"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

نائب رئيس الموساد السابق يُلمّح بأنّ السعوديّة تتعاوَن مع إسرائيل في مُواجهة المُقاومة الفلسطينيّة ومحلّل بالتلفزيون العبريّ: عسيري أهّم قادة الأجهزة الأمنيّة بالتعاون مع تل أبيب

الناصرة-“رأي اليوم” :

هل هناك علاقاتٍ أمنيّةٍ واستخباراتيّةٍ بين الدولة العبريّة والمملكة العربيّة السعوديّة؟ وما هو السرّ في عدم تطرّق صنّاع القرار في تل أبيب، لا من قريبٍ ولا من بعيد، لجريمة اغتيال الصحافيّ السعوديّ، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول؟

رام بن براك، نائب رئيس جهاز الموساد الأسبق (الاستخبارات الخارجيّة) كان قد ألمح في مقابلة أجرتها معه صحيفة “جيروزاليم بوست”، قبل عدّة أشهر إلى أنّ السعودية تتعاون مع إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينيّة.

 

جديرٌ بالذكر، أنّ بن باراك، هو من مواليد القرية التعاونيّة نهلال، في مرج ابن عامر، انضمّ للجيش الإسرائيليّ في العام 1976، وخدم في وحدة النُخبة المعروفة بسام (ساييرت مطكال). وفي العام 1984 التحق بجهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد)، حيث خدم فيه قُرابة 33 عامًا، وخرج إلى التقاعد في العام 2016.

وبعد تقاعده شغل في منصب باحثٍ كبيرٍ في معهد (بروكينغزر) بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وبعد عودته إلى البلاد تمّ تعيينه في منصب المُدير العّام لوزارة الاستخبارات والشؤون الخارجيّة.

 

كما يُشار إلى أنّ بن براك، هو من خريجي كلية الأمن القوميّ، وحاصل على اللقب الثاني (ماجيستير) في العلوم السياسيّة من جامعة حيفا. يُشار في هذا السياق إلى أنّ بن براك انخرط في الحياة السياسيّة، وانضمّ إلى حزب (يش عتيد)، وبالعربيّة (يوجد مُستقبل).

 

ووفقًا لمُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف)، يوسي ميلمان، كان بن رام، قائد الوحدة التي تمكّننت من جلب “الخبر الذهبيّ”، والذي شمل تصوير مُستنداتٍ كان يحملها رئيس اللجنة للطاقة النوويّة السوريّة، والتي أكّدت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ سوريّة تقوم ببناء مفاعل ذريٍّ لإنتاج البلوتونيوم وإنتاج الأسلحة النوويّة، وهو مفاعِل دير الزور، الذي زعمت إسرائيل مؤخرًا أنّها قامت بقصفه في العام 2007 وتدميره كليًا.

وكانت وسائل إعلام أمريكيّة وأوروبيّة قد أشارت مؤخرًا وبشكلٍ متواترٍ إلى تعاظم مظاهر التعاون الأمنيّ والاستخباريّ بين إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة.

 

على صلةٍ بما سلف، كشف المُحلّل السياسيّ، موآف فاردي، من هيئة البثّ الإسرائيليّة (كان)، كشف النقاب عن أنّ نائب مدير المخابرات السعوديّة أحمد عسيري، الذي تمّت إقالته بعد اعتراف الرياض بارتكاب جريمة قتل الصحافيّ المُعارِض خاشقجي، يُعتبر أحد أكثر قادة الأجهزة الأمنيّة في المملكة ارتباطًا بالتعاون الأمنيّ والاستخباريّ مع إسرائيل.

 

وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ خبر إعفاء عسيري من منصبه يُعّد خبرًا سيئًا للدولة العبريّة، إذْ أنّ الكثيرين في تل أبيب باتوا يعون أنّهم قد فقدوا شريكًا ذا قيمة عالية جدًا، على حدّ تعبيره.

 

وغنيٌ عن القول إنّ فاردي، الذي يقوم في هذه الأيّام ببثّ تقارير مٌباشرةٍ من سلطنة عُمان، مع رفيقه روعي كييس، تربطه علاقاتٍ وطيدةٍ بالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، وهو أوّل إعلاميّ إسرائيليّ يجرؤ على الكشف عن هوية مسؤولٍ سعوديٍّ مُرتبطٍ بالتنسيق الأمنيّ والتعاون الاستخباراتيّ مع إسرائيل، مع ذلك لم يُوضِح فادري، فيما إذا كان عسيري، هو المسؤول السعوديّ الوحيد الذي يُقيم علاقات تعاونٍ مع الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة.

 

وكان موقع (المصدر) الإسرائيليّ، شبه الرسميّ قد تطرّق أخيرًا إلى تصريحات وزير الخارجية السعوديّ، عادل الجبير، ضدّ حماس مدعيًا أنّها حركة متطرفة، لافتًا إلى أنّه في خطابه أمام البرلمان الأوروبيّ في بروكسل قال الجبير إنّ حماس ليست معنيةً بأنْ يسود السلام في المنطقة، وإنّ قطر توقفت عن دعم غزة ماليًا بسبب الضغط الأمريكيّ المُمارس عليها.

 

ولم تنل أقوال الوزير السعوديّ إعجاب حماس فسارعت إلى شجبها، وفي المقابل، تابع الموقع، رحبّت إسرائيل بتصريحات الجبير. واقتبس منسق عمليات الحكومة الإسرائيليّة السابق في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، الجنرال يؤاف مردخاي، في صفحته على الـ(فيس بوك) أقوال الجبير ونشر:

 

إذا كان هذا هو أيضًا تعريف السعوديّين لحماس، فنحن متّفقون معهم‎.‎ وحظي منشور مردخاي بمئات التعليقات الإيجابيّة من جهة المتصفحين، الذين أعربوا عن تأييدهم لأقوال الجبير، وبالتباين، هناك متصفّحون عارضوا أقواله.