وتروي لوري كينغ، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة جورج تاون أن “الممرضة اليهودية الأمريكية إلين سيغل، وكانت عملت متطوعة في مستشفى غزة في المخيم، قد أدلت بشهادتها بعد أشهر أمام لجنة “كاهانا” في إسرائيل، وهي هيئة تحقيق لا تملك قوة قضائية”.
ونقلت الباحثة في مقالة بعنوان “صبرا وشاتيلا: الرعب مستمر” عن سيغل قولها إن “رجال الميليشيات المسيحية قادوها مع أطباء وممرضين أجانب آخرين إلى خارج المستشفى، وقاموا بصفهم مقابل جدار تمهيداً لإعدامهم، ثم توقفوا فجأة عن خططهم عند سماعهم شخصاً من خارج المخيمات عبر جهاز اتصال لاسلكي. من يستطيع أن يرى – ويوقف – ما كان يحدث. أعطى أحدهم القتلة أمراً بعدم قتل الأجانب. كان شخص ما يدير عمليات القتل. هذا الشخص كان بلا شك إسرائيليا، يراقب عمليات القتل من موقع قيادة على سطح مبنى السفارة الكويتية المجاورة”.
في نفس الوقت تؤكد تقارير أن أرييل شارون حينها كان يدير العمليات العسكرية في المنطقة، من سطح عمارة عالية تقع على مفرق السفارة الكويتية.
وتشير الكاتبة إلى أنه “بعد مرور 36 عاما على مذبحة تعيش في كوابيس العالم، وفي وقت تكون فيه المسافة ضئيلة أو معدومة بين آراء وسياسات وتكتيكات الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، فإن أوجه القصور والضعف في حكومة الولايات المتحدة في السيطرة على ضراوة أرييل شارون في عام 1982 كانت مقلقة بشكل خاص. في عام 1982، كان بعض المسؤولين الأمريكيين مستعدين وراغبين في تسمية الإسرائيليين بما كانوا عليه، وحوش. الآن، لا يمكن التمييز بين لغة دونالد ترامب، وما يسمى بفريق السلام في الشرق الأوسط، وبين لغة بنيامين نتنياهو”.
وتصل لوري كينغ إلى خلاصة مفادها “نحن نرى أن الماضي لم يمت، هو أصلا ليس ماضيا بالنسبة للاجئين الذين أصبحوا الآن في وضع ضعيف كما كانوا منذ فترة طويلة في سبتمبر في صبرا وشاتيلا”.
المصدر: almodon