Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الحرب المستمرة على قضية عاشوراء وصلت لأرزل و أحقر مستوياتها خاصة عندما تغلق الأوقاف مسجده يوم استشهاده و مطالب السلفيين بهدم ضريحه

*الحرب المستمرة على قضية عاشوراء وصلت لأرزل و أحقر مستوياتها

طلب السلفيين إزالة ضريح الإمام الحسين :

نشرت صحيفة اليوم السابع ما ذكره السلفي الناطق باسمهم في برنامج دريم مع وائل الإبراشي طليه إزالة ضريح الإمام الحسين (ع) فخرجت الريدة بهذا المانشيت :

قبل ذكرى يوم عاشوراء.. خلاف شيعى سنى لصيامه.. والسلفيون يطالبون الحكومة بإزالة ضريح الحسين.. ووزارة الأوقاف: أى استعراضات طائفية ستواجه بالقانون.. قيادى شيعى: غلق الضريح لن يمنعنا من إحياء الذكرى

الخميس، 28 سبتمبر 2017 08:16 م

اليوم السابع  
 و نقل خبر المنع بالفيديو  تلفزيون قناة الإمام الحسين (2) 
شاهد غلق مسجد الإمام الحسين للعام الخامس على التوالى :
https://www.youtube.com/watch?v=McbuNagFqy8
اقرأ أيضا :

*الحرب المستمرة على قضية عاشوراء وصلت لأرزل و أحقر مستوياتها

إستشهاد الامام الحسين ومعركة كربلاء وذكرى عاشورا يتجدد الجدل كل عام إحتفالاتهم كل عام فى هذا التوقيت وينقسم السنة والشيعة فى الاحتفال بهذه الذكرى كلاً على طريقته فأهل السنة يحرصون فى كل عام على صيام يومى تاسوعاء وعاشوراء  ما يراه الفصيل الاخر مكروهاً..

القضية الخلافية أبدية ومتجددة ولم تصل الى حل حتى الان .

صيام يوم عاشوراء عند أهل السنة

أهل السنة يرون أن من أفضل الأيام صياماً بعد شهر رمضان هو صيام يوم عاشوراء، حيث تؤكد دار الإفتاء المصرية إن صيام يوم العاشر من محرم المسمى بيوم “عاشوراء” يكفر السنة التى سبقته، كما قال النبى – صلى الله عليه وآله وسلم، وأضافت الدار فى فتوى لها أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وذلك لما روى عن النبى – صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع”، وقوله: “خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده“.

وأكدت الفتوى أن هذا اليوم له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام، فقد جاء عن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: “يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم“.

ويرجع أهل السنة احيائهم لذكرى عاشوراء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد إحتفل بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوماً هو عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه.

كما تشهد مجالس العلم لدى أهل السنة التطرق إلى موقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين رضى الله عنه، ولكن المتشددين منهم يتجاهلون ذكر تلك الموقعة نكاية فى الشيعة الذين يحيونها ويقدمون فيها على أفعال تشبه فى بعضها الأعمال الأسطورية، من تجسيد لمشهد المعركة وكيفية مقتل الإمام الحسين والبكاء واللطم وضرب أعلى الرأس بحد السيف حتى يسيل الدم لتذكر مصاب إستشهاد الإمام الحسين رغم أن بعض عقلاء الشيعة يرفضونها.

صيام يوم عاشوراء عند الشيعة

على الجانب الآخر،  يقول الشيعة أن صيام عاشوراء مكروهاً ويمكن الامتناع فقط عن الماء تشبها بعطش الحسين ورفقاه من آل البيت عندما منع عنهم المياه فى معركة كربلاء.

وكل عام فى هذا التوقيت تتجدد أزمة ثلاثية أطرافها وزارة الأوقاف والشيعة والسلفيين، وتبدأ الأزمة من إعلان عدد من الشيعة زيارة ضريح الإمام الحسين بداية من أول شهر محرم وتبلغ ذروة الزيارات فى يومى تاسوعاء وعاشوراء، مما يجعل عدد من السلفيين يطلقون حملات للتصدى للشيعة وإعلانهم التواجد بمحيط مسجد الحسين للتصدى لهم، ليؤدى ذلك لتدخل وزارة الأوقاف ومنع أى اشتباك بين الطرفين وتقوم بغلق الضريح خلال يومى تاسوعاء وعاشوراء بل تقوم بغلق المسجد عقب كل صلاة وفتحه للصلاة فقط.

إحياء الشيعة للذكرى فى بيوتهم

القيادى الشيعى الطاهر الهاشمى، قال فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، لقد أصبح إحياء أيام عاشوراء فى الحقيقة إحياء للدين الإسلامى بعد أن فقدت الأمة هويتها وغيرتها وصحوتها وأصبح العالم يتكالب عليها.

وتابع: “نحن نحى الذكرى الأليمة لعاشوراء فى بيوتنا فهى لا تنفد ولا تنتهي فعاشوراء مدرسة، وان كل ارض هى كربلاء والحسين يحي فى قلوب المؤمنين به وبثورته ليس فقط من الشيعة بل هو القائد والملهم لكل ثائر حر شريف واسألوا عنه غاندى، ان ثورة الامام الحسين لا تحتاج لمكان لإحيائها بل إحياءها يجب ان يكون فى قلب كل إنسان ثائر حر شريف“.

الأوقاف تمنع الاحتفالات الطائفية

من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إنه سيتم بحث اتخاذ التدابير اللازمة لعدم وقوع أى مشادات بين المواطنين أيا كان انتمائهم ومذهبهم، مشددًا على أن هدف الوزارة هو الحفاظ واحترام قدسية المسجد وعدم اتخاذ المسجد ذريعة لتحقيق مآرب آخرى أو إشعال الفتن.

وأكد رئيس القطاع الدينى لوزارة الأوقاف فى تصريحاته لـ”اليوم السابع”، أن الوزارة لن تسمح بأي ممارسات طائفية، لا في ذكرى عاشوراء ولا في غيرها، مشيرًا إلى أن تعليمات الوزارة واضحة بهذا الشأن وأن أي محاولات لاستعراضات طائفية وبخاصة في مساجد آل البيت ستواجه بكل حسم وبالقانون، وأن أي خروج على حرمة المساجد أو قدسيتها سيواجه من الوزارة بكل حسم من خلال محاضر رسمية بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لمفتشيها.

من جانبه، قال الداعية السلفى سامح عبد الحميد، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، الحسين رضي الله عنه قُتل في كربلاء بالعراق، ومسجد الحسين في القاهرة لا يوجد به رأس الحسين كما يكذب الشيعة، وهذا المسجد تم بناؤه بعد مقتل الحسين بمدة كبيرة، بناه العُبيديون الذين يُقال لهم الفاطميون وهم شيعة، وقد كذبوا وزعموا أنهم حصلوا على رأس الحسين ودفنوها بالقرب من الجامع الأزهر مكان مسجد الحسين الحالى، والعجيب أن هناك أماكن كثيرة باسم قبر الحسين؛ ويزعمون أن الحسين مدفون فيها والحقيقة التاريخية هى أن المسجد ليس فيه الحسين رضى الله عنه.

مطالب بهدم ضريح الحسين

وتابع قائلاً: “هذا الضريح المنسوب كذبًا للحسين يدخله الجهلة ويمارسون فيه أنواعًا من الشرك والبدع، وينادون الحسين ليرزقهم المال أو الأولاد أو الزواج أو يفك عنهم الكربات، وهذا من الشرك، لأن الذي يرزق هو الله تبارك وتعالى وليس العباد“.

واستطرد قائلاً : “الشيعة يستغلون هذا المسجد لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل أبي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة،لذلك أطالب الحكومة بإزالة الضريح المنسوب للحسين“.

منذ سنتين تقريباً و نحن نسمع من هنا و هناك تشكيكات في بعض أحداث كربلاء كقضة عبد الله الرضيع و قصة علي الأكبر و … لكن لم نكن لنعيرها أهمية تذكر لأنها كانت تذكر في المجالس الخاصة و على السن الجهلاء و الحمقى الذين ليس لهم أي قيمة علمية ، أما و الآن قد تلقفها و جمعها أحد الذين يلقب نفسه بألقاب عديدة تسبق اسمه منها *( الحجة ، العلامة ، آية الله .. الشيخ يوسف السبيتي العاملي )* و قد تجاسر على نشرها في مواقع التواصل الإجتماعي فأصبح واجباً علينا أن نأخذها بجدية لا بإستخفاف و الرد عليه و التوضيح لأن المنهج أو الحركة التشكيكية في قضية عاشوراء الحسين صلوات الله عليه و التي أسس لها إبليس فور شهادة سيد الشهداء بإيعازه إلى كل أعوانه من الجن و الإنس حيث ورد عن رسول الله صلوات الله عليه و آله أنه أخبر عن واقعة كربلاء فقال : *أَنَّ إِبْلِيسَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَطِيرُ فَرَحاً فَيَجُولُ الْأَرْضَ كُلَّهَا فِي شَيَاطِينِهِ وَ عَفَارِيتِهِ فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الشَّيَاطِينِ قَدْ أَدْرَكْنَا مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ الطَّلِبَةَ وَ بَلَغْنَا فِي هَلَاكِهِمُ الْغَايَةَ وَ أَوْرَثْنَاهُمُ السُّوءَ إِلَّا مَنِ اعْتَصَمَ بِهَذِهِ الْعِصَابَةِ ، فَاجْعَلُوا شُغُلَكُمْ بِتَشْكِيكِ النَّاسِ فِيهِمْ وَ حَمْلِهِمْ عَلَى عَدَاوَتِهِمْ وَ إِغْرَائِهِمْ بِهِمْ وَ بِأَوْلِيَائِهِمْ حَتَّى تَسْتَحْكِمَ ضَلَالَةُ الْخَلْقِ وَ كُفْرُهُمْ وَ لَا يَنْجُوَ مِنْهُمْ نَاجٍ‏ ﴿ وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ‏ ﴾ وَ هُوَ كَذُوبٌ إِنَّهُ لَا يَنْفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لَا يَضُرُّ مَعَ مَحَبَّتِكُمْ وَ مُوَالاتِكُمْ ذَنْبٌ غَيْرُ الْكَبَائِرِ* .(1)

و هي مستمرة إلى يومنا هذا دون انقطاع ، لكن نجد أن هذه الحركة ازدادت بشكل ملحوظ جداً و متصاعد في السنتين الأخيرتين فبعد أن كانت تثار الشبهات في الماضي حول بعض الشعائر المثيرة للجدل و التي هي محل خلاف بين العلماء كـ ( التطبير ) فبعض يستدل على فعلها بأحداث صدرت عن المعصوم بعد واقعة الطف مباشرةً ، و البعض الآخر لا يراى فيها دلالة على جعلها من الشعائر في زماننا هذا و ما له من خصوصية و إنفتاح على العالم أجمع ، فحُسم هذا الجدال بين العلماء إلى أن كل مقلد يرجع لمرجعه ..

إلى أن إنحدر مستوى التشكيك إلى درجة متدينة جداً لا يقبلها الدين كالاعتراض على لطم الشور و الطبخ و المواكب و … و كان دائماً وجه إعتراضهم أنه يجب النظر للعقل أكثر من العاطفة ..

لكن لاحظنا مؤخراً أن اعتراض هؤلاء تخطى حدود الاجتهاد و التحليل و العقل و المنطق و وصل إلى أسوء درجات الوقاحة و الدناءة و السفاهة في التشكيك حتى وصل بهم الأمر إلى التشكيك بأحداث واقعة الطف الثابتة تاريخياً و روائياً ..

فقد قال الشخ المذكور : (( الحقيقة الوحيدة التي وصلتنا من عاشوراء المجيدة هي أن الإمام الحسين عليه السلام استشهد هو وأهل بيته وجميع أصحابه في كربلاء وأنها كانت معركة الحق الذي لا يشوبه الباطل مع راية الضلال والباطل الذي ليس فيه شيء من الحق ..
أما الكثير مما يروى عن معركة الطف فقد بالغ البعض من قرائنا الاعزاء بذكر السيرة العظيمة لدغدغة عواطف البسطاء والعامة وإستدرارِ دموعهم … ))

أقول : إنَّ هذه المجالس قد تعاهدت الشيعة على قراءتها منذ زمن الإمام السجاد إلى زمان قبل الغيبة الكبرى لصاحب العصر و الزمان صلوات الله عليهم أجمعين ، و كانت هذه المجالس تتم بحضور المعصوم و مشاركته و إقراره بها إلى الغيبة الكبرى فكانت تتم بحضور و إشراف السفراء ، كذلك بعد السفير الرابع فإنها كانت تتم بحضور و إشراف و إقرار العلماء و الفقهاء الأجلاء ، و هي نفسها المجالس يحفظها عالم عن عالم و قارئ عن قارئ و ناعِ عن ناعِ إلى يومنا هذا ، فلا إعتبار لصحة أو عدم صحة كتاب ينقلها أو عن أي راوي أخذت إن كان مخالف أو موالي أو حتى من جيش يزيد ما دامت الرواية حدث تاريخي واقعي أقره و صححه المعصوم ، و ليست خاضعة البتة لقانون علم الرجال و الأسانيد و التوثيق و هذه الأمور التي تنطبق على المسائل الفقهية و العقدية و لا تنطبق على الأحداث التاريخية ، فإنها موثقة بالنقل المتواتر المتصل منذ زمن الإمام زين العابدين و مولاتنا زينب صلوات الله عليهما إلى يومنا هذا عالم عن عالم عن طريق المشهور المطلق ، فلا قيمة و لا إعتبار و لا أي وزن للإجتهاد و الرأي و النظر في هذه الأمور لأنها تاريخ و واقع حصل علينا قبوله كما جاءنا عن أسلافنا …

و لأني في القضايا التاريخية المتواترة و المشهورة لا أعير إهتماماً للأسانيد و المصادر و كي لا أناقض نفسي فلن أسرد صحة كل قصة في إشكال المذكور عن طريق المصادر الموثوقة المعتبرة ، بل سأبين فقط و جه تلك الأمور على جزء من الحقيقة و المعنى الذي يقبله الدين أولاً و بالذات ثم العقل و المنطق ..

قال : وقد أمعن أكثر خطباء المنابر (إلا من رحم ربي) في الحط من قدر الإمام وكبريائه ومبادئه بأمور وحكايات تتنافى مع شخصية الإمام الحسين وأهداف ثورته (عليه السلام)
فمولانا الإمام الحسين (روحي فداه) لم يطلب الماء لطفله الرضيع من أمثال أولئك بل كان يودع طفله بباب الخيمة فرماه اللعين بسهم وذبحه ..
وعلي الأكبر لم يرجع إلى المخيم بعد قتله لبكر بن غانم ليطلب من أبيه الجائزة ألا وهي شربة ماء ..
هل كان علي الأكبر على هذا القدر من الضعف (حاشاه الله) ليطلب من أبيه الماء وهو على يقين أنه غير متوفر والأطفال تصرخ من شدة العطش ..
هل يعقل أن علي الأكبر يريد أن يزيد حرقة قلب أبيه على كل الجراح ليطلب منه شيئا” غير متوفر ..
الإمام الحسين “عليه السلام” لم يرجع بعد استشهاد العباس مكسوراً بل كان صلباً شامخاً كشموخ الجبال وقد قال أحد الرواة: (والله ما رأيت مكسورا” قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا” ولا أمضى جنانا” ولا أجرأ مقدما” منه… والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وإن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب
ولم يطلب لنفسه شربة ماء عندما كان ملقىً على الأرض مثخناً بالجراح وعندما جاء له الشمر ليحز رأسه… ما هكذا الحسين عليه السلام وحاشاه هذا الخنوع .

أقول : أنت حقاً و يقيناً لا تفهم أهداف الحسين و أهداف ثورته لأنك فهمت تفاصيل الطف بفهم مادي سياسي محض ، و كأنك تعتقد كما قال البعض التافه أن الحسين خرج ليطالب بالحكم و الخلافة السياسية ، و ليس الأمر كذلك بل صلوات الله و سلامه عليه خرج ليحيي أرواح و قلوب و ضمائر الناس التي ماتت في عشق الدنيا ، و ذابت و انغمست في الماديات إلى أبعد الحدود ، فأراد الحسين بثورته أن يحي هذه الضمائر و القلوب من خلال مخاطبة جهة العاطفة و الوجدان و الروح و ليس العقل فقط ، لذلك توجه بطفله الرضيع عبد الله إلى الأعداء و طلب منهم الماء ليلقي الحجة التامة على الناس بأن حربه مع هؤلاء القوم ليست حرب سياسية ، و ليست حرب على الحكم و الخلافة ، بل هي حرب الله مع الشيطان ، حرب الإنسان الذي يمثل الخير و الخلافة الإلهية مع الشّر المطلق الذي يمثل الكفر المطبق و الإلحاد التام ، فأراد الإمام تبيان هذه الحقيقة فأخرج الرضيع الذي ليس له أي ذنب و أي دور في المعركة و الصراع ليطلب له الماء ، و يفضح هؤلاء القوم على حقيقتهم و أنه لا وجود لأي وجه إنساني في حربهم مع الإمام ، و الإمام لا شك يعلم بأنهم سيذبحوه لكنه قدمه قرباناً لله تعالى في سبيل إظهار هذه الحقيقة ..

و ليس كما نطقت بالحماقة الواضحة بأن ( هل يعقل أن علي الأكبر يريد أن يزيد حرقة قلب أبيه على كل الجراح ليطلب منه شيئا” غير متوفر ..)
فالماء لا شك و لا ريب لمن عنده أدنى معرفة بمقامات آل محمد و أنّهم لديهم الإسم الأعظم و الولاية التكوينية بحيث يملكون الوجود بأسره بل و كل مياه الدنيا في متناول أيديهم كالجوزة في اليد ، لكن علي الأكبر صلوات الله و سلامه عليه لم يرجع إلى المخيم ليطلب الماء و يشرب بل لتحصل تلك المحادثة بينه و بين أبيه الإمام فيخرج ما في القلب على اللسان ، و يبان الحال للعيان ، و يدونها التاريخ صورة من صور ثورة المظلوم العطشان ، فخطاب علي الأكبر ليس للإمام بل لجميع الأجيال على مرّ الأزمان ليظهر لهم أن معركتهم كلها بتمامها لله و في سبيل الله فيقاتل على كل حال عطشان أم ريان شبعاناً أم جوعان ..

قال : أنَّ الحسين لم يرجع بعد استشهاد العباس مكسوراً بل كان صلباً شامخاً كشموخ الجبال وقد قال أحد الرواة: ( والله ما رأيت مكسورا” قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا” ولا أمضى جنانا” ولا أجرأ مقدما” منه…

أقول : لو تفكرت في الحديث الذي أنت نقلته فقد ناقضت نفسك و خاصمت عقلك و أقسيت فهمك لأن الحديث الذي أنت استشهدت به يقول ( والله ما رأيت مكسورا” قط ) هذا يعني أن الإمام فعلاً كان مكسوراً اذا خاصمناك بما صدر عنك ..
أما في حقيقة الحديث فالأصل (( مكثوراً )) و ليس مكسوراً و المكثور تدل على غلبة كثرة العدد و ليس الانكسار لكنك يا شيخ غير مطلع على الحديث و غير ملم باللغة العربية ..

أما ما ذكر في الصحيح من الروايات في انكسار ظهر الإمام عند العباس فهو من حيث هو الإمام المعصوم المصداق الأعظم لمفهوم الإنسانية و من طبع الإنسان أن ينكسر لفقد أخيه و سند و عضده و إلا ما كان إنساناً بل جماد .
لكن إنكساره أمام نفسه و في مفهوم إنسانيته لا ينافي أبداً أن يكون رابط الجأش صلب الإرادة شديد العزم من جهة جهاده الأعداء و نصرته لدين الله ..

أما طلب سيد الشهداء للماء و هو على الأرض مثخناً بالجراح فليس كما فهمت بفهمك القاصر الساذج يا شيخ يوسف أنه مذلة و مهانة و تنازل عن الكبرياء بل إختار الإمام طلب الماء و هو في هذه الحالة لتكون شاهدة على مر التاريخ و الأجيال أن قتالهم له صلوات الله عليه ليس لمجرد قتله و تحصيل المكاسب المرجوة كأي معركة سياسية عادية الغرض منها النصر المادي و إلا النصر المادي تحقق بمجرد سقوط الإمام على الأرض ، بل ليظهر للدنيا أن قتالهم له هو حرب على الله و الدين و الإنسانية و الأخلاق و القيم و الشرف و إلا لسقوه الماء ثم قتلوه .

(1)?كامل الزيارات|جعفر بن محمد بن قولويه|444|
?جامع أحاديث الشيعة|السيد البروجردي|12|442|
?العوالم|الشيخ عبد الله البحراني|366|
?بحار الأنوار|العلامة المجلسي|28|60|