هاف بوست :
كويكب كبير يتجه نحو الأرض وقد يؤدي إلى نهاية العالم.. سيناريو مرعب، ولكن البشر حضَّروا له أكثر من حلٍّ.
ربما ترى أفلام هوليوود أن أفضل طريقة لتدمير صخرة فضائية ضلَّت طريقها إلى الأرض هي الأسلحة النووية.
نادراً ما يكون هذا هو الخيار المفضل لدى الخبراء، لكن استخدام مركبة فضائية لتحطيم كويكب إلى أجزاء صغيرة غير ضارةٍ احتمال حقيقي، كما يفصّلها موقع البيت الأبيض على هذا الرابط.
تدمير كويكب لإنقاذ الأرض.. هل هو الخيار الأفضل؟
إلا أن دراسة حديثة تبحث في تصادم الصخور الفضائية الضخمة، أشارت إلى عدم فاعلية هذا النوع من محاولات تدمير الكويكب.
وباستخدام نماذج الحاسوب، حاكى العلماء تجربة اصطدام كويكب قطره 1219.200 متر (4000 قدمٍ) بكويكب قطره 25 كيلومتراً (15.5 ميل) بسرعة 5 كيلومترات في الثانية (11200 ميل في الساعة).
بعد الاصطدام مباشرةً، تصدَّع الكويكب الكبير بصورة بالغة، مع تدفق الحطام إلى الخارج مثل سلسلة من كُرات تنس الطاولة.
ورغم حدوث بعض الكسور العميقة، لم يتضرر قلب الكويكب بشكل شامل.
لكن جاذبيته تعيد شظاياه إليه
مع مرور الوقت، كانت جاذبية نواة الكويكب قادرة على جذب الشظايا المقذوفة إليها مرة أخرى. ويبدو أن الكويكبات لا تتحمل مستويات هائلة من الضرر فحسب، بل إنها، حسبما أوضحت التجربة السابقة، قادرة على إعادة بناء نفسها أيضاً.
وقال تشارلز المير، الذي يدرس تدمير الكويكبات في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية وهو قائد الفريق القائم على هذا البحث، إن النتائج التي توصل إليها «يمكن تفسيرها على أنها حجة ضد فكرة تفجير الكويكب، باعتبارها استراتيجية دفاعية».
وجرت محاكاة تصادم الكويكبات وتدميرها مرات عدة في العقود الأخيرة.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن الكويكبات الكبيرة مليئة بالندوب الداخلية بسبب تاريخها العنيف، وأن اصطداماً سريعاً بما يكفي سيحطمها تماماً.
والآن فلنجرب محاكاة الواقع بالتكنولوجيا الحديثة
وجرَّبت الدراسة الجديدة، التي نُشِرت هذا الشهر (مارس/آذار 2019) في دوريةIcarus العلمية، محاكاة مختلفة.
وقال كاليات راميش، مدير معهد هوبكنز للمواد المتطرفة، إن أندى تونغ، وهو طالب دراسات عليا سابق بالمعهد، طوَّر نموذجاً حسابياً ينظر في كيفية استجابة المواد مثل السترات الواقية من الرصاص للاصطدامات.
وبعد إدراك أن نموذج تونغ يمكنه محاكاة أحداث اصطدام الكويكبات، دمج الفريق النموذج مع نموذج آخر يكرر أيضاً تأثيرات مجال جاذبية الكويكب الكبير.
وسمح هذا النظام الهجين للفريق بأن يرى بشكل أكثر واقعية كيفية استجابة الكويكب لاستهدافه بقذيفة قوية.
واكتشف الفريق تفاصيل صغيرة مهمة كانت مفقودة في السابق، من ضمنها الأماكن التي ستظهر بها الكسور وكيف ستنتشر بدقة.
اصطدام كويكبين لا يشبه الانفجار النووي إطلاقاً
ووصفت ميشيل بانيستر، وهي عالمة فلك متخصصة في العلوم الكوكبية بجامعة الملكة في بلفاست، البحث بأنه «تقدُّم لطيف في نمذجة الحقائق المادية المعقدة» للصخور الضخمة الغامضة بالنظام الشمسي.
لكن هذه الدراسة لها قيود، فكلا الكويكبين صُمم على هيئة قِطع صخرية غير قابلة للدوران، في حين أن الكويكبات الحقيقية أكثر تنوعاً بكثير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكويكب الأكبر، رغم ظهور مجموعة من التشققات به، لم يكن لديه تاريخ من الاصطدامات المتعددة مثل الكويكبات الحقيقية.
وتختلف صخرة فضائية كبيرة تصطدم بصخرة فضائية عملاقة أيضاً عن هجوم صاروخي أو قنبلة ذرية تنفجر على سطح الكويكب أو تحته في أثناء عزف فرقة موسيقى روك شهيرة.
وقال المير إن الدراسة لا تستبعد استخدام القذائف لتدمير كويكب قادم تجاه الأرض، لكنه أضاف أن تدمير كويكب كبير قد يؤدي في النهاية إلى مزيد من المشكلات أكثر مما يحل.
وقد يؤدي تحويل قذيفة صاروخية لشظايا نارية إلى نهاية العالم إذا ضربت هذه الشظايا الأرض.
ماذا عن خيار دفع الكويكب خارج مساره؟
واقترح مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لوكالة ناسا، والذي يراقب الكويكبات والمذنبات التي تمر في أي يوم من الأيام بالقرب من كوكب الأرض، تغيير مسار الصخرة الفضائية من خلال إعطائها دفعة خفيفة قبل أن تصل إلى كوكبنا.
وتهدف ناسا وغيرها إلى اختبار هذه الاستراتيجية عام 2022، من خلال اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة، إذ تصطدم مركبة فضائية عمداً بالعضو الأصغر في نظام الكويكبات المزدوجة؛ في محاولة لتغيير مدارها حول الجسم الأكبر.
في النهاية، يعتمد الاختيار بين انحراف الكويكب وتدميره، على مدى سرعة رصد الكويكب القادم.
وقالت ميغان بروك سيال، وهي باحثة في الدفاع الكوكبي بمختبر لورانس ليفرمور الوطني: «يصبح الانحراف الناجح أصعب في التنفيذ مع قصر وقت التحذير. في أقصر أوقات التحذير، قد يكون الاضطراب القوي وتشتيت الشظايا هما الخيار الوحيد القابل للتطبيق لمنع هذا الاصطدام».
وكيف تحضّر نفسها ناسا لمثل هذا السيناريو؟
تعتبر ناسا أن أفضل الطرق هي الوقاية، وذلك من خلال تعزيز برامج المراقبة. فكلما رُصدت هذه الكويكبات مبكراً، كانت خيارات التصدي لها أكبر.
التقنيات المبشرة التي تبحث عنها وكالة ناسا حالياً هي:
1- المسبب الحركي (ضرب الكويكب بجسم لإبطائه قليلاً).
2- جرار الجاذبية (التجاذب الثقيل للكويكب عن طريق الحفاظ على كتلة كبيرة بالقرب منه).
وتؤكد الوكالة على موقعها الإلكتروني، أنه عكس أحداث فيلم Armageddon، لا يمكن على الإطلاق تدمير كوكيب يسير باتجاه الأرض قبل دقائق أو حتى ساعات من اصطدامه بالأرض!