بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الحكم في العام 2015، عادت السلطة في السعودية إلى أحضان “السديريين”، وذلك بعد غيابها عنهم عشر سنوات؛ هي مدة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز.
فالعاهل السعودي الحالي (81 عاماً) هو ثاني ملك سديري (نسبة إلى نَسَب والدته) يتولى حكم السعودية، لكن التغيرات التي تشهدها المملكة عقب تولي محمد بن سلمان ولاية العهد قبل عام تقريباً، جعلت اسم الأمير أحمد بن عبد العزيز مُطالباً به لاعتلاء سدة الحكم.
وغادر الأمير المعارض (أحمد) الرياض إلى لندن قبل عام؛ لرفضه سياسات بن سلمان، وخلال مكوثه في العاصمة البريطانية وجه انتقاداً للعاهل السعودي ونجله إثر تورطهم في حرب اليمن.
الأمير ذاته عارض سابقاً تولي بن سلمان لولاية العهد، ورفض عام 2017- عندما كان أحد أعضاء مجلس البيعة–تعيينه ولياً للعهد، ولم يبايعه.
وبعد عام من الغياب عاد الأمير أحمد إلى الرياض، ليستقبله بن سلمان بحفاوة على الرغم من آرائه المعارضة سابقاً، وجاءت عودته بضمانات دولية من أمريكا وبريطانيا، وفق ما أفادت مصادر سعودية لصحف غربية.
ويبدو أن عودة الأمير ستغير مجرى كثير من الأحداث في السعودية، وخصوصاً أنها تمر بأزمات عميقة، آخرها أزمة اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول التركية، وتورط فريق سعودي بعملية القتل، وأغلبهم مقربون من ولي العهد.
وقال محللون سياسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن عودته قد تكون بداية لتوليه أحد المناصب أو إزاحة بن سلمان.
فيما كتب رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي”، ديفد هيرست، أن الأخ الأصغر للملك سلمان عاد لبلاده “لتصعيد التحدي لولي العهد بن سلمان، أو إيجاد شخص يستطيع ذلك”.
بتحقق ذلك، في ظل مطالبات دولية بمحاكمة بن سلمان إثر تورطه بجرائم حرب، تعود السعودية إلى حكم السديريين السبعة.
وبحسب ما نشر الداعية السعودي سعيد الغامدي على صفحته في “تويتر”، فإن الأمير أحمد وأثناء شغله منصب وزير للداخلية، عُرف بأنه “لطيف مع الناس غير متكبّر ويقضي حوائجهم ويسهّل لهم. وحين تولى الوزارة اهتم بملف السجناء، وأطلق أعداداً منهم. كما عرف بسعة صدره للنقاش، وله سمعة حسنة بين أسرته وعند الناس، وابتهجت أبوظبي حين تم عزله!”.