داعش يعيد سيرة أسلافه السفاحين فى التاريخ الإسلامى

المقال :

فى الفيديو الذى بثه تنظيم داعش الوحشى، ويظهر فيه قيام أعضاء التنظيم بإعدام 4 أشخاص من الحشد الشعبى فى مدينة الأنبار العراقية عن طريق حرقهم بعد توثيقهم من الأيدى والأرجل على أرجوحة قبل إشعال النيران من تحتهم وكأنها خراف تشوى وتعد للالتهام، لم تختلف تفاصيل الفيديو عن غيره من الفيديوهات التى داوم التنظيم على بثها بدءًا من إحراق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة مطلع العام الجارى أو ما لحقه من إعدام 21 فردًا من قوات البشماركة بمدينة كركوك وليس انتهاءً بحرق 17 الشهر الماضى أو إغراق غيرهم بتهمة التجسس، كما لم يختلف الفيديو عن تصدره بعنوان «فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به»، ويقصد به المماثلة كما يسميها داعش وفيها استندوا إلى أن النبى «صلى الله عليه وسلم» سمل أعين العرنيين بالحديد المحمى كما ذكره فتح البارى فى شرح صحيح البخارى «كتاب الحدود» 6420 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس بن مالك أن رهطًا من عكل أو قال عرينة ولا أعلمه إلا قال من عكل قدموا المدينة فأمر لهم النبى صلى الله عليه وسلم بلقاح وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها فشربوا حتى إذا برئوا قتلوا الراعى واستاقوا النعم فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم غدوة فبعث الطلب فى إثرهم فما ارتفع النهار حتى جىء بهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون قال أبو قلابة هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله وقد حرق أبو بكر من امتنعوا عن دفع أموال الزكاة إليه بالنار بحضرة الصحابة، وكالعادة يعطى التنظيم الشرعية الفقهية لممارساته الوحشية التى لم يصل لمثلها حيوان الغاب بل ووجد له أكثر من سند ومرجع فى الموروث الفقهى الإسلامى حيث تتعدد أسباب تبريرات ووسائل القتل باسم الله وليس فكر ومواقف ابن تيمية إلا قمة جبل الجليد الذى تتكئ عليه اليوم التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعال القتل والحرق والتغريق المتجذرة فى التراث الفقهى والتاريخ الإسلامى، حيث تحفل كتب التراث الفقهية بالكثير من الوقائع التى تؤكد اللجوء إلى التحريق فى أكثر من زمان  بما فيه زمن حكم الخلفاء الراشدين الذى ينظر إليه السلفيون والمتطرفون على أنه الفترة الذهبية فى عهد الإسلام التى يحنون إليها ويتطلعون إلى إعادة نسخها بالكربون فمما ذكره ابن كثير فى البداية و النهاية فى مقتل عبدالله ابن المقفع «ثم اتفق أن المنصور غضب على ابن المقفع فكتب إلى نائبه سفيان بن معاوية أن يقتله فأخذه فأحمى له تنورًا وجعل يقطعه إربًا إربًا و يلقيه فى ذلك التنور حتى حرقه كله وهو ينظر إلى أطرافه كيف تقطع ثم تحرق وقيل غير ذلك قيل إنه أجبر على أكل لحمه بعد شويه فى التنور»، وفى روايات متواترة أن محمد بن أبى بكر الصديق قُتل ووضع جسمه فى جوف حمار ثمّ أُحرق بينما احتزّ رأسه وأُرسل إلى معاوية بن أبى سفيان بدمشق للتمثيل به عن طريق الطواف به لإرهاب الخارجين عن طاعة السلطان ونفس الشىء فعله يزيد بن معاوية برأس الحسين بن على وهو حفيد نبى الإسلام الذى حزَ رأسه وعلّق فى الكوفة قبل أن يحمل على أسنة السيوف من العراق إلى يزيد بن معاوية فى الشام فكان هذا الأخير يأتى برأس الحسين إلى مجالس الشرب؛ ليضع كأسه عليه، وبحسب الحديث الوارد فى كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد: «لا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الكُفَّار حتَّى يَكُونَ هُوَ الذِى يَشِيمُه» والمنسوب إلى خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق ردًّا على احتجاج عمر بن الخطاب على ما فعله خالد بن الوليد من قتل مالك بن نويرة وجعل من رأسه حجرًا يسند إليه قدر يطهى فوقه طعامه بل إن على ابن أبى طالب لم يستثنِ من تلك الممارسات الوحشية التى نسبت إليه كما توردها كتب التراث الفقهى حسب ما جاء فى كتاب فتح البارى شرح صحيح البخارى لمؤلفه الحافظ ابن حجر العسقلانى وفيه أن على بن أبى طالب أتى بقوم من الزنادقة ومعهم كتب  فأمر بحرقهم وكتبهم، وفى رواية أخرى أنه اعتقل أشخاصًا كانوا يعبدون الأصنام سرًّا، واستشار الناس فى أمرهم فقالوا: اقتلهم، فقال: لا، بل اصنع بهم كما صُنع بأبينا إبراهيم فحرقهم بالنار.

ربما اعتبرنا تلك المناهج الفقهية العقيمة الشاذة لا يعرفها إلا من يبحث عن سند شرعى لأفعاله البربرية لكن أن تكون تلك هى المناهج التى يدرسها الأزهر؛ ليدعم الإرهاب ويتساءلون بعدها من أين يأتى كل هؤلاء المتطرفون بأفكارهم الإرهابية التكفيرية خذ عندك كتبًا من قبيل «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع» لمؤلفه محمد بن محمد الخطيب الشربينى شمس الدين تجد ذلك النص: «للمضطر أكل آدمى ميت إذا لم يجد ميتة غيره، واستثنى من ذلك ما إذا كان الميت نبيًّا فإنه لا يجوز الأكل منه جزمًا أما إذا كان الميت مسلمًا والمضطر كافرًا فإنه لا يجوز الأكل منه لشرف الإسلام وحيث جوزنا أكل ميتة الآدمى لا يجوز طبخها ولا شيها لما فى ذلك من هتك حرمته ويتخير فى غيره بين أكله نيئًا وغيره».

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

مدير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب : قيادات “داعش” وأخواتها خرجت من سراديب الاستخبارات الغربية

  Sputnik : أكد رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، أن قيادات الجماعات …

اترك تعليقاً