مصراوي :
هاني ضوه:
تضم منطقة الأباجية بالقاهرة آثارًا إسلامية قديمة ذات أهمية تاريخية، ومن بين هذه الآثار ما يعود تاريخه لأكثر من 900 سنة، كمشهد إخوة نبي الله سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
تشير كتب التاريخ إلى أن مشهد إخوة يوسف قد بني في عهد الدولة الأيوبية، وملخص قصة بنائه أن أحد الرجال الصالحين كان موجودًا في هذا المكان وقبل أن ينام قرأ سورة يوسف، ثم صلى على النبي ونام، فشاهد في منامه من يقول له: “هذه قصتنا فمن أعلمك بها؟ فقال له: هذه القصة مذكورة في كتاب الله الذي أنزله على نبيه محمد فمن أنت؟ فأجابه: أنا روبيل بن يعقوب إسرائيل الله، وأحد إخوة يوسف”.
فلما أصبح هذا الرجل الصالح أخبر الناس والخليفة برؤياه، وأجمعوا على بناء المشهد.
فهو ليس قبرًا حقيقيًا، لكن ينسب إليهم برؤيا منامية.
وهذا المشهد أثر مسجل في وزارة الآثار المصرية تحت رقم 301 هو مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951، إلا أنه يعاني من إهمال شديد وانهيارات.
ويتكون من مربع يبلغ طول ضلعه 5.73 متر، وارتفاعه 4.64 متر، أما منطقة الانتقال فيبلغ ارتفاعها 1.97 متر، ويشغلها مقرنص واحد كبير من الداخل، أما من الخارج فنجدها مشطوفة إلى ارتفاع 1.9 متر ويعلو منطقة الانتقال رقبة مثمنة يبلغ ارتفاعها 1.35 متر وطول كل ضلع 2.6 متر.
من أكثر الأشياء المميزة لمشهد إخوة يوسف هو المحراب الثلاثي البديع الذي يعتبر من أجمل المحاريب الجصية التي ترجع إلى العصر الفاطمي، وتشغل المحاريب الثلاثة القبلة كلها تقريبا، إذ يبلغ سعة المتوسط منها 2.15 متر، وارتفاعه 4.05 متر، ويبلغ عرض كل من الجانبين 1.45 2.85 متر، ويعلو المحاريب الثلاثة عقود منكسرة يحيط بها إطار مستطيل من الزخارف الجصية يشغل معظمه شريط عريض من الكتابة الكوفية المزهرة، كما يشغل خواصر العقود زخارف نباتية محورة.
وصدر للآثار قرار بالترميم نشر في الجريدة الرسمية، إلا أنه لم ينفذ، رغم أنه الأثر الوحيد من تلك الحقبة الذي لم يرمم حتى الآن، وأصدر القرار وزير الآثار السابق، ممدوح الدماطي، بتاريخ 17 يناير 2017، تصديقا على قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، وموافقة مجلس إدارة الأعلى للآثار، على تحديد خطوط التجميل بالمشهد.
وإخوة يوسف عددهم 11 شخصًا ذكرهم أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي عند تفسيره لسورة يوسف فقال: “وأسماؤهم روبيل وهو أكبرهم، وشمعون، ولاوى، ويهوذا، وزيالون، ويشجر وأمهم ليا بنت ليان، وهي بنت خال يعقوب وولد له من سريتين أربعة نفر: دان، ونفتالي، وجاد، وأشر، ثم توفيت ليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف، وبنيامين، فكان بنو يعقوب اثني عشر رجلًا”.