وثقت مجلة “فورين بوليسي” ملاحقة السلطات الصينية امرأة كانت تعمل في معسكرات احتجاز المسلمين “الأويغور”؛ خوفاً من إدلائها بشهادات تتعلق بالممارسات الوحشية التي تمارسها السلطات وتستهدف بها الأقلية المسلمة.
ونقلت المجلة الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن ساياغول ساويتباي (42 عاماً)، قولها إنها فرت من الصين إلى كازاخستان، حيث يعيش طفلاها وزوجها الذي يحمل الجنسية الكازاخية؛ أملاً في الحصول على لجوء ببلد زوجها، والعيش بسلام بعيداً عن الملاحَقات الصينية.
وقالت ساويتباي: إن “الصين تضغط على كازاخستان من أجل تسليمي لها، وأنا متخوفة من احتمال قبول ذلك بإعادتي، نتيجة تلك الضغوط المتزايدة، رغم حكم المحكمة في وقت سابق، القاضي برفض تسليمي إلى بكين”.
وكشفت المرأة الصينية عن انتهاكات خطيرة تحدث للمسلمين في المخيمات، إضافة إلى تعرضهم لمعاملة غير إنسانية، علاوة على معاناة كثير منهم سوء تغذية وإيذاء نفسياً.
وباعتبارها الشخص الوحيد الذي يعمل داخل معسكر اعتقال في شينغيانغ وتحدثت عنه علانية، فإن ساويتباي ستبقى ملاحَقة بشكل خاص من قِبل بكين، في سعيها لكبح الانتقادات الدولية المتزايدة التي توجَّه إلى نظام الاحتجاز الجماعي للمسلمين، وفق المجلة.
وأوضحت ساويتباي أنها لا تزال مشوشة بشأن ما يجب عليها فعله، إذ إنها تحاول إيجاد طريقة تضفي من خلالها طابعاً رسمياً على إقامتها بكازاخستان، لكنها تشعر أيضاً بوجوب مواصلة الحديث عن الانتهاكات التي شاهدتها بشبكة المخيمات في شينغيانغ.
وتمكنت المرأة الصينية من الوصول الى وثائق سرية، لكنها رفضت الخوض في التفاصيل، حتى تحظى بحماية من نوع ما، سواء كانت من حكومة كازاخستان أو أي بلد آخر، حسب المجلة.
وكانت بكين بذلت جهوداً تهدف إلى ضمان صمت ساويتباي، حيث تلقت المرأة أنباء تفيد بأن أفراد أسرتها الذين ما زالوا في شينغيانغ قد اعتقلتهم السلطات الصينية، وربما أرسلتهم إلى معسكر احتجاز، خلال محاكمتها في كازاخستان.
كما اعتبرت ساويتباي أن اعتقال أفراد أسرتها كان انتقاماً منها، لنقلها معلومات عن نظام الاعتقال في الصين. لكن بعد بضعة أشهر من صمتها بعد المحاكمة، تلقت خطاباً من جهات الاتصال في شينغيانغ يفيد بإطلاق سراح عائلتها.
واستطردت ساويتباي قائلةً: “جاءت مجموعة غير معروفة من الرجال، يتحدثون اللغة الكازاخية، إلى منزلي بعد المحاكمة وطلبوا مني الصمت، وتحدثوا بعبارات غامضة عن سياسات الحكومة الصينية في شينغيانغ، وأبلغوني وجود عواقب بالنسبة لي ولعائلتي إذا تحدثت مرة أخرى”.
وكانت ساويتباي قد أدلت بشهادتها في جلسة الاستماع العلنية التي عُقدت بكازاخستان في أغسطس الماضي، وقدمت تفاصيل جديدة عن المخيمات، واصفةً الجدران العالية والأسلاك الشائكة التي اعتقدت أنها كانت تؤوي نحو 2500 عِرق كازاخستاني، من أجل إعادة التثقيف.
وتنحدر أقلية الأويغور من إقليم تركستان الشرقية (تطلق عليه السلطات الصينية اسم شينغيانغ)، وهي أقلية مسلمة تركية تطالب باستقلال إقليمها عن الصين.
ويعيش ما يزيد على 20 مليون مسلم في إقليم شينغيانغ، مشكِّلين نسبة 45 بالمئة من إجمالي عدد سكان الإقليم، وفق إحصاء 2016.
وتمارس السلطات الصينية ضغوطاً على الأقلية المسلمة، وتعود سيطرة بكين على إقليم تركستان الشرقية إلى 1949.