القاهرة