Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تقرير سنوي عن تسرب اعش إلى سيناء 2014-2019

داعش والتسرب إلى سيناء :

عام 2014 :

[داعش في مصر.. أسئلة حول تنظيم أنصار بيت المقدس “ولاية سيناء” بعد مبايعة البغدادي

ساسة بوست :

قامت جماعة أنصار بيت المقدس بنشر تسجيل مصور لها بعنوان “صولة الأنصار”، وذلك بعد مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية وأميرها البغدادي، تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجوم على كمين كرم القواديس.

أثار التسجيل جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية، فالتسجيل الذي يصوّر مقتل الجنود المصريين، والاستيلاء على الذخائر والأسلحة، وُصِف بكونه تكريسًا لبداية جديدة للجماعات الجهادية في مصر، والصراع مع السلطات المصرية.
وانتشرت حالة من الخوف من المصريين على مستقبل مصر بعد أن صار لتنظيم الدولة “داعش”، وجودٌ رسمي.

فمن هي جماعة أنصار بيت المقدس؟ وما طبيعة علاقتها بداعش وحقيقة الانضمام للتنظيم؟ وكيف بدأ الصراع بين الجماعة وقوات الجيش المصري؟ وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر التطورات الأخيرة على الصراع بينهما، وعلى مستقبل مصر؟

 1- من هي جماعة أنصار بيت المقدس؟

تعد جماعة أنصار بيت المقدس من أكبر الجماعات الجهادية المسلحة في مصر، وقد كانت الجماعة معنية في البداية بمهاجمة أهداف إسرائيلية، وهو ما تغير بعد الانقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد مرسي، وبدأت في شن عدّة هجمات على الجيش المصري والشرطة.

تاريخ جماعة أنصار بيت المقدس ما قبل عام 2011 وأصل نشأتها غير معلوم حتى الآن، بالرغم من الكثير من المصادر التي تتحدث عن أصل الجماعة وبدايتها في 2011. بعض المصادر تؤكد أن الجماعة هي من المصريين الذين ينتمون إلى السلفية الجهادية في سيناء، ويمثلون الجناح العسكري المصري لجماعات السلفية الجهادية في غزة لمواجهة إسرائيل، ومن هنا نشأ اسمها “أنصار بيت المقدس”.

v:shapes=”_x0000_i1040″>

يبلغ عدد المقاتلين في جماعة أنصار بيت المقدس ما بين 700 – 1000 مقاتل تقريبًا، وذلك قبل الانضمام إلى أنصار بيت المقدس، أغلب المقاتلين من المصريين، لكن الجماعة تفتح أبوابها للجميع لـ “نصرة المسلمين في مصر”.

بدأت أنصار بيت المقدس عملياتها الرسمية بعد ثورة يناير عام 2011م، وظهرت في المشهد في يوليو2012 بعد إعلان مسؤوليتها عن تفجير خط الغاز الذي يمد إسرائيل والأردن، وبعد شهر من تفجير خط الغاز، أعلنت إطلاق صاروخ من سيناء إلى جنوب إسرائيل، وفي سبتمبر عام 2012م أعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة الحدود الإسرائيلية ردًا على الفيلم العالمي المسيء للرسول.

ثم جاء الانقلاب العسكري على مصر، وبدأت عمليات التفجير التي استهدفت بها الجماعة منشآت عسكرية داخل سيناء وخارجها، وأعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري.

 2- لماذا اختارت الجماعة مواجهة الجيش المصري بعد عزل الرئيس محمد مرسي تحديدًا؟ وما موقفها من جماعة الإخوان المسلمين و”الشرعية”؟

في حوار مع مصدر في جماعة أنصار بيت المقدس مع الجزيرة نت جاء فيه أن قبل تولي مرسي الرئاسة كانت ترتكز جهود الجماعة على قتال اليهود، وذلك “لإعلاء كلمة الله تعالى وتحكيم شرعه” على حد قوله، وأضاف: “استطاع الخونة وأذناب المخابرات المصرية توريط مرسي في حرب الإخوة في سيناء عقب حادثة مقتل 17 جنديا في شهر رمضان قبل الماضي، رغم نفي السلفية الجهادية التهمة، وقاد مرسي حملة عسكرية في سيناء اعترف حينها أنه يقودها بنفسه.”، وكان رد الجماعة حينها مقتصرًا على “الدفاع عن النفس”، دون مهاجمة أي مقرات أمنية للجيش، إلى أن جاء الانقلاب العسكري واختلفت الأمور، ووجب الجهاد ضد الجيش المصري، وقائده السيسي، الذي وصفه المصدر بـ “الطاغية المرتد”.

وأفاد المصدر في حواره، أن قتال الجيش لم يكن دفاعًا عن الشرعية كما يزعم الإعلام، بل دفاعًا عن مَن قُتلوا ووصفهم بـ “المسلمين الذين قتلهم الطاغية وجنوده في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمذابح التي ترتكب بصمت في سيناء، دفاعنا عن ثروات المسلمين التي يريد الخونة تسليمها لليهود والأميركيين، دفاعنا عن أهل غزة المحاصرين.”

أما عن موقف أنصار بيت المقدس من جماعة الإخوان المسلمين، فخلافها مع الإخوان خلاف عقائدي، فهي–في رأي أنصار بيت المقدس- أعقاب وصولها للحكم لم تطبق شرع الله على الأرض، ولم تلغ اتفاقية كامب ديفيد، ولم تقم بفك الحصار عن قطاع أهل غزة، كما لم تمنع الجماعة المد الرافضي في مصر، وتواصلت مع إيران.
هذا فضلًا عن المخالفات الشرعية التي ترى جماعة أنصار بيت المقدس أن الإخوان ارتكبوها قبل وأثناء وبعد الوصول للحكم، وحتى هذه اللحظة.

3- ما طبيعة علاقة أنصار بيت المقدس بالقاعدة وبتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام؟

تعتبِر جماعة أنصار بيت المقدس نفسها على نفس منهج وعقيدة تنظيم القاعدة، فهي تحمل نفس الأفكار والمبادئ لكنها لا ترتبط تنظيميًا بتنظيم القاعدة وليست جزءًا منه.
في تسجيل صوتي لأمير القاعدة أيمن الظواهري في 24 يناير الماضي، وجّه رسالة لجماعة أنصار بيت المقدس واصفًا إياهم بـ “رجالنا في سيناء”، وهو ما اعتبره البعض دليلًا على صلة الجماعة بتنظيم القاعدة.

أمّا عن طبيعة العلاقة مع الدولة الإسلامية “داعش”، فهي من المسائل المثيرة للجدل، فقبل أيام من إعلان جماعة أنصار بيت المقدس انضمامها رسميًا لداعش، أصدرت بيانًا آخر نفت فيه ما تنوقل في وسائل الإعلام عن إعلانها الرسمي، والتي أكدته بنفسها بعد أيام من نفيها له.
أهم الأسئلة المطروحة حول علاقة الجماعة بتنظيم الدولة هي، متى بدأت العلاقة بينهما؟ وكيف تطورت؟ وإن كانت الجماعة تعتبر نفسها على نفس منهج وعقيدة تنظيم القاعدة، ولم تختر الانضمام التنظيمي لها، فلِمَ اختارت الانضمام لتنظيم الدولة ومبايعة أميرها؟

في يونيو الماضي نشرت صحيفة المونيتور تقريرًا تنقل فيه شواهد تؤكد صلة جماعة أنصار بيت المقدس بتنظيم الدولة، من خلال شهادات عدد من أهالي سيناء الذين أكدوا أن سيناء صارت ملعبًا للتنظيمات الجهادية، وسط حالة من فقدان السلطات المصرية السيطرة على زمام الأمور هنالك.

تتحدث الشهادات عن عدد من المقالتلين الذين سافروا للانضمام لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وقد كانوا قبل السفر يقاتلون في صفوف أنصار بيت المقدس، وأن منهم مَن كان يراسل أقرباءه مؤكدًا لهم أن سيناء ستكون تابعة للخلافة الإسلامية قريبًا.

في شهادة لضابط في مديرية أمن شمال سيناء أفاد فيها أن هناك حالة من تشديد قوات الأمن من الجيش والشرطة على الحدود ومداخل ومخارج شبه جزيرة سيناء بعد معلومات أمنية حول نية عودة بعض المقاتلين من سوريا إلى سيناء.
وأضاف الضابط أن قوات الأمن المصرية قد قبضت بالفعل على بعض العناصر التي باتت “ذات خبرة” في القتال المسلّح فور عودتها من مصر.

في شهادة أخرى، يرى أحد أبناء القبائل في سيناء أن جماعة أنصار بيت المقدس تتبع بالفعل تنظيم الدولة الإسلامية، وأنها نشأت من فلول جماعة التوحيد والجهاد فرع سيناء، ويؤكد وفقًا لمصادره الخاصة أن بعض عناصر التنظيم في سيناء قد حصلت على مبالغ مالية من تنظيم الدولة الإسلامية ومن تنظيمات أخرى مختلفة مع تنظيم الدولة مثل القاعدة، وأجهزة استخباراتية خارجية.

هذا فضلًا عن المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة، والتي كانت تحث جماعة أنصار بيت المقدس للاستمرار في قتال الجيش المصري، تحت عنوان “رسائل إلى مجاهدي سيناء الأشاوس”، وهو ما أكد عليه أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم تنظيم الدولة، في سبتمر الماضي في كلمة صوتية له إلى المقاتلين في سيناء واصفًا إياهم بـ “إخوته”، داعيًا إياهم لمقاتلة الجيش المصري بشتى الطرق الممكنة، وتحويل حياتهم إلى رعب وجحيم.

v:shapes=”_x0000_i1041″>

بعض التصميمات التي انتشرت على المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة لدعم أنصار بيت المقدس

v:shapes=”_x0000_i1042″>

4- ماذا عن مبايعتها الرسمية للبغدادي؟

أعلنت جماعة بيت المقدس يوم 10 نوفمبر الجاري، عبر تسجيل صوتي لها انضمامها الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية ومبايعتها للخليفة البغدادي، وتغيير اسمها إلى “ولاية سيناء”.
جاء فيه: “طاعة لأمر الله ورسوله بعدم التفرق ولزوم الجماعة،نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي الحسيني (أبوبكرالبغدادي)، على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، وألاننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرا بواحا”

‘ v:shapes=”_x0000_i1043″>

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انتشر الوسم #أنصار_بيت_المقدس_تبايع الخليفة  ينقل أهم ردود الأفعال حول إعلان جماعة أنصار بيت المقدس انضمامها الرسمي إلى تنظيم الدولة.
بعد ذلك، قام تنظيم الدولة الإسلامية يوم 13 نوفمبر ببث تسجيل صوتي للبغدادي، أعلن فيه “تمدد الدولة الإسلامية إلى بلدان جديدة، إلى بلاد الحرمين (السعودية) واليمن وإلى مصر وليبيا والجزائر”، مؤكدًا قبول بيعة كل من بايعوا الدولة الإسلامية في “ولايات جديدة”، عازمًا على تعيين ولاة عليها ويجب عليهم السمع والطاعة.

كما شن البغدادي في تسجيله هجومًا شديدًا على المملكة العربية السعودية، معتبرًا إياها “رأس الأفعى ومعقل الداء”.

 5- بماذا ستعود المبايعة على كل من جماعة أنصار بيت المقدس وتنظيم الدولة الإسلامية؟

بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية، فإن وجودها الرسمي في سيناء هو نجاح جديد لها في تحقيق سياساتها “التمددية” خارج سوريا والعراق، ويبسط نفوذها على منطقة من أكثر المناطق الإستراتيجية في الشرق الأوسط.

بالنسبة لأنصار بيت المقدس، فالانضمام إلى تنظيم الدولةسيعودعليهابتوفيرالتمويلوالإمداداتمنالأسلحةوالمقاتلينالجدد، وفي هذا الصدد يرى محللون أن هذا السبب هو الذي دفع جماعة أنصار بيت المقدس لتفضيل الدولة الإسلامية عن تنظيم القاعدة، فتنظيم الدولة الإسلامية الآن من أغنى التنظيمات الجهادية وذو ثروات كبيرة، تعادل ثروة دول صغرى، فضلًا عن نفوذ داعش وقدرتها على استقطاب عدد كبير من المقاتلين الأجانب والعرب، وهو بالتأكيد سيشكل فارقًا كبيرًا على قدرة التنظيم على مواجهة النظام المصري.

6- ما هي أهم العمليات التي قامت بها جماعة أنصار بيت المقدس ضد الجيش المصري بعد الانقلاب العسكري؟ وإلى أي مدى سيشكل انضمامها إلى تنظيم الدولة فارقًا في الصراع الجاري؟

بعد الانقلاب العسكري وبدء الصراع بين جماعة أنصار بيت المقدس وقوات الجيش المصري في سيناء، بلغ الصراع مبلغًا وُصِف بكونه “حرب استنزاف جديدة”، إلا أن العمليات التي قامت بها أنصار بيت المقدس ضد قوات الأمن المصرية لم تتوقف على حدود سيناء.

في سبتمبر 2013، قامت الجماعة بمحاولة اغتيال فاشلة لوزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، من خلال تفخيخ إحدى السيارات بجانب منزله.
في أكتوبر 2013، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم على مبنى المخابرات العسكرية في الإسماعيلية.
في نوفمبر 2013، قامت باغتيال محمد مبروك ضابط الأمن المشارك في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.
في ديسمبر 2013، فجرت الجماعة ميديرية أمن الدقهلية، وخلف التفجير 16 قتيلًا، من بينهم 14 قتيلًا من ضباط الأمن.
في يناير 2014، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم على كمين شرطة بني سويف، والذي قتل على إثره 6 أشخاص.
وفي نفس الشهر، قامت الجماعة بتفجير مديرية أمن القاهرة، وأعلنت مسؤوليتها عن إسقاط مروحية عسكرية بسيناء.
وفي مايو 2014، قامت الجماعة بتفجيرين انتحاريين استهدفا حاجزًا أمنيًا وحافلة سياحية في محافظة جنوب سيناء.

بالإضافة إلى عملية “كرم القواديس” الشهر الماضي في شمال سيناء، وأدت إلى مقتل 31 عسكريًا، والتي أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الهجوم، مصوّرة عملية قتل الجنود والاستيلاء على الدبابات والذخائر من خلال التسجيل المصور “صولة الأنصار”.

إلا أن صراعات الجماعة مع الجيش المصري لم تتوقف عند هذا الحد، فبعد إعلان أنصار بيت المقدس المبايعة للبغدادي، والانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، شهد الصراع تطورًا لافتًا وغير متوقّع، فقد نشرت جريدة المدن تقرير لها عن حادث دمياط يوم الأربعاء الماضي بين إحدى القوات البحرية المصرية ومهاجمين من عدّة قوارب أمام سواحل دمياط، تشير فيه إلى أن المسؤول عن الحادث هو أطراف تابعة لجماعة الدولة الإسلامية، بالتخطيط مع نقيب يُدعى “أحمد عامر”.

وفي تسجيل مصور لمجموعة من الملثمين، ينتمون لما وصوفه بـ “شباب أرض الكنانة”، أعلنوا مسؤوليتهم عن حادث دمياط، وأكدوا أسر وحدة من الجيش المصري، كما قاموا بتهديده، واصفين إياه بـ “جيش الردة”.

هذه الرواية تتعارض مع الروايات الرسمية التي أفادت بأن القوات المسلحة قامت بإلقاء القبض على جميع من لهم علاقة بالحادث، مؤكدًا أنه لم يتم أسر أي جندي من الجنود، فيما أعلنت وسائل إعلامية مصرية أن ما حدث تم بدعم مخابرات إحدى الدول الأجنبية.

جاءت رواية المدن من مصادرها الخاصة في القوات البحرية المصرية، مطابقة رواية الجهاديين في المنتدايات الجهادية، وهي أن جماعة مصرية مبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية، قاموا بالتخطيط لـ “غزوة بحرية” بالتعاون مع النقيب أحمد عامر، بهدف قصف زورق بحري زعموا أنه ينقل 200 جندي إلى سيناء، ثم التوجه باللنش المختطف لمهاجمة لنش حرس الحدود الإسرائيلي لاختطاف طاقمه والتفاوض على إطلاق الأسيرات الفلسطينيات، وهو ما لم يتم.

لا زال الغموض والتعتيم الإعلامي يحيط بمشهد حادث دمياط، وبعد نشر داعش التسجيل المصور “صولة الأنصار” يمكن القول أن الصراع بين جماعة أنصار بيت المقدس، ولاية سيناء حاليًا، والقوات المصرية، قد يكون على مشارف مرحلة جديدة أعنف، قد يمتد أثرها إلى ما هو خارج سيناء  – ساسة بوست ] .

 

عام 2015 :

 بالصور.. نكشف هوية ومواقع مقاتلي داعش الأجانب بسيناء

نشر تنظيم ما يعرف بولاية سيناء التابع لداعش صوراً لعناصره الأجنبية، زاعما أنها وصلت إلى سيناء مؤخرا للانضمام لصفوف التنظيم.

التنظيم نشر الصور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تحت عنوان “يوميات مجاهد في سيناء”، حيث أظهرت أحد العناصر وهو يحمل مدفعا مضادا للطائرات، كما نشر صورة أخرى لأحد العناصر مكتوبا عليها: “سياحة أمتي الجهاد”، ويبدو من ملامحه أنه أجنبي، وقادم للقتال في سيناء كما أظهرت الصور بعض التدريبات لعناصر التنظيم في سيناء وعمليات استطلاع يقومون بها، وهم يرتدون زيا عسكريا.

الخبير الأمني خالد عكاشة يشرح لـ”العربية.نت” هوية المقاتلين الأجانب في هذه الصور والمكان الذي تم التقاطها فيه ومغزى نشرها في هذا التوقيت، حيث يقول إن الصور تم التقاطها من منطقة جبل الحلال بسيناء، وهي منطقة جبلية وعرة يتحصن فيها التكفيريون والإرهابيون منذ تدفقهم عليها في 28 يناير 2011 وتسللوا لمصر عبر الأنفاق التي لم يتم اكتشافها بعد، والتي سيتخلص الجيش منها نهائيا عقب إتمام إخلاء الشريط الحدودي وإقامة منطقة عازلة برفح .

وأشار إلى أن “ولاية سيناء” هي المسمى الجديد لتنظيم” أنصار بيت المقدس”، وهي جماعة أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش وزعميه أبوبكر البغدادي، ويأتي نشر الصور في هذا التوقيت في محاولة من داعش لتضخيم حجم قوته والإعلان عن أنه تنظيم عالمي له أفرع وأذرع في كافة دول المنطقة، مشيرا إلى أن الصور تؤكد أن هؤلاء مرتزقة قادمون من الشيشان وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق، وتم استقدامهم إلى مصر بعد توفير ملاذات آمنة لهم وإنشاء نقاط حصينة يتجمعون بها بعيدا عن أعين الأجهزة الآمنية، مؤكدا أن العمليات العسكرية بسيناء تحت قيادة الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، ستحكم سيطرتها على سيناء وستسحق معاقل وبؤر الإرهابيين مهما كانت مواقعهم محصنة .

وقال إن الخطة الجديدة تتضمن منع هروب أو تسلل عناصر إرهابية جديدة إلى سيناء بالتعاون مع القوات البحرية وتأمين سواحل المتوسط مع قطاع غزة وليبيا وكذلك تأمين الحدود البرية بالتعاون مع حرس الحدود حتى يتم قصف مواقع هؤلاء الإرهابين ومنع أي دعم خارجي عنهم وتطهير سيناء ومصر نهائيا من الإرهاب والإرهابيين .

يذكر أن “ولاية سيناء” تبنت حادث سيناء الأخير والذي استهدف مقرات أمنية وعسكرية وراح ضحيته 29 عسكريا مصريا، حيث أعلنت تفاصيل الحادث على حسابات منسوبة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

العربية ]

[رحلة داعش إلى سيناء.. قصة الصعود ومخاوف المستقبل

06 مارس، 2015 – الحرة – هاني فؤاد الفراش

style=’font-variant-ligatures: normal;font-variant-caps: normal;orphans: 2; widows: 2;-webkit-text-stroke-width: 0px;text-decoration-style: initial; text-decoration-color: initial;word-spacing:0px’ alt=”قافلة لجماعة “أنصار بيت المقدس” في سيناء خلال تشييع جنازة عناصر تابعة لها” itemprop=url class=” enhanced” v:shapes=”_x0000_i1038″>

قافلة لجماعة “أنصار بيت المقدس” في سيناء خلال تشييع جنازة عناصر تابعة لها

ظلت سيناء على مدى تاريخها منطقة ملتهبة، تموج بصراعات وحروب نظامية، أو هجمات انتحارية بين حين لآخر، لكن السنوات الأربع الأخيرة شهدت صعودا غير مسبوق للجماعات المسلحة، انتهى بمبايعة أكثر هذه الجماعات نشاطا لأكثر التنظيمات تشددا في العالم.

داعش في مصر

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أصبح لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وجود في مصر بإعلان جماعة “أنصار بيت المقدس” مبايعتها له وإقامة “ولاية سيناء”. موقع لونغجورنال، المتخصص في متابعة شؤون الجماعات المسلحة، اعتبر الإعلان تطورا كبيرا للجماعة وتنبئا بمستقبلها على المدى البعيد، من حيث الدعم الذي ستتلقاه من مقاتلي داعش في العراق وسورية

ظهور داعش في مصر لم يكن مفاجأة بالنسبة لكثيرين، فبعض التقارير ذهبت إلى أن أعضاء في الجماعة كانوا على اتصال به مذ أكثر من عام. ونقل عن أحد قياديي “أنصار بيت المقدس” أن داعش أعطاهم تدريبات على الفنون القتالية، وكيفية إنشاء خلايا إرهابية تستطيع المناورة.
ظهر بوضوح مدى تأثير فكر داعش على الجماعة، خاصة بالنسبة لخطابها الإعلامي ومقاطع الفيديو التي تبثها، وزيادة انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، تماما كما يفعل التنظيم الأصلي.
الكثير من هذه المواد أصبح يحاكي في إنتاجه وإخراجه بعض أشرطة داعش في سورية والعراق، مثل تصوير عمليات استهداف النقاط الأمنية أو الاعتداء على جنود، أو تنفيذ عملية إعدام بحق “متعاونين ” مع الجيش.
القدرات القتالية

في تقرير لها حول القدرات لداعش في مصر، كتبت صحيفة نيويورك تايمزأن الهجوم الذي استهدف قافلة عسكرية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي يشير إلى أن الجماعة باتت تعرف جيدا تحركات أفراد الجيش والطرق المستخدمة، وأنها طورت من قدراتها على استخدام قذائف الهاون والمواجهة القتالية تحت ضغط النيران.

وتشير حادثة إسقاط مروحية عسكرية شمال سيناء إلى استخدام المسلحين للأسلحة الثقيلة ومضادات الطائرات، كما قال لموقع قناة “الحرة” اللواء المتقاعد طلعت مسلم.

لا يستبعد مسلم حصول المسلحين كذلك على مضادات للدبابات لكنه يرى أنها “غير متطورة”. ويرى أنها مع ذلك لا تزال تعتمد على أساليب تقليدية مثل استخدام السيارات المفخخة وقذائف الهاون.

لكن عضو المعهد العربي الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية عادل عامر كتب في مقال له أن اعتماد المسلحين على قذائف الهاون التي تطلق من مسافات بعيدة مكنهم من المناورة والاختباء. ورأى في كثرة الثنايا الرملية والطبيعة الجغرافية للمنطقة عاملا ساهم في نجاح هذ الأسلوب.

وقدر تقرير لمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن عدد مسلحي الجماعة بحوالي ألف شخص، بعضهم له خبرات طويلة مع العمل المسلح، وكشف أن لديهم أسلحة متطورة كأنظمة الدفاع الجوي المحمولة MANPADS والقذائف الصاروخية والصواريخ الهاون وغراد.

يقول الخبير العسكري المصري محمد مظلوم في لقاء مع موقع قناة “الحرة” إن أحد المعوقات هو زيادة قدرة هذه الجماعة على استخدام وسائل شديدة الانفجار غير تقليدية وأكثر تطورا من مادة تي إن تي.

ويشير مظلوم أيضا إلى صعوبة تأمين الجيش لمواقعه خاصة في مناطق مترامية الأطراف: “في طريق طوله 40 كيلو مترا نحتاج إلى نقاط أمنية كل خمسة كيلومترات.. هذا جهد كبير للغاية”.

الخطر القادم من الخارج

تشير دراسة للمعهد الدولي لدراسات التطرف إلى مشكلة تهريب الأسلحة، من قطاع غزة عبر الأنفاق، وغربا من ليبيا التي تعج بالفوضى، ثم تهريبها بريا عبر منفذ السلوم حتى سيناء.

ولمعالجة هذه المشكلة، دمرت قوات الجيش مئات الأنفاق على الحدود مع غزة، وقررت إخلاء الشريط الحدودي لمسافة 500 كيلو متر ثم زادته إلى 1000 كيلومتر.

وتتهم مصر، في خطابها السياسي والإعلامي، بشكل مستمر حركة حماس، بتنفيذ عمليات أو بالتعاون مع مسلحين في سيناء، وتوجه أيضا اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بتمويل ودعم هذ الجماعات بشكل غير مباشر.

وفي لقاء مع موقع قناة “الحرة” قال الخبير الأمني الفلسطيني نظام صلاحات إن جهود هدم الأنفاق خففت من تأثيرها بالفعل، لكن لا تزال المنطقة بحاجة إلى “سياسة أمنية واضحة للتعامل معها”. واقترح تطوير التقنيات المستخدمة في مكافحة الإرهاب، وأساليب التدريب، ونظم الاستخبارات.

يشير اللواء طلعت مسلم إلى إشكاليات التعامل مع مشكلة الأنفاق، من بينها طولها الذي يصل أحيانا إلى كيلومترين ومرور عربات ثقيلة وليس فقط أفراد”. وقال إن هذه المشكلة دفعت الجيش المصري إلى زيادة مساحة المنطقة العازلة إلى كيلومتر وربما تزيد إلى كيلومترين في المستقبل.

وأشار أيضا إلى أن الأنفاق ليست خطا متصلا بين نقطتين لكنها شبكة لها تفرعات كثيرة ما يعطى للطرف الآخر فرصة للمناورة.

مناطق منزوعة السلاح

بعد هجوم آب/أغسطس 2012 الذي استهدف جنودا مصريين خلال تناولهم الإفطار في شهر رمضان، خرجت عدة أصوات مصرية للمطالبة بتعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل باعتبار أن حجم التواجد الأمني المصري في المناطق منزوعة السلاح الذي تنص عليه الاتفاقية لا يكفي.

على إثر ذلك، سمحت إسرائيل لمصر فعليا بنشر 50 دبابة وطائرتين مقاتلتين، ومقاتلتين إف 16 في هذه المناطق وسط وشرق سيناء.

بحسب المعهد الدولي لدراسات التطرف، كان الهدف من إقامة هذه المناطق عام 1979 منع اندلاع حرب جديدة بين جيشين نظاميين. أما الآن تدور حرب بين جيش نظامي ومجموعات غير نظامية تخترق الحدود وتهرب الأسلحة، وأصبحت سيناء مصدر الوقود والسلاح والغذاء الوحيد لغزة، ومعبرا لمرور آلاف الأفارقة الذين يحاولون التسلل لإسرائيل.

يقول مسلم إن إسرائيل تتفهم الظروف الأمنية والتواجد غير المسبوق للجماعات الإرهابية في المنطقة. وتوقع بالمقابل دخول الطرفين في مفاوضات مستقبلية حول تكثيف تواجد القوات هناك.

رحلة الصعود

خلال السنوات التي أعقبت سقوط الرئيس المصري حسني مبارك في 2011، برز اسم جماعة “أنصار بيت المقدس” كأبرز الجماعات التي تنشط في سيناء، خاصة في المنطقة التي تمتد من رفح شرقا إلى العريش غربا على مساحة حوالي 35 كيلومترا.

بعد سقوط مبارك، ركزت الجماعة على استهداف مصالح إسرائيلية وخطوط الغاز قبل أن تلفت الانتباه في أغسطس/آب 2012 بالهجوم على معسكر مصري قرب الحدود مع إسرائيل، أسفر عن مصرع 16 جنديا.

وعقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، زادت من عملياتها ضد أفراد ومنشآت الجيش والشرطة في سيناء والقاهرة. وفي مؤشر على تطور قدراتها تمكنت من إسقاط مروحية عسكرية، وأعقب ذلك تنفيذ عمليات نوعية أبرزها ذبح “متعاونين” مع الجيش، وقتل 31 جنديا لدى مرور قافلتهم العسكرية.

أعلن الجيش المصري رسميا الحرب على الجماعة بضرب مخابئهم المحصنة وتدمير الأنفاق، إلا أن أسلوب القصف المباشر للمخابئ أثبت فشله لأن المسلحين يعرفون جيدا تضاريس المنطقة، وذلك بحسب ما جاء في تحليل لوكالة رويترز حول الموضوع.

وعلى الرغم من أن طائرات الآباتشي تطلق يوميا صواريخها على هذه المخابئ في البيوت والمزارع، و تكثف رصد أنشطة “الإرهابيين”، فضلا عن إطلاق عمليات نوعية لمجموعات الصاعقة والمظلات، إلا أن المسلحين ظلوا يتنقلون في دروب القرى حيث يصعب رصدهم من الجو.

ويرى مظلوم أن الكثافة السكانية المرتفعة في المنطقة الممتدة من رفح إلى العريش ساعد المسلحين على الاختباء وسط الأهالي.

ويرى أن الجغرافيا تلعب أيضا دورا كبيرا في إعاقة عمليات الجيش في سيناء بالنظر إلى مساحتها التي تمتد لـ60 ألف كيلومتر، أي حوالي خمسة أضعاف مساحة دول مثل الكويت ولبنان. قال مظلوم إن “سيناء مثلث قاعدته في الشمال محاطة بالماء من جميع الجهات ماعدا المناطق الحدودية مع إسرائيل وغزة ومناطق أخرى، وهذه المناطق تنتشر فيها الجبال والمغارات المرتفعة التي يختبئ فيها المسلحون ما يصعب من مهمة الوصول إليهم”.

الحرة ] .

2016

 تحقيق موقع مصراوي :

 و «ولاية سيناء»

تحقيق يكشف.. كيف يجند «داعش»المقاتلين؟

في أجواء خريفية تليق بأول أكتوبر 2016، تتحرك سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي الغربي بين محافظتي قنا وسوهاج، وتحديدًا على بُعد 15 كيلو مترًا من «جهينة»، المدينة الحدودية التابعة إداريًّا لمحافظة سوهاج، يقود السيارة ـ التي تحمل العلامة التجارية «بريليانس» ـ وليد أبو المجد، العضو الجديد بالخلية العنقودية، الموالية لتنظيم ما يُعرف بـ«ولاية سيناء»، وبجواره يجلس عمرو سعد، قائد الخلية، محاولًا إجراء مكالمة تليفونية، يتسبب انقطاع الشبكة في عدم إجرائها.

إعلان

يكرر «سعد» المحاولة، الواحدة تلو الأخرى، حتى يتمكن من التواصل مع «الناس اللي في الجبل»، نصف ساعة مرت، تصل بعدها سيارة ماركة «لاند كروزر»، قادمة من أحد المدقات الجبلية، المتفق عليها مسبقًا، يهبط منها اثنان يتسلمان مواد الإعاشة التي اشتراها «سعد وأبوالمجد» قبل التحرك من محافظة قنا، ويتركان لهم «شوالًا» بداخله بندقيتان آليتان وعدد من طلقات الرصاص، ليعود بعدها كل منهم إلى حيث جاء، وأثناء عودة عمرو سعد ومرافقه إلى قنا تأتيه مكالمة تليفونية، تخبره بأن الكمين الموجود في مدخل المحافظة يفتش السيارات القادمة، ليغير طريقه الصحرواي إلى الزراعي، وقبل أن يترك قائد الخلية «أبوالمجد» الذي يلتقي معه للمرة الرابعة منذ التعرف عليه يطلب منه الاحتفاظ بالسلاح في منزله حتى يتصل به.

وليد أبوالمجد، أحد المتورطين في تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وفقًا لأوراق القضية رقم 1040/ 2016، المعروفة إعلاميًّا بـ«تفجيرات الكنائس»، التزم دينيًّا عام 2009، بعد حادث سير نجا فيه من الموت ـ بحسب اعترافاته في القضية ـ انضم الشاب الثلاثيني إلى إحدى الجماعات السلفية، وترك عمله بأحد البنوك بعد إقناعه بأن أموالها حرام بواسطة قيادي سلفي في محافظة قنا يُدعى الدكتور محمد عبدالوهاب، وهو الشخص الذي لعب فيما بعد دور أحد الوسطاء لتزكية «أبو المجد» عبر آخرين للانضمام إلى الخلية الإرهابية في أغسطس 2016.

العناصر التكفيرية «كمثال لخلية عمرو سعد» أو تنظيم داعش بسيناء يتفقان في أسلوب التجنيد، وهو ذاته الأسلوب المُتّبع منذ ظهور الفكر «الجهادي التكفير» في سيناء 2004، وفقًا لما رصده وتتبعه هذا التحقيق.

قدرة تنظيم «داعش» على تكوين خلايا عنقودية واستمرار تجنيد عناصر جديدة عبر وسطاء وسماسرة، يعتنقون الفكر «السلفي الجهادي»، يساهم في صعوبة محاصرة التنظيم والقضاء عليه، ويخلق حاضنة للأفكار التكفيرية، التي يتم استغلالها في تجنيد الشباب لتنفيذ عمليات انتحارية، أو تكليفهم بمهام الرصد والمراقبة والمتابعة التي تسبق تنفيذ العمليات الإرهابية.

انتحاري البطرسية

من وراء نقاب أسود، يخفي ملامح وجهها، وبلهجة ريفية بسيطة، تتحدث سماح السيد عن ابنها الانتحاري، محمود شفيق، الذي فجّر نفسه في الكنيسة البطرسية، صباح الأحد الأول من ديسمبر الماضي «ابني كان شاطر في المدرسة، وبيطلع من الأوائل كل سنة، وأهالي القرية تعرف انه في حاله» ، صوتها المبحوح يظهر حزنها على ابنها، الذي يحتل الترتيب الثاني بين أشقائه الستة، ثلاثة أولاد، ومثلهم بنات، تقول الأم الأربعينية «محمود ترك البيت بعد صدور حكم بحبسه بتهمة التظاهر، علشان لو رجع كان هيتحبس سنتين».

قصة صدور الحكم بسجن الإرهابي محمود شفيق، تعود وفقًا للأوراق الرسمية إلى بدايات عام 2014، عندما تم القبض عليه أثناء مظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين، شهدت اشتباكات متبادلة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وتم تحرير محضر بهذه الأحداث برقم 1633 قسم شرطة الفيوم، وخرج المتهم بكفالة مالية، لكنه تورَّط بعدها في أعمال تخريبية، واتُّهم بحيازة قنبلة بدائية الصنع، بحسب محضر شرطة رقم 2590 لسنة 2014 إداري الفيوم، وصدر ضده حكم بالحبس عامين في 15 مايو 2014، ليختفي منذ ذلك الحين من بلدته «منشأة عطيفي»، التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، إلا أن والدته تقول إن ابنها خُطف، نافية كذلك تورُّطه في أعمال قتل أو إرهاب، قبل أن تستطرد بالقول «اللي أقعنه يعمل كده، وملا دماغه بالكلام ده ربنا ينتقم منه».

«محمود شفيق» الذي اعتنق فكر الإخوان المسلمين، ترك الجماعة التي تورَّط بعض عناصرها في أعمال تخريبية وإرهابية، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، ولم ينضم للخلايا الإرهابية التي خرجت من عباءتها مثل «حسم، والمقاومة الشعبية، والعقاب الثوري»، ورغم وجوده في محافظة الفيوم ـ حيث تنشط هذه الجماعات- فإنه قرر الانضمام إلى ما يُعرف بـ«ولاية سيناء»، بحسب بيان داعش الذي تبنى فيه تفجير الكنيسة البطرسية.

داعش يتجاوز طرق التجنيد التقليدية

الانضمام إلى ما يُعرف بـ«ولاية سيناء» مباشرة ليس بالأمر السهل، خاصة بالنسبة لغير أبناء القبائل، الذين أصبحوا يشكّلون رقمًا لا يُستهان به في قيادة وتكوين التنظيم بعد مبايعته لما يُعرف بـ”الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، يؤكد ذلك فشل وليد أبو المجد في محاولته الانضمام، لأول مرة، إلى العناصر التكفيرية في سيناء، حيث وصل في فبراير 2016 برفقة زوج شقيقته، عبدالرحيم فتح الله، إلى مدينة العريش بشمال سيناء بدون أي تنسيق مسبق مع العناصر التكفيرية هناك، على مدار 5 ساعات حاول مقابلة أي شخص من عناصر التنظيم الإرهابي، لكنه فشل في ذلك، وعاد في نهاية اليوم إلى القاهرة، ومنها إلى قنا مرة أخرى، وفقًا لاعترافات أبو المجد في أوراق القضية.

يزيد من هذا التأكيد ما حدث مع«أحمد حمدي»، المقيم بقرية دفرية بمحافظة كفر الشيخ، الذي ظهر في إصدار دعائي للتنظيم، يسرد فيه كيفية وصوله إلى سيناء، ويدَّعي أنه ذهب بتنسيق أمني، لكي ينقل أخبارهم إلى الأمن، وقام التنظيم بقتله بعد الاستعلام عنه واكتشاف حقيقة ما جاء من أجله.

بينما أكد والده «حمدي شمس الدين» صحة المعلومات التي تتعلق بالتزام ابنه الديني، وتردده على مشايخ السلفية بكفر الشيخ، كما ذكرها ابنه في إصدار داعش الدعائي، لكنه شكك في أن يكون الأمن هو من أرسله إلى سيناء.

طرق التجنيد والحشد التقليدية

  • الدعوة الفردية: يكلف كل فرد من أفراد التنظيمات الراديكالية بالعمل على استقطاب عناصر جديدة من دائرة معارفه والمحيط الذي يعمل فيه، تبدأ بالتعارف وتنتهي بالتوظيف أو الانضمام.
  • مساجد وزوايا: تتواجد على أطراف القرى والنجوع وداخل الأحياء الشعبية، وتستغلها الجماعات الراديكالية لترويج أفكارها والسعي لجذب عناصر جديدة.
  • المطبوعات: مطويات وكتيبات وبيانات ورقية تحمل رسائل فكرية تعبر عن أفكار الجماعات التي تقوم بطباعتها وتوزيعها على نفقتها الخاصة.
  • رعاية ودعم الفقراء: استغلال العمل الخيري لجذب وضم عناصر جديدة، مثل شنطة رمضان والمساعدات المالية.
  • وسائل الإعلام: مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات تلفزيونية تدار بمعرفة جماعات أو كيانات أو موالين لهم للترويج لأفكارهم وخلق حالة رأي عام مؤيدة لهم.

صبرة القاسمي، الجهادي السابق والمنسق العام للجبهة الوسيطة، يؤكد أن تنظيم «داعش» تجاوز كل المراحل التقليدية في تجنيد عناصره، فأصبح يسعى إلىه الشباب من التنظيمات الجهادية الأخرى بصفه خاصة، والحركات الإسلامية بصفه عامة، بسبب الهالة الإعلامية التي خلقها لنفسه ولعب الدور الأكبر فيها الإصدارات الإعلامية والدعائية التي كانت تظهر قوة التنظيم، كما حدث في الخلية الإرهابية المعروفة إعلاميًّا بـ«خلية قنا»، التي أسسها الإرهابي «عمرو سعد» وكانت بمباردة فردية منه، واستطاع تجنيد أغلب أعضائها بمفرده، بينما دعمها التنظيم في سيناء إعلاميًّا ومعلوماتيًّا.

آلية التجنيد التي وصل بها الانتحاري «محمود شفيق»، الذي فجَّر نفسه داخل الكنيسة البطرسية في ديسمبر 2016 لا تختلف عن الطريقة التي انضم بها الانتحاريان المتورِّطان في تفجير كنيستي «البطرسية ومارجرجس» في أبريل الماضي إلى صفوف المقاتلين الدواعش، وتحديدًا ضمن خلية عنقودية تُعرف إعلاميًّا بـ«خلية» قنا.

يرجِّح أحد قيادات السلفية الجهادية، الذي كان له تواصل مع بعض قيادات السلفية في سيناء حتى عام 2013، أن يكون الانتحاري «محمود شفيق» انضم إلى صفوف داعش بتزكية من أحد أعضاء التنظيم أو بوساطة من شخصية جهادية يثق بها قادة التنظيم، وتحظى بالتقدير لدى قياداته، سواء في مصرأو خارجها.

يوثق الترجيح السابق ما يقوله وليد أبوالمجد، أحد أعضاء الخلية العنقودية التي يتزعمها الإرهابي الهارب عمرو سعد، أنه تعرف على عمرو سعد عن طريق عدة أشخاص، وكانت البداية من شخص يقيم معه في بلدته بمحافظة قنا، يُدعى المهندس مصطفي عثمان، الذي عرفه على بهاء الدين، بناء على طلب الأخير من عثمان «إذا كان يعرف حد عايز يسافر للجهاد في سيناء» ورشح له عضو الخلية وليد أبو المجد، وبعد يومين جاء «أبوالمجد» اتصال من شخص أخبره بأنه من طرف المهندس مصطفي عثمان، وطلب مقابلة بعد صلاة العشاء، كان هذا أول لقاء جمعه مع قائد الخلية عمرو سعد.

إعلان

هذا النوع من المقاتلين، حديثي العهد بالعنف والفكر التكفيري، يجري لهم العديد من الاختبارات أثناء تدريبهم، أو قبل الشروع في التدريب، منها تكليف العضو الجديد بمهام قد يدفع الفرد حياته ثمنًا لها، لمعرفة مدى جدية ولائه للتنظيم، بحسب القيادي السلفي، فمثلًا يتم تكليف الشخص للقيام بعملية انتحارية، وموافقته لا تعني نجاحه في الاختبار، إنما حماسه للتنفيذ، والتحرك الفعلي للقيام بالعملية الانتحارية هما المعيار الأساسي، ويمكن أن يتم توقيفه من قيادة التنظيم أوالمسؤول الأول عن تنفيذ العملية في أي مرحلة تسبق ساعة الصفر المتَّفَق عليها مسبقًا، حيث يطلب منه التوقف أو التأجيل، أو يتم تكليف شخص آخر للقيام بالمهمة، ليتأكد قادة التنظيم من انصياعه لهم.

يؤكد رواية القيادي السلفي المعلومات التي كشفها ماهر فرغلي، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الجهادية، بأن الانتحاري محمود حسن، منفذ تفجير الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، كان هو المنوط به القيام بتنفيذ الهجوم على الكنيسة البطرسية، وتم تغيره في اللحظات الأخيرة، ليقوم بتنفيذها «محمود شفيق» ، مرجعًا مصدر المعلومة إلى التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، يوضح «فرغلي» أن الانتحاريين «شفيق وحسن» التقيا معًا، قبل يومين من تفجير البطرسية في شقة بمدينة نصر، وقبلها تدربا معًا على حمل السلاح وصناعة المتفجيرات في سيناء.

قصة أخرى لشاب عشريني بإحدى المراكز الحدودية بمحافظة الجيزة، سار عكس التوجّه العام لأسرته، والده كان عضوًا بالحزب الوطني المُنحلّ، ويعتبر كل التيارات الإسلامية متشددون، وفي غفلة من الأب الخمسيني؛ فوجئت الأسرة بالأفكار المتشددة التي بدأ يعتنقها ابنه عقب فضّ اعتصامي رابعة والنهضة، أغسطس 2013، ساعد الابن الجامعي على الاستمرار في هذا الطريق، كما يقول أحد جيرانه، وجود مجموعة من شباب القرية يعتنقون نفس الفكر المتطرف، وهو ما دفع والده لحبسه ومنعه من الخروج من البيت، لكنه ترك البيت وهرب بلا رجعة منذ عام ونصف العام، ومع تزايد العمليات الإرهابية في جنوب محافظة الجيزة، قامت قوات الأمن باقتحام منزله أكثر من مرة بحثًا عنه، وذهب والده إلى أحد الأشخاص من أبناء بلدته متهمًا إياه بالتسبب في اعتناق ابنه هذه الأفكار المتطرفة وهروبه، ووقعت اشتباكات بينهم أكثر من مرة كان آخرها في شهر أبريل الماضي، وكانت بداية ظهور تحوله إلى الفكر المتطرف على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يروي جاره في السكن وصديقه على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر».

الإنترنت .. وسيلة للإعلام والاستهداف الجماهيري

«ليس لنا بريد إلكتروني أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي»، «ولا نتواصل مع أي جهات رسمية أو غير رسمية»، «شبكة شموخ الإسلام وشبكة الفداء الإسلامية، هما المصدر الوحيد المعتمد لبياناتنا».. بهذه التنويهات الثلاثة ذُيِّلت أغلب بيانات«أنصار بيت المقدس» المطبوعة على ورق أبيض A4، يحمل شعار التنظيم القديم قبل تغير شكل «البيان والشعار» بعد مبايعة أبو بكر البغدادي 2014، ليلتزم بعدها التنظيم المحلي بالشكل الرسمي لبيانات التنظيم الدولي.

class=imageBorder v:shapes=”_x0000_i1030″>

‘ class=imageBorder v:shapes=”_x0000_i1031″>

تصفّح شبكة«شموخ الإسلام» المعتمدة من قبل التنظيم على الشبكة العنكبوتية، يظهر في تعريفها رسالة تخبرك بأنها «شبكة إعلامية تهتم بقضايا الجهاد وأمور المجاهدين في العالم، وليست وسيلة للتواصل»، الهدف من هذه الرسالة، كما يرجح الدكتور ناجح إبراهيم، الجهادي السابق والمتخصص في شؤون الجماعات الراديكالية، توجيه تحذير للمتعاطفين والمتابعين والراغبين في الانضمام إلى التنظيم من المواقع والصفحات المزيفة التي تتحدث باسم التنظيم، ويعتقدون أن وراءها الأمن، ويستهدف منها الإيقاع بالراغبين في الانضمام إلى التنظيم.

إعلان

وسطاء وسماسرة كلمة السر في التجنيد

تكشف رواية «إسلام يكن»، الذي نشأ بأحد الأحياء الراقية بمصر الجديدة تفاصيل أكثر عن الوسطاء والسماسرة الذين يساعدون في انضمام عناصر جديدة إلى «داعش»، حيث دوّن على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في ديسمبر 2014، تفاصيل انضمامه إلى «داعش» بعنوان «قصة نفير العبد الفقير» يقول«كلمت أخ قريب لي في القاهرة، وقلت له أريد السفر لسوريا، ماذا أفعل؟ فقال عندما أراك نتكلم، قابلت الأخ بعد ذلك، فقال لي أول شيء تجهيز الباسبور، ثم تأشيرة لتركيا، ثم السفر»، وكان برفقة «يكن» أثناء سفره إلى سوريا«ثلاثة إخوة»، ولم يكن معه ثمن تذكرة السفر، وهو ما تم توفيره بمعرفة «الإخوة»، ووفقًا لما يروي، وعندما وصل إلى تركيا جاءه اتصال تليفوني من مصر«كلمني أخ على الهاتف، وقال إنهم وجدوا لي من يدخلني سوريا».

نفس الدور لعبه وسطاء في سفر «أشرف رجب» إلى سوريا، بحسب شقيقه الأكبر«محمد»، السائق المقيم بقرية أبوطبل بمركز كفر الشيخ، الذي اتَّهم في أحد البرامج التليفزيونية أشخاصًا من أبناء قريته بأنهم وراء سفر شقيقه للخارج، رافضًا الإفصاح عن أسمائهم«عندي ولادي وولاد أخويا بيروحوا الحضانة، وخايف عليهم».

أبرز قضايا «داعش» في مصر

·         2013

·         قضية «أنصار بيت المقدس»

رقم 423، ويحاكم فيها 213 متهمًا في 54 عملية إرهابية، نفذها التنظيم على مدار عامين.

·         2014

·         «عرب شركس»

القضية رقم 43، جنايات عسكرية شمال القاهرة، هي أول قضية لداعش يصدر فيها حكم بالإعدام وينفذ، عدد المتورطين فيها 9 متهمين، نفذ حكم الإعدام بحق 7 متهمين وحكم بالمؤبد على 2 آخرين.

·         2015

·         «داعش مصر»

القضية رقم 672 حصر أمن دولة عليا، تضم أكثر من 200 متهم بالتورط في قتل ضباط وجنود في سيناء والانضمام لجماعة بيت المقدس، وإمدادهم بالمال والسلاح.

·         «داعش عين شمس»

المقيدة رقم 398 أمن دولة، يحاكم فيها 14 متهمًا بتهمة تكوين خلايا إرهابية بمنطقة عين شمس.

·         2016

·         «أنصار بيت المقدس الثالثة»

المقيدة برقم 2 جنايات، متورط فيها 154 متهمًا، منهم 66 يحاكمون حضوريًا و88 غيابيًا، وتضم القضية 155 عملية إرهابية ما بين استهداف ضباط وجنود وتفجير منشآت دبلوماسية وأمنية، وأبزر المتهمين فيها هشام عشماوي وشادي المنيعي وكمال علام.

·         «خلية قنا»

القضية رقم 1040، ويحاكم فيها 19 متهماً بالتورط في تفجير الكنائس «المرقسية، والبطرسية، ومارجرس» ضمن خلية عنقودية موالية لتنظيم «داعش» بقيادة الهارب «عمرو سعد».

·         «ولاية سيناء»

المقيدة برقم 357، جنايات شرق عسكرية، يحاكم فيها 292 متهماً، بينهم 151 متهماً حضورياً و141 غيابياً، بتهمة تشكيل «22 خلية عنقودية» تابعة لـ«داعش».

·         2017

·         «ولاية سيناء الثانية»

رقم 79، أمن الدولة العليا، يحاكم فيها 13 متهمًا، أبرزهم «أبو هاجر الهاشمي» الذي يعتقد أنه قائد تنظيم (ولاية سيناء) الحالي.

سيناء .. التجنيد وفقًا للعرف البدوي

استطاع تنظيم«أنصار بيت المقدس» عقب أحداث 25 يناير فرض سيطرته على خمسة تجمعات بدوية بمركز الشيخ زويد«المقاطعة، المهدية، نجع شيبانة، العجراء، التومة»، وتجنيد المئات من أبنائها، مستغلاً الفراغ الأمني الذي عانت منه سيناء، وسهَّل هذه المهمة أن قيادات التنظيم كانوا من أبناء هذه القرى التي اشتهرت بأعمال التهريب قبل عام 2011، أبرز هؤلاء القيادات، وفقًا للبيانات الرسمية للأجهزة الأمنية «محمد محارب، وشادي المنيعي، وسالم الحمادين، وأحمد الجهيني»، وظهرت هذه الشخصيات في الاستعراضات التي كان التنظيم ينظمها، سواء في شوارع مدينة العريش أو الشيخ زويد قبل منتصف 2013، كذلك الفيديو المتداول على شبكة الإنترنت عن مشاركة عشرات المئات من أبناء القبائل في تشييع جنازة ثلاثة من قادة التنظيم، قتلتهم إسرائيل أثناء محاولتهم إطلاق صاروخ من الأراضي المصرية باتجاه الحدود الإسرائيلية.

العرف والعادات القبلية لعبت دورًا في تكوين وحشد التنظيم لأتباع جدد من أبناء سيناء، كما يقول شاب سيناوي، ثلاثيني العمر، يكنى بـ«أبوسعود» كان يقيم في قرية «المقاطعة» الحدودية التابعة لمركز الشيخ زويد، وهاجرمنها إلى محافظة الإسماعيلية في بداية عام 2015، موضحًا أن أحد أبناء عمومته كانت بداية انضمامه للتنظيم علاقة صداقة ربطته بـ«عبدالرحمن» الشهير بـ«منصور»، الابن الأصغر لـ«أبومنير»، أحد الآباء الروحيين للتكفيريين بسيناء، الذي أعلن الجيش المصري تصفيته في نوفمبر 2013، ووفقًا لـ« أبوسعود».

كان يوجد مسجد صغير في مدخل القرية، قام ببنائه «أبو منير»، وأطلق الأهالي اسمه عليه، وكان محمد محارب المكنى بـ «أبو منير» يجتمع بالعشرات من أتباعه في المسجد كل يوم بعد صلاة العصر بشكل علني ومعروف للجميع بعد ثورة 25 يناير، ويضيف الشاب، ذو الملامح البدوية، «ابن عمي – الله يرحمه ويغفر له – كان يذهب للجلوس معهم، رغم أنه قبل توطيد علاقته بـ(عبدالرحمن وأبوه) كان شابًا عاديًّا، ليست له علاقة بالتدين، وتقتصر حياته على العمل في تجارة الأنفاق»، في إشارة إلى عمليات التهريب التي تتم من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

شكل آخر من أشكال التجنيد، يروي تفاصيله عبدالمنعم المنيعى، المنسق العام لقبيلة السواركة، بشمال سيناء، يوضِّح أن بعض أبناء سيناء دخلوا إلى السجون في عهد «مبارك»، الرئيس الأسبق، في قضايا جنائية، وتم حبسهم مع تكفيريين، كان الرابط الوحيد بينهم أنهم بدو من أبناء سيناء «زي ما حصل مع ابن أخويا، شادي المنيعي، اللى كان أحد أبرز مهربي الأفارقة إلى إسرائيل، وبعد القبض عليه وقضاء عامين داخل السجن طلع الشيخ شادي، وبقى يفرِّخ إرهاب، ويطلع من تحت إيده عشرات الإرهابيين».

الإرهابيون الأوائل في سيناء

تتشابه نشأة التنظيم السيناوي الأولى «التوحيد والجهاد»عام 2004، مع النشأة الثانية «أنصار بيت المقدس» بعد ثورة 25 يناير 2011، بحسب الدكتور ناجح إبراهيم، الجهادي السابق والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الراديكالية، موضحًا أن عملية التجنيد انحصرت في الحالتين على أبناء القبائل السيناوية، سواء المقيمين في سيناء، أوالموجودين بالمحافظات المجاورة لها، وتحديدًا محافظتي «الإسماعيلية والشرقية».

ثلاثون محاضرة، ضمن ما يُعرف بـ«المراجعات الفكرية للتنظيمات الجهادية»، أجريت بسجني «دمنهور وأبو زعبل» نهايات 2005، لأبناء سيناء المتهمين في قضية «تفجيرات طابا»، كانت المحاضرات تتناول فكرتين أساسيتين، الأولى: مواجهة التكفير والعنف، والأخرى: الاندماج في المجتمع، وأصبح بعضهم من كبار القيادات التي تقود التنظيم «صغار الأمس أصبحوا كبار القادة، يقودون داعش في سيناء»، وكان من بينهم «هاني وفايز» أبوشيتة، اللذان أصبحا من قيادات التنظيم بعد 25 يناير 2011 ، بحسب الدكتور ناجح إبراهيم، أحد القيادات الجهادية التي قامت بهذه المراجعات، موضحًا أن معظم المتهمين كانت تربطهم صلات قرابة أو نسب، وكذلك الفلسطينيون منهم، كانت تجمعهم صلات قرابة بأبناء القبائل في سيناء.

لعبت التنظيمات الجهادية السلفية، بقطاع غزة، دورًا في تشكيل الجماعات والتنظيمات الراديكالية المسلحة منذ ظهورها الأول في سيناء مع بداية الألفية الثالثة، حيث بدأت بمشاركة محدودة لبعض المقاتلين من القطاع الفلسطيني في تفجيرات طابا 2004، كما كشفت تحقيقات النيابة في قضية «تفجيرات طابا»، أن الانتحاري الذي قاد السيارة المفخخة التي انفجرت في فندق طابا فلسطيني يُدعى إياد سعيد صالح، بمساعدة عناصر من تنظيم «التوحيد والجهاد» من أبناء سيناء، تطورت هذه المشاركة المحدودة إلى المساهمة في قيادة التنظيم بعد عام 2011، حيث تولى الفلسطينيون مسؤولية التدريب والمساهمة في التسليح، وساعدهم في ذلك الخبرة القتالية التي اكتسبوها من مشاركتهم في الحروب التي خاضها قطاع غزة مع إسرائيل، كما يقول الدكتور ناجح إبراهيم.

يُقدَّر عدد الفلسطينيين الذين انضموا إلى ما يُعرَف بـ«ولاية سيناء» على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة بـ130 فلسطينيًّا، من أغلب الفصائل المسلحة بقطاع غزة، بمن فيهم المنشقون عن حركتي «الجهاد وحماس»، بحسب دراسة عن الإرهاب في سيناء صدرت عن مركز الحريري لدراسات الشرق الأوسط في سبتمبر الماضي، لعب المقاتلون المحترفون القادمون من قطاع غزة، دورًا كبيرًا في التطور النوعي للعمليات الإرهابية التي تقع في سيناء على مدار الأعوام الستة الماضية.

إعلان

‘ v:shapes=”_x0000_i1032″>

أصحاب الخبرة القتالية في «ولاية سيناء»

نوع آخر من المقاتلين في صفوف داعش بسيناء أكثر احترافية وخبرة بحروب العصابات والتعامل مع الجيوش النظامية، هذه الفئة تتنوع ما بين المصريين والأجانب، وخاصة الفلسطينيين والليبيين، وفقًا لرواية القيادي بالسلفية الجهادية الذي كان له تواصل مع بعض القيادات السلفية في سيناء حتى عام 2013، فهؤلاء أشخاص لهم تاريخ سابق فيما يسمونه «الجهاد»، سواء في مصر أو خارجها «سوريا أو العرق أو ليبيا أو أفغانستان» .. ضمن أي من التنظيمات الإرهابية الثلاثة «داعش، القاعدة، طالبان» بفروعها المنتشرة في العديد من دول العالم، حيث يتمتع هذا «المجاهد» في صفوف هذه التنظيمات الإرهابية، بشبكة علاقات مع «جهاديين» من جنسيات مختلفة، ويستطيع التواصل مع أحد عناصر أو قيادات التنظيم بسيناء، سواء كان بطريقة مباشرة أو عبر وسطاء، يرحب قيادات التنظيم بهذا النوع من المقاتلين لما يتمتعون به من خبرة قتالية، سوف تعود بطريقة أو بأخرى على التنظيم بفائدة كبيرة.

فهمى عبد الرؤوف محمد

«أبو دجانة» (38 عاماً)

سمير عبد الحكيم

«أبو البراء» (36 عاماً)

  • سافرا معا إلى سوريا للجهاد، وقاتلا في صفوف جبهة النصرة بسوريا قبل انفصال داعش عنها.
  • عادا إلى مصر عام 2013 وأسسا ما يعرف اعلاميا «بخلية عرب شركس»، أحد أبرز الخلايا العنقودية الموالية لما يعرف بـ”ولاية سيناء”.
  • استطاع أعضاء الخلية تنفيذ عمليات إرهابية داخل القاهرة الكبرى، أبرزها تفجير مديرية أمن القاهرة وكمين الشرطة العسكرية بمسطرد.
  • نعت داعش سيناء أعضاء الخلية الستة بعد قتلهم في مداهمة أمنية لوكرهم بـ«عرب شركس».

ينقسم المنضمون الجدد إلى«ولاية سيناء» ما بين العمل ضمن أحد«الخلايا العنقودية» أو يتم تكليفه بمهام محددة من شخص واحد أو اثنين، لا يعرف غيره من قيادات التنظيم، بما يعرف إعلاميًّا بـ«الذئاب المنفردة»، فالأولى ينضم إلىها أصحاب الخبرة وأهل الثقة، بينما الأخيرة يعمل بها الجدد، خاصة في مرحلة الاختبارات التي يخضعون لها في بداية تواجدهم داخل التنظيم، بحسب اعترافات مسجَّلة لـ4 من عناصر التنظيم، تم القبض عليهم بمعرفة «اتحاد قبائل سيناء»، وتم بثها على الصفحة الرسمية لاتحاد القبائل على مواقع التواصل الاجتماعي عقب قتل التنظيم لأحد عواقل قبيلة الترابين سالم لافي أول مايو الماضي.

«الخلايا العنقودية»

  • داخل سيناءتعمل كلجان منفصلة، لجنة للحسبة، وأخرى للإعلام، وثالثة للرصد، ورابعة لتصنيع المتفجرات، وهكذا. وكل لجنة لها مسؤول، وأحيانا يتعاون أعضاء الخلية مع قيادات أو أفراد أخرين من أعضاء التنظيم أثناء التدريبات أو تنفيذ بعض العمليات الإرهابية.
  • خارج سيناءتعمل كتنظيم منفصل في التخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، وأفرادها لا يعرفون أي شخص آخر غير قائد الخلية أو المسئول عن تنفيذ العملية الإرهابية، يكلف أفرادها كل على حده من المسؤول بجميع المهام التي تبدأ بجمع المعلومات عن العملية الإرهابية، ومرورا بالرصد والمرقبة وأخيرا التنفيذ.
  • دواعش سيناء.. وتكوين الخلايا:
    • كانت البداية بتأسيس 8 خلايا عنقودية تغطي معظم أنحاء الجمهورية
    • بدأ التخطيط لتكوين هذه الخلايا منتصف عام 2011، كلف التنظيم الإرهابي توفيق فريج بتأسيسها، بدأ عمله بالتنسيق مع القيادي محمد عفيفي الذي خرج من السجن بعفو في فبراير 2011 .
    • تولى “فريح” تكوين الخلايا العنقودية بمدن القناة، كلف “محمد عفيفي” بتكوين الخلايا في “القاهرة الكبرى والشرقية وقنا وكفر الشيخ والدقهلية وبني سويف“.
    • نفذت هذه الخلايا عمليات إرهابية محدودة، باستثناء خليتى “عرب شركش” و”خلية قنا” التى تورط عناصرها في عمليات إرهابية كبيرة.
    • أبرزها “تفجير مديرية الأمن القاهرة، ونقطة الشرطة العسكرية بمسطرد، وتفجيرات كنائس البطرسية والمرقسية ومارجرس“.
    • تمكنت قوات الأمن من محاصرة هذه الخلايا، والقضاء عليها، وبين الحين والآخر تسعى بقاياها لتكوين خلايا جديدة.

مواجهة ظاهرة تجنيد الشباب وفقًا للدكتور ناجح إبراهيم الجهادي السابق والمتخصص في الحركات الراديكالية، تبدأ من مواجهة الفكر المتطرّف نفسه، فموت الإرهابي لا يقضي على الفكر التكفيري، فلابد من وجود حل سياسي بجانب الحل الأمني، لأن الصراع السياسي الحاد على السلطة الذي بدأ بعد 25 يناير، وبلغ ذروته في 30 يونيو هو قبلة الحياة للإرهاب في مصر، فإذا خفّ هذا الصراع السياسي، وهو ما بدأ يحدث حاليًّا، ووجد الفكر الوسطي الحقيقي في مصر، تكون البداية الحقيقية لوقف الإرهاب.

بينما يرى العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، أن هناك مكافحة حقيقية وناجحة للإرهاب في مصر ومن قبل الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها، ولكن هناك دور لابد أن تقوم به باقي مؤسسات الدولة، يبدأ من وزارات “التربية والتعليم، الثقافة، الشباب”، وكذلك الأزهر الشريف، لابد أن تقوم هذه المؤسسات بدورها في مكافحة الإرهاب حتى تتمكن من استقطاب الشباب بعيدًا عن الفكر المتطرّف، وإن لم تقم هذه الأجهزة بدورها فنحن نحكم على الإرهاب بالاستمرار.

محمود شفيق الطالب الجامعي انضم لـ«ولاية سيناء» وفجر نفسه في الكنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي، بينما وليد أبو المجد رفيق دربه في الخلية العنقودية ألقي القبض عليه في إبريل الماضي، بتهمة التورط في تنفيذ عمليات إرهابية، لكن عمرو سعد، قائد الخلية الذي تمكن من تجنيد الاثنين و17 أخرين، وأسس خليتين عنقودتين بمحافظتي «القاهرة و قنا» لا يزال حرًا، وربما يخطط لتأسيس خلايا إرهابية جديد.

مراحل تجنيد عناصر داعش

1

الاستقطاب عبر “الإنترنت أو الاتصال المباشر”

2

التعارف والاندماج مع أفراد وشخصيات مرشحين وفعليين

3

العزلة الاجتماعية للفرد

4

التدريب والاختبارات

5

التكليف بمهام محددة أو عملية انتحارية

استند تنفيذ هذا التحقيق على:

  • لقاءات ميدانية مع أهالي أعضاء خلية «عمر سعد» في محافظتي قنا والفيوم.
  • لقاءات ميدانية مع عواقل قبيلتي «الترابين والسواركة» بسيناء.
  • تحقيقات النيابة في قضية عرب شركس وتفجيرات الكنائس، قضية «أنصار بيت المقدس» الأولى والثالثة، قضية «ولاية سيناء» الأولى والثانية.
  • محمد هاشم محامي المتهمين في قضية تفجيرات الكنائس.
  • بيانات «داعش» الدعائية في سيناء.
  • بيانات «حماس» وتنظيم «جند أنصار الله».

تحقيق: عبدالوهاب عليوة

[ تقرير: مقاتلو داعش يفرون من ليبيا الى سيناء بالمال والذخائر

i24NEWS

التنقيح الأخير 19 يوليو 2016

داعش

تنظيم الدولة الإسلامية يعرض عمليات “ولاية سيناء” ضد الجيش المصري

الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من أن يقوم عناصر داعش الفارون من ليبيا بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى

حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير سري إلى مجلس الأمن من أن يقوم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الذين يفرون من مدينة سرت، معقلهم الرئيسي في ليبيا، بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى من هذا البلد وفي شمال افريقيا.

style=’overflow-wrap: break-word’ alt=”اف ب” data-is=lazy-image class=visible data-src=”https://cdn.i24news.tv/upload/cache/large_content_image/upload/image/afp-f68ec74d1958fb7846d2391714580a3daf54a837.jpg” v:shapes=”https_x003a__x002f__x002f_cdn.i24news.tv_x002f_upload_x002f_cache_x002f_large_content_image_x002f_upload_x002f_image_x002f_afp-f68ec74d1958fb7846d2391714580a3daf54a837.jpg”>

اف ب

جنود يشاركون في عملية البنيان المرصوص في سرت 22 يونيو 2016

وتابع “إن تأثير انتشار مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية على مجموعات مسلحة في الجنوب قد يصبح في المستقبل مصدر قلق”.

وبحسب التقرير، هناك 2000 إلى 5000 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية من ليبيا وتونس والجزائر ومصر وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة.

وأشار التقرير إلى أن عشرات المقاتلين التونسيين عادوا إلى بلادهم وبنيتهم تنفيذ اعتداءات. وذكرت الوثيقة أنه يتم إرسال أموال من ليبيا إلى جماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت ولاءها للتنظيم الدولة الاسلامية والناشطة في سيناء المصرية.

كما ذكر بان كي مون أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الناشط في مالي وكامل منطقة الساحل، ما زال يحصل على أسلحة وذخائر من ليبيا. وأشار التقرير إلى أن الجزائري مختار بلمختار زعيم جماعة “المرابطون” الجهادية الناشطة في منطقة الساحل ينتقل بسهولة إلى ليبيا، كما أن إياد غالي زعيم جماعة أنصار الدين الإسلامية المالية لديه قاعدة في جنوب ليبيا. I 24  –     ] .

 2017 :

[  صحيفة روسية: مقاتلو داعش الروس يفرون من سوريا إلى سيناء

0

قالت صحيفة “أوراسيا دايلي” الروسية، إن مقاتلي تنظيم الدولة الذين يتكلمون اللغة الروسية فروا من سوريا إلى مصر، وذلك حسب تغريدة نشرتها الصحفية جوانا باراتشوك، التي تعمل على تعقب خطوات مقاتلي تنظيم الدولة الذين ينحدرون من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، على حسابها على تويتر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إن جوانا باراتشوك، التي تعمل لصالح إذاعة “سفابودا”، قد أكدت أن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة قد انتقلوا من الرقة نحو شبه جزيرة سيناء، حيث توجد إحدى خلايا التنظيم. ولإثبات صحة أقوالها، نشرت باراتشوك صورة، تزعم أنها التقطت في مصر، تتضمن عبارة “الشيشان الجديدة” كتبت على جدران أحد المنازل.

وفي سياق متصل، ذكرت جوانا أن المصدر الذي أرسل لها هذه الصورة أكد أن المتطرفين الذين يتحدثون اللغة الروسية، فضلا عن مقاتلي تنظيم الدولة يفرون بشكل جماعي من سوريا إلى مصر. وأردف المصدر ذاته، أن “هناك أدلة دامغة تفيد بأن المتطرفين قد غادروا الرقة، ويتمركزون الآن في مصر. وقد توعد المتطرفون ببدء الجهاد في سيناء”.

وأضافت الصحيفة أنه، ووفقا للمصدر ذاته، لم يفر هؤلاء المتطرفون من الرقة وتخلوا عن التنظيم بسبب الهزيمة التي حلت بهم فقط، بل بسبب الصراعات الشخصية والأيديولوجية أيضا، التي تفند الوعود التي التزم بها تنظيم الدولة في وقت سابق، إضافة إلى افتقار المقاتلين لمبدأ التضحية بالنفس من أجل التنظيم.

وأشارت الصحيفة إلى تعليق أحد المدونين السوريين، عيسى، على تغريدة جوانا، الذي أورد أن زعيم إحدى العشائر القبلية في سيناء ذكر على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، أن فرار المتطرفين من سوريا ولجوئهم إلى مصر، كان السبب وراء المذبحة الأخيرة التي حدثت في مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.

والجدير بالذكر أن حادثة تحطم طائرة ”إيرباص إيه 321” التابعة لشركة ”كوغاليم أفيا” الروسية أثناء رحلتها من شرم الشيخ إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، التي أودت بحياة 224 راكبا، وذلك في 31 من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2015، وقع تبنيها من قبل تنظيم الدولة. وكشفت التحقيقات آنذاك أن موظف خدمات المطار يعد المسؤول عن وضع القنبلة في حجرة الأمتعة.

وأفادت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني زعيم جماعة المتطرفين المنحدرين من شمال القوقاز، لقى حتفه نهاية الأسبوع الماضي في الشمال الغربي من مدينة حماة السورية. فضلا عن ذلك، وردت أنباء تؤكد مقتل زعيم جيش العسرة. عموما، يعد المتطرفون الناطقون باللغة الروسية في سوريا من الحلفاء الرئيسيين لكل من تنظيم القاعدة، وهيئة تحرير الشام.

ووفقا لتقارير واردة من مصادر مختلفة، قتل صلاح الدين الشيشاني في مواجهة مع القوات النظامية. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الروسي قد تولى مهمة القضاء على الشيشاني.

وأوضحت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني كان من بين القيادات البارزة المنتمية للجماعات المتطرفة الناطقة باللغة الروسية. وقد قدم الشيشاني إلى سوريا في سنة 2012، ويعتبر من بين  قدامى المحاربين في شمال القوقاز وجورجيا. وقاد الشيشاني في سنة 2014 “جيش المهاجرين والأنصار” الذي وحد المقاتلين الناطقين باللغة الروسية. وفي سنة 2015، وفي أعقاب سيطرة المقاتلين العرب على جيش المهاجرين والأنصار، تم عزل الشيشاني الذي بادر بتشكيل “جيش العسرة”، الذي كان يحارب في شمال سوريا، في محافظة إدلب، وشمال مقاطعة حماة، حيث تتمركز القوات الرئيسية التابعة للقاعدة، والجماعات المتطرفة، فضلا عن المعارضة المعتدلة.

وأشارت الصحيفة إلى الخسائر التي تكبدها المقاتلون الروس في النصف الثاني من أيلول/ سبتمبر، من السنة الجارية، إضافة إلى الهجوم الفاشل الذي شنه مقاتلو تنظيم الدولة على الجيش النظامي في شمال محافظة حماة، الذي أدى إلى مقتل صلاح الدين الشيشاني، في خضم محاولة المسلحين القضاء على وحدات الشرطة العسكرية الروسية. وفي السياق ذاته، أدت الضربات التي وجهها الطيران الروسي إلى  مقتل العديد من المسلحين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني، وكتيبة التوحيد والجهاد الأوزبكية.

وشددت الصحيفة على أن حوالي 9 آلاف شخص من دول رابطة الدول المستقلة يقاتلون فى سوريا، وذلك حسب ما أفاد به الرئيس الروسي خلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي. ومؤخرا، فر عدد من المقاتلين الناطقين باللغة الروسية المنشقين عن التنظيم في سوريا إلى شبه جزيرة سيناء للقتال هناك – عربي 21 ] .

 

[ أردوغان: نقل مقاتلي داعش من الرقة إلى سيناء :

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإرهابيين الذين غادروا مدينة الرقة السورية، أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك.

وقال أردوغان اليوم الثلاثاء خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية من أنقرة: إن “الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء”، بحسب سبوتنيك.

وأشار أردوغان أيضا في تصريحاته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم الأسلحة، التي أرسلتها إلى المنطقة، ضد إيران أو تركيا أو روسيا، إذا استطاعت ذلك.

وتحدث الرئيس التركي أيضا عن أن بلاده ستقضي قريبا على كافة المسلحين المرتبطين بالأكراد في سوريا، على حد قوله. – فيتو ] .

 

[ داعش وسيناء.. «بى بى سى» وسر صفقات الإرهاب القذرة :

 

بقلم : أكرم القصاص :

يبدو أن تنظيم داعش يمثل مفاتيح مهمة لعمليات تمويل ودعم الإرهاب، واحد من أكثر الأغاز الإقليمية والدولية تعقيدا، ليس فقط للظهور المفاجئ ونجاحه فى اجتياح مناطق مختلفة، لكن أيضا لحجم التمويل المالى واللوجستى الذى حصل عليه من دول ومنظمات وأجهزة مخابرات، بل وشركات عالمية كبرى، فهناك تحقيقات يجريها القضاء الفرنسى رسميا مع «أريك أولسن»، المدير العام السابق، واثنين آخرين لشركة الأسمنت العملاقة لافارج هولسيم الفرنسية السويسرية، حول قيام الشركة بتمويل تنظيم داعش بصورة غير مباشرة، يضاف إلى ذلك حالة الغموض التى تحيط بمصير مقاتلى التنظيم بعد تلقيهم هزائم فى العراق وسوريا، واختفاء الآلاف من الإرهابيين مع توقعات بإعادة انتشارهم وتوجيههم إلى دول أخرى.

 

وكانت آخر التصريحات المثيرة حول داعش، التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى قال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية فى أنقرة: «الإرهابيون الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك فى صحراء سيناء».

 

تصريحات أردوغان تزامنت مع تحقيق نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، «سر الرقة القذر» فى 15 نوفمبر، عن صفقة أدت إلى خروج مئات مقاتلى تنظيم «داعش» مع عائلاتهم من الرقة- عاصمة داعش السابقة- وجمعت بى بى سى شهادات من سائقى شاحنات وحافلات نقلوا بأنفسهم المئات من مقاتلى «داعش» مع عائلاتهم، بعلم من التحالف الدولى بقيادة أمريكا، وميليشيات قوات «سوريا الديمقراطية»، وتحدثت مع رجال دخلوا فى مفاوضات لإتمام الصفقة مع «داعش»، ونقلت عن «أبوفوزى» سائق إحدى الحافلات التى نقلت الدواعش أنهم استمروا لثلاثة أيام فى نقل دواعش وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ويقدر عدد من تم نقلهم بحوالى 4 آلاف من بلدان مختلفة، بينها فرنسا، وتركيا، وأذربيجان، وباكستان، واليمن، والسعودية، وتونس، ومصر» فى قافلة طولها 6 كيلومترات، من 50 شاحنة، و13 حافلة، وأكثر من 100 سيارة تابعة لمقاتلى «داعش».

 

وبالرغم من أن تحقيق بى بى سى لم يشر إلى الجهات التى تم نقل مقاتلى داعش إليها، فإن تصريحات أردوغان حول إرسال إرهابيين إلى سيناء تكمل الصورة، وتدعمها تقارير أخرى عن إعادة نشر إرهابيى داعش فى دول وجهات أخرى، ضمن صفقة جديدة لا تبعد كثيرا عن الجهات التى مولت هذه التنظيمات، من بينها قطر ومنها تركيا، وقد اعترف وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بتمويل بلاده للإرهابيين ضمن اتفاقات مع دول التحالف.

 

تحقيق بى بى سى يذكر موافقة دول التحالف، بقيادة أمريكا وبريطانيا فى صفقة تهريب الدواعش، وكانت تركيا إحدى المحطات المهمة فى دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى سوريا والعراق، ويشير تحقيق بى بى سى إلى أن «أبومصعب حذيفة»، رئيس مخابرات «داعش»، من بين الدواعش الذين تم نقلهم ضمن صفقة التهريب، واعتقل على الحدود السورية أثناء محاولته الفرار إلى تركيا مع آخرين، ونقلت عنه: إن مفاوضات خروج مقاتلى «داعش» من الرقة بدأ يوم 10 أكتوبر الماضى.. تحقيق يحذر مما وصفها بـ«الصفقة القذرة»، وقال: إنها تهدد العالم، خاصة أن كثيرا من مقاتلى التنظيم الأجانب توعدوا بالقيام بعمليات إرهابية فى أوروبا.

 

وكانت مصر من أكثر الدول التى تواجه الإرهاب، وحذرت كثيرا من الصفقات القذرة لتمويل ونشر الإرهاب، ويدعم ما نشرته بى بى سى وجود هذه الصفقات، وينتظر أن تتكشف الكثير من التفاصيل عن هذه الصفقات –

اليوم السابع ] .

[كواليس عملية نقل مسلحى داعش من مدينة الرقة السورية إلى سيناء

 كتب ميادة ابو طالب – الموجز :

تصريحات مقتضبة خرج بها مؤخرا, الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماعه مع أعضاء حزب العدالة والتنمية فى أنقرة, أكد خلالها ،أن عناصر تنظيم داعش التي خرجت من مدينة الرقة السورية في صفقة مشبوهة مع أمريكا ،تم إرسالهم إلى صحراء سيناء لبدء مرحلة جديدة للقيام بعملياتهم الإرهابية.. تصريحات أردوغان كان بمثابة اعتراف رسمى بحجم المخطط الذى تقوده عدة دول غربية لتدمير مصر , وهو ما كان سبب فى تقدم عضو مجلس النواب طارق حسانين، بطلب إحاطة عاجل، لكل من وزيرى الخارجية والداخلية، حول خطورة ما ورد على لسان أردوغان بشأن نقل دواعش مدينة الرقة السورية إلى سيناء.
وأشار فى طلبه إلى أن هذا الإعلان من الرئيس التركى يتطلب تحركا مصريا عاجلا على الصعيد الأمنى والخارجى، للكشف عن القوى التى ساهمت فى إتمام هذه العملية، وعلاقة هذا التصريح بحادث مسجد الروضة ببئر العبد في العريش واحتمال تورط تركيا وقطر ودول أخرى فى عملية نقل دواعش الرقة إلى سيناء.
ويرى محللون أن تصريحات أردوغان بهذا الشأن تمثل اعترافا واضحا بأن الإرهابيين الذين غادروا مدينة الرقة السورية تم إرسالهم إلى سيناء، فى مؤشر على وقوف جهات تعلمها أنقرة وراء دعم وتمويل هذه التنظيمات الإرهابية التى فرت من سوريا فى أعقاب تحرير مدينة الرقة التى أعلنها أبو بكر البغدادى زعيم داعش عاصمة لتنظيمه الإرهابى فى ٢٠١٤.
وكانت وسائل إعلام روسية قد نشرت صورا فى ٢٠١٥ لبلال نجل أردوغان يلتقى قيادات داعش فى أنقرة، كما اتهمت وثائق ويكيليكس الرئيس التركى باستخدام التنظيم الإرهابى لابتزاز دول المنطقة.
وكانت شبكة “بي بي سي” قد أجرت تحقيقا استقصائيا كشف عن صفقة سريّة سمحت لمئات من مسلحي تنظيم “داعش” بمغادرة الرقة برفقة عائلاتهم.

ووفق ما جاء في التقرير، فقد خرج بعض أهم أعضاء التنظيم وعائلاتهم، إضافة إلى عشرات المقاتلين الأجانب، متوجهين إلى أنحاء مختلفة من سوريا بينما وصل عدد منهم إلى تركيا ومصر وغيرها.
وبدأ التحقيق مع شهادة أبو فوزي (اسم مستعار)، وهو سائق إحدى الشاحنات التي نقلت المقاتلين.
في البداية، اعتقد أبو فوزي أن ما سيقوم به لن يكون سوى مجرّد مهمة عادية كسابقاتها. لكن هذه المرة اكتشف أن الشحنة التي يُفترض به نقلها هي “شحنة بشريّة”. كانت “قوات سوريا الديمقراطية” قد طلبت منه نقل مئات من العائلات من مدينة الطبقة إلى مخيم مجاور.
وأضاف: “قالوا لنا إن المهمة تبدأ في 12 أكتوبر، وتستغرق ست ساعات كحد أقصى. اكتشفنا لاحقا أنهم كذبوا علينا. الرحلة تستغرق 3 أيام من القيادة المضنية، ننقل خلالها مئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم، كذلك أطناناً من الأسلحة وذخائر التنظيم”.
وتابع حديثه: “لقد فخّخ عناصر داعش شاحناتنا”، لافتاً إلى أنهم “كانوا سيقومون بتفجيرها في حال الإخلال بالصفقة، كما أنّ النساء والأطفال ارتدوا أحزمة ناسفة”.
من جهة ثانية، كان المقاتلون يشتمون ويهددون السائقين طوال الطريق.
حسب ما نقله أبو فوزي وسائقون آخرون، كان المقاتلون يقولون “أخبرونا متى تبنون الرقة من جديد… سنعود إليكم”، مضيفاً “كانوا متحدين ولم يبدوا مهتمين بما حدث معه. لقد اتهمونا بطردهم من الرقة… وهددتني إحدى النساء برشاش تحمله”.
يكذّب أبو فوزي ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية عن هروب قلة من مقاتلي داعش من المدينة. يقول “نقلنا حوالي 4 آلاف شخص بما في ذلك النساء والأطفال، على متن مركباتنا ومركباتهم معاً، عندما دخلنا الرقة، كنا نظن أن هناك 200 شخص لنقلهم، ولكن في حافلتي وحدها، نقلت 112 شخصاً”.
“أبو فوزى” هو واحد من العديد من سائقي الشاحنات الذين تلقوا وعوداً بقبض آلاف الدولارات لقاء هذه المهمة شرط إبقائها سريّة. لكن ما وصفها بـ”الرحلة إلى الجحيم” قد انتهت ولم يتلق أي أموال ، ليشعر مع كثير من السائقين بالغضب الشديد.
تقول الشبكة في تقريرها، الذي أعده كلّ من كوينتين سيمورفيل وريام دالاتي، إن من تحدثوا في التقرير كانوا إما جزءاً من القافلة وإما رأوها وإما شاركوا في إعداد الصفقة.
وقد روى سائق آخر لـ”بي بي سي” أن طول القافلة وصل إلى 6 أو 7 كيلومترات، وتضمنت 50 شاحنة و13 حافلة، إضافة إلى أكثر من 100 مركبة لداعش. وأوضح أن هناك عدد كبير من المقاتلين الأجانب كانوا فيها، منهم الآتي من فرنسا وتركيا وأذربيجان وباكستان واليمن والسعودية والصين وتونس ومصر.
من الجانب الرسمي، أكد معدّا التقرير أن التحالف الدولي، بقيادة أمريكا وبريطانيا، لم يكن يرغب بالاعتراف بدوره في الصفقة.
في كلام لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يعود إلى مايو الماضي، قال إنّ الحرب ضد داعش هي حرب “إبادة”، مشيراً إلى أنّ الهدف هو قتل المقاتلين الأجانب من أجل منعهم من العودة إلى شمال إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا.
ولكن ما كشفته “بي بي سي”، أوصل إلى اعتراف التحالف الآن بالدور الذي لعبه في الصفقة، إذ تم السماح لـ250 عنصراً من داعش بالخروج من الرقة مع 3500 فرداً من عائلاتهم.
ويقول الناطق باسم “التحالف” ريان ديلون: “لم نكن نريد أن يغادر أحد”، موضحاً “لكن هذا يكمن في قلب استراتيجيتنا… السوريون هم الذين يقاتلون ويموتون، هم يتخذون القرارات المتعلقة بالعمليات”.
كان أحد الضباط الغربيين حاضراً في المفاوضات، إلاّ أنهم لم يأخذوا “دوراً نشطاً” فيها، حسب ديلون الذي أكد أنه بقي 4 مقاتلين أجانب بقبضة “قوات سوريا الديمقراطية”.
من جهة أخرى، يظهر في التقرير من عرّف عن نفسه برئيس الاستخبارات في داعش أبو مصعب حذيفة, وهو كان من ضمن القافلة التي نقلت عناصر التنظيم في 12 أكتوبر، لكنه حاليا في السجن على الحدود السورية التركية.
يقول حذيفة إن: “الغارات الجوية شكلت ضغطاً في المفاوضات، إذ قتلت نحو 500 أو 600 مقاتل وعائلاتهم”، لافتاً إلى أن “10 ساعات من القصف كانت كفيلة ببدء المفاوضات من جديد… من رفضوا في البداية الهدنة، عدلوا عن رأيهم. هكذا غادرنا الرقة”.
ويقول “مهند” أحد الذين شاهدوا القافلة تمر:”أثناء مرور القافلة كان الناس في القرى المجاورة يختبئون خوفاً على حياتهم”.
وتابع حديثه:”بعد ذلك رأيت القافلة تغادر الطريق الرئيسي باتجاه الصحراء”، ومع اختفاء القافلة في الصحراء لم يشعر مهند بأن الخوف الذي عاشه في السنوات الأربع الماضية قد غادره. لقد كان المقاتلون يهددونهم أثناء مرور القافلة.
بحسب “بي بي سي”، قد تمّ شراء حرية الرقة بالدم والتضحيات والصفقات.
لقد أنقذت الصفقة مدنيين محاصرين وحرّرت المدينة كما أنقذت أرواح العديد من المقاتلين من “قوات سوريا الديمقراطية”، لكنها ساعدت في انتشار الآلاف من مقاتلي داعش في أنحاء سوريا وخارجها. – الموجز ] .

 

2018 :

[المقاتلون الأجانب.. أبناء الغرب المنبوذون

l14 فبراير 2018 – 15:56 بتوقيت أبوظبي

alt=”عودة المقاتلون الأجانب في داعش هاجس أمني لأوروبا- أرشيف” sna-image-viewer=”” single-image=true content=”{“images”: [{“imageUrl”: “/v1/2016/02/20/817712/{width}/{height}/1-817712.jpg”, “caption”: “عودة المقاتلون الأجانب في داعش هاجس أمني لأوروبا-\r\n أرشيف”}]}” data-image-view-index=0 class=”main-image article-image main-img ng-isolate-scope” data-ng-src=”/web/images/v1/2016/02/20/817712/800/450/1-817712.jpg” v:shapes=”_x0000_i1036″>

عودة أبوظبي – سكاي نيوز عربيةفشل وزراء دفاع دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في الاتفاق على طريقة للتعامل مع مئات المتشددين الأجانب المحتجزين في مناطق تم تحريرها من التنظيم في سوريا والعراق.

وعبر الوفد الأميركي في اجتماع مغلق بقيادة وزير الدفاع جيم ماتيس عن أمله في إقناع الحلفاء بتحمل مسؤولية أكبر بالنسبة للمقاتلين الأجانب. 

وأحد الخيارات التي جرى بحثها هو نقل المتشددين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية لمقاضاتهم لكن الاقتراح لم يلق قبولا يذكر من قبل الحلفاء الغربيين.

وتجدد الاهتمام بقضية المقاتلين الأجانب عندما قال مسؤولون أميركيون إن “قوات سوريا الديمقراطية” احتجزت أربعة متشددين معروفين باسم “البيتلز” بسبب لكناتهم الإنجليزية.

 أين ذهبت عائلات مقاتلي داعش؟

 

آلاف المقاتلين

وذكرت دراسة أعدها مركز الدراسات الألماني “فيريل”،  أن عدد المقاتلين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأميركية بلغ 21500، وأن عدد العائدين منهم إلى دولهم بلغ 8500 شخص.

وقدرت دراسة أخرى عدد العائدين الدواعش على النحو التالي: أقل من 100 إلى كل من البوسنة والدنمارك والنمسا، وحوالي 100 إلى السويد ونحو 200 إلى ألمانيا و250 إلى فرنسا و350 إلى بريطانيا.

ويبلغ عدد الأتراك الذين التحقوا بتنظيم داعش 25800 تركي، قتل منهم 5760، وبلغ عدد المفقودين منهم  380 شخصا، في حين تقدر دراسات أخرى عددهم بحوالي 2200 شخصا فقط، عاد منهم قرابة 600 شخص.

أما عدد الشيشان الذين التحقوا بالتنظيم فيصل إلى 21 ألف شخص، قتل منهم 5230 شخصا، فيما بلغ عدد المفقودين 1920 مفقودا.

خطورة العائدين

ويشكل “الدواعش العائدون” قضية متفاعلة في أوروبا منذ أكثر من عامين، أي بعد عودة أوائل من توجه إلى العراق وسوريا للانضمام للقتال إلى جانب وفي صفوف التنظيم الإرهابي، الذي سيطر قبل أكثر من 3 أعوام على مناطق واسعة من هذين البلدين.

ويعتقد خبراء أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصا إلى الدول الأوروبية، يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، بينما تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء “الدواعش العائدين” عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.

وبينما تشير التقديرات إلى أن عدد “الأوروبيين الدواعش” أكثر من 5 آلاف شخص، بعضهم قتل في المعارك بسوريا والعراق، وبعضهم ما زال يقاتل، بينما عاد قرابة 1750 منهم إلى بلادهم، وفقا لتقرير لمنسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف.

وينص التقرير، الذي لم يتضمن أرقاما محددة بشأن العائدين، بوضوح على أن الدواعش العائدين ينتمون إلى فئتين محددتين، الفئة غير المؤذية، والفئة عالية التدريب التي تشكل تهديدا محتملا للأوروبيين.

وأشارت دراسة أجرتها السلطات الألمانية إلى أن 10 في المئة من الدواعش العائدين قالوا إنهم تعرضوا للتضليل من قبل التنظيم.

ووجدت الدراسة الألمانية أن 48 في المئة من العائدين يظلون ملتزمين بأيديولوجية التنظيم الإرهابي أو يبقون على اتصال مع أصدقائهم المتطرفين.

وأظهرت الدراسة الألمانية أن 8 في المئة فقط من العائدين إلى ألمانيا عادوا قبل أن يلتحقوا بالقتال مع التنظيم في سوريا والعراق.

 

ونظرا لتداخل وتشابك الكثير من العناصر معا بخصوص العائدين أو التائبين، خصوصا فيما يتعلق بصدقيتهم، فقد طالب التقرير بوضعهم قيد المراقبة على مدار 24 ساعة يوميا.

] .

[ماذا يعني أن يتبنى “ولاية سيناء” هجوما على كمين جودة 3 في العريش؟

محمد علي السوهاجي ● فبراير 17 2019

استهدف الهجوم كمين جودة 3 قرب مطار العريش الخاضع لأعلى منظومة أمنية منذ استهداف طائرة كانت تقل وزيرا الدفاع والداخلية السابقين في ديسمبر 2017

بينما يعتلي الرئيس عبد الفتاح السيسى، منصة مؤتمر ميونخ للأمن فى ألمانيا لإلقاء كلمته وسط حضور 35 رئيسًا، كان تنظيم ولاية سيناء، فرع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قد انتهى من أشرس عملية له فى العام الحالى 2019، عندما أجهز على ارتكاز أمني قرب مطار العريش.

قطع الهجوم الذى تعرضت له القوة الأمنية قرب مطار العريش حالة هدوء استمرت شهورًا، خصوصًا أن الهجوم وقع في منطقة تخضع لأعلى منظومة أمنية بدأ التركيز عليها منذ تبنى ولاية سيناء عملية قصف طائرة مروحية من طراز “بلاك هوك “، كانت تقل صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار، وزيرا الدفاع والداخلية السابقين، وأسفرت العملية عن مقتل ضابطين منهم مدير مكتب وزير الدفاع.

بتلك العملية الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل 15 جنديًا في صفوف الجيش، تحققت توقعات الأهالي، والتي تنبأت دومًا، خلال السنوات الماضية، أن فترات الهدوء يعقبها عمليات إرهابية.

بدأت المعلومات عن الحادث، في الساعة 11 صباح السبت الموافق 16 فبراير/ شباط، نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، بيانًا أوضح فيه أن إحدى الارتكازات الأمنية بشمال سيناء قامت بالتصدى والاشتباك مع عناصر إرهابية حاولت الهجوم عليها، وتمكنت من القضاء على 7 أفراد تكفيريين، ونتج عن تبادل إطلاق النيران إصابة واستشهاد ضابط و14 رتبة عسكرية مختلفة”.

وبعد 6 ساعات، أي في الخامسة من مساء السبت، قالت صفحة اتحاد قبائل سيناء، المختصة بنشر أخبار التشكيلات المسلحة لأبناء القبائل المساندة لقوات الجيش، إن حصيلة الهجوم على كمين جودة 3 قرب مطار العريش بلغت 15 شهيدًا.

ونشرت صفحة اتحاد القبائل، الأسماء والرتب العسكرية من قوة الكتيبة 408 تدخل سريع، وكذلك المحافظات التابع لها كل ضابط ومجند، حيث قتل 3 من القاهرة و2 في كل من محافظات الجيزة وسوهاج والشرقية وأسيوط وفردًا من محافظات الغربية والقليوبية والمنيا والبحيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صورة نشرها اتحاد قبائل سيناء لمجندين من ضحايا الهجوم على كمين جودة 3

وعززت من صحة تلك الأرقام والبيان المنشور على صفحة اتحاد قبائل سيناء ما نشرته صحف محلية مصرية عن ترقب وصول جنازات جنود استشهدوا فى الهجوم مع وعد قدمته تلك الصحف بنشر صور الشهداء تباعًا.

تلك المعلومات تم تداولها بعد ساعات قليلة من نشر وكالة أعماق، الناقلة لأخبار تنظيم داعش وفروعه، ومنها ولاية سيناء، لبيانًا تضمن الإعلان عن مقتل 15 عنصرًا من الجيش المصري، على الأقل، بهجوم شنه مقاتلى ولاية سيناء، جنوب حى الصفا قرب مطار العريش، بحسب المنشور.

منشور وكالة أعماق حول  العملية

وتلى منشور وكالة أعماق منشورًا آخرًا أكثر تفصيلًا لتنظيم ولاية سيناء، أفاد بأن “الاشتباك حدث بمختلف أنواع الأسلحة مع موقعًا للجيش المصري، جنوب حى الصفا، قرب مطار العريش، خلف 20 قتيلًا بينما لاذ الباقون بالفرار ما سهل سيطرة المجاهدون على الموقع بالكامل قبل أن يعودوا إلى مواقعهم حاملين ما رزقهم الله من الغنائم”، وفق المنشور.

منشور أكثر تفصيلًا نشر بعد البيان الأول بمعلومات يبدو أنها مرسلة من إدارة إعلام ولاية سيناء

كتب المدون محمود جمال، والمهتم بالشؤون العسكرية المصرية، على تويتر “في أعقاب الهجوم المميت على حاجز للجيش بالقرب من مطار العريش، قامت عناصر إرهابية بتفجير عبوة ناسفة فى سيارة تشويش لقوات الأمن على الطريق الدائري جنوب مدينة العريش، وبحسب ماورد استشهد أحد أفراد الشرطة نتيجة الانفجار” بينما لم تعلن أى جهة أخرى عن تلك العملية.

Following the deadly attack on army checkpoint near Arish airport, terrorist elements detonated IED in jamming vehicle for the security forces on the ring road south of Arish city, one officer reportedly martyred as result of the explosion. #Sinai

— Mahmoud Gamal (@mahmouedgamal44) February 16, 2019

معلومة أضافها محمود جمال في متابعة للحادث ثم أزالها من على تويتر.

قال فيها إن عناصر إرهابية فجرت عبوة ناسفة في سيارة تشويش لقوات الأمن على الطريق الدائري جنوب مدينة العريش، واستشهد أحد أفراد الشرطة.

وخضع محيط مطار العريش بشمال سيناء لمنظومة أمنية شديدة الصرامة بعد يوم 19 ديسبمبر/ كانون الأول عام 2017، عندما قامت ولاية سيناء بإطلاق صاروخ من طراز كورنيت على طائرة مروحية من طراز “بلاك هوك ” كانت تقل صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار، وزيرا الدفاع والداخلية السابقين، وأسفرت عن مقتل ضابطين منهم مدير مكتب وزير الدفاع.

ووفقًا لروايات شهود العيان فإن محيط مطار العريش يخضع لسلسلة كمائن أمنية وإجراءات تفتيش دقيقة للسيارات التى تمر بالطرق المجاورة، بالإضافة إلى منظومة كاميرات مراقبة وجدران أسمنتية.

وفي 18 يناير/ كانون الثاني 2018 تم إخلاء آلاف الأمتار من المزارع والبيوت لتكون حرمًا لمطار العريش الذى أعلن عنه رئيس الجمهورية، وبعدها بيومين أوضح اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء السابق فى تصريحات له نشرتها الصحف أن القرار كان مخطط له منذ فترة بوجود حرم للمطار، على أن تكون بمسافة 5 كيلو من جهة الشرق والغرب والجنوب، أما من جهة الشمال، سوف يتم إنشاء الحرم لمسافة كيلو ونصف الكيلو فقط، دون المساس بالتجمع العمرانى.

وكتب الناشط المدني من مدينة العريش أشرف أيوب في صفحته على فيسبوك “استشهاد ضابط و14 درجات عسكرية في هجوم قامت به عناصر من الجماعة الصهيووهابية الداعشية على كمبين جودة 3، الواقع في نطاق حرم المطار الذي تم تفريغ مساحة نصف قطر له مساوية لـ5 كيلومترًا من السكان، واقتلع التين والزيتون والنخيل وكل أخضر ومثمر وردمت الأبار.. يعني أرض مكشوفة تماماً”.

وتابع أيوب للمنصة “يلقي هذا الأمر بالأسئلة حول جدوى تفريغ المساحات بدعوى تأمين المنشآت الحيوية، دون تحقيق الهدف منها، وكيف استطاعت العناصر المسلحة الوصول إلى تلك المنطقة؟ ولماذا تتلقى الارتكازات الأمنية تلك الضربات المميتة دون القدرة على مجابهة حقيقية للعناصر المتسللة؟”.

لابد أن تنظيم ولاية سيناء يسعى لتنفيذ هجومًا كبيرًا يحقق له عدة أهداف، منها اكساب عناصره الثقة والخروج من حالة الحصار الممتد منذ عام، فمنذ بداية عام 2018 يتعرض التنظيم لأكبر حملة أمنية، وهى العملية العسكرية الشاملة “سيناء 2018″، التي أدت لتقليص عملياته النوعية بشكل كبير.

يحقق ولاية سيناء ذلك من خلال دلالات زمانية ومكانية مهمة جدًا، فموقع الهجوم جودة 3 هو مكان محكم الرقابة الأمنية من جميع الجهات ولا يبعد سوى أقل من 3 كيلو مترات من مقر الكتيبة 101 التى تدار منها عمليات محاربة الإرهاب.

اقرأ تغطيتنا عن تأمين المطار عقب محاولة اغتيال صبحي وعبد الغفار: 37 ألف متر خرسانة حول مطار العريش تخفي زيتون سيناء

تتزامن تلك الحادثة مع خطاب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسى، أمام رؤساء ووزراء دفاع ورؤساء أجهزة استخبارات الدول فى موتمر ميونخ، وكما تقول الصحف يعد الرئيس السيسي، أول رئيس دولة غير أوروبية يتحدث في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، منذ تأسيس المؤتمر عام 1963.

ورغم أن كلمة السيسى أمام المؤتمر لم تشهد ذكرًا للإرهاب فى سيناء نصًا، إلا أنها ترتكز فى العديد من الفقرات على قضية الإرهاب.

ونقلت صحيفة الأهرام الرسمية من نص الخطاب “ينعقد المؤتمر هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة، من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع على الصعيد الدولي، وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف، وتصاعد مُعدلات الجريمة المنظمة، وما يشكله ذلك من ضغوط على مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها، بصورة باتت تزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها على مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها”.

“وقد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية، إلى جانب تحديات الطبيعة، كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها، وهو ما يتطلب العمل على تعزيز الجهود الدولية، لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية، وبات تأثيرها يشمل الجميع ” .

دفع الهجوم الجديد الأهالى إلى إعادة ضبط مؤقت الصبر، فليس هناك ما يؤشر إلى نهاية قريبة لمسلسل العنف وآثاره على تفاصيل حياتهم اليومية، فأيًا كانت الرسائل من وراء الهجوم فإن اهتمامهم الأكبر يبقى منصبًا في أن تضع الحرب أوزارها، خلال العام الحالى، حتى لا تبقي الحياة رهينة المفاجآت وردود الفعل، فى ظل العملية الأمنية المتواصلة من يوم 9 فبراير/ شباط العام الماضى “سيناء 2018    – المنصة ]  . “.

 

سكاي نيوز س