“أمريكا “قنبلة كونية بيد اليهود

الديار :

بقلم : نبيه البرجي

لا ندري كيف اختفى أي أثر للباحث الأميركي آرثر روثمان, وهو أحد تلامذة ناعوم تشومسكي , بعدما أعلن أنه انتهى من اعداد كتاب موثق حول العلاقة الهجينة بين أميركا (اسرائيل الكبرى) واسرائيل (أميركا الصغرى) .

الاعلان رافقه نشر بحث يضيء الى أي مدى تمكنت المؤسسة اليهودية من “تفكيك الروح الأميركية” , ولطالما تحدث عنها بنيامين فرنكلين “لنكن المسيح الآخر الذي حمل روح الله الى العالم” .

مع اقتناعنا بوجود يهود بعقل مشع , وبضمير مشع , نلفت الى أن فرنكلين , أحد مؤسسي الولايات المتحدة , حذّر من “الخطر العظيم الذي يتهدد بلادنا , أي خطر اليهود” .

رأى “اذا لم يتم اقصاء هؤلاء في غضون مئة عام , لا بد أن يحكموا شعبنا , ويدمروه , ويغيّروا بنية الحكم , حتى اذا ما بقوا لمئتي عام , سيكون على أحفادنا أن يعملوا في الحقول لاطعام اليهود”

بالمناسبة , هناك من يخلط بين فرنكلين روزفلت وبنيامين فرنكلين الذي كان توماس جيفرسون يثير غضبه حين يدعوه ضاحكاً “النبي بنيامين” , ابن يعقوب وراحيل ورأس السبط اليهودي الثاني عشر .

وزير خارجية لبناني سابق اتصل بي ليربط بين ما قلته في أحد مقالاتي وما قاله “الرئيس فرنكلين” حول اليهود . ثمة باحثون وقعوا في الخطأ ذاته , واعتبروه أحد رؤساء الولايات المتحدة .

روثمان (اليهودي) توقف بذهول عند التماهي الاستراتيجي , وحتى التماهي الايديولوجي , بين اميركا واسرائيل . لجأ الى تلك الصورة الكاريكاتورية , وحيث الأرنب يجر الفيل . قال “حتماً يجره الى الحفرة الأخيرة” .

تحدث عن الفارق الهائل بين البنية الجيولوجية للمجتمع الأميركي , حيث التفاعل بين مئات الاتنيات , ومئات الثقافات , ومئات الملل , أي المجتمع المتعدد الأبعاد , والبنية الجيولوجية للمجتمع الاسرائيلي , بالبعد الواحد , وحيث التأثيرات اللاهوتية تدفع في اتجاه رفض الآخر , وحتى السعي لازالته .

روثمان أكد يهودية كريستوف كولومبوس الذي وطأ الأرض الأميركية على أنه الاله الأبيض , ربما المبعوث الشخصي ليهوه الذي لا يجد في الهنود الحمر سوى طفيليات بشرية . في هذه الحال , لا بد من سياسة الاجتثاث منعاً للتلوث الثقافي . تالياً , التلوث العقائدي .

المهاجرون اليهود الأوائل , ويتردد أنهم من ضفاف البلطيق, وفدوا الى العالم الجديد عام 1611 , وقطعوا مسافات طويلة سيراً على الأقدام . الاختراق التوراتي حصل غداة النصف الثاني من القرن السابع عشر حين رست الباخرة “ماي فلاور” على الشاطئ الأميركي , وقد حملت على متنها البيوريتانز(الطهرانيون) الذي تمثلوا العهد القديم الى حد المحاكاة المطلقة .

رأوا في خروجهم من أنكلترا خروج العبرانيين من مصر بقيادة موسى , وكما في التوراة ظللتهم غيمة الى أن استقروا, وبدأوا حملتهم للاستيلاء على “أرواح” الآخرين الذين اذ كانوا على قدر كبير من الهشاشة الايديولوجية , تفاعلوا مع دعوات البيوريتانز , وباتوا أشد تعصباً للعقيدة اليهودية أكثر من اليهود أنفسهم .

الباحث توقع أن تزداد رياح الاجتثاث هولاً . لن يبقى فلسطينيو الداخل حيث هم . في نظره , أسنان يهوه هي التي تقضم الأرض . الملاحظة الأكثر اثارة التي أوردها هي “الوصية الحادية عشرة” التي بقيت سراً الأسرار . التدمير المنهجي للمجتمعات التي تحيط باسرائيل .

سأل ما اذا كانت أميركا بمثابة “القنبلة الكونية” في يد اليهود. لا أحد في البيت الأبيض يستطيع الاعتراض على السياسات الاسرائيلية . حين قرر جون كنيدي ايفاد بعثة للتفتيش على مفاعل ديمونا , واحتمال توجه دافيد بن غوريون الى صناعة القنبلة النووية , اغتيل في دالاس , ليعقب ذلك اغتيال قاتله .

يفترض بالعرب البقاء على قارعة الزمن . هذه ارادة يهوه الذي كرّس , وقبل قايين , ثقافة القتل عندما كان يرشق السابلة بالحجارة من داخل الكهف الذي كان يقبع فيه .

الأميركيون هم من كرّسوا الوجود الأبدي لتلك الأنظمة الرثة في المنطقة العربية , وحيث التعفن السوسيولوجي يتقاطع مع التعفن الايديولوجي .

العرب , في نظر المؤسسة اليهودية , ليسوا أكثر من براميل من التنك وتتدحرج على أرصفة روتردام أو في أروقة وول ستريت . هم حقاً كذلك . روثمان سأل “لماذا يكره العرب العرب ؟” . هل هي اللعنة الالهية حقاً ؟

لاحظ كيف يعبث العرب بقبور العرب . الايقاع العاصف للقرن لا يهز حتى عظامهم , لا بل انهم يتقاتلون بعظام بعضهم البعض . لا يعيد ذلك فقط الى الذهنية القبلية التي تحكم المجتمعات , بل هو يعتقد أن كل شيء مبرمج بدقة لكي تتحول المجتمعات اياها الى حطام .

ألم يتحول المجتمع اللبناني , وبالرغم من كل مظاهر الفانتازيا , الى حطام ؟ تصدع سياسي , تصدع طائفي , تصدع أخلاقي هو بين الأكثر فظاعة في القرن الحادي والعشرين . دولة لبنان الكبير أم دولة الفساد العظيم ؟

أخذاً بما كتبه آرثر روثمان (الذي اختفى له أي أثر) . لعبة الحطام في لبنان في ذروتها . بارونات الطوائف اياهم حاخامات الطوائف . على خطى وليم شكسبير : هذه هي المسألة يا سيدتي المركيزة !!

منقول..

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

حاخام “يبارك” جنودا متهمين بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني

الأناضول : شفقنا : أعرب الحاخام مئير مازوز، صاحب النفوذ الكبير في السياسة الإسرائيلية، عن …