إسرائيل تُلغي مُشاركتها بمؤتمرٍ بالبحرين لـ”أسبابٍ أمنيّةٍ” و”هآرتس″ تقتبس موقعًا غربيًا يؤكّد لقاء رئيس الموساد بمُدير المخابرات السودانيّة لبحث التغييرات بالحكم

كان من المُقرر والمُعلن أنْ يزور وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيليّ إيلي كوهين، بشكلٍ علنيٍّ ورسميّ، البحرين خلال الشهر الجاري، وذلك للمشاركة في مؤتمر الـ”ستارت أب” الدوليّ الذي يعقد في العاصمة المنامة، غدًا الاثنين، ولكن، بسبب قرب المؤتمر من موعد الانتخابات العامّة في الدولة العبريّة أعلن الوزير يوم الخميس الماضي عن إلغاء زيارته.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الكيان ظهيرة اليوم الأحد، بشكل رسميٍّ عن إلغاء المُشاركة الإسرائيليّة في المؤتمر لأسبابٍ أمنيّةٍ، كما أوضح مُراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إيتمار آيخنر، في خبرٍ نشره على الموقع الالكترونيّ التابع للصحيفة العبريّة (YNET).

وكان لافتًا جدًا أنّ الخبر لم يُفصِح لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ عن الأسباب الأمنيّة التي دفعت الكيان لإلغاء مُشاركته في المؤتمر، وأضاف الموقع الالكترونيّ لصحيفة (يديعوت أحرونوت) قائلاً إنّ إلغاء المُشاركة الإسرائيليّة نُشرَت أولاً في البحرين، وبعد ذلك أكّدتها مصادر سياسيّة رفيعة جدًا في تل أبيب، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الوفد الإسرائيليّ كان سيشمل على الأقّل رئيسة سلطة الابتكار، آنيا إلدان، ورجال أعمالٍ من الدولة العبريّة، الأمر الذي أثار سلسلة من الانتقادات في البحرين، وتحديدًا في البرلمان، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات في العاصمة المنامة ضدّ مُشاركة الوفد الإسرائيليّ.

وكانت وسائل إعلام عبريّة أشارت إلى أنّ الوزير كوهين تلقّى دعوة للمشاركة في مؤتمر “ستارت أب”  الدوليّ الذي يُعقَد في المنامة، تحت عنوان “Startup Nations Ministerial”، بمبادرة البنك الدوليّ و الـ Global Entrepreneurship Network. ولفتت إلى إنّ المؤتمر يُعقَد للمرّة الخامسة بعد أنْ عقد في ميلانو، واسطنبول، وجوهانسبورغ ومادلين. ومن الجدير بالذكر أنّ المؤتمر الذي سيُعقَد في البحرين، حول دول الستارت أب (المشاريع الناشئة والرياديّة) في مجال التكنولوجيا والابتكار، يُنظمّه البنك الدولي، وتشارك فيه 170 دولة.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كشفت النقاب في تقرير تحت عنوان “عيد الزيارات”، أنّ وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيليّ إيلي كوهين، وهو من أقطاب حزب (كولانو) اليمينيّ، تلقّى دعوةً رسميّةً لزيارة البحرين، للمشاركة في مؤتمرٍ دوليٍّ يُعقد في المنامة، بمشاركة مسؤولين من مختلف أنحاء العالم.

وجاء الكشف عن تلقي الوزير الإسرائيليّ هذه الدعوة، بعد أنْ ذكرت العديد من وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، خلال الفترة الأخيرة، إثر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، أنّ البحرين هي الدولة القادِمة في الخليج التي ستستقبل نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين، على حدّ تعبيرها.

وشدّدّت المصادر عينها على أنّ هذه الدعوة تأتي بعد أنْ قام نتنياهو في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي، بزيارةٍ رسميّةٍ إلى سلطنة عمان، تبعتها زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيليّة ميري ريغيف إلى الإمارات العربيّة المُتحدّة، برفقة وفدٍ إسرائيليٍّ، شارك في مسابقةٍ دوليّةٍ لرياضة الجودو وفاز بميداليّةٍ ذهبيّةٍ، عُزف خلالها النشيد الوطنيّ لدولة الاحتلال الإسرائيليّ في أبو ظبي.

بالإضافة إلى ذلك، زار وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، هو الآخر سلطنة عمان، للمُشاركة في مؤتمرٍ دوليٍّ للنقل، وعرض خلال زيارته مخطط حكومة الاحتلال لبناء شبكات من سكك الحديد تربط إسرائيل عبر الأردن بدول الخليج. كما استقبلت الإمارات، في تلك الفترة وزير الاتصالات الإسرائيليّ أيوب قرا.

ونقلت صحيفة (يسرائيل هيوم) العبريّة، المُقرّبة جدًا من نتنياهو، عن مسؤولٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ، لم يُكشَف عن اسمه، قوله إنّ كيان الاحتلال يعمل على إقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع البحرين. فيما أشارت القناة العبريّة الـ12 في التلفزيون العبريّ، إلى أنّ إسرائيل تسعى من خلال قنوات اتصالٍ لم تشر إلى طرفها الثاني، لتطوير علاقات مع السودان أيضًا.

وأضافت: ستكون باكورة العلاقات (مع السودان)، السماح للطائرات الإسرائيليّة بعبور الأجواء السودانيّة في طريقها إلى البرازيل، لتقصير مدّة هذه الرحلات وللتوفير اقتصاديًا على شركة الطيران الإسرائيلية (إل عال)، ومن الأهمية بمكانٍ، الإشارة في هذه العُجالة إلى أنّه لم يصدر بعد أيّ تعليقٍ رسميٍّ سودانيٍّ على هذه الأنباء، غير أنّ الخرطوم أكّدت مرارًا وتكرارًا رفضها التطبيع مع إسرائيل.

في سياق ذي صلةٍ، نشر المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، مقالاً عن التغيّرات التي جرت وتجري في السودان، وذلك في صحيفة (هآرتس) العبريّة، حيث يعمل هناك مُحلّلاً لشؤون الشرق الأوسط، واقتبس د. بارئيل ما ورد في موقع Middle East Eye الذي أكّد على أنّ رئيس جهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين، كان قد التقى مؤخرًا في برلين بألمانيا بمدير المخابرات السودانيّة، وناقش معه إمكانية تغيير الحكم في السودان، كما ذكر الموقع الغربيّ، ولم يُشِر المُستشرِق الإسرائيليّ إلى ردّ فعل تل أبيب على هذا الخبر.