قال مراسل فلسطين اليوم ان “على جبل الريسان غربي رام الله، كان أحد المستوطنين الذين يسكنون رأس الجبل المقابل يراقبنا بعناية، وما أن تحركنا نزولا إلى سفح الجبل، حتى لحق بنا بسيارته وقام بتهديدنا بالقتل في حال عدنا مرة أخرى، ومن خلفة جيب عسكري يحميه في تحركاته”.
هذا المستوطن سكن وأفراد عائلة رأس الجبل في الأشهر الأخيرة وتحاول عائلته السيطرة على جبل الريسان بالكامل، قال لنا أصحاب الأراضي إن هذه ليست المرة الأولى، فهذا المستوطن، يلاحق بحماية الجيش، كل من يقترب من المكان ويحاول اخافته بالتهديد كما جرى لنا، وفي بعض الأحيان يقوم بإطلاق النار في الهواء.
ومنذ ثمانية أشهر، وتحديدا في شهر أب/أغسطس الفائت أعلنت “إسرائيل” السيطرة على هذا الجبل الذي تتشارك في ملكية أراضيه عائلات من ثلاثة قرى هي “رأس كركر، كفر نعمة، خربثا بني حارث” ويمتد مساحته على 2500 دونما، ومنعت بهذا القرار من الوصول إلى أراضهم وفلاحتها.
ومع تواجدنا كصحافيين تشجع عدد كبير من الأهالي أصحاب الأراضي في المنطقة لمرافقتنا، يقول رئيس قروي رأس كركر راضي أبو فخيدة: “مع وجود الكاميرات والصحافيين نأمن إطلاق النار علينا وملاحقتنا من قبل الجنود”.
وعلى قمة الجبل تبدو المنطقة الأخطر، وخاصة أن البؤرة الاستيطانية التي تسكنها العائلة المستوطن تقابلك مباشرة، وما أن يلحظ أفرادها أي حركة على الجبل حتى يقوموا بالاتصال بقوات الاحتلال التي تتواجد على الفور، وتلاحق كل من يقترب من المكان.
هذه العائلة والتي تعتبر من أكثر المستوطنين تشددا وعدائية تجاه الفلسطينيين، قامت باستئجار الأرض التي أقامت عليها البؤرة الاستيطانية من شركة استيطانية تدعى “أمانا” والتي تعود ملكيتها لأحد غلاة المستوطنين ويدعى “زمبيش”.
هذا المستوطن معروف بمسؤوليته عن عشرات العمليات الإجرامية ضد الفلسطينيين، وخاصة عمليات اغتيال رؤساء البلديات في الضفة في فترة الثمانينات. وحاليا يسعى للاستحواذ على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية المرتفعة والاستراتيجية من خلال تزوير الوثائق والأوراق الملكية لهذه الأراضي.
وفي كل يوم يلحظ الأهالي مزيدا من التوسع على الجبل وإضافة المزيد من الكرفانات في خطوة لتشجيع غيرهم من عائلات المستوطنين على السكن في الجبل لتحويلها إلى بؤرة استيطانية معترف بها.
يقول مدير عام دائرة العمل الشعبي بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، إن الهدف من السيطرة على هذا الجبل هو خلق تواصل مع المستوطنات القريبة مثل موديعين وعيليت ودولب، وتشكيل كتلة استيطانية مترابطة على غرار الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة.
وتابع أبو رحمة:” مساعي الاحتلال الأن شق طريق إلى جانب البؤرة الاستيطانية لتقصير المسافة بين هذه المستوطنات للوصول إلى الأراضي المحتلة في العام 1948، دون المرور بالقرى والبلدات الفلسطينية، مما يعني مزيدا من السيطرة على الأراضي”.
ولمواجهة هذه الإجراءات الاحتلالية لم يجد الأهالي سوى التظاهر السلمي من خلال التواجد الجماعي في أراضيهم كل يوم جمعة، وهو ما تقابله قوات الاحتلال بالقمع وإطلاق النار والغاز المسيل للدموع عليهم لتفريقهم، إلى جانب قيامها بنشر مزيد من قواتها وبشكل دائم حول المنطقة، ونصب بوابات حديدة أمام مداخل القرى الغربية لمدينة رام الله والتي تؤدي إلى الجبل (راس كركر، عين أيوب، خربثا المصباح، بلعين، نعلين و دير عمار) وتتحكم بدخول المواطنين و خروجهم حسب مزاجها.
………………