مُحلّل إسرائيليّ: اتفاق “كامب ديفيد” حدّدّ مُستقبل الكيان وأسسّ لاتفاق السلام مع الأردن وأوسلو مع الفلسطينيين وحرّرّه من عبء سيناء ومنحها دعمًا أمريكيًا
أربعون سنة مرّت منذ أنْ تمّ التوقيع على اتفاق السلام بين أكبر دولةٍ عربيّةٍ، مصر، وبين كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وبعد مرور أربعة عقودٍ على اتفاق السلام، المعروف باتفاق (كامب ديفيد)، لا يختلِف عاقلان بأنّ إسرائيل كانت وما زالت وستبقى الرابحة الوحيدة من هذا السلام بين الدولتين، وليس بين الشعبين.
وفي هذا السياق، رأى مُحلّل الشؤون الأمنيّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير أورين، في سياق تلخيصه لاتفاق السلام، رأى أنّ الاتفاق هو العملية السياسيّة التاريخيّة التي أثرّت أكثر من غيرها على تحديد مُستقبل إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الاتفاق أخرج أكبر دولةٍ عربيّةٍ من دائرة الحرب، وبذلك وفرّت على إسرائيل العبء الأمنيّ الذي لم تستطِع مُواصلة حمله، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاتفاق دمرّ الجبهة الشرقيّة، ذلك لأنّ سوريّة بقيت لوحدها في الساحة، ولم يكُن لها أيّ إمكانيةٍ لخوض حربٍ لوحدها ضدّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ، كما حدث في حرب تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1973، على حدّ تعبير المُحلّل الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، شدّدّ المُحلّل الإسرائيليّ على أنّ الاتفاق منح المملكة الأردنيّة الهاشميّة الفرصة الذهبيّة للخروج من السرّ إلى العلن في علاقاتها مع إسرائيل، هذه العلاقات التي قادت تل أبيب وعمّان إلى توقيع اتفاق السلام بينهما في العام 1994، والمعروف باتفاق وادي عربة.
عُلاوةً على ذلك، أشار المُحلّل إلى أنّ الدولة العبريّة فازت فوزًا كبيرًا وتلقّت هديّةً قيّمةً من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، التي قرّرّت دعم إسرائيل سنويًا بمبلغ ثلاثة مليارات دولار، جازمًا وفاصلاً أنّ الرئيس المصريّ السابق، محمد أنور السادات، بتوقيعه اتفاق السلام أسدى أكبر معروفًا لكيان الاحتلال الإسرائيليّ، لأنّه بالإضافة إلى ما ذُكر فقد حرّرّها من السيطرة على شبه جزيرة سيناء، على حدّ تعبيره.
وإضافة إلى استقرار السلام، فإنّ المساعدات العسكريّة التي تعهدت الولايات المتحدّة الأمريكيّة تقديمها لمصر سنويا (1،3 مليار دولار) عند توقيع السلام مع إسرائيل لا تزال قائمةً منذ أربعين عامًا. وتمّ تعليق هذه المساعدات جزئيًا وبشكلٍ مؤقتٍ في بعض الأحيان نتيجة خلافاتٍ سياسيّةٍ، كما حدث بعد قيام الجيش المصريّ بعزل الرئيس محمد مرسي، من حركة (الإخوان المُسلِمين) في العام 2013، إلّا أنّها لم تنقطع أبدًا.
من ناحيته، أكّد يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيليّ الأسبق في مصر، في مقاله بصحيفة (يسرائيل هايوم)، العبريّة اليمينيّة المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد قائلاً: بحثتُ خلال مطالعتي اليوميّة للصحافة المصريّة عن حدثٍ واحدٍ يُحيي هذه المناسبة التاريخيّة، أيْ اتفاق السلام الإسرائيليّ-المصريّ، في القاهرة فلم أجد، بالكاد هناك خبر متواضع يتحدّث عن هذه الذكرى التي تُعّد الأولى بين إسرائيل ومصر، الدولة العربيّة الأكبر في المنطقة، كما قال.
وأكّد ليفانون، الذي يعمل باحثًا في معهد (هرتسليا) متعدد المجالات، أنّ هذا الاتفاق هو الأهّم بين الدولتين، واليوم تُحيي القاهرة وتل أبيب مرور أربعين عامًا من السلام، مقابل ثلاثين عامًا من الحروب والعداء، تخللتها خمس حروب، وهذه هي قوّة اتفاق كامب ديفيد، وتحوله إلى كنزٍ إستراتيجيٍّ للدولتين، ولذلك فهُما تُحافِظان عليه، واستطاع الصمود أمام هزّاتٍ إقليميّةٍ، وثوراتٍ وانقلاباتٍ عاشتها مصر، على حدّ تعبيره.
وتابع ليفانون قائلاً إنّ اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، كان مُقدّمةً لتوقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 بين الحكومة الإسرائيليّة ومُنظمّة التحرير الفلسطينيّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ اتفاق السلام المصريّ-الإسرائيليّ كان له شقيّن: الأوّل اتفاق السلام، والثاني اتفاق حول منح الفلسطينيين الحكم الذاتيّ في الضفّة الغربيّة وفي قطاع غزّة، على حدّ تعبيره.
في سياقٍ ذي صلةٍ، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة خبرًا جاء فيه أنّ جريدة (الأخبار) المصريّة، قامت بترجمة مقابلةٍ كانت قد أجرتها مُراسلة شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة سمدار بيري، مع الرئيس المصريّ الأسبق، أنور السادات، وخصّصّت لها صفحةً كاملةً، كما أكّدت الصحيفة.