سبوتنك :
أجرت “سبوتنيك” لقاء مع قسوم لسؤاله حول ماهية الدعوى والأساس المستند له، فضلا عن مدى التفاعل مع دعوته من الدولتين، وموعد زيارته لهما، وجاء نص الحوار كما يلي:
هناك عدة دول عربية مازالت تستخدم عقوبة الإعدام، لماذا اقتصرت دعوتك على مصر والسعودية؟
بعيدا عن أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، وانطلاقا من القيمة الإنسانية التي هي حماية الإنسان وحقه في الحياة، و عملا بالمبدأ الإسلامي الرامي إلى حقن الدماء، جاءت دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لتقديم النصح إلى القائمين على الأمر في دولتين شقيقتين، هما جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، باللجوء إلى الصلح والمصالحة، بدل الإعدام وسفك الدماء، ولاسيما فيما يتعلق بالعلماء، والمثقفين، والدعاة، نعرف أن الوضع العربي فيما يتعلق بالإعدام صعب للغاية، ولكن في السعودية ومصر هناك عشرات أحكام الإعدام بحق عدد من العلماء والمعارضين السياسيين، ولهذا وجهنا الدعوة لهم قبل غيرهم.
يعتقد البعض أن الشريعة الإسلامية تنص على الإعدام، فما رأيك في ذلك؟
نعم هناك نصوص في الشريعة الإسلامية تنص على القصاص، ولكن بالمقابل هناك نصوص أخرى تنص على العفو والمصالحة فتنص الآية 40 من سورة الشورى مثلا على أنه ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾.
ومن ثم أحكام الإعدام منها ما هو قصاص بنص القرآن، وهذا لا اعتراض عليه، ومنها ما هو تعزير، وهو الذي ندعو إلى تعطيله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حدود القصاص “ادرؤوا الحدود بالشبهات” ما بالك فيما دونها.
فضلا عن أن الأحكام الجـماعية بالإعدام، أو المطالبة بها دون مراعاة لأبسط قواعد القانون والأعراف، وأحكام الدين، وهذا التصنيف في خانة الإرهاب، للهيئات والمنظمات، العلمية، والثقافية، والخيرية، يقدم صورة بشعة عن أساليب الحكم في بلادنا الإسلامية، ويصب في طاحونة الحاقدين على الإسلام والمسلمين في العالم.
أبديت استعدادك للسفر للقاهرة والرياض وحثهم على إلغاء عقوبة الإعدام، هل تفاعل أي من المسؤولين في الدولتين مع الدعوة؟
أعلنت استعدادي إلى تشكيل وفد حكماء عربي من مختلف العائلات الفكرية والسياسية، تكون مهمته زيارة السعودية ومصر، وإقناع حكامهما بوقف الدم وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة أو المتوقعة بحق عدد من العلماء والمعارضين السياسيين، ولكن نحن كجمعية علماء المسلمين الجزائريين لا ننتظر أن يتفاعل معنا أحد، وكل ما نريده أن نبرئ الذمة في قضية إبداء النصح للحكام، لأن لا يقدموا على تنفيذ الإعدام في العلماء ولا المطالبة بإعدامهم، وبدل ذلك العمل بالعفو والمصالحة، التزام بقيم الإسلام وأخلاقه، مهما كانت الظروف والأحوال.
وما الدور الذي تقوم به جمعية العلماء المسلمين في الجزائر وخارجها؟
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، جمعية إصلاحية دعوية جزائرية، أنشئت سنة 1931، في جو استعماري يعمل على مسخ الشخصية الجزائرية ومحوها، فكانت الجمعية من أهم المؤسسات التي قاومت الاستعمار، ورغبته في تغريب اللغة العربية واعتبارها لغة أجنبية، وإلحاق الجزائر بفرنسا، فكان رد الجمعية وقتها بأن “الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا”.
وبعد الاستقلال استمر رجالها في النضال والبناء الوطني، في مجالات التربية والتعليم والأنشطة الثقافية، في داخل المؤسسات الرسمية وخارجها.
وفي سنة 1990 وبعد إقرار التعددية السياسية، أعاد بعض بقايا الجمعية وتلامذتهم من عهدها الأول بعثها من جديد لتقوم بمهامها الدعوية الإصلاحية، وهي الآن منتشرة عبر التراب الوطني الجزائري كوعاء جامع لكل من يؤمن بالثوابت الوطنية، وداعمة لكل جهد وطني عربي فعال.