القدس العربي :
أنور القاسم
ريان قال في تغريدته، التي أثارت السجال: “أعلن تضامني مع تركي آل الشيخ ضد الشتائم البذيئة من جماهير الأهلي، الشعب المصري أرقى من ذلك بكثير، هذا عيب يسيء للشعب المصري وليس لآل الشيخ”، فما كان من رئيس هيئة الترفيه إلا أن رد على تغريدة ريان بالقول: “أنا وإخواني في مصر نتصافى إنت مالك؟”!
رد المسؤول السعودي دفع ريان للتراجع قائلا: “تضامني ضد شتم أمك مبدأي، هذا لا يعني أنني معك قلبا وقالبا، لديك أخطاء عديدة تتطلب منك الاعتذار للشعب المصري كي تتصافى معه”.
تغريدة الإعلامي الأردني أشعلت غضب آل الشيخ، الذي رد قائلا: “يا أخ هل عندك دم؟ وبعدين الصراحة لا أعرف كيف بعيش لو ما كنت معي قلباً وقالباً! خلك في الجزيرة! وأنا وأهلي في مصر نصلح مع بعض”، على حد تعبيره.
لم يصمت ريان على تغريدة آل الشيخ، ليرد قائلا: “عندي دم، بتبرع لك؟ لا تغازل المصريين على حسابي أخ تركي، على كل حال، إذا بدك تصلح مع المصريين، اعتذر لهم أولا، وتخلى عن حالة الاستعلاء والاستكبار ثانيا”.
رد آل الشيخ مجددا على مذيع الجزيرة قائلا: “لا خلي دمك الملوث ليك… ومو محتاج اغازل أهل مصر لنهم أهلي… وانتى خبطت الباب وجاك الجواب… فل عنا… وروح عند معلمك”.
عاد ريان وشن هجوما عكسيا على المسؤول السعودي قائلا: “أنا دمي A+ ، إذا مو محتاج دم اختصر الطريق واعتذر للمصريين، إذا بدك بلوك مثل عبد الرحمن بن مساعد بعملك، انت تتحدث الى إعلامي حر، مش متعودين على مثله في السعودية”.
واستمرت سلسلة التغريدات النارية بين الجانبين، ليرد آل الشيخ قائلا: “اسمه سمو الأمير عبدالرحمن … ودمك X+ هاذي النوعية لا تتواجد إلا في الزريبة الي تتشرف بانتمائك ليها من 1996 … والاعلام الحر أبعد ما تكون عنه… خليك في جزيرة الموز وخلني أركز في المباراة”، وتابع قائلا: “بلوكك شرف لي”.
وهذا ما استثار ريان للرد مجددا قائلا: “وأنا شيخ ابن شيخ، لا فرق بيننا، أما أنت فلا، أتمنى لك الاستمتاع في المباراة والى اللقاء في مباراة جديدة أغلبك فيها، كما غلبتكم قطر”.
لينهي رئيس هيئة الترفيه التراشق قائلا: “شاطر.. خلينا نركز في المباراة”، ويرد عليه الإعلامي الأردني قائلا: “وانت شتور كمان”، على حد تعبيره.
وكان ريان قد دخل في سجالات عدة سابقة عبر موقع تويتر مع الأمير السعودي، ورئيس نادي الهلال السعودي سابقا، عبد الرحمن بن مساعد.
ليلة دخلة للجميع
في برنامج حول عادات الشعوب وغرائبها عرضت قناة “سي أن أن” الأمريكية ما هو مذهل أن تراه يحصل في القرن الواحد والعشرين.
المشهد الأول: نسوة يزغردن في غرفة نوم العروس في إحدى القبائل الصحراوية في المغرب العربي. العروس متلحفة بغطاء أبيض تختبئ حياء تحته، وفجأة يفتح العريس وبعض من صحبه باب الغرفة ويطلق ابتسامة عريضة، لينقض فورا على العروس، التي تقاوم بشدة كشف الغطاء عنها، بينما ينغمس العريس تحته غير آبه لمقاومتها، ويواصل عملية الدخول بعباءته البيضاء، وسط صيحات وزغاريد النساء، اللوتي يبدو أنهن من أقارب العروس وضحكات الأصدقاء تتعالى، فيما يشبه عملية اغتصاب، في وجود شهود ومعازيم! تفاصيل كثيرة محرجة لا يمكن وصفها تجري في الأثناء، وسط هياج العريس ومقاومة العروس، وبعد مشهدية سجلتها الكاميرا وموبايلات بعض الحاضرات، ينهض العريس الفاتح، لتحل مكانه النسوة يعاين الواقعة، ولتتعالى مجددا الزغاريد، بينما يحاولن نزع الغطاء عن وجه العروس، الذي لا يُفسر. فهل هذا تقليد يمكن الافتخار به والاستمرار فيه؟ للمشاهد الملاحظة وللقارئ التعليق؟
المشهد الثاني: عشرة آلاف رجل عراة يتصارعون وهم يبحثون عن إثنتين من عصي الحظ وسط مهرجان ياباني قديم. ويعتقد أن من يجد العصي سيكون الأوفر حظا خلال العام.
المهرجان واسمه “سايدايجي يو” هو الآن في العام العاشر بعد الخمسمئة، ويعتقد أنه يجلب للعام حصادا وفيرا. لا غرو حينما نشاهد مهرجانا مماثلا في الهند أو غيرها، لكن في اليابان التي تؤمن بالعلم وتسيدة آسيا والعالم بالصناعة والتقنية وإعلاء شأن العقل، فهذا لعمري غريب.
صرح لخباز اللاجئين اليوناني
بالخبز والابتسامة كان يستقبل اللاجئين، يقسم الرغيف الكبير كي يطعم الجميع، تماما كما فعل السيد المسيح، إنه ديونيسيس أرفانيتاكيس، الفقير الغني، الذي رحل هانئا مهنئا هذا الأسبوع في جزيرة كوس اليونانية.
فقد نعته قناة أوروبا الفضائية، بلغاتها كافة بعد أن رحل عن 77 عاما، وأفردت له تقارير تغرف من ثراء حياته، التي ختمها يوزع الخبز مجانا للاجئين، فقد كان يقدم 100 كيلو غرام من الخبز يوميا. الرجل الذي عاش في أسرة فقيرة وهاجر الى استراليا في سن 16 ثم عاد ليستقر في جزيرة كوس عام 1970 افتتح مخبزا خاصا به، وكان زادا طيبا للفقراء ومتطوعا في خدمة الإنسانية. على طريقته البسيطة، التي تضج عطاء وكفافا معا.
هو الخباز البسيط من قال ببلاغة الفلاسفة “لا يوجد نحن وهم نحن شعب واحد”. نعاه رئيس المفوضية الأوروربية جان كلود يونكر قائلا “أعطيت الخبز كل يوم للأرواح الجائعة والمضطربة”، ووصفته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “كان رمزا للإنسانية”.
لمن التماثيل إذا لم تبن لهكذا شخصيات، باسمة كالحق لامعة كالجوهر، تماما كتماثيل عمال النظافة في اليابان، لا كأصنام القتلة والمهووسين بالدم والمال المنتشرة كالعهن المنفوش في بعض الدول العربية!
دعوة للسوريين لتكريم هذه الروح، التي تمثل فكرة مقاومة للرصاص، والفكرة لا تموت.
لعنة البريكسيت
كما كان للفراعنة لعنتهم منذ آلاف السنين إلا أن البشرية مهما تقدمت تبقى تعيد تكرار السقطات، ومعها أيضا اللعنات، فقد اعتذرت شبكة “بي بي سي” عما ورد من تعليق أثناء إعلان عدد من نواب حزب العمال استقالتهم من الحزب، على خلفية مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي قسمت البلاد والبرلمان وتنذر بلعنات اقتصادية وسياسية على جانبي الأطلسي.
فقد سُمع رجل، وهو يقول: “لقد أكلنا.. (كلمة بذيئة)”، وجاء في التعليق: “لن أكذب، ولكن مع البريكست وهذا.. فقد أكلنا (كلمة بذيئة)”.
الشبكة اعتذرت بعدما سُمع الرجل، وهو يقول إن بريطانيا في وضع سيئ. ومن غير المعلوم ما إذا كان المذيع هو نفسه أم شخص آخر من أطلق هذا التصريح عندما كان في المؤتمر الصحافي.
وقدمت المذيعة البريطانية سميرة أحمد، الاعتذار في برنامجها قائلة: “يجب أن أقول إن من استمعوا للمؤتمر الصحافي لاحظوا وجود لغة بذيئة، ولهذا نعتذر إن كان هذا قد آذى البعض”.
كاتب من أسرة “القدس العربي