الجديد هذه المرة يتعلق بفريق سعودي متخصّص وصل إلى إسطنبول يوم 12 أكتوبر، أي بعد قتل جمال خاشقجي بـ9 أيام.
وكانت السعودية قد أرسلت بشكل علني وفداً أمنياً إلى تركيا يتكون من محققين سعوديين يرافقهم 8 أشخاص، وذلك بعد ساعات من إعلان أنقرة مقتل الإعلامي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 7 أكتوبر، وهو مختلف عن الوفد الذي كشفت عنه الصحيفة التركية.
مهمة الفريق التي جاء من أجلها
وصل الفريق المكون من 11 شخصاً إلى إسطنبول عن طريق مطار صبيحة الواقع في القسم الآسيوي، ولم يستخدموا مطار أتاتورك الذي جاء من خلاله الفريق الأول.
كانت مهمة هذا الفريق تتركز في القنصلية، وهي مكان وقوع الجريمة، والعمل على طمس الأدلة، فقد ضم الفريق خبراء في الكيمياء والسموم.
وكشفت الصحيفة أن الفريق تكون من 11 شخصاً، كان على رأسه الخبير الكيميائي أحمد عبدالعزيز الجنوبي، والمتخصص في علم السموم يحيى الزهراني.
وتردد الخبيران على القنصلية العامة في إسطنبول وعلى مقر إقامة القنصل، خلال الفترة الواقعة بين 12 و17 أكتوبر، وأقاما في فندق فاخر في منطقة باشكتاش، التي تقع فيها القنصلية السعودية، بحسب صحيفة «صباح».
وفي يوم 20 أكتوبر، غادر الفريق تركيا عائداً إلى المملكة.
وأكدت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية التركية فتشت الفندق الذي أقام به الفريق.
المماطلة في السماح للأتراك بتفتيش القنصلية
وأكدت الصحيفة أن فرق التحقيقات التركية لم يُسمح لها بإجراءات التفتيش في القنصلية ومنزل القنصل، إلا بعد الانتهاء من إزالة الأثر والأدلة من فريق «إزالة الأدلة».
يُذكر أن الرياض كانت ماطلت كثيراً في السماح للأجهزة الأمنية التركية بالدخول إلى القنصلية، ما دفع الجهات الرسمية التركية، وعلى رأسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتساؤل مرات عديدة حول سبب التأخر في إصدار الإذن بالدخول للقنصلية.
وتوقع البروفيسور بكلية الطب في إسطنبول شيفكلي سوزان أن الفريق استخدم مادة الأسيد لإخفاء معالم الجريمة؛ لأن هذه المادة لديها القدرة على ذلك.
أما المحقق الجنائي المتقاعد سواش كورتبابا، فقد أكد أنه من خلال العينات التي تم أخذها من جدران القنصلية، فإن ذلك يُثبت أن الفريق لم يقم بمهمته بشكل دقيق.
وأثار اغتيال الكاتب السعودي داخل قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول غضباً دولياً واسعاً على الرياض، وقال كبير المدعين العامين في تركيا الأسبوع الماضي إن خاشقجي تعرّض للخنق بمجرد دخوله القنصلية، وأكد أيضاً أن الجثة تم تمزيقها.
وفي الوقت الذي اعترف فيه مسؤولون في الرياض بأن القتل تم التخطيط له، فقد رفضوا حتى الآن الإفصاح عن تفاصيل حول مكان وجود جثة الصحافي المفقود البالغ من العمر 59 عاماً، أو الشخص الذي صدر منه أمر الاغتيال.