تعد العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي تحالفاً دائماً هو الأوثق في تاريخ العلاقات الدولية؛ ويعود ذلك لأسباب عقائدية بالدرجة الأساس، ولقدرة “اليهود” على تنظيم أنفسهم بالعالم وفي أمريكا خاصة، وتوظيف طاقاتهم وقدراتهم في خدمة الاحتلال الذي أنشأ له دولة على أراضي دولة فلسطين عام 1948.
وتعتبر لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” ذراع اليهود الطويلة التي تخدم مصالح دولة الاحتلال سياسياً وثقافياً وإعلامياً وفكرياً.
هذه المنظمة التي تأسست عام 1951 تضم في عضويتها نحو 100 ألف شخص، وفق إحصاء عام 2016، وقد نجحت في تشكيل رأي عام داعم لـ”إسرائيل” بلا حدود، ونخبة سياسية تمارس شتى أنواع التملق لإرضاء قياداتها، وهو ما ينعكس على شكل برامج حكومية داعمة للاحتلال، لا فرق في ذلك بين من يكون في البيت البيضاوي ديمقراطياً أم جمهورياً؛ فالكل في ود “إسرائيل” سواء.
ويقدم سياسيون أمريكيون للوبي اليهودي ولاءهم بشكل دوري خلال المؤتمرات السنوية التي تعقدها “أيباك”، ويتبارون في إظهار هذا الولاء من خلال خطابات نارية تخطب ود الناخبين الذين يقعون تحت تأثير المنظمة التي اعتبرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأنها المنظمة الأكثر تأثيراً في العلاقات الأمريكية مع دولة الاحتلال.
جيل جديد متمرد
مفاجأة غير متوقعة شهدها مؤتمر “أيباك” الأخير، الذي اختتم يوم 28 مارس الجاري؛ حيث قاطعه مرشحو الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في عام 2020 وهم؛ السيناتورة كاميلا هاريس، وكريستين غيلبيرد، والسيناتور المستقل بيرني ساندرز، والسيناتورة إليزابيث وارن، والنائب السابق بيتو أورورك، وحاكم واشنطن جاي إنسلي، وماي بيتي، ووزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق جوليان كاسترو، والنائب السابق جون ديلاني، الأمر الذي اعتبره محللون تحولاً في المزاج السياسي داخل أمريكا تجاه اللوبي اليهودي.