الجنرال غلعاد: العرب سيرفضون “صفقة القرن” خشية اتهامهم بخيانة فلسطين وإسرائيل ستندَم بعد رحيل عبّاس والتطبيع مع الدول السُنيّة هشٌّ والسيسي مُعجِزة
leroydeshotel
30 مارس، 2019
صهيونية
30 زيارة
قال الجنرال احتياط عاموس غلعاد، رئيس الطاقم السياسيّ والأمنيّ السابق بوزارة الحرب الإسرائيليّة، قال إنّه إذا لم يكُن ترامب متأكّدًا على الأقل بنسبة 75 بالمائة بأنّ العالم العربيّ لن يرفض صفقة القرن، فعليه التقدّم فيها، مُشدّدًا على أنّ فرص قبول الدول العربيّة لخطة يرفضها الفلسطينيون، والتي قالوا بالفعل إنّهم سيفعلونها، لا شيء تقريبًا.
وتابع في حديثٍ لصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة إنّه إذا رفض الفلسطينيون والدول العربيّة خطّةً طرحتها أمريكا، أقوى دولةً في العالم، فهذا يعني أنّه لا يوجد أمل ولا أفق سياسيّ، وهذا لن يؤدّي إلّا إلى الإحباط، مُحذّرًا من أنّ طرح خطة سيتّم رفضها سيكون مزعزعًا للاستقرار، لأنّه سيظهر بوضوح أنّه لا يوجد خيار سلام.
وأوضح أنّه لا يستطيع أنْ يتخيَّل أنّ الفلسطينيين سيقبلونها، وعليه لن يجرؤ العرب على اعتمادها، لأنّ القيام بذلك سيؤدّي لزعزعة الاستقرار الداخليّ الخاصّ فيهم، لافتًا إلى أنّ قوّة عبّاس تكمن في ضعفه، فهو يستطيع أنْ يقول للدول العربيّة بألّا تجرؤ على الاعتراف بخطة ترامب، ولن يفعلوا ذلك، لأنّ القيام بذلك سيُنظر إليه على أنّه شكل من أشكال الخيانة للقضية العربية، جازِمًا: انطباعي من العرب هو أنّهم لن يفعلوا أيّ شيءٍ يُعتبر خيانةً للفلسطينيين، ليس لأنهم يحبونهم، بل لأنهم يحبون أنفسهم، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنّه إذا كانت الدول العربيّة، كجزءٍ من الخطّة، ستُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ أوْ اقتصاديّةٍ مفتوحةٍ مع إسرائيل، ستُنظر إليها على أنّها خيانة لقضيةٍ عربيّةٍ عميقة الجذور، مُضيفًا: ليس لدى العرب أي مشاكل في تعميق علاقاتهم بنا تحت الأرض، لكن ليس لديهم علاقات طبيعية، ولقد اكتشفت الدول العربية قيمة إسرائيل، ولكنّ العلاقات تبقى “تحت الأرض”، بحسب توصيفه.
وقال إنّ التطبيع الجاري مع دولٍ عربيّةٍ هو بمثابة وهمٍ، ولا يثير إعجابه، “لا أبحث عن الإيماءات، ولكن عن أشياءٍ حقيقيّةٍ، أريد أنْ يذهب رئيس أركاننا إلى مصر في منتصف اليوم وأنْ يستقبله حرس الشرف، بعد 40 عامًا من السلام، لماذا لم يحدث هذا؟، وقال السبب بسيط: إنّهم يخشون التطبيع، الجمهور ليس في صالحهم، وهم قلقون من أنّهم إذا فعلوا ذلك، فسوف يتزعزع استقرارهم.
وكشف أنّ التعاون الأمنيّ والاستخباريّ بين إسرائيل والدول العربيّة السُنيّة قوي ومُرحّب فيه، لكن هذا لا يكفي، لأنّه غيرُ مستقّرٍ ويمكن أنْ يتغيّر، وشبّه ذلك بشجرة ذات جذر واحد فقط يُمكِن أنْ يزول بسهولةٍ في إعصارٍ سياسيٍّ، ومثل هذه الأعاصير معروفة بالشرق الأوسط.
وأشار غلعاد إلى إيران، التي كانت تربطها بإسرائيل علاقات وثيقة، كمثال على كيف يمكن أنْ تتغيّر الأمور جذريًا، وتركيا، التي رئيسها مُعاديًا بشكلٍ صارمٍ لإسرائيل، مُضيفًا أنّ اتفاق السلام مع مصر لن ينجو من جماعة الإخوان المسلمين في السلطة هناك، ووصف الرئيس المصريّ السيسي بأنّه معجزة، وقال إنّ طرده جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي من رئاسة مصر في عام 2013 كان حدثًا ذا أبعادٍ تاريخيّةٍ.
وقال غلعاد إنّ إسرائيل “ترتكب أخطاءً كبيرةً في سياساتها تجاه الفلسطينيين، وخاصّةً تجاه عبّاس، الذي قال إنّ الكيان سيندم عند رحيله، إذْ أنّه على عكس عرفات، الذي وصفه بأنّه قاتل عملاق وإرهابيّ رئيسيّ، وشخص قال إنّه أوصى بعدم التفاوض على السلام، عباس مختلف، لافتًا إلى أنّه ضدّ الإرهاب، ونحن نقدمه كإرهابيٍّ، إنّه ليس إرهابيًا، ولن يقول أيّ شخصٍ في المؤسسة الأمنيّة أنّه إرهابيّ، كما قال.
وفي معرِض ردّه على سؤالٍ قال غلعاد إنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تُقرِّر ما إذا كانت تُريد استمرار عباس والسلطة الفلسطينيّة، أوْ ما إذا كانت تريد إنشاء إدارةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ وإعادة تأكيد سيطرتها الكاملة على الضفّة الغربيّة، مُوضحًا أنّ هذا التحوّل يكّلِف مليارات الدولارات. ولفت غلعاد إلى أنّه يُعارِض انهيار السلطة الفلسطينيّة، ليس لأنّه يعتقد أنّ السلام المتفاوض عليه هو قاب قوسين أوْ أدنى، ولكن لأنّ الوضع الأمنيّ الحاليّ في إسرائيل جيّد، وله مصلحة بإبقائه على هذا النحو.
ورأى أنّه على إسرائيل العمل كي لا تنهار السلطة الفلسطينيّة، ولكن بدلاً من ذلك تضرب شريان الحياة الاقتصاديّ، مُشيرًا إلى أنّ إسرائيل تُدمِّر الأونروا، وهي منظمة حقيرة، لكنها لا نجلب بديلاً، وفي النهاية نعتمد عليها لتوزيع الأموال في غزة، مُختتمًا حديثه بالقول: بغضِّ النظر عن المشكلة الأخلاقيّة المتمثلة في تحويل الأموال إلى السلطة، والتي يتّم استخدامها لتمويل “الإرهابيين”، فإنّ هدف إسرائيل هو إنقاذ الأرواح، وطالما تعمل السلطة الفلسطينيّة ضدّ الإرهاب، فلا ينبغي لنا أنْ نتحرّك ضدّ مصادر أموالها، لأنّه بدون نقود، سيكون الوضع مثل سيارةٍ بدون بنزين، وفق توصيفه.