هاف بوست :
وأوضح أن هناك إجماع على أن البشير سيكمل في إدارة الحزب الحاكم والجيش، إلا أن المعركة تدور حول من سيأتي بعد ذلك. وتابع: «لدى قوش روابط قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين. يريدون الإطاحة بالبشير، وزرع رجلهم (قوش) مكانه».
ووفقا للمصدر، فلم يكن البشير على علم بالاجتماع «غير المسبوق» بين قوش وكوهين في ميونيخ.
تفاصيل لقاء رئيس المخابرات السوداني وزعيم الموساد
وأكد متحدث باسم مؤتمر ميونيخ للأمن أن كلاً من قوش وكوهين حضرا نسخة هذا العام من المؤتمر، التي انعقدت في الفترة بين 15 و17 فبراير/شباط 2019. وأكد مصدر دبلوماسي آخر تحدث مع موقع The Middle East Eye، تفاصيل اللقاء.
وأخبر رئيس مركز كومون الإعلامي، وهو مؤسسة إعلامية مقربة من الحكومة السودانية، بأن قوش التقى كذلك رؤساء أجهزة المخابرات الأوروبية.
وبحسب المصدر، فقد كان البشير يجهل اللقاء «غير المسبوق» بين قوش وكوهين في ميونيخ. وكان الغرض من اللقاء هو إبراز قوش باعتباره خليفة محتملاً، وإشراك إسرائيل في الأمر، لتأمين دعم الولايات المتحدة للخطة.
وقال المصدر: «يُنظر إلى الإسرائيليين باعتبارهم حليفهم (حليف السعوديين والمصريين والإماراتيين)، ذلك الذي يمكنهم الاعتماد عليه لفتح الأبواب في واشنطن».
وأدى الموساد دور وزارة الخارجية الإسرائيلية في التعامل مع مسؤولي البلدان التي لا تجمعها معاهدة سلام مع إسرائيل، وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقال مسؤول إسرائيلي، في تصريحات لقناة 13 الإسرائيلية، ضمن تقرير عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين: «الموساد يُستخدم باعتباره وزارة خارجية في العلاقات مع كل الدول التي ليست لديها روابط دبلوماسية مع إسرائيل».
بينما تتواصل الاحتجاجات في السودان مطالبة بإسقاط البشير
هذه المعلومات تتزامن مع احتجاجات متواصلة في عدة مدن بالسودان احتجاجاً على حكم البشير، الذي أعلن قبل أسبوع حالة الطوارئ في البلاد، وتعيين حكومة جديدة، وتعيين حكام جدد للولايات كلهم من العسكريين.
وصول هذه المعلومات إلى المتظاهرين السودانيين قد يضعف من التحركات الجماهيرية، فالشعوب عادة لا تتعاطف مع الرغبات الإسرائيلية، وتخشى أن تكون طرفاً في أي مخطط يستهدف تغيير نظام الحكم.
وقد يجد الرئيس السوداني هذا المخطط الذي شاركت فيه السعودية والإمارات ومصر فرصة تاريخية لصناعة عدو خارجي وإظهار أي تحرك ضده في المستقبل القريب مشاركة محلية في المخطط الخارجي.
كما أن ثبوت صحة تورط مصر والسعودية والإمارات في التخطيط للإطاحة بعمر البشير، يعني على الفور توتر العلاقة بين السودان والدول الثلاث.
رجل الاستخبارات الأمريكية في الخرطوم
وقوش معروف جيداً في واشنطن، حيث اكتسب سمعة في أثناء العقد الأول من القرن الماضي، باعتباره زعيم التجسس الذي قد تتعاون معه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في «الحرب على الإرهاب» ضد تنظيم القاعدة، حتى إنه زار الولايات المتحدة عام 2005، عندما كان السودان مدرجاً على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، والتي لا يزال البلد مدرجاً بها.
وذكر تقرير لموقع Africa Intelligence، الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2019)، أيضاً، أن وكالة الاستخبارات المركزية حددت قوش باعتباره خليف البشير المفضل لديها في حال أصبح موقف الرئيس السوداني ضعيفاً.
واقتبس الموقع عن تقرير لسفارة دولة خليجية في واشنطن، أن وكالة الاستخبارات المركزية لم تكن تعمل لأجل تغيير النظام، لأن الحكومة السودانية كانت تقدم معلومات استخباراتية قيّمة عن حركة الشباب الصومالية، وعن ليبيا وعن جماعة الإخوان المسلمين.
لكن تقرير السفارة قال إن وكالة الاستخبارات المركزية قد تعمل لضمان أن يحل قوش محل البشير في حال صعوبة احتواء الاحتجاجات.
«عسكرة» الدولة
قال محللون في الخرطوم لموقع The Middle East Eye، هذا الأسبوع، إن البشير بدا كأنه يتحرك صوب «العسكرة الكاملة» للدولة، وإقصاء كل المعارضة داخل الحزب الحاكم.
لكن المصدر الذي تحدث إلى الموقع قال إن الجيش بقى حذراً من نفوذ قوش والسعوديين والإماراتيين في البلد، مشيراً إلى أن التغطية الإعلامية المتعاطفة مع الاحتجاجات في وسائل الإعلام التي تدعمها السعودية عارضت عادةً «التغيير الشعبي».
وقال: «إن وسائل الإعلام مهتمة للغاية بالاحتجاجات. لم يكن ذلك ليحدث دون منحها الضوء الأخضر».
ترأس قوش جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السوداني منذ عام 2004 وحتى 2009، عندما عيَّنه البشير مستشاراً للأمن القومي. أُقيل من منصبه عام 2011، واعتُقل بعد ذلك للاشتباه بتورطه في مؤامرة للانقلاب على الحكم، ولكن جرى الإفراج عنه بعفو رئاسي عام 2013.
وأُعيد تعيينه مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني في فبراير/شباط 2018. وكان يُنظر إلى عودته باعتبارها حركة من البشير للقضاء على المعارضة، في وقت كان البلد يواجه فيه مشكلات اقتصادية متفاقمة واحتجاجات مناهضة للتقشف، وأيضاً لبناء الجسور مرة أخرى مع الولايات المتحدة، في أعقاب رفع العقوبات الأمريكية عن السودان أواخر عام 2017.
ووفقاً للمصدر الذي تحدث معه موقع The Middle East Eye، فقد لطَّف أيضاً من عودة قوش لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الوعود السعودية بالدعم المالي للاقتصاد السوداني المتعثر.
البشير.. «صديق متقلب»
لكن البشير سعى أيضاً للإيقاع بالسعوديين والإماراتيين ضد عدوتيهما الإقليميتين قطر وتركيا، اللتين تتمتعان أيضاً بمصالح استراتيجية في الخرطوم، وهو ما كلفه التودد لجميع الأطراف، وفقاً لما نقله موقع Africa Confidential عن محلل إقليمي.
وقال المحلل الذي لم يُذكَر اسمه: «تعتبر الرياض وأبوظبي، وكذلك الدوحة، البشير صديقاً متقلباً، بسبب ميله إلى التلاعب بكلا الطرفين المتنازعين».
وأضاف: «فقد تعهد في الماضي بالولاء مقابل الحصول على إعانات، وما برح أن مضى في طريقه».
علِم موقع Middle East Eye أن الدبلوماسيين البريطانيين والأمريكيين يعملون أيضاً من أجل إقناع البشير بالتنحي مقابل الحصانة من المقاضاة في المحكمة الجنائية الدولية، حيث اتُّهم بارتكاب جرائم حرب عام 2009 على خلفية أعمال وحشية، يُزعم أن قوات الحكومة والميليشيات الموالية للحكومة في دارفور ارتكبتها.
وذكرت تقارير أيضاً أن بشير ناقش مسألة الحصانة المحتملة مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي التي عُقدت الشهر الماضي (فبراير/شباط 2019) في إثيوبيا.
لطالما اقترحت عناصر المعارضة السياسية السودانية، وعلى رأسهم بشكل خاصٍ صادق المهدي، تجميد قرار الاتهام من محكمة العدل الدولية مقابل تنحي البشير باعتبار ذلك سبيلاً ممكناً للمضي قدماً.
مع ذلك، قالت جماعات التمرد في دارفور، التي سلَّم بعض قاداتهم أنفسهم إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد اتهامهم بجرائم حرب دولية، إنهم سيرفضون أي خطوة من هذا القبيل، وعليه سيعزفون عن المشاركة في محادثات السلام.
لطالما قدَّم مؤتمر ميونيخ للأمن ستاراً خلفياً بافارياً للقاءات سرية بين الخصوم الجيوسياسيين ورؤساء الاستخبارات، مع حضور منتظم للحدث من كوهين.
ضمَّت قائمة المتحدثين هذا العام (2019) الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الشؤون الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونائب رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
هاف بوست
اقرا ايضا :
MEE: مدير مخابرات السودان التقى الموساد وبحث خلافة البشير
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا، يكشف فيه عن مقابلة جرت بين مدير المخابرات السودانية مع الموساد الإسرائيلي، دون علم الرئيس عمر حسن البشير.
وينقل التقرير الذي أعده ديفيد هيرست وسايمون هوبر ومصطفى أبو سنينة، عن مصدر عسكري سوداني بارز، قوله إن مدير المخابرات السوداني صلاح غوش التقى مدير الموساد الإسرائيلي في ألمانيا الشهر الماضي، كجزء من مؤامرة أعدت لها دول الخليج المتحالفة لإسرائيل من أجل تعيين مدير المخابرات لمنصب الرئيس عندما تتم الإطاحة بالبشير من السلطة.
ويفيد الكتّاب بأن غوش قابل يوسي كوهين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي عقد الشهر الماضي، ورتب هذا اللقاء وسطاء مصريون، بدعم من السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحسب ما قال المصدر. وأضاف أن السعوديين والإماراتيين ينظرون إلى غوش على أنه “رجلهم”، الذي يؤدي دورا خلف الأضواء في لعبة الصراع على السلطة الدائرة اليوم في الخرطوم ،بعد أشهر من التظاهرات التي عمت الشوارع السودانية؛ احتجاجا على ارتفاع الأسعار ونقص الوقود، التي صارت تطالب برحيل البشير.
ويشير الموقع إلى أن الكثيرين يرون في التظاهرات بداية النهاية لحكم البشير، الذي مضى عليه ثلاثون عاما، وقال المصدر: “هناك إجماع على رحيل البشير من الحزب الحاكم والجيش، والمعركة هي عمن سيخلفه”، وأضاف أن “غوش لديه صلات قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين الذين يريدون رحيل البشير ووضع رجلهم مكانه”.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن متحدثا باسم مؤتمر ميونيخ للأمن أكد مشاركة كل من غوش وكوهين في مناسبة هذا العام، التي عقدت في الفترة ما بين 15-17 شباط/ فبراير، وأكد مصدر دبلوماسي آخر تحدث إلى “ميدل إيست آي” تفاصيل اللقاء.
وينوه الكتّاب إلى أن غوش التقى أيضا مع قادة الاستخبارات الأوروبيين، بحسب ما قاله مدير مركز الإعلام المشترك القريب من الحكومة السودانية، مشيرين إلى أنه بحسب المصدر العسكري الذي كشف عن اللقاء، فإن البشير لا يعلم عن اللقاء “الفريد” بين غوش وكوهين في ميونيخ، وكان الهدف هو التركيز على غوش والدور الممكن الذي سيقوم به بصفته خليفة، في الوقت الذي يهدف فيه وجود إسرائيل في الخطة إلى تأمين الدعم الأمريكي.
ويورد الموقع نقلا عن المصدر، قوله: “ينظر للإسرائيليين على أنهم حليف، وهو ما يمكن الاعتماد عليه لفتح الأبواب في واشنطن”، لافتا إلى أن الموساد أدى دور وزارة الخارجية في التعامل مع مسؤولي الدول الأخرى، خاصة تلك التي لا تقيم مع إسرائيل علاقات دبلوماسية، بحسب ما أورد الإعلام الإسرائيلي، وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 13 في تقرير عن تطبيع العلاقة مع البحرين: “يتم استخدام الموساد كوزارة خارجية في العلاقات مع الدول التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل”.
ويشير التقرير إلى علاقات غوش القوية مع واشنطن، حيث صار يعرف في بداية القرن الحالي برجل المخابرات الذي يمكن لوكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي إيه) التعاون معه في “الحرب على الإرهاب”، ومحاربة تنظيم القاعدة. بل إنه زار واشنطن عام 2005، في وقت وضعت فيه وزارة الخارجية السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، لافتا إلى أن تقريرا لموقع “أفريكا إنتجلينس” نشر الشهر الماضي، كشف فيه عن أن “سي آي إيه” باتت ترى في غوش الخليفة المفضل لو أصبح موقع البشير ضعيفا ولا يمكن الدفاع عنه.
ويفيد الكتّاب بأنه بحسب تقرير لسفارة خليجية في واشنطن، فإن المخابرات الأمريكية لا تقوم بالعمل على تغيير النظام؛ لأن الحكومة السودانية توفر معلومات ثمينة عن حركة الشباب في الصومال وليبيا وعن الإخوان المسلمين، إلا أن التقرير تحدث عن إمكانية دعم المخابرات الأمريكية لصلاح غوش إذا فشل البشير في احتواء التظاهرات.
ويلفت الموقع إلى أن البشير حاول في الأيام الماضية تأكيد قوته، من خلال ترفيع قادة في الجيش، وإعلان حالة الطوارئ، وقرارات تحظر التظاهرات، وجاءت هذه التغييرات بعدما أخبر غوش الصحافيين أن البشير سيتخلى عن قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وبأنه لن يشارك في الانتخابات الرئاسية عام 2020، مشيرا إلى أن البشير عين قائد الجيش الجنرال عواد إبنو، نائبا أول له، وعين 16 ضابطا وضابطين في المخابرات حكاما لولايات البلاد الـ18، بالإضافة إلى أن البشير قام يوم الخميس بتسليم قيادة الحزب الحاكم لأحمد هارون، وقال الحزب إن هارون سيعمل قائما بأعمال الرئيس حتى يتم تعيين رئيس دائم له في اجتماع المؤتمر المقبل.
ويورد التقرير نقلا عن محللين في الخرطوم، قولهم إن البشير تحرك هذا الأسبوع باتجاه “العسكرة الشاملة”، وسحق أي شكل من المعارضة داخل الحزب الحاكم، إلا أن المصدر الذي تحدث لـ”ميدل إيست آي” قال إن الجيش لا يزال قلقا من غوش وتأثير السعوديين والإماراتيين على السودان، ولاحظ الكيفية التي غطى فيها الإعلام المدعوم من السعودية للتظاهرات الشعبية، وهو نفسه الإعلام الذي يعارض التغيير الشعبي عادة، وقال: “كان الإعلام مهتما جدا بهذه التظاهرات، ولم يكن هذا ليحدث دون ضوء أخضر”.
وينوه الكتّاب إلى أن غوش كان مديرا للمخابرات بين عامي 2004- 2009، عندما عينه البشير مستشارا للأمن القومي، وتم عزله في عام 2011، ثم اعتقل بعد عامين بسبب الشكوك حول تورطه في انقلاب عام 2013، لكنه عين مديرا للمخابرات من جديد العام الماضي، وكانت عودته إشارة لمحاولة البشير قمع المعارضة، وبحسب المصدر، فإن عودة غوش كانت مجرد “تحلية” للسعوديين، الذين وعدوا بمساعدات مالية للاقتصاد السوداني المعتل، لكن البشير حاول أن يلعب على حبل النزاع الإقليمي بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى.
وينقل الموقع عن محلل في “أفريكان كونفدنشيال”، قوله: “تنظر الرياض وأبو ظبي وكذلك الدوحة إلى البشير على أنه صديق متقلب؛ بسبب محاولته اللعب على الطرفين من خلال الوقوف في الوسط”.
وبحسب التقرير، فإن الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين يحاولون إقناع البشير بالتنحي مقابل الحصانة من المحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية، التي أصدرت أمرا بمحاكمته عام 2009 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، وناقش البشير الحصانة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش في مؤتمر الاتحاد الأفريقي، الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا.