وكان أندريه باروش، أول يهودي يشغل منصباً وزارياً في تونس، حيث تولى حقيبة السكن والتجهيز، إبان حكم الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة (1987 – 1957).
واقترن اسم الطرابلسي (في العقد الخامس من العمر)، مع الزّيارة السنوية لليهود، في أيار/مايو إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة، جنوبي تونس والتي تعتبر معقل اليهود في البلاد.
فهو نجل رئيس الجمعية اليهودية التونسية بيريز الطرابلسي، التي تشرف على الأنشطة المرتبطة بما يسمى «حج اليهود».
ويعيش في تونس 1600 يهودي، بحسب منظمي «حج الغريبة»، توجد النسبة الأكبر منهم في جزيرة جربة.
والطرابلسي، أحد أبرز رجال الأعمال في قطاع السياحة والسفر، ومن أهم مزودي السياح للسوق المغاربية.
ويأتي تعيين روني في وقت بدأت مؤشرات السياحة بالتعافي بعد سنوات من التراجع جراء عمليات إرهابية أودت بحياة العشرات بين سياح أجانب ورجال أمن.
يذكر أنّ نحو 6.27 مليون سائح، زاروا تونس خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2018، لتسجل البلاد زيادة في الإيرادات السياحية بنسبة 37.8 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من 2017.
خطوة يأمل من خلالها الشاهد إلى مزيد من الترويج لصورة بلاده، لا سيما وأن الطرابلسي يمتلك علاقات قوية مع كبرى الشركات السياحية في العالم.
تضارب مصالح
عقب الإعلان عن اسمه في التعديل الوزاري، أمس الإثنين، سرعان ما انسابت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في بلد نحو 95% من سكانه من المسلمين، بين مؤيد ورافض للخطوة.
ذهب البعض إلى اعتبار منح الطرابلسي حقيبة السياحة تضارباً للمصالح، حيث يحظر القانون الجمع بين شغل منصب وزاري والعمل الخاص.
وينص الفصل 17 من القانون التونسي لسنة 2018 على منع الوزراء من الجمع بين مهامهم التي يشغلونها وأية وظيفة أخرى.
وسبق أن برز اسم روني الطرابلسي عقب استقالة حكومة علي العريض يناير/كانون الثاني 2014، (حكومة الترويكا).
فمع بدء مشاورات تشكيل حكومة المهدي جمعة (2014-2015) برز الطرابلسي كمرشح لحقيبة السياحة، قبل أن تسند إلى أمال كربول.
التعايش والسلام في القدس
كثيراً ما طالب الطرابلسي بإدراج معبد الغريبة اليهودي ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويرى أن الخطوة من شأنها الترويج لجذب السياحة وبعث رسالة بالتعايش رغم اختلاف الديانات.
ومعبد الغريبة، هو أقدم معبد يهودي في إفريقيا، ويعود تاريخه إلى أكثر من 2600 سنة ويقع بـ»الحارة الصغيرة» بجربة حيث تعيش عشرات العائلات اليهودية.
كما عبر الطرابلسي، في مناسبات سابقة، عن موقفه من القضية الفلسطينية لا سيما بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وشدد الطرابلسي على أن القدس قضية عالمية، وأنه يتبع نفس موقف السلطات التونسية، التي اعتبرت خطوة ترمب مساساً جوهرياً بالوضع القانوني والتاريخي للقدس وخرقاً لقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
وسبق أن أكد الطرابلسي أنه «يتمنى كساكني جربة التعايش والسلام ونريدهم (الفلسطينيون والإسرائيليون) أن يجلسوا على نفس الطاولة وإيجاد الحلول».
ويشدد على أنه يتطلع إلى تحقيق السلام في القدس لأنها منطقة تلاقٍ للدّيانات، وفق تصريحات سابقة له.