كيف ماتت فاطمة الزهراء :
عاتكة البوريني :
توفيت فاطمة رضي الله عنها تاريخ وفاة فاطمة الزهراء فاطمة الزهراء فاطمة بنتُ محمد، والدها أشرفُ الخَلق والمرسلين، وخاتمُ الأنبياء، وأُمُها خديجة بنتُ خُويلد، أُم المؤمنين، وهي أصغر أَخواتها، بنات النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأخواتها هنّ :
زينب، ورقيّة، وأم كلثوم، وقد وُلِدت -رضي الله عنها وأرضاها- في مكة المكرمة، قَبل بِعثة النبي عليه السلام بفترةٍ قصيرةٍ، ولقَّبها الرسول عليه الصلاة والسلام بالزهراء؛ فَعُرفت باسم فاطمة الزهراء، أَي الطاهرة.
كانتْ فاطمة الزهراء أِقرب بنات النبيّ عليه السلام إليه، وأَكثَرُهنَّ شَبهاً به، وقد قال فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام: لم يكمل من نساء العالمين إلا أربع، وفاطمة الزهراء هي إحدى هؤلاء الأربع، وعن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ”. تَزوجت فاطمةُ الزهراء -رضي الله عنها وأرضاها- من ابن عمِّ الرَّسول عليه الصلاة والسلام، وهو عليّ بن أبي طالب، ولم يَجمعْ معها عليٌ زوجةً أخرى؛ وذلك هيبةً للنبي عليه السلام، وإكراماً له. وقد تَزوجت من عليٍ – كرَّم الله وجهه- بعد غزوةِ بدر، وأنجبت منه : الحسن، والحسين، والمحسن، وزينب، وأم كلثوم.
كانت مكانتها عاليةً جداً في قلب علي بن أبي طالب؛ فكان يُحبها حبَّاً عظيماً، وكان خُلُقها رضي الله عنها كاملاً؛ لأنَّها نَشأتْ في بيت النبوة، فَكبرت على الأخلاق والعفة والكرامة، وكان والدها سيّدنا محمد عليه السلام مَثَلها الأعلى وقدوتها، وأَقرب الناس إليها .
وفاة فاطمة الزهراء تُوفّيت فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام بأشهرٍ قليلةٍ، وقد كانت أوّلَ أهل بيته لَحاقاً به، وتُوفيت- رضيَ الله عنها- في شهر رمضان المبارك، في السنة الحادية عشرة من الهجرة، وقبل وفاتها، حين شعرت بدنو أجلها، قامتْ فاغتسلت، وأخبرت صاحبتها أسماء بنت عميس: ” يا أمة ائتني بثيابي الجدد فلبستها … ثم قالت : قد اغتسلت فلا يكشفن لي أحد كفناً …
ثم تبسمت “، ولم تبتسم فاطمة الزهراء منذ وفاة أبيها رسول الله إلا ساعة فارقت الحياة، فَرِحَةً مُستَبشِرةً بلقاء ربّها. وصية فاطمة الزهراء كانت وَصيةُ فاطمة الزهراء لِزوجها علي بن أبي طالب، عبارة عن ثلاث وصايا، وهي: أن يتوزّج بعدها بابنة أختها زينب، أُمامة بنت العاص.
أن يَعمل لها نَعشاً وَصفته له؛ كي لا يصفها حتى وهي ميتة، لشدة حيائها – رضي الله عنها- فقد طلبت أن يَكون نعشُها سريراً عليه جرائِدٌ مشدودة إلى قوائمه، ثمَّ ثوبٌ يغطيه. أن يَتمّ دفنُها ليلاً في مَقبرة البَقيع. وقد كان عمُرها وقت وَفاتها تِسعةً وعشرين عاماً، رحم الله فاطمة الزهراء الطاهرة الصادقة، ورضي الله عنها وأرضاها.
إقرأ المزيد على موضوع.كوم : https://mawdoo3.com
اقرأ أيضا :
كيف حصل مقتل الزهراء (ع) ؟ وما هي الأدلة على ذلك
السؤال : كيف حصل مقتل الزهراء عليها السلام ؟ وما هي الأدلة على صحة ما قيل عن مقتلها وخصوصاً عند أخواننا أهل السنة والجماعة ، ولا بأس في الأدلة التي تخص الشيعة ، فالمهم عندي الأدلة من أخواننا أهل السنة ؟
أرجو أن تكون الإجابات مطعمة بالأدلة بقدر الإمكان وجزاكم الله خير الجزاء . هذا ولكم جزيل الشكر .
الجواب : من سماحة الشيخ هادي العسكري
نحن نحيلك إلى التاريخ ومطالعة حياتها ، وبين يديك جميع المصادر والكتب والسجلات بأجمعها ، افحص وفتّش عن مجموع أيامها قبل زواجها ، وفي مدة عيشها في بيت زوجها ، سيدة كانت في غُرّة أيام الشباب وغضارتها ، وزهرة مستقبل الحياة ونضارتها ، لم يتجاوز من عمرها الشريف عقدان من الزمن ،
هل اعتلت أو ابتليت ؟
هل اشتكت من ألم ، أو اشتكت من سقم ؟
هل كانت مريضة ، أم كانت عليلة ؟
هل كانت في تلك الأيام سكتات قلبية ، أو أمراض خبيثة ؟
هل دهمتها عوارض طبيعية ؟
فما كانت علة وفاتها وغروب شمس حقيقتها وأفول بدر وجنتها ؟
وما هو السبب في موتها ؟ فإن لم تجد شيئاً سأل زوجها وابن عمها القريب إليها ، واسمع بما يجيبك عنها ، وهو يخاطب أباها بعد دفنها ومفارقتها ، وهو العليم الخبير بما جرى عليها ، وما آذاها ، والصادق في ما يقول عنها ، ولا يبالغ في ما يدعي لها وعليها ، يقول عليه السلام : « وستنبئك ابنتك بتضافر اُمّتك على هضمها، فاحفها السؤال واستخبرها الحال » . هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر . نعم تضافر الاُمّة على ظلمها ، ولا يعني غصب الخلافة فإنّه ظلم لزوجها وليس مباشرة لها .
وإن كنت في شك من هذا فاسأل البعيد عنها والموالي لأعدائها ، والمنحاز إلى الغاصبين لحقها ، والقابل التابع للغاصب لحقها وخلافة أبيها ، وهو من أكابر أعلام المخالفين لها ولزوجها ، يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج : ۱٤ـ /۱۹۳ في قصة خروج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله الى المدينة ومتابعة الكفار لطلبها ، فأدركها هبار بن الأسود فروّعها وكانت حاملاً فطرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة دم هبار ، يقول ابن أبي الحديد قرأت هذا الخبر على النقيب أبو جعفر ، فقال : « إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دم هبار ؛ لأنّه روّع زينب فالقت ما في بطنها ، فظهر الحال أنّه لو كان حياً ، لأباح دم من روّع فاطمة حتى القت ذا بطنها . فقلت : أروي عنك إنّ فاطمة رُوّعت فالقت المحسن ، فقال : لا تروه عني ولا تروي بطلانه » . يا سبحان الله ! جرى الحق على لسانه ومنعه شيطانه عن نشره وروايته ، أو خاف واتقى من سلطان وقته وزمانه ، ومن مشاغبي أفراد نحلته واتباعه ، فالله اعلم به وهو يحاسبه في يوم لقائه.
ثمّ دع هذا وأخبرني عن دفنها وعرفني قبرها ، وشخّص لي مدفنها كريمة وحيدة باقية لسيّد الرسل طه ، ومنها انتشرت ذريته وهي أم ابيها ، وكم أوصى بها ، وهي التي قال صلى الله عليه وآله الله: « يرضى لرضاها ، ويغضب لغضبها » ، وقال فيها : « آذاني من آذاها » ، والله يقول في كتابه سورة الاحزاب ٥۷ : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}.
توفّت وهي غضبى عليهما كما ذكره البخاري في صحيحه ، أوضح لي لمإذا دفنت سراً ؟ لمإذا دفنت ليلاً ؟ لمإذا لم يحضرا ليشيعها ؟ فلمإذا اُخفي حتى قبرها عنهما ؟ تلك آيات لاُولى النهى ، وتذكرة وتبصرة لم تذكر أو يخشى ، وقطع لعذر واعتذار لكل متجاهل اعمى أو من تعامى ، والله بالمرصاد لمن أنكر شهادتها أو شكك فيها ، فزاد عليهما في ظلمهما وآذاها .
رافد .نت