الناصرة-“رأي اليوم” :
قالت مصادر أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب، وُصفت بأنّها مطلعّةً وواسعة الاطلاع، قال إن هناك تخوفًا جديدًا يسري داخل كيان الاحتلال من خطوةٍ ثلاثيّةٍ جديدةٍ جمعت الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران والعراق وسوريّة، على حدّ تعبيرها.
وأفادت صحيفة (معاريف) العبرية، على موقعها الالكترونيّ، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يسوده القلق من مشروع تدشين سككٍ حديديّةٍ بين كلٍّ من إيران والعراق وسورية، خوفًا من نقل السلاح الإيرانيّ إلى سوريّة و”حزب الله” اللبنانيّ، علمًا أنّ الدولة العبريّة باتت تُعلِن جهارًا-نهارًا أنّها تخشى الصواريخ الدقيقة التي أصبح حزب الله يملكها، وأنّها تُشدّد في الوقت عينه على أنّ كلّ بُقعةٍ في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ المُقاومة اللبنانيّة، علمًا أنّ منظومات الدفاع الموجودة بحوزة إسرائيل، وباعترافٍ من أقطاب كيان الاحتلال، أعجز وأوهن عن التصدّي للكمّ الهائل من الصواريخ التي يمتلكها حزب الله، والتي تصل، بحسب تقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة (أمان) إلى حوالي 150 ألف صاروخًا.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ أعرب عن قلقه لنقل السلاح الإيرانيّ للرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، والأمين العام لـ”حزب الله”، السيّد حسن نصر الله، كما رأت المصادر في تل أبيب أنّ التطورّات الأخيرة في الجبهة الشمالية تُوضِح القيود المفروضة على سياسة استخدام القوة الإسرائيليّة في سوريّة ولبنان، لافتةً إلى أنّه في السنوات الأخيرة، نجح الجيش والاستخبارات في مكافحة تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السوريّة، وفي وقتٍ لاحقٍ في مُهاجمة المواقع العسكريّة الإيرانيّة في سوريّة، لكن يبدو أنّ إسرائيل غيرُ قادرةٍ حاليًا على إجبار طهران على تغيير إستراتيجيتها في المنطقة، كما أكّدت.
وتابعت المصادر أنّ عودة نظام الأسد إلى الجولان في الصيف الماضي، مهدّت الطريق لعودة حزب الله إلى مرتفعات الجولان، مُوضحةً أنّه في المرحلة الأولى، يقوم العشرات من النشطاء، معظمهم من المواطنين السوريين، بجمع معلوماتٍ استخباريّةٍ عن نشاط جيش الاحتلال في المنطقة، لكنّ القيادة الشماليّة تُقدّر أنّه سيتّم إنشاء بنيةٍ تحتيةٍ في المستقبل للهجمات، وأنّ حزب الله قد يُحاوِل استخدامها لفتح جبهةٍ ثانيةٍ ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ من الجولان في حال اندلاع حربٍ بينه وبين كيان الاحتلال، كما أكّدت المصادر.
وقال مصدر رفيع في المُخابرات الإسرائيليّة للصحيفة إنّ: كفاحنا ضدّ التعزيزات العسكريّة الإيرانيّة في سوريّة حقق نتائج ولكنّه تباطأ. من ناحية أخرى، يُواصِلون بكلّ قوّتهم في الجهود المبذولة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله، ولا سيما مشروع الصواريخ الدقيقة، الذي يهدف إلى تطوير القدرات الدقيقة لأسطول الصواريخ التابع للمنظمة، على حدّ تعبير المصدر.
ومن الجدير بالذكر أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ السابِق والمُرشّح الأوفر حظًا للعودة إلى منصبه، أفيغدور ليبرمان، كان قد صرحّ في شهر آب (أغسطس) من العام المُنصرِم، إن الرئيس السوريّ بشار الأسد غيرُ راضٍ عن استعادة السيطرة على جنوب سوريّة ويعتزم إعادة بناء الجيش العربيّ-السوريّ إلى قوّةٍ أكبر ممّا كان عليه في الحرب الأهليّة.
وتابع ليبرمان، الذي اعتمد على تقارير شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في جيش الاحتلال، تابع قائلاً: نحن نرى الجيش السوريّ، غيرُ راضٍ عن السيطرة على كلّ الأراضي السوريّة، ولكن من الواضح أنّ بناء جيشٍ جديدٍ واسع النطاق للأراضي سيعود إلى أبعاده السابقة وما بعدها، قال ليبرمان، متحدثًا للصحفيين بعد مشاهدة تمرينٍ عسكريٍّ للفيلق المُدرّع في الجيش الإسرائيليّ في الجزء المُحتّل من مرتفعات الجولان السوريّة.
وأضاف ليبرمان أنّ الفيلق المُدرّع، الذي كان له دور أساسيّ في وقف الهجوم السوريّ المفاجئ في حرب يوم الغفران عام 1973، بقي ضروريًا لدفاع إسرائيل، وأوضح: كان سلاح المدرعات هو القوّة الرئيسيّة للجيش الإسرائيليّ في كلّ عمليّةٍ بريّةٍ، خاصّةً هنا في الشمال، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، شدّدّ المستشرق الإسرائيليّ، د. يارون فريدمان، في موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، شدّدّ على أنّ الجبهة الشمالية تشكل تهديدًا استراتيجيًا جوهريًا على إسرائيل مصدره حزب الله، الذي أرسل جزءًا من قوّاته إلى سوريّة للقتال بجانب الأسد، واليوم مع قرب انتهاء الحرب، يبدأ الحزب بإعادة قوّاته إلى لبنان، ويُعيد تمركزه الأساسيّ باتجاه إسرائيل، لكنّ الحزب يحتاج إلى فترةٍ من التعافي بعد أنْ تلقى خسائر وانتكاسات كبيرة في سورية، وفقد 1500 من مقاتليه، وتضررت موازنته الماليّة كثيرًا بسبب الأزمة الاقتصاديّة التي تمُرّ فيها إيران، كما زعم.