"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

دعاة يردون على الجندي بشأن أمنيته أن يحشر مع السيسي.. لا تقلق: “يُحشر المرء مع من أحب”

القاهرة- “القدس العربي” :

تعرض الداعية خالد الجندي، أحد شيوخ الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لهجوم عنيف بسبب تصريحات متلفزة أغدق خلالها الثناء على السلطة الراهنة بقيادة الرئيس السيسي، لما تقوم به من مشروعات تنموية عدد بعضها، ومنها المبادرات الصحية، والإسكان الاجتماعي، وغيرها من المشروعات القومية التي كشف الجندي عن أنها تعد شاهداً على نجاح الرئيس.

وهاجم عدد من الدعاة، الذين يقفون على يسار السلطة الجندي معتبرين انه يلبس الحق ثوب الباطل في قضية السمع والطاعة للحاكم. وبينما اعترف “الجندي”، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج “الحكاية”، أنه يقصد بتصريحه الأخير “إحنا شيوخ السلطان” سلطان القانون، مؤكداً على أنه بعد “خاتم الأنبياء” ليس هناك طاعة مطلقة.

واستدل الداعية السلفي، عبد الحميد النادي، بالحديث النبوي الشريف “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” .. مشدداً في تصريحات لـ”القدس العربي” على أن الأخذ بيد الحاكم من أجل تقويمه أحد أبرز المطالب التي دعا إليها الإسلام من أجل صلاح الأمة ووافق رأي النادي الشيخ الأزهري عماد عبد الشفيع مستشهداً بالحديث النبوي “الدين النصيحة .. قالوا لمن قال لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم” وتابع عماد ان الأمر بالمعروف ونصح العلماء للحاكم من بين ما دعت إليه الشريعة.

وطمأن عبد الشفيع الشيخ خالد الجندي بشأن أمنيته التي يتمنى أن يحققها الله له والتي تتمثل في أن “يحشر مع السيسي يوم القيامة” قائلاً: “لا تقلق سوف تحشر معه بإذن الله مصداقاً للحديث الشريف يحشر المرء مع من أحب” فيما حذر الشيخ عبد الغني محمد الشيخ خالد من مغبة المضي قدماً في الإشادة بالسلطة في كافة المواقع خشية أن يسقط في دائرة النفاق. غير أن الداعية ابراهيم عبد الله انحاز للشيخ الجندي مؤكداً لـ”القدس العربي” بأن كل من يدعو للخروج على الرئيس السيسي هو من دعاة الفوضى الذين لن يستمع لهم الشعب.

وفي سياق متصل، تعرض عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب دعمه المطلق للسلطة الحاكمة على الرغم من سياسة تكميم الأفواه والتضييق على المعارضين وغلق المجال العام في وجه كافة قوى المعارضة المدنية

من جانبه أكد الجندي أنه يبايع الرئيس السيسي وفقا للقانون، مضيفا: “أنا بقول بكل فخر، أنا شيخ السلطان سلطان القانون، ورئيسي الرئيس السيسي ربنا يثبته، ويرزقه البطانة الصالحة والعمل الصالح، وسنختلف معه بالقانون إذا كان هناك ما يخالف مصلحة الوطن”.
ودون أي داع، دفع الجندي باسم الرئيس التركي قائلاً إن من يهاجمنا يريد أن يكون سلطاننا أردوغان، الذي لا يمثل بالنسبة لي شيء، أنا لا أريد سوى سلطان القانون الذي يمثل مصر ورئيسها الرئيس السيسي “ربنا يطول عمره” ونراه من الصالحين، ونسأل الله أن يحشرنا معه يوم القيامة”.
وعبر تصريحات جرت عليه غضبا عارما من قبل معارضي السلطة القائمة، اعترف الجندي عبر برنامج “لعلهم يفقهون” «نحن ندين بالطاعة لولي أمرنا، شاء من شاء وأبى من أبى، هتقولي منافق بقى مش منافق، لما تشوفونا بنسكت على منكر يقيني، ابقوا اتكلموا، لكن بصراحة مطلقة، إحنا شيوخ السلطان، وهكذا أمرنا الله، وهذا ما ورد في القرآن، واللي يقول غير كده يبقى شيطان».

وشدد الجندي على أن المنتقدين لشيوخ السلطان، محرومون من أن يكونوا أفرادًا في هذه الأمة التي لها سلطان، مستشهداً بالمثل الشعبي: “اللي ملوش كبير يشتري له كبير”.

وتابع: “لما يبقى لنا كبير بأمر القدير ميبقاش علينا كتير”. ودعا الشيخ ابراهيم عبد الله بأن يتأمل مواقف علماء السلف في العلاقة بين الحاكم والرعية كي يخرج منها بصحيح المواقف.