Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 1/4

بقلم الباحث : محمود جابر


الحوار المتمدن-العدد: 4015 – 2013 / 2 / 26 – 22:34 
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني 

الوهابية فى مصر
من محمد على ألى مبارك
التسلل ثم الاستيلاء
مقدمــة الطبعة الثالثة
مع مثول هذه الطبعة للنشر كانت قد قامت ثورة 25 يناير فى مصر،وتجلت بعدها الحالة الوهابية بمالا يدع مجالا للشك..
ورغم أن جميع جماعات الوهابية وأحزابها لم تكن من أصحاب الدعوة إلى الثورة أو من الثوارأصلا، ولكنهم اليوم يتسابقون إلى قطف الثمرة..
وكلهم يتسابقون لتأسيس أحزاب سياسية ليس هناك فرق بين السلفيين والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية فى ذلك..
من هنا أصبح هذا الكتاب ذو أهمية خاصة حتى يتعرف الشارع المصرى على هؤلاء ومن هم ؟!!
المؤلف

المقدمة
لعلنـا جميعا عرفنا وطالعنا الأيدولوجيا الصهيونية الجديدة التي تسمى بـ “المسيحية الصهيونية”، إلا أننا لم نسمع عن الصهيونية الإسلامية، لكن هناك من يتحدث عن أنه من الممكن أن يحدث اختراقا ما للفكر الإسلامي المعاصر، أو للإسلاميين من قبل الصهاينة أو الصهيونية، وخاصة فى قضايا الصراع مع العدو الصهيوني والأمريكي ، هذا فى الوقت الذي يدعى آخرون أن هذا الاختراق حدث بالفعل، بشكل أو بآخر من قبل هؤلاء الذين دخلوا الإسلام وهم متأثرين بثقافتهم اليهودية، ومن هنا كان للثقافة اليهودية والتشريعات اليهودية أثرا فى الاعتقاد والفقه، بل ومجمل الثقافة الإسلامية ، بيد أننا نرى مثل مجموعة أخرى من الباحثين والكتاب والمفكرين أن هناك اختراقا وليس تأثرا،وهذا الاختراق اختراقا صهيونيا وليس تسربا يهوديا حدث،إلا أن الخلاف بين هذا الفريق ليس حول الاختراق من عدمه بل حول الوقت الذي حدث فيه هذا الاختراق، ومدى التأثير الصهيوني اليهودي على مجمل الأوضاع والثقافة والاعتقاد الإسلامي ككل.
وبناء على ما سبق ، فنحن نعتقد أن التيار الفكري الذى يبلور الرؤية الإسلامية الصهيونية هم ” الوهابية” حصرا بكل تياراتهم وأشكالهم، وقد انطلقت “الوهابية” فى العصر الحديث والمعاصر من العربية السعودية إلى كافة أرجاء المعمورة .
فى النظام السعودي يمثل الحالة السياسية التي أنتجتها الوهابية، وقبل التعرض لقضايا الاختراق اليهودي للإسلام عن طريق الوهابية فى مسائل الاعتقاد، نستعرض فى هذا المدخل بعض من المواقف السياسية للوهابية السعودية التي تضع أقدامنا على أول طريق بحث ودراسة هذا الموضوع.
جاء النظام السعودي الوهابي – اليهودي الأصل ،في ضوء عملية تزاوجية بين حركة دينية أسسها محمد بن عبدالوهاب بمساعد العميل المخابراتي الإنجليزي اليهودي”مستر همفر”وقوة مسلحة كانت على هيئة عصابة غزو وقتل وتدمير وتآمر بقيادة محمد بن سعود ،استطاعت أن تلحق بها كل مناطق شبه الجزيرة بعد أن قضت على النفوذ الهاشمي في منطقة الحجاز، وبعد أن انتهت وعود الإنجليز للشريف حسين إلى “سايكس بيكو”، ووعد بلفور،وتم إجهاض المشروع الوحدوي العربي ، وبعد استولى آل سعود على مقاليد السلطة في شبه الجزيرة العربية بدأت ممارستهم الخيانية خدمة لحلفائهم الصهيو- صليبيين وعلى رأسهم الإنجليز ثم الأمريكان والصهاينة ،وقد ساهمت الثروة النفطية في استخدام المال لشراء الذمم والضمائر العميلة والدنيئة وجاءت كل ممارستهم في الاتجاه المضاد لأي مشروع مقاوم وضد أي حركة نهضوية عربية،يضاف إلى ذلك أنهم مارسوا العدوان على كل ما وصلت إليه أياديهم السوداء القذرة.
ومن جرائم هذا النظام اعتدائه على كل دول الجوار وقضم بعض من أرضها، ففى اليمن قام بتمويل نظام الإمامة الفاسد ودعمه من أجل القضاء على قوات وأنصار الثورة اليمنية، ثم قام باغتصاب الأرض ووقف ضد تطلعات والأماني الوحدوية لشعب اليمن وقاوم توجهاته التقدمية .
ومن هذه الجرائم تنازله – النظام السعودي الوهابي- طوعا عن الحدود التي تربطه بأرض فلسطين ( المحتلة) حتى لا يكون من دول المواجهة مع دولة الكيان الصهيوني، وعلى مدى أكثر من ستين عاما من عمر الصراع العربي-الصهيوني لم يشارك بطلقة واحدة ولا بجندي واحد، ومع هذا لم تسلم فلسطين من مؤامراته.
أما فى سوريا فقد وقف نظام الخيانة لآل سعود ضد الوحدة السورية-المصرية وقام بتمويل عملية الانفصال، وقد هرب كل قادة الانفصال للالتجاء إليه بعد قيام حركة الثامن من آذار- مارس 1958 .
كما قدم فهد بن عبد العزيز(الملك السابق) مشروع الاستسلام للتصالح مع العدو الصهيوني والذي سُمي فيما بعد بمشروع فاس عام 1982، ثم قدم عبدالله بن عبد العزيز(الملك الحالي) مشروعا آخر للصلح مع دولة الكيان الصهيوني والمعروف بالمبادرة العربية للسلام في قمة بيروت قبل سنوات، ويبدو أن آل سعود يتنافس ملوكهم و أمراؤهم على تسجيل أسمائهم في سجلات الخيانة، فمن مشروع فهد إلى مشروع عبد الله .
على مدار الثمانينيات من القرن الماضي مول النظام السعودي الوهابي الصراع الدائر في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي تحت لافتة الجهاد ، ودفع ما يقارب العشرين مليار دولار في سبيل ذلك ،ليس من أجل الجهاد بل لخدمة الأمريكان وعلى مدار نفس الفترة لم يدفع آل سعود دولارا واحدا لتمويل الثورة الفلسطينية،وكل الأموال التي كانت تصل منظمة التحرير الفلسطينية كانت أموال تجبى من العاملين الفلسطينيين على أرض شبه الجزيرة العربية .
شارك في غزو العراق بتقديم الأرض والماء والسماء والمال لتدمير العراق تحت عنوان تحرير الكويت، وبذلك فتح الباب من أمام الجيوش الغربية للإقامة فى المنطقة ، شارك في غزو العراق عام 2003 وقدم كل التسهيلات للقوات الأمريكية الغازية .
وإذا نظرنا إلى الموقف السعودي الوهابي من المقاومة الإسلامية المشتبكة مع العدو الصهيوني في لبنان والتي هزمت هذا العدو في حرب يوليو 2006 نجد أنه لا يختلف عما سبق.
وكما يعرف الجميع أن علاقة النظام السعودى بأمريكا هي علاقة تابع ومتبوع أو علاقة آمر ومأمور .. إن ما يجمع هذا المثلث (السعودية وإسرائيل وأمريكا) هو هدف واحد للجميع ، فإسرائيل تسيطر على فلسطين وأجزاء من دول عربية، وأميركا تسيطر على العراق وعينها على الباقي وآل سعود يسيطرون على الجزيرة العربية، إذا القاسم المشترك في هذا المثلث هو السيطرة على المنطقة العربية، وقد يستنكر البعض من الساذجين حشد النظام السعودي في هذا المثلث، لكنني أتحدى هؤلاء أن يأتوا بمكرمة واحدة للنظام السعودي قام خلالها بتقديم خدمة للأمة العربية أو الإسلامية، وفي المقابل يمكن أن يورد المرء سجلاً حافلاً بالعمالة والخيانـة، وطعن الأمة العربية والإسلامية من الخلف تلك السياسات التي دأب النظام السعودي على انتهاجها منذ علاقة روزفلت-عبد العزيز نهاية بعلاقة عبد الله- بوش الأكثر شبهة .
لقد دأب النظام السعودي على تنفيذ الأوامر الأمريكية في المنطقة، وتحول بذلك هذا النظام إلى أداة أمريكية يتم من خلالها قمع كل معارض عربي أو غيره لسياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط ، فمن خلال النظام السعودي دخلت أمريكا بجيوشها إلى الجزيرة العربية والكويت والعراق، خلال المدة الماضية تحول هذا النظام إلى جوقة تردد ما تنادي به السياسة الأمريكية حول تجريد إيران من حقها في استخدام الطاقة النووية .
في المقابل ينسى النظام السعودي أو يتناسى أن إسرائيل على بعد مرمى حجر من المملكة وأنها ترسانة نووية تعج بأسلحة الدمار الشامل ، لكن هذا النظام لا يستطيع أن يقول كلمة حق ويستطيع أن يشهد بالباطل ألف مرة مادام ذلك يرضي الولايات المتحدة الأمريكية، فالمهم بالنسبة لهذا النظام هو أن يبقى مسيطراً على الجزيرة العربية وثرواتها ولو تحالف مع الشيطان .
ليست المصالح السياسية الآنية فقط التي تجعل التقارب السعودي ـ الإسرائيلي أمراً حتميا ظهرت ملامحه في توافق الطرفان في رؤيتهما السياسية خلال حرب لبنان الأخيرة وأشادت القيادة الإسرائيلية بالمواقف السعودية وتحولت الفتاوى السعودية إلى مادة دسمة تستهلكها الصحافة الإسرائيلية وتم الإعلان عن لقاءات سرية بين القيادات في الدولتين تحت مظلة وسيط عربي.
إن لهذا التقارب جذور وقواسم مشتركة تؤلف قلوب القيادات في كل من إسرائيل والسعودية. وليس قرار النظام السعودي إنشاء جدار عازل بين السعودية والعراق إلا رمزا لحالة التقارب الفكرية بين دولة صهيونية عنصرية وأخرى عربية تشاركها بعض البنية الفكرية والخلفية التاريخية. هذا التقارب نابع من مشتركات تجعل الكيان الإسرائيلي أكثر تشابها مع نظيره السعودي. لهذا التقارب عدة وجـوه:
أولاً: قامت دولة إسرائيل والدولة السعودية على علاقة متشنجة مع الدين. الأولي استغلت نصوصا قديمة دينية في سبيل مشروع حديث طعم بالفكر القومي الأوروبي وخاصة المتصل بمفهوم الدولة القومية وجمعها لشتات اليهود المنتشرين في العالم وتصدرت إسرائيل تمثيل هؤلاء في المركز الجغرافي والذي يحمل الرمزية الدينية وبذلك يستطيع توحيد الصفوف. كذلك السعودية والتي قامت هي أيضاً على تفعيل الخطاب الديني في مشروع سياسي بحت مستغلة بذلك رمزية الموقع الجغرافي وثقله عند المسلمين لتكسب شرعية ولو آنية حتى يتم تثبيت الدولة وهيمنتها.
ثانياً: قامت الدولتان السعودية والإسرائيلية على تفعيل الخلاف بين جغرافيتين الأولى جغرافية الداخل النقي الطاهر الذي يمثل روح المجموعة والخارج المعادي والآخر المتربص. ديمومة المشروعين الإسرائيلي والسعودي تعتمد على هذا الانفصال حيث تتكون نظرة للعالم وكأنه جاهز للانقضاض على الداخل الصافي.
ثالثاً: تقسيم الجغرافيا إلى مناطق يقطنها الطاهر وأخرى يقطنها المدنس تجد تكريسا صريحا في فكرة الجدار العازل الذي يفصل بين الجغرافيتين إسرائيل تبني جدارا يفصل بين الداخل والذى يصورهم على أنهم تحت التهديد والخطر من الخارج الفلسطيني. كذلك السعودية بجدارها ذي الكلفة المرتفعة يفصل ما يصور على أنه الداخل السعودي الآمن والخارج العراقي الملتهب الجدارين يقلبا ويصور الجلاد فى صورة الضحية.
رابعاً: يتميز الكيانان الإسرائيلي والسعودي بالعنصرية أولا تجاه أطراف في داخل الكيانين وبين الكيان نفسه ومن هو خارجه. نجد أن في الداخل الإسرائيلي تمايزا بين اليهود أنفسهم حيث يتصدر يهود أوروبا المقام الأول لأنهم أصحاب المشروع منذ بدايته ويأتي اليهود الشرقيون والفلاشا وحتى الروس القادمون بعد إتمام المشروع في مراتب متدنية ويشكل هؤلاء حلقات بعضها يعاني من التمييز والدونية التي تعبر عن ذاتها في الإقصاء والابتعاد عن مركز القرار السياسي والاقتصادي ورغم محاولات إسرائيلية لدمج هؤلاء إلا أن التمايز و الاقصائية لم يقض عليهما بعد بشكل تام. وفي الداخل السعودي نجد أيضا إن العنصرية والتمايز يلازمان تطور الدولة وتكريس هويتها الضيقة حيث تستثني وتستبعد هويات هامشية أخرى لم تكن ضمن الجوقة والتي يعتقد أنها اختيرت وانتخبت إلهيا لبلورة المشروع الديني الأزلي.
وكما في إسرائيل يبقي الجدل حاميا بخصوص من هو اليهودي الحقيقي الأصلي نجد أن في السعودية أيضا لا يصمت الجدل لمختص بتعريف من هو المسلم الحقيقي مع الاستنتاج المسبق أن رعية الدولة الضيقة هي صاحبة الحق والكلمة الفصل في تحديد مواصفات هذا المسلم وخصائصه وصفاته.
خامساً: التقارب في الخصائص بين السعودية وإسرائيل ينطلق من كون الكيانين نتجا عن العنف ضد الغير. قامت دولة إسرائيل على عنف منظم تحت مظلة ومباركة خارجية “بريطانيا” حتى نتجت عن هذا العنف حركة توسعية تستمد شرعيتها من الدين وجنودها من المستوعبين للخطاب الديني أو الانتهازيين الذين يقتنصون الفرص التاريخية وكذلك كانت السعودية منذ بدايتها دولة اعتمدت على الدعم الخارجي البريطاني والعنف المحلي لتثبيت مشروع متلبس بالدين ولكنه سياسيا بالدرجة الأولي.
لم ينشأ الكيانان عن عقد اجتماعي أو تكافؤ اقتصادي بين أطراف جغرافية متفرقة أو وحدة ثقافية بين هذه الأطراف بل قام الكيانان على العنف التوسعي وبسط الهيمنة بحد السيف وشرعية النص الديني المستغل للمشروع السياسي الآني.
سادساً: يعتمد الكيان السعودي والإسرائيلي على العنصر الخارجي ليس فقط في بداية المشروع بل من اجل استمرارية هذا لمشروع. حتى هذه اللحظة لا تستطيع السعودية أو إسرائيل أن تقف على قدمين صلبين دون الدعم والمساندة من الخارج. هشاشة الكيانين تتطلب العنصر الخارجي لأنهما مشروعان يتصفا بهشاشة الشرعية وتزويرها. تنبع هذه الهشاشة من تجنيد الخطاب القديم الديني في سبيل مشروع حديث لا يمت بصلة إلى هذا الخطاب القديم وتنبع أيضا من تزوير الحقائق التاريخية وربطها بمحاولات شرعنة العنف الموجه ضد الآخر.
وبدون الدعم الخارجي المعنوي والمادي والعسكري تسقط المنظومة الإسرائيلية ونظيرتها السعودية ولا يبقي سوى كيانات مرتجفة تعتاش على تصوير نفسها وكأنها تكثيف لمعني الطهر والنقاء الذي يعاني من مخاطر أزلية وقوي شريرة تحاول النيل منه وتقويض دعائمه.
التقارب السعودي الإسرائيلي الحالي ما هو إلا تقارب لكيانات تشترك في خصائص معينة تجعل من دول الجوار والجدار منظومة شاذة عن تاريخ الأمم ونهضتها …
ولعل فضيحة تقرير ويكيليكس الذي خرج إلى العلن نهاية نوفمبر 2010،عن تعاون إسرائيلي سعودي أمريكي من أجل شن هجوما على الجمهورية الإسلامية الإيرانية خير شاهد على ذلك .
الدافع الثاني وراء هذا الكتاب: خطورة الوهابية يقيناً، وهذا اليقين جاء من هذا الكم الهائل من الكتب والأبحاث والمقالات والوثائق والأحداث والوقائع التى تثبت هذا الأمر، وتكمن هذه الخطورة فى أنها تريد غزو الإسلام والقضاء عليه ثم تتحدث باسمه، وأيضا فى أنها تطور للعديد من الانحرافات العقائدية الإبراهيمية من (اليهودية والمسيحية والإسلامية) وغير الإبراهيمية مثل (الغنوصية والمانوية). وخطورتها ثالثاً: فى تسميتها بالحركة الإسلامية أو الدعوية أو الحملة التجديدية.
وخطورتها أخيراً: وليس آخرا تكمن فى أنها تمثل أسوء نموذج لتقديم الإسلام، وخير معين لتفتيت وتفكيك الأمة والوحدة الإسلامية، وأنها الصياغة الفريدة التي تنفر الناس من الإسلام وتكفى أعداء الإسلام مئونة الجهد والاجتهاد لضرب الأمثال وإيضاح الصورة لماذا يكرهون الإسلام.
إقليم نجد: يحتوى الكتاب على دراسة فريدة من نوعها لإقليم نجد جغرافيا وثقافيا وعلاقة هذا الإقليم وسكانه بالنبي وموضع أهله من الدعوة الإسلامية فى مراحلها الأولى، وكذلك دورهم فى الصراع الإسلامي سواء فى عصر الخلافة الأولى و الدولة الأموية والعباسيين وكذلك دورهم وعلاقتهم مع الدولة الفاطمية فى مصر وحتى اليوم.
وهذا الكتاب دراسة في التاريخ السياسي والاجتماع للوهابية ذاتها وأثرها فى الإقليم بشكل عام وفى مصر بوجه خاص، والكتاب ينقسم إلى قسمين رئيسيين:
الأول: عرض وتأريخ لتطور الوهابية على الصعيد الفكري والسياسي للدولة السعودية.
ورصدنا كيف قامت الدولة والعلاقة بين الوهابية كجناح فكرى وأيديولجى والسعوديين كجناح سياسي.
وأهمية هذا الفصل تكمن أيضا أنها تمثل مقاومة مشروعة لاحتلال الوهابية السعودية للعقول عن طريق تفتيت الفكرة والتأريخ من كتاب إلى كتاب وقد دأب هذا العقل – المجرم – على هذا من خلال إعادة طباعة الكتب التي تتناوله أو من خلال التواصل مع المؤلفين والمؤرخين من أجل حرفهم عن الطريق الصحيح، وأيضا من خلال التواصل مع الأكاديميين من أجل أن لا يصل طالب الحقيقة إلى وجهته؛ من أجل هذا أرخنا لهذه الفترة.
وقد جعلنا هذا الفصل مقدمة تفسيرية لغزو الوهابية لمصر واستهدافها، ولعل السبب يكمن فى قوة مصر وتسامحها الذي يمكن أن يمثل قوة ضاربة وقاضية على الوهابية أو أية قوى حاملة للخطاب الوهابي وهى إشكالية ربما ترتبط بمصر وحدها على وجه الخصوص.
الجزء الثاني: وهو تأريخ للوجود الوهابي فى مصر عقب القضاء على الدولة الأولى، وأثناء الدولة الثانية، وكيف استطاع الإنجليز ترسيخ دعاة للوهابية فى مصر وجعلهم رموزا للثقافة وللفكر أمثال رشيد رضا ومحب الدين الخطيب، وكيف استطاع الأول أن يقوم بإعداد دعاة للوهابية فى مصر وطبع الكتب التراثية تارة وتزويرها تارة أخرى ونشر تعاليم ابن عبد الوهاب على أوسع نطاق فى مصر عبر مؤسسات ثقافية ودينية واجتماعية، بل، عبر الأزهر ذاته.


كما نرصد المعارك التي دارت بين الوهابية وعلماء الأزهر الشريف ومنهم على سبيل المثال العلامة يوسف الدجوى ، وهنا نرصد الوجود الوهابي فى مصر وانتشاره ومدى تأثيره على الأوضاع المصرية.
والجزء الآخر من هذا الفصل هو رصد وتاريخ لتطور الوجود الوهابي من عصر الثورة المصرية ( فى عهد جمال عبد الناصر)، وكذلك عصر السادات ومدى ارتباط السادات بالسياسات السعودية وضلوعها فى الاتفاقية المصرية الصهيونية (كامب ديفيد)، ودور الوهابية فى اغتيال السادات، وفى هذه المرحلة استطاعت الوهابية التسلط على المزاج العام خاصة فى عهد مبارك بعد أن استطاعت بشكل منقطع النظير تفكيك الخطاب القومي، وفى هذه الحقبة نسلط الضوء على الكيانات الوهابية فى مصر سواء كانت مؤسسات أو أفرادا وصولا لغزوهم الأزهر ووسائل الإعلام المختلفة بل العقل المصري العام.


والنتيجة التي نستهدفها فى نهاية الكتاب دراسة مدى التأثير الوهابي فى الوضع المصري سياسيا وثقافيا، ودور الوهابية فى تغير مصر، بل وتغير العديد من التقاليد والعادات المصرية وكذلك سلوك الناس اليومي.
ومع أن الكتاب لا يقوم بالدور الوعظي أو الخطابي أو حتى الارشادى المباشر، بيد أن فى ثنايا موضوعاته إشارات عن كيفية مقاومة هذا الغزو وطريقة تفكيك هذه النحلة.

الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 2/2


محمود جابر 


الحوار المتمدن-العدد: 4016 – 2013 / 2 / 27 – 22:33 
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني 

  

الفصـــل الأول: الوهابيـــــــة


الوهابية هي الفرقة التي تنسب إلى محمد بن عبد الوهاب التميمى النجدي، وقد تبع خروجه هو و فرقته انتشار التكفير والقتل بين المسلمين، و تخريب البلاد والمقدسات، وأخيرا انتشار ظاهرت التفجير والتفخيخ فى الأسواق والتجمعات.

\
ويسميهم الناس في مصر ” السُنيين” أو ” السلفيين” أو ” الإخوان ” أو ” الجماعة الإسلامية ” ….. ألخ، وظل الناس إلى عهد قريب يتعامل معهم بخوف وخشية من سلوكهم الفظ الغليظ….

 


وهم الفتنة التي حذّر منها الرسول – صلى الله عليه واله وسلم, فقد أخرج البخاري, الحديث (936) , قال ‏:‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏وفي ‏ ‏يمننا ‏قال قالوا وفي ‏ ‏نجدنا ‏ ‏قال قال اللهم بارك لنا في ‏ ‏شأمنا ‏ ‏وفي ‏ ‏يمننا ‏ ‏قال قالوا وفي ‏ ‏نجدنا ‏ ‏قال قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.
‏وفى البخاري, الحديث (6342), عن ‏‏ابن عمر ‏قال: ‏ذكر النبي – ‏صلى الله عليه واله وسلم- ‏ ” ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏شامنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا “‏ ‏قالوا يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا. ‏قال : “اللهم بارك لنا في ‏ ‏شامنا ‏ ‏اللهم بارك لنا في ‏ ‏يمننا”. ‏ ‏قالوا ” يا رسول الله وفي ‏ ‏نجدنا ‏ ‏فأظنه قال في الثالثة ” هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان “.
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل, الحديث (5384), فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه واله وسلم: من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر . 


إذا علمت ذلك أخي العزيز, فقد أتضح لك القوم الذين حذّر منهم الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم.


ففي الحديث الذي أخرجه البخاري, الحديث (3230), ‏عن علي (عليه السلام) إذا حدثتكم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ‏فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه واله وسلم ‏ ‏يقول:
“يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان, ‏ ‏سفهاء ‏ ‏الأحلام, يقولون من خير قول البرية, ‏ ‏يمرقون ‏ ‏من الإسلام كما ‏ ‏يمرق ‏ ‏السهم من الرمية, لا يجاوز إيمانهم حناجرهم, فأينما لقيتموهم فاقتلوهم, فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة” 


وقد دأب البعض بحسن نية أو جهل بتفسير هذا الحديث بالخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب, ولكنهم غفلوا عن قول الرسول (في آخر الزمان) وأولئك الخوارج لم يكونوا في آخر الزمان كما لا ينطبق عليهم أنهم حدثاء الأسنان أي صغار السن. ولكن هذا الحديث ينطبق تماماً على خوارج هذا العصر هم (الوهابية) .. أو السلفية ، أو الإخوان ….

أصــول الفكر الوهابـــي:


للفرقة الوهابية أصل معلن، وأصل خفي، أما الأصل المعلن، فهو: إخلاص التوحيد للّه، ومحاربه الشرك والأوثان، ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى. 


وأما الأصل الخفي، فهو: تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمه للمستعمر الغربي. وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم، فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس. 


فلا شك أن شعار (إخلاص التوحيد ومحاربه الشرك) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس، وهم لا يشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي.
ولقد أثبت المحققون فى تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت فى الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية. انظر مثلا:

(أعمدة الاستعمار) لخيري حماد، و(تاريخ نجد) لسنت جون فيلبى أو عبد الله فيلبى، و(مذكرات حاييم وايزمن) أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، و(مذكرات مستر همفر)، و(الوهابية نقد وتحليل) للدكتور همايون همتى.

عقيدتهم فى الصحابـــة 


أ- ثبت فى ما تقدم أن عقيدة الوهابية تقضى على جل الصحابة بالكفر والشرك.. هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي (ص) وأجازوا الاستشفاع به(ص)، أو أجازوا السفر لزيارة قبره الشريف، أو راو من يجيز ذلك أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر والشرك ولا هدروا دمه ولا استباحوا أمواله!! 


هذا هو لازم عقيدتهم، وهذا هو حكمهم بالفعل. أما حين يراوغون عنه بالقول فى ما يزعمون من تعظيم الصحابة، فإنما يريدون منه إغواء البسطاء وتضليل الناس، كما يخشون أيضا عواقب تصريحهم بذلك.
ب- لم تقف الوهابية عند هذا الحد، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول(ص) فى حياته أيضا.. فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ما نصه: إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول ويصلون معه ويزكون ويصومون ويحجون، ومع ذلك فقد كانوا كفارا بعيدين عن الإسلام!! 


جـ- مما يؤكد عقيدتهم هذه فى الصحابة مبالغة كتابهم وعلمائهم فى الدفاع عن يزيد بن معاوية والثناء عليه، فى حين لم يعرف التاريخ عدوا للصحابة كيزيد، ولا عرف التاريخ أحدا أباح دماء الصحابة وأعراضهم كما فعل يزيد فى وقعه الحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها وكلهم من الصحابة وأبناء الصحابة، ويهتكون الأعراض وهى أعراض الصحابة فافتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو ألف عذراء لا يدرى من آبائهم !! 


وقبل ذلك كان فعله فى كربلاء فى قتل ثمانية عشر رجلا من أهل بيت الرسول(ص)، فيهم سبطه وريحانته الحسين بن فاطمة الزهراء، وأولاده وأولاد أخيه الحسن، ومن معه من أخوته وأبناءهم وحتى الرضع منهم.
وبعد ذلك فعله فى مكة المكرمة وإحراق الكعبة.. ذلك هو يزيد الذي يثنون عليه.. ومن يدرى لعلهم يثنون عليه لأجل أعماله تلك وفعله ذلك فى الصحابة ونسائهم وذريتهم؟! 


وأغرب من ذلك أن يزيد كان لا يقيم الصلاة، وكان يشرب الخمر.. فهم بحكم انتسابهم إلى فقه الإمام أحمد ينبغي أن يفتوا بكفره لأجل هذا وحده.. ولكنهم اثنوا عليه واعتذروا له.. 


فلأي شى‏ء اثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعله وخصاله، بينما كفروا من استشفع بالرسول أو قصد زيارته وإن كان من كبار الصحابة والتابعين ومجتهديهم؟ 


هل لأن يزيد أفنى صحابة رسول اللّه(ص) وهتك أعراضهم واستباح أموالهم وذراريهم؟!

الوهابيـون والمسلمون (البدعة الوهابية الكبرى)

يعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص، وأما سائر المسلمين فهم مشركين لا حرمة لدمائهم وأموالهم، ودارهم دار حرب وشرك!!
ويعتقدون أن المسلم لا تنفعه شهادة أن (لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول – مثلا – ويقصد زيارته ويطلب الشفاعة منه!
ويقولون إن المسلم الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك وشركه أشد من شرك أهل الجاهلية من عبدة الأوثان والكواكب! 

 

ففي رسالة (كشف الشبهات) أطلق محمد بن عبد الوهاب لفظ الشرك والمشركين على عامة المسلمين عدا أتباعه في نحو 24 موضعا، وأطلق عليهم لفظ : الكفار، وعباد الأصنام، والمرتدين، وجاحدي التوحيد، وأعداء التوحيد، وأعداء اللّه، ومدعى الإسلام في نحو 20 موضعا. وعلى هذا النحو سار أتباعه في سائر كتبهم. 


فهل جاءوا بعقيدتهم هذه من إجماع السلف، أم هي بدعة منكرة؟ 


لقد نقل ابن حزم الأصل القائل: (أنه لا يكفر ولا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا) ثم عد أئمة السلف القائلين به، إلى أن قال: (وهذا هو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسألة من الصحابة، ولا نعلم فيه خلافا).
إذن ليس للوهابية سلف يقتدون به فى بدعتهم هذه سوى الخوارج!!

عقيدتهـــم فــى الصفـــات 


عقيدة الوهابية فى الصفات هي من صنف عقائد المجسمة..
فهم ينسبون إلى اللّه تعالى الأعضاء على الحقيقة: كاليد، والرجل، والعين، والوجه.. ثم يصفونه تعالى شأنه بالجلوس والحركة والانتقال والنزول والصعود، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ.. تعالى اللّه عما يصفون.
وهذه العقيدة قلدوا فيها ابن تيمية.. وهى فى الأصل عقيدة الحشوية من أصحاب الحديث الذين لا معرفه لهم بالفقه والثابت من أصول الدين، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ، وقد أخذوا ذلك عن مجسمة اليهود.
فجاءوا بكلام لم يستطيعوا أن ينقلوا منه حرفا واحدا عن واحد من الصحابة ولا وأحد من الطبقة الأولى من التابعين، ثم زعموا أن هذا هو إجماع السلف، وزوروا ذلك بكلام طويل كله لف ودوران خال من أي برهان صادق. 


بل لم يجدوا إلا كلمة واحدة أطلقها ابن تيمية جزافا، وهى محض افتراء لا ينطلي إلا على البسطاء الذين لا يتثبتون مما يسمعون، وعلى المقلدين المتعصبين..
يقول ابن تيمية فى حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه:

 

 إن جميع ما فى القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف فى تأويلها، وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث، ووقفت على ما شاء اللّه من الكتب الكبار والصغار، أكثر من مائة تفسير، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف.
وقال فى نفس الموضع أنه كان يكرر هذا الكلام فى مجالسه كثيرا..
لكنه كـلام باطل يشهد على بطلانه كل ما ورد فى تفسير آيات الصفات، وخاصة فى الكتب التي نقلت تفاسير الصحابة، والكتب التي كان يؤكد عليها ابن تيمية ويقول: أنها تروى تفاسير الصحابة والسلف بالأسانيد الصحيحة وليس فيها شي‏ء من الموضوعات والأكاذيب، وأهمها: تفسير الطبري، وتفسير ابن عطية ، وتفسير البغوى ، وابن كثير ، والزمحشرى ، والرازي، والنسفى . 


فهذه التفاسير جميعا نقلت عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها، وهذا جار فى جميع آيات الصفات. 


انظر مثلا تفسير آية الكرسي عند الطبري وابن عطية والبغوى، فهم جميعا يبدأون بقول ابن عباس : كرسيه علمه  .


وهكذا مع جميع الآيات التي جاء فيها ذكر الوجه:

(وجه ربك) أو(وجهه) أو (وجه اللّه)، فأول ما ينقلونه عن الصحابة هو التأويل بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضى المقام. 


إذن فبرهانهم الوحيد على عقيدتهم فى التجسيم هو افتراء على الصحابة، وتزوير فى الحقائق الدينية، ونسبه الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهوله التحقق من ذلك. 


فهل سيحاول القارى‏ء أن ينظر فى هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه؟ خذ مثلا تفسير البغوى الذي عظمه ابن تيمية كثيرا وقال أنه لم يرو الموضوعات، وقف على تفسير هذه النبذة من آيات الصفات: البقرة: 115 و255 (آية الكرسي) و272، الرعد: 22، القصص: 88، الروم: 38- 39، الدهر: 9، الليل: 20. 


لترى بعدئذ عظم ما ارتكبه هؤلاء من افتراء وزيف وبهتان نسبوه إلى هذا الدين العظيم وإلى السلف.


وقد رأينا تشابها كبيرا بين اعتقاد الخوارج الوهابية فى الذات الإلهية وبين عقائد اليهود.

الجزء الاول
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=347430

 

الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 3/3


محمود جابر 


الحوار المتمدن-العدد: 4020 – 2013 / 3 / 3 – 17:34 
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني 

نماذج عقائديـة من التطابـق اليهــودي الوهابــي :


ينسب اليهود إلى الله تعالى الجلوس والقعود والاستقرار والثقل والوزن والحجم والعياذ بالله من كفرهم. 


ففي نسخة التوراة “المتداولة” التي هي أساس دين اليهود فيما يسمونه “سفر الملوك” الإصحاح 22 الرقم “19-20 :” و قال فاسمع إذاً كلام الرب قد رأيت الرب جالسًا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره”. وفى سفر مزامير الإصحاح “47” الرقم “8”

يقول:” الله جلس على كرسي قدسه”. 


هذه بعض المواضع من أشهر كتب اليهود فيها التصريح بالكفر بنسبة الجلوس إلى الله تعالى ، وإليك طائفة من أقوال الوهابية تعتمد اللفظ عينه.
في كتاب ” مجموع الفتاوى “- المجلد الرابع- ص 374 لابن تيمية يقول ما نصه:” إن محمدًا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه”. 


وفي كتاب ” شرح القصيدة النونية ” لابن القيم الجوزية تأليف محمد خليل هراس ص / 256 يقول:” قال مجاهد: إن الله يُجلس رسوله معه على العرش”.


وفي كتاب ” مجموع الفتاوى ” – المجلد الخامس ص/527 ، وكتاب شرح حديث النـزول – طبع دار العاصمة ص / 400 يقول ابن تيمية:” فما جاءت به الآثار عن النبى من لفظ القعود و الجلوس فى حق الله تعالى كحديث جعفر بن أبي طالب و حديث عمر أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد”،وفي الصفحة ذاتها يقول:” إذا جلس تبارك و تعالى على الكرسي سُمِع له أطيط كأطيط الرَّحل الجديد” .


وهذا الكتاب المسمى شرح حديث النـزول فيه بيان شدة فساد كلام ابن تيمية و بعده عن الحق و هو كتاب مطبوع فى الرياض سنة 1993 ، قام بطبعه دار العاصمة ، و علّق عليه محمد الخميس. 


علما بأن لفظة الجلوس لم يرد إطلاقها على الله لا فى القرآن و لا فى الحديث إنما هي من بدع ابن تيمية نقلا عن اليهود. 


وفي كتاب الأسماء والصفات من مجموع الفتاوى الجزء الأول – طبع دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ص / 81 يقول ابن تيمية: ” إذا جاءهم و جلس على كرسيه أشرقت الأرض كلها بأنواره”. 


وفي كتاب الدارمى (هو عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة 282 هـ ، و هو غير الإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن بهرام الدارمي رحمه الله صاحب كتاب السنن الذى توفى سنة 255 هـ ، فلينتبه لهذا.

 (على بشر المريسي) – طبع دار الكتب العلمية ص / 74 بتعليق محمد حامد الفقي يقول المؤلف الدارمي:” و إن كرسيه وسع السموات و الأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع ، وإنه له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد من يثقله” و ينسب هذا الكفر إلى النبى والعياذ بالله وهذا الكتاب يعتمده الوهابية، وفى نفس الكتاب ص /71 يفتري الدارمي على رسول الله أنه قال:” ءاتي باب الجنة فيفتح لي فأرى ربي و هو على كرسيه تارة يكون بذاته على العرش و تارة يكون بذاته على الكرسي”، وفي ص / 73 يقول الدارمي قال رسول الله:” هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه”، و يقول:” قالت امرأة: يوم يجلس الملك على الكرسي” ، و في ص /85 من الكتاب المذكور سابقًا يقول الدارمي و العياذ بالله:” و قد بلغنا أنهم حين حملوا العرش و فوقه الجبار فى عزته و بهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا و جثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول و لا قوة إلا بالله فاستقلُّوا به بقدرة الله و إرادته، ولولا ذلك ما استقل به العرش و لا الحملة و لا السموات و لا الأرض و لا من فيهن، ولو قد شاء – يعنى الله – لاستقر على ظهر بعوضه فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبـيته فكيف على عرش عظيم”. 


وفي كتاب “طبقات الحنابلة” – الجزء الأول من طبعة دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى 1997 لمؤلفه أبي يعلى يقول ص / 32 :” و الله عز وجل على العرش و الكرسي موضع قدميه”.


وفي كتاب “معارج القبول” تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري – الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 – يقول: قال النبي: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه”.


وفي ص/ 236 يقول و العياذ بالله:” قال النبي: ثم ينظر يعنى الله فى الساعة الثانية فى جنة عدن و هو مسكنه الذى يسكن” .
و في كتاب بدائع الفوائد طبعة دار الكتاب العربي 4/40 لابن قيم الجوزية يقول: و لا تنكروا أنه قاعد و لا تنكروا أنه يقعده ,و قد كذب على الدارقطني فى نسبة هذا البيت له. 


وفي الكتاب المسمى ” فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ” تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب طبعة دار الندوة الجديدة بيروت ص/ 356 يقول حفيد محمد بن عبد الوهاب موافقاً لعقيدة اليهود:” قال الذهبي حدث وكيع عن إسرائيل بحديث: إذا جلس الرب على الكرسى”.

نسبتهم الصورة و الشكل الى لله: 

ومما تتطابق فيه الوهابية مع اليهودية فى قضية الإيمان بالله هو اثباتهما الشبه لله ( تعالى الله عما يقولون)، فإنك تجد في نسخة التوراة سفر التكوين الإصحاح الأول الرقم 26-28:” و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا على شبهنا… فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرًا و أنثى خلقهم” .


وفى سفر التثنية الإصحاح ” 4″ الرقم 15-16 :” فإنكم إن لم تروا صورة ما في يوم كلَّمكم الرب في حوريب من وسط النار لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالا منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر او أنثى”. 


وفي الكتاب المسمى ” التوحيد ” لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية تعليق محمد خليل هراس ، ص / 156 يقول:” ثم يتبدّى الله لنا بصورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم”، و في ص / 39 يقول محمد خليل هراس المعلّق على الكتاب المسمى ” التوحيد ” لابن خزيمة:” فالصورة لا تضاف إلى الله كإضافة خلقه إليه لأنها وصف قائم به”
وفي كتاب “عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن” تأليف حمود بن عبد الله التويجري ، وفيه تقريظ كبير لابن باز ، طبعة دار اللواء في الرياض – الطبعة الثانية يقول المؤلف في ص / 16:” قال ابن قتيبة: فرأيت في التوراة: إن الله لما خلق السماء و الأرض قال: نخلق بشرًا بصورتنا” ،و في ص / 17 يقول:” و في حديث ابن عباس: إن موسى لما ضرب الحجر لبني إسرائيل فتفجَّر و قال: اشربوا يا حمير فأوحى الله إليه: عمدت إلى خلق ٍ من خلقي خلقتهم على صورتي فتشبههم بالحمير ، فما برح حتى عوتب”.

نسبتهم الوجه الجارحة إلى الله و العياذ بالله: 


ومن أبشع مشابهة الوهابية لليهود قولهم بالوجه الجارحة في حقه تعالى ولا عجب فهم مولعون بالتشبه بهم حتى في المعتقد و إليك بيان ذلك:
ففي التوراة سفر المزامير الإصحاح “31” الرقم “16:” أضئ بوجهك على عبدك”، وفى السفر ذاته اصحاح44:” لكن يمينك وذراعك ونور وجهك” .


أما فى سفر التكوين الإصحاح “33” الرقم “10:” لأني رأيت وجهك كمايرى وجه الله”، وفى الاصحاح32:” فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلاً لأني نظرت الله وجهًا لوجه”.وفى سفر التثنية الإصحاح “5” الرقم “4:” وجهًا لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار”.
وعلى هذا مشايخ الوهابية واسلافهم كابن تيمية الحراني و محمد بن عبد الوهاب و ابن باز والعثيميين،وإليك نص عبارتهم:ففى كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره ص /159 يقول المؤلف:” كل شئ هالك إلا وجه نفسه الذي هو أحسن الوجوه وأجمل وأنور الوجوه وإن الوجه منه غير اليدين، واليدين منه غير الوجه”، وفى ص / 161 يقول: “فصعد – أي جبريل- بهن – أي بكلمات الذكر – حتى يُحَيِّ بهن وجه الرحمن”، و في ص / 167 يقول الدارمي:” نور السموات والأرض من من نور وجه الله”، و في ص / 190 يقول الدارمي:” و النور لا يخلو كم أن يكون له إضاءة و استناره و منظر و رواء ، و إنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا كشف عنه الحجاب كما يدرك الشمس والقمر فى الدنيا”.
في الكتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” تأليف عبد الرحمن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب ، تحقيق بشير محمد عيون – طبع مكتبة المؤيد الطائف – سنة 1990 – يقول المؤلف ص / 187:” روى ابن جرير عن وهب بن منبه: فيأتون إلى الرحمن الرحيم فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه ثم يقولون فأذن لنا بالسجود قدامك”، و في ص/27 يقول المؤلف:” قال رسول لله:فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن”،و في ص / 40 يقول المؤلف:” إن الله خلق الإنسان على صورة وجهه الذي هو صفة من صفات ذاته”.


ومما يدل على أن الوهابية يعتقدون هذا الكفر البشع و إن أخفوه عن كثير من العوام ، وفى كتاب ” للذي يسأل أين الله ” – طبعة دار البشائر – بيروت. تحت عنوان: ما هو شكل الله يقولون ص / 100:” لا نعرف لله شكلاً وهو أمرٌ خارج عن نطاق البحث الفعلي”.

نسبتهم الصوت إلى الله و العياذ بالله :


يدين اليهود بالتجسيم ويقرّون بالتشبيه،ويدعون الهدى ويتبعون الردى، ويخضون فى ألغى والعمى، وأشربوا في قلوبهم حب الهوى، و قد تبعهم في ذلك جماعة ابن تيمية الحراني الوهابية الذين ينسبون كاليهود الصوت إلى الله سبحانه و تعالى.


ففي التوراة سفر التثنية الإصحاح “5” الرقم “26”:” من جميع البشر الذي سمع صوت الله” .


أما سفر التثنية الإصحاح “5” الرقم “24 “:” إن عدنا نسمع صوت الرب إلهنا” ، وفى نفس السفر إصحاح “4” الرقم “12” : فكلمكم الرب من وسط النار و أنتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتاً” .
أما سفر التكوين الإصحاح “3” الرقم ” 8- 10″:” و سمعا صوت الإله ماشياً في الجنة فقال سمعت صوتك في الجنة” .


وجاء فى سفر خروج الإصحاح “19” الرقم “19 “:” و موسى يتكلم والله يجيبه بصوت” . وفى سفر أيوب الإصحاح “37” الرقم “2- 6″:” الله يرعد بصوته عجباً” . أما سفر خروج الإصحاح “19” الرقم ” 3- 6:” فناداه الرب من الجبل … فالآن إن سمعتم لصوتي و حفظتم عهدي” .

وفى سفر التثنية الإصحاح “4” الرقم “35- 36″ يقول اليهود:” لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه من السماء أسمعك صوته”
وبعد أن استعرضنا كلام اليهود نذكر كلام الوهابية الذي فيه نسبة الصوت إلى الله(تعالى الله عن إفكهم): 


ففي كتاب ” مجموع الفتاوى ” – المجلد الخامس ص / 556 يقول ابن تيمية الحراني و العياذ بالله:” و جمهور المسلمين يقولون إن القرآن العربي كلام الله ، وقد تكلم به بحرف وصوت” .


وفي كتاب ” شرح حديث النـزول ” – طبعة دار العاصمة – الرياض – علّق عليه محمد الخميس ص / 220 يقول ابن تيمية مفتريًا على سيدنا موسى:” إن موسى لما نودي من الشجرة { فاخلع نعليك} أسرع الإجابة و تابع التلبية و ما كان ذلك منه إلا استئناسًا منه بالصوت و سكوناً إليه و قال: إني أسمع صوتك و أحسّ حسّك” .


وفي حاشية الكتاب المسمى ” كتاب التوحيد ” لابن خزيمة طبع دار الدعوة السلفية ص/ 137 يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب إن معنى ) من وراء حجاب) [ سورة الأحزاب:53 ]:” يعني تكليما بلا واسطة لكن من وراء حجاب فيسمع كلامه و لا يرى شخصه” . و في ص/ 138 يقول المعلق أيضًا:” و إن كلامه حروف و أصوات يسمعها من يشاء من خلقه” . و في ص/ 146 يقول المعلق أيضًا:” يسمعون صوته عز وجل بالوحي قويا له رنين و صلصلة و لكنهم لا يميزونه ، فإذا سمعوه صعقوا من عظمة الصوت و شدته” .


وفي كتاب ” الأسماء و الصفات ” لابن تيمية الحراني الجزء الأول دراسة وتعليق مصطفى عبد القادر عطا طبع دار الكتب العلمية بيروت 1988 يقول ابن تيمية في معرض ردّه على الجهمية ص/ 73:” وحديث الزهري قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له صف لنا كلام ربك ، قال: سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها؟ فكأنه مثله” .


وفي كتاب ” شرح نونية ابن القيم ” لمحمد خليل هراس ص/ 545 يقول المؤلف:” و لكنه – أي القرآن – قول الله الذي تكلم به بحروفه و ألفاظه بصوت نفسه” ،و في ص/ 778 من المرجع السابق يقول:”بل قد ورد أنه سبحانه يقرأ القرآن لأهل الجنة بصوت نفسه يسمعهم لذيذ خطابه”.
وفي كتاب المسمى ” فتاوى العقيدة ” لمحمد بن صالح العثيمين ، طبع ما يسمى مكتبة السنة ، الطبعة الأولى 1992 بمصر يقول في ص/72: ” في هذا إثبات القول لله و أنه بحرف و صوت ، لأن أصل القول لا بد أن يكون بصوت فإذا أطلق القول فلا بد أن يكون بصوت” .


وفي كتاب ” معارج القبول ” تأليف حافظ حكمي الجزء الثاني – طبع دار الكتب العلمية – بيروت ص/ 191 يقول:” فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ثم يهتف بصوته” و ينسب هذا للنبي و العياذ بالله.
فما قامت به الوهابية فى باب العقيدة ماهو إلا نشر عقيدة اليهود على خير وجه خدمة للصهيونية تحت أسماء إسلامية. 


ومهما حاولوا أن يبرئوا ساحة زعيمهم ابن تيمية الحراني عن هذا الضلال المبين فها هي كتبهم و مؤلفاتهم طافحة بما سطرته أيديهم الأثيمة من كلام الدارمي إلى ابن تيمية الحراني و ابن القيم إلى محمد بن عبد الوهاب و حفيده عبد الرحمن إلى العثيمين إلى محمد خليل هراس وحافظ مكي وأبي بكر الجزائري وعبد الرحمن دمشقية وعبد الله السبت وغيرهم من المشبهة المجسمة ممن يروجون و ينتصرون لعقيدتهم المشابهة لعقيدة اليهود ويدافعون عنها ممن عرضناه سابقا.


نسبتهم الفم واللسان إلى الله : 


فـي سفر أيوب الإصحاح “37” الرقم ” 2-6 “:” اسمعوا سماعًا رعد صوته و الرمذمة الخارجة من فيه تحت كل السموات” و قولهم: ” من فيه ” أي فمه – على زعمهم – و على هذا المنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية الحراني و أسلافهم المشبهة إلى المعاصرين لنا في هذه الأيام.
ففي كتاب ” الأسماء والصفات ” لابن تيمية ، الجزء الأول ص/ 73 يقول ابن تيمية في معرض الرد على الجهمية:” و حديث الزهري قال: لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي و إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان” .


وفي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره و هو مخبأة لكفرهم يقول الدارمي ص/ 112 عن الله تعالى:” إن الكلام لا يقوم بنفسه شيئا يرى و يحس إلا بلسان متكلم به” ، و في ص/ 123 يقول المؤلف:” و هو يعلم الألسنة كلها و يتكلم بما شاء منها ، إن شاء تكلم بالعربية و إن شاء بالعبرية و إن شاء بالسريانية” .


وفي كتاب ” الرد على الجهمية ” لأبي سعيد الدارمي السابق ذكره ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:” قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه أخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى” ، ثم يقول بعد هذا الكلام القبيح:” فهذه الأحاديث قد رويت وأكثر منها ما يشبهها كلها موافقة لكتاب الله في الإيمان بكلام الله” و العياذ بالله من هذا الضلال المبين و الكفر العظيم. 


وفي كتاب طبقات الحنابلة لأبي يعلى الجزء الأول طبعة دار الكتب العلمية ص/ 32 – 33 يقول:”وكلَّمَ الله موسى تكليمًا من فيه – يعني من فمه – و ناوله التوراة من يده إلى يده” .


وفي الكتاب المسمى ” السنة ” المنسوب للإمام أحمد الذي طبعة الوهابية ص/ 77 يقول المؤلف:” و كلم الله موسى تكليمًا من فيه” .


ومما يدل على فساد معتقد الوهابية ما قاله ابن العثيمين ، فقد قال ما نصه:” المتكلم باللغة يتكلم بلسان أما الرب عز و جل فلا يجوز أن نثبت له اللسان و لا أن ننفيه عنه لأنه لا علم لنا بذلك” انتهى بحروفه. ( اللقاء الشهري ، رقم 3 ، ص/47 – طبع دار الوطن – الرياض) و هذا دليل على تخبطهم في أمور العقيدة و كأنهم لم يفهموا قوله تعالى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [ سورة الشورى:11]


نسبتهم التغير و الحدوث والحركة والارتفاع و النزول الحسي الى الله:
فى سفر التكوين الإصحاح “11” الرقم “5”:” فنـزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو آدم يبنوهما” ، أما سفر التكوين الإصحاح “46” الرقم “3- 4:” فقال أنا الله إله أبيك …. أنا أنزل معك إلى مصر” ، وفى سفر خروج الإصحاح “13” الرقم “21” يقول اليهود:” و كان الرب يسير أمامهم نهارًا” ، وفى الإصحاح “19” الرقم “21”:” لأنه في اليوم الثالث ينـزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء” ،وفى الإصحاح “19” الرقم “9 ” يقول اليهود:” قال الرب لموسى ها أنا أتٍ إليك في ظلام السحاب” ، وفى الإصحاح 10:” و استراح في اليوم السابع” . 


أما اعتقاد الوهابية، ففى كتاب ” جهالات خطيرة في قضايا اعتقاديه كثيرة ” طبع ما يسمى دار الصحابة ص/ 18 يقول مؤلفه و هو عاصم ابن عبد الله القريوتي في تفسير الاستواء على العرش ما نصه:”صعد أو علا: ارتفع أو استقر و لا يجوز المصير إلى غيره” .


وفي كتاب رد الدارمي ص/ 117 يقول الدارمي:” قال أصحاب النبي: والقرآن كلام الله منه خرج و إليه يعود” ، و في ص/ 73 يقول:”قال رسول الله: هبط الرب عن عرشه إلى كرسيه” .


وفي كتاب ” الأسماء و الصفات ” لابن تيمية الحراني ص/ 91 يقول ابن تيمية:” فثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت لكن السكوت تارة يكون عن التكلم و تارة عن إظهار الكلام و إعلامه” .


ويقول محمد زينو في كتابه المسمى مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع طبع دار الاصميعي الرياض ص/21:”إن الله فوق العرش بذاته منفصل من خلقه” .


و في كتاب معارج القبول تأليف حافظ حكمي السابق الذكر ص/235 من الجزء الأول يقول المؤلف:”إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له في كل سماء كرسي، فإذا نـزل إلى السماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه” ثم يقول:” يعلو ربنا إلى السماء إلى كرسيه”،و في ص/ 236 يقول:” قال النبي: إن الله يفتح أبواب السماء ثم يهبط إلى السماء الدنيا ثم يبسط يده” ، و في ص/238:” قال رسول الله: إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الله تعالى إلى السماء الدنيا” و ينسب هذا الكفر إلى النبي. 


وفي ص/ 243 يقول:” قال رسول الله: يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه” ، و في ص/ 250-251 يقول المؤلف:” قال رسول الله: و ينـزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي” ، وفي ص/ 257 يقول المؤلف:” فإذا كان يوم الجمعة نـزل على كرسيه أعلى ذلك الوادي” .


وفي كتاب ” شرح قصيدة النونية ” لمحمد خليل هراس السابق ذكره ص/ 774 يقول المؤلف:” فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار قد أشرف عليهم من فوقهم” .


وفي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 54 يقول المؤلف:” معنى ( لا يزول ) لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان” ، و يقول في ص/ 54:” فإن أمارة ما بين الحي و الميت التحرك و ما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما وصف الله الأصنام الميتة” ، وفى ص/ 55:” فالله الحي القيوم الباسط يتحرك إذا شاء” ، وفى ص/ 55:”إن الله إذا نـزل أو تحرك” .


وفي كتاب رد الدارمي المذكور سابقاً ص/ 75 يقول:” و لو قد قرأت القرءان و عقلت عن الله معناه لعلمت يقيناً أنه يدرك بحاسة بينة في الدنيا و الآخرة فقد أدرك موسى منه الصوت في الدنيا و الكلام هو أعظم الحواس” ، و يقول في ص/ 75:”لا يخلو أن يدرك بكل الحواس أو ببعضها” ، و في ص/ 76 يقول:”و أن لا شئ: لا يدرك بشئ من الحواس في الدنيا و لا في الآخرة ، فجعلتموه لا شئ” ، و في ص/ 121 يقول:” لا نسلّم أن مطلق المفعولات مخلوقة و قد أجمعنا و اتفقنا على أن الحركة والنزول والمشى والهرولة والغضب والحب والمقت كلها أفعال فى الذات للذات وهى قديمة”. و في ص/ 200 يقول:” لأن الله يحب ويبغض و يرضى و يسخط حالا بعد حال في نفسه”. 


وفي مجموع فتاوى لابن تيمية 6 / 160 يقول عن الله و العياذ بالله:” و إن كان الكمال هو أن يتكلم إذا شاء و يسكت إذا شاء” .


نسبتهم اليد و الساعد و الذراع والكف والأصابع جوارح حقيقية إلى الله:
جاء فى سفر الخروج الإصحاح” 15″ الرقم “16:” بعظمة ذراعك يصمتون كالحجر” ، الإصحاح “15” الرقم “6 و 12:” يمينك يا رب معتزة بالقدرة ، يمينك يا رب تحطم العدو … تمد يمينك فتبتلعهم الأرض” ، وفى اشعياء الإصحاح “25” الرقم “10”:” لأن يد الرب تستقر على هذا الجبل”، وفى التكوين الإصحاح “2” الرقم “8” : غرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً”، وفى سفر أيوب الإصحاح “36” الرقم “32:” يغطي كفيه بالنور و يأمره على العدو” .


وفى سفر المزامير الإصحاح “44” الرقم “2-3″:” أنت بيدك استأصلت الأمم و غرستهم لكن يمينك و ذراعك” ، وفى حزقيال الإصحاح “37” الرقم “1” : كانت عليَّ يد الرب” ، هذه بعض المواضع التي فيها التصريح بنسبة اليد الجارحة و الذراع و الساعد الى الله عز وجل(تعالى الله عما يقولون). 


وإليك الآن ما يذهلك أيها المسلم فإن الوهابية تدعي الإسلام و مع ذلك تقول في معتقدها ما يقوله اليهود فنعوذ بالله من الجرأة على الله:
ففي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي السابق ذكره ص/ 26 يقول الدارمي:” فأكد الله لآدم الفضيلة التي كرّمه و شرّفه بها وآثره على جميع عباده إذ كل عباده خلقهم بغير مسيس بيد و خلق آدم بمسيس”. 


وفي ص/ 30 يقول هذا المشبه:” فلما قال خلقت آدم بيدي علمنا أن ذلك تأكيد ليديه و أنه خلقه بهما”، و في ص/ 35 يقول هذا المجسّم:”عن ميسرة قال: إن الله لم يمس شيئاً من خلقه غير ثلاث: خلق آدم بيده ، كتب التوراة بيده ، وغرس جنة عدن بيده” ، و في ص/ 36 يقول:” قال أبو بكر الصديق: خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام ، و قال لمن في الأخرى ادخلوا النار لا أبالي” ، و في ص/ 37 يقول هذا المشبّه أن رسول الله قال:”ثم يحثي لي بكفه ثلاث حيثات” ثم يقول – الدارمى- أن رسول الله قال:” فمن فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض كف الرحمن” ،و في ص/ 40 يقول المؤلف:” و قد قلنا يكفينا في مسِّ الله آدم بيده”، و في ص/ 44 يقول:” يعني أن الله له يد يبطش بها و له أعين يبصربها”، و في ص/ 154 يقول:” يديه اللتين خلق بهما آدم”، و يقول:” و إن يمين الله معه على العرش” ، و في ص/ 155 يقول:” كلتا يدي الرحمن يمين إجلالا لله و تعظيما أن يوصف بالشمال” .


وفي كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:” قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من لملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم” ، و في ص/ 49 يقول:” قال رسول لله: فأرفع ثم أقوم و جبريل عن يمين الرحمن” ، و في حاشية الكتاب المسمى “كتاب التوحيد”،لابن خزيمة يقول محمد خليل هراس المعلق على هذا الكتاب ص/ 63:”فإن القبض إنما يكون باليد الحقيقية لا بالنعمة ، فإن قالوا إن الباء هنا للسببية أي بسبب إرادته الإنعام ، قلنا لهم: بماذا قبض؟ فإن القبض محتاج إلى آلة، فلا مناص لهم لو أنصفوا من أنفسهم إلا أن يعترفوا بثبوت ما صرح به الكتاب و السنة” ، و في ص/ 64 يقول المعلق أيضًا:” هذه الآية صريحة في إثبات اليد فإن الله يخبر فيها أن يده تكون فوق أيدي المبايعين لرسوله و لا شك أن المبايعة إنما تكون بالأيدي لابالنعمة والقدر”.
وفي الكتاب المسمى ” السنة ” المنسوب للإمام أحمد والذي نشره الوهابية ص/ 77 يقولون فيه:” و كلّم الله موسى تكليمًا من فيه – يعني فمه – وناوله التوراة من يده إلى يده” .


وفي كتاب “الأسماء و الصفات ” – الجزء الأول طبع دار الكتب العلمية ص/ 314 يقول ابن تيمية الحراني:” فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلَكُمْ”. 


وفي كتاب ” العقيدة ” لمحمد بن صالح العثيمين طبع ما يسمّى مكتبة السنة – الطبعة الأولى ص/ 90 يقول:” و على كل فإن يديه سبحانه اثنتان بلا شك ، و كل واحدة غير الأخرى، و إذا وصفنا اليد الأخرى بالشمال فليس المراد أنها أنقص من اليد اليمنى”.

نسبتهـم الرجل الجارحة والعين على معنى الجارحة الى الله:
فى سفر الخروج الإصحاح “13” الرقم “20”: ” و كان الرب يسير أمامهم” ، وفى المزامير الإصحاح “53” الرقم “2”:”الله من السماء أشرف على بني البشر لينظر”، وفى سفر التكوين الإصحاح “3” الرقم “8-10:” و سمعا صوت الإله ماشيا في الجنة” ، وفى التكوين الإصحاح “11” الرقم “5”:” فنـزل الرب لينظر المدينة”.


أما الوهابية ففي كتاب ” طبقات الحنابلة ” – الجزء الأول كما مرّ ص/ 32 و هو كتاب معتمد عندهم يقول أبو يعلى:” و الله عز و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه” ، و في وفى الصفحة ذاتها يقول:” و السموات و الأرض يوم القيامة في كفه و يضع قدمه في النار فـتـنـزوي و يخرج قومًا من النار بيده” .


وفي الكتاب المسمى ” عقيدة أهل السنة و الجماعة ” طبع مؤسسة قرطبة الأندلس ص/ 14-15 يقول ابن عثيمين:” و نؤمن بأن لله عينين اثنتين حقيقيتين” و يقول:” و أجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان” .


و في كتاب ” معارج القبول ” – الجزء الأول تأليف حافظ حكمي ص/ 36 يقول:” ثم نظر في الساعة الثانية في جنة عدن و هي مسكنه الذي يسكن” .
وفي كتاب ” فتاوى العقيدة ” – الذى مر ذكره ص/ 88 يقول محمد بن صالح العثيمين:” لأن الله وسع كرسيه السموات والأرض والسموات والأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين” . وفى ص/ 112 يقول:” إن الله يأتي إتياناً حقيقياً”، و يقول في ص/ 114:” فإن ظاهره ثبوت إتيان الله هرولة و هذا الظاهر ليس ممتنعا على الله فيثبت لله حقيقة”. 


وفي الكتاب المسمى ” تفسير آية الكرسى ” لمحمد بن عثيمين ص/27 يقول ما نصه:” والكرسي هو موضع قدمي الله عز وجل” .


وفي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 69 طبع دار الكتب العلمية يقول:” يضع الجبار فيها – أي في النار – قدمه فإذا كانت جهنم لا تضر الخزنة الذين يدخلونها و يقومون عليها فكيف تضر الذي سخرّها لهم” .

وفى نفس الصفحة يقول:قال رسول الله: فيدلي فيها رب العالمين قدمه فينـزوي بعضها إلى بعض” ، و يقول في ص/70:” قال رسول الله: إن الله يطوي المظالم فيجعلها تحت قدميه” .


نسبتهم المكان و الجهة و الحد و التحيز إلى الله و العياذ بالله :


جاء فى سفر التكوين الإصحاح “28” الرقم “16”:”حقّاً إن الرب في هذا المكان و أنا لم أعلم”، وفى الإصحاح “18:” و ظهر له الرب عند بلوطات” ، وفى سفر زكريا الإصحاح “2” الرقم “13:” اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لأنه قد استيقظ من مسكن قدسه” .


أما الوهابية ففي كتاب رد الدارمي على بشر المريسي ص/ 82 قول المؤلف:” بل هو على عرشه فوق جميع الخلائق في أعلى مكان وأطهر مكان” ، و في ص/ 96 يقول:” لأنا قد أيـَّنـَّا له مكاناً واحداً، أعلى مكان وأطهر مكان و أشرف مكان ، عرشه العظيم المقدس المجيد فوق السماء السابعة العليا حيث ليس معه هناك إنس و لا جان و لا بجنبه حشٌّ و لا مرحاض و لا شيطان” ، و في ص/ 100 يقول و العياذ بالله:” رأس الجبل أقرب إلى الله من أسفله ، و رأس المنارة أقرب إلى الله من أسفلها لأن كل ما كان إلى السماء أقرب كان إلى الله أقرب ، فحملة العرش أقرب إليه من جميع الملائكة” ، و في ص/ 79 يقول:” إنه فوق عرشه بفرجة بينة ، و السموات السبع فيما بينه و بين خلقه في الأرض”، و في ص/ 79 يقول:” و إله السموات و الأرض على عرش مخلوق عظيم فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافر به و بعرشه” ، و في ص/ 80 يقول :” لأنه وصف نفسه بأنه في موضع دون موضع و مكان دون مكان” ، و في ص/ 81 يقول:” و أنه على العرش دون ما سواه من المواضع” ثم يقول:” فوق العرش في هواء الآخرة” .


وفى كتاب ” الرد على الجهمية ” للدارمي ص/ 33 يقول:”قال رسول الله: ثم ينـزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن التي لم ترها عين و لم تخطر على قلب بشر هي مسكنه و لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة: النبيين و الصديقين و الشهداء” ، و في ص/ 43 يقول الدارمي:” فلماذا إذن يحفون حول العرش إلا لأن الله فوقه” .


وفي كتاب ” شرح نونية ابن القيم ” لمحمد خليل هرّاس ص/ 249 يقول:” وهو صريح في فوقية الذات لأنه ذكر أن العرش فوق السموات وهي فوقية حسيَّة بالمكان فتكون فوقية الله على العرش كذلك ، و لا يصح أبداً حمل الفوقية هنا على فوقية القهر و الغلبة” .


وفي كتاب ” الفوائد ” لابن القيم الجوزية بتعليق بشير محمد عيون – مكتبة المؤيد – الطائف الطبعة الثانية 1988 ، ص/ 131 يقول:” أشهدكَ ملكاً قيوماً فوق سمواته على عرشه”، ثم قال:” يرى من فوق السبع ويسمع”.


وفي كتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” تأليف عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب الطبعة الأولى مكتبة المؤيد – الطائف سنة 1990 ص/ 263 ينقل ما نصه:” أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله مستو على عرشه بذاته”، ثم قال:” استوى على عرشه بالحقيقة لا بالمجاز” . و ذكره أيضًا في كتابه المسمى فتح المجيد الذي علق عليه ابن باز موافقاً لهذا الاعتقاد المخالف للكتاب و السنة. 


وقال ابن تيمية الحراني في كتابه ” شرح حديث النـزول ” طبع دار العاصمة ص/ 217 ما نصه:” و في الإنجيل أن المسيح عليه السلام قال:

لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله ، وقال للحواريين: إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم ، انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن ولا يجمعن في الأهواء ، وأبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم أفلستم أفضل منهن؟.


وفي كتاب شرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل هراس ص/ 85 يقول:” فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيًا ولا إثباتًا ، و لا بالجوهروالتحيز و نحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقًّا و لا تبطل باطلا” .


وفي كتابه ” بيان تلبيس الجهمية ” ص/ 427 ، وكتاب ” منهاج السنة ” ص/ 29-30 الجزء الثاني يقول ابن تيمية نقلا عثمان بن سعيد الدارمي موافقًا له ما نصه:” وقد اتفقت الكلمة من المسلمين و الكافرين على أن الله في السماء وحدّوه بذلك” .


وكتاب ” تفسير آية الكرسى ” للعثيمين ص/ 33 يقول هذا المشبّه:” فأما علو الذات فهو أن الله عال بذاته فوق كل شئ ، و كل الأشياء تحته
والله عز و جل فوقها بذاته” .


نسبتهم الوصف القبيح و النعت الشنيع الى الله:


لكن الوهابية تفردوا عن اليهود بنسبة الوصف القبيح الى الله
عز وجل( تعالى الله عما يقولون)، و إليك التفصيل: 


ففي كتاب ” فتاوى العقيدة ” للعثيمين طبع ما يسّمى ” مكتبة السنة ” ص/ 50 يقول:”لا يوصف الله بالمكر إلا مقيداً ، فإن قيل كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم قيل إن المكر في محله محمود”، وفي ص/ 51 يقول:” إن الله له مَلَلٌ وأما مَلَلُ الله فإنه ملل يليق به عزوجل”، وفي ص/ 52 يقول:” وأما الخداع فهو كالمكر يوصف الله به حين يكون مدحا”، وفي ص/ 75 يقول:”أولئك الذين يتعمقون في الصفات و يحاولون أن يسألوا حتى عن الاظافر”، وفي ص/ 120 يقول:” قال ابن تيمية: و الذين يثبتون تقريبه العباد إلى ذاته هو القول المعروف للسلف و الأئمة”، و أقره على ذلك بسكوته عن هذا النقل ، وهذا يلزم منه أن الله يمس ويحس و يجس ، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا. 


وفي ص/ 49 يقول:” إن نفي التمثيل هو الذي ورد في القرآن الكريم ولم يرد في القرآن نفي التشبيه”.


وفي الكتاب المسمى ” قرة عيون الموحدين ” لحفيد محمد بن عبد الوهاب ص/ 176 يقول:” وضحك الله أصل وحقيقة للضحك يضحك كما يشاء” – وفي ص/ 178 منه يقول:” ولكنا نقول هو نفس الضحك”.


رابط الجزء السابق :


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=347586

 

الوهابية فى مصر من محمد على إلى مبارك 4/4


محمود جابر 

الحوار المتمدن-العدد: 4022 – 2013 / 3 / 5 – 01:06 


المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني 

خاتمة:


من خلال صفحات هذا البحث قدمنا أدلة متعددة من مصادر كثيرة نثبت من خلالها تطابق عقائد اليهود والوهابية فى تجسيد الذات الإلهية، وحتى يكتمل بحثنا فإننا نجمل العقيدة الصحيحة التى عليها كل أهل الإسلام الأصيل فى ذات الله تعالى:


أن عقيدة المسلمين سلفاً وخلفاً بلا شك ولا ريب أن الله سبحانه و تعالى هو خالق العالم، قائم بنفسه مستغن عن كل ما سواه، فكلنا نحتاج إلى الله ولا نستغني عنه طرفة عين، والله تعالى لا يحتاج لشئ من خلقه، ولا ينتفع بطاعتهم ولايضره معصيتهم، ولا يحتاج ربنا إلى محل يَحُلُّهُ ولا إلى مكانٍ يُقِلُّهُ،وأنه ليس بجسم ولا جوهر. 


واعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون فى المكان،والاجتماع والافتراق، والقرب والبعد من طريق المسافة، والاتصال والانفصال، والحجم والجرم، والجثة والصورة والشكل والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية والمقدار ومن كان ذا مقدار كان مخلوقاً، قال تعالى:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} الرعد:8.


واعلم أن كل ما تُصُوِّرَ فى الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات يجب أن يُعتقد أن صانعَ العالم بخلافه، وأنه تعالى لا يجوز عليه الكيفية والكمية والأينية لأن من لا مِثلَ له لا يجوز أن يقال فيه كيف هو، و من لا عدد له لا يجوز أن يقال كم هو، ومن لا أول له لا يقال مما كان، و من لا مكان له لا يقال فيه أين كان، فإن الذى أين الأين لا يقال له أين، والذي كيَّف الكيف لا يقال له كيف. 


فالله تعالى مقدَّس عن الحاجات ، منـزّه عن العاهات ، وعن وجوه النقص والآفات ، متعال عن أن يوصف بالجوارح والآلات ، والأدوات والسكون والحركات ، لا يليق به الحدود والنهايات ، ولا تحويه الأرضون ولا السموات ، ولا يجوز عليه الألوان والمماسّات ، ولا يجري عليه زمان ولا أوقات، ولا يلحقه نقص ولا زيادات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، موجود بلا حدّ، موصوف بلا كيف، لا تتصوّره الأوهام، ولا تقدّره الأفهام، ولا يشبه الأنام، بل هو الموجود الذي لا يشبه الموجودات واحد فى ملكه فلا شريك له. 


والله سبحانه وتعالى خالق العالم بأسره علويّه و سفليّه. والأرض و السموات، قادر على ما يشاء، فعال لما يريد، موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال و لا أمام ولا خلف ولا كل ولا بعض ولا طولٌ ولا عرضٌ، كان ولا مكان، كوّن الأكوان ودبّر الزمان، لا يتخصّص بالمكان، ولا يتقيد بالزمان، ليس بمحدود فيحدَّ، وليس بمحسوس فيجسَّ، ولا يُحس ولا يُمس ولا يُجس. 


وكل ما كان من معانى الأجسام وصفات الأجرام فهو عليه تعالى محال، وكل ماورد فى القرءان أو السنة وصفاً لله تعالى فهو كما ورد وبالمعنى الذي يليق بالله تعالى بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه.
ولا يجوز حمل المتشابه من الآيات والأحاديث على ظواهرها، ومن فعل ذلك فقد كذَّب القرءان وخرج عن إجماع الأمة الإسلامية. 


وفي ذلك يقول شيخ الإسلام الحافظ البيهقي رحمه الله:” وفي الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج،ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشئ من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين ، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان ، وأن مجيئه ليس بحركة ، وأن نزوله ليس بنقلة ، وأن نفسه ليس بجسم ، وأن وجهه ليس بصورة ، وأن يده ليست بجارحة ، وأن عينه ليست بحدقة ، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها ونفينا عنها التكييف ، فقد قال تعالـى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}. وقـال: { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. وقال:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}” انتهى من كتابه الاعتقاد و الهداية ص/72. 


وعلى هذا الاعتقاد إجماع أهل الإيمان ونقل هذا الإجماع النووي فى شرح مسلم 5 / 24 – طبعة دار الفكر – بيروت عن القاضى عياض المالكى أنه لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارِهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله فى السماء كقوله تعالى:{ أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء}. ونحوه ليس على ظاهرها بل متأَوَّلَة عند جميعهم. 


بين الوهابية والخوارج :


مما يثير الدهشة كثرة أوجه الشبه بين الوهابية والخوارج في ما شذوا به عن جماعة المسلمين، حتى أنه ليخيل للدارس أن هؤلاء من أولئك وإن تباعد بينهم الزمن! 


ومن أوجه الشبه والتوافق بين الطائفتين: 


ا – شذ الخوارج عن جميع المسلمين فقالوا: أن مرتكب الكبيرة كافر.
وشذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب. 


ب – حكم الخوارج على دار الإسلام إذا ظهرت فيها الكبائر أنها دار حرب، وحل منها ما كان يحل لرسول اللّه(ص) من دار الحرب، أي تهدر دماءهم وأموالهم.
وهكذا حكم الوهابية على دار الإسلام وإن كان أهلها من أعبد الناس للّه تعالى وأكثرهم صلاحا، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة. 


ويلاحظ في النقطتين معا أن الوهابية شر من الخوارج فالخوارج نظروا إلى أمور أجمع المسلمون على أنها كبائر بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصلا بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بلا خلاف، كما تقدم بينه. 


ج – تشابه الوهابية والخوارج في التشدد في الدين والجمود فى فهمه.
فالخوارج لما قرءوا قوله تعالى (إن الحكم إلا للّه) قالوا من أجاز التحكيم فقد أشرك باللّه تعالى، واتخذوا شعارهم (لا حكم إلا للّه) كلمه حق يراد بها باطل، فقولهم هذا جمود وجهل كبير، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفى بداهة العقول وفى السنة النبوية وسيرة الرسول والصحابة والتابعين. 


وكذلك الوهابية لما قرءوا قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وقوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) و(لا يشفعون إلا لمن ارتضى)، قالوا: إن من قال بجواز طلب الشفاعة من النبي والصالحين فقد أشرك باللّه، ومن قصد زيارة النبي وسأله الشفاعة فقد عبده واتخذه إلها من دون اللّه، فكان شعارهم (لا معبود إلا اللّه) و(لا شفاعة إلا للّه)، وهى كلمه حق يراد بها باطل، وهى جمود أيضا وجهل كبير، وجواز هذه الأمور ثابت في سيره الصحابة والتابعين كما تقدم. 


د – قال ابن تيميه: (الخوارج أول بدعه ظهرت فى الإسلام فكفر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم) وهكذا كانت بدعة الوهابية وهى آخر بدعة ظهرت فى الإسلام. 


هـ – الأحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج ومروقهم من الدين، انطبق بعضها على الوهابية أيضا.. ففي الصحيح عنه(ص) قال: (يخرج أناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق). 


قال القسطلانى فى شرح هذا الحديث: (من قبل المشرق: أى من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها). 


ونجد هي مهد الوهابية وموطنها الأول الذي منها ظهرت وانتشرت وهذا سنتناوله تفصيلا فى الصفحات التالية .. وأيضا فان حلق الرؤوس كان شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم وحتى النساء. ولم يكن هذا الشعار لأحد من أهل البدع قبلهم، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون: (لا حاجه إلى التأليف في الرد على الوهابية، بل يكفى فى الرد عليهم قوله(ص): (سيماهم التحليق) فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم).. 


و – جاء فى الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان). وهذا هو حال الوهابية تماما، فلم يشنوا حربا إلا على أهل القبلة، ولم يعرف فى تاريخهم أنهم قصدوا أهل الأوثان بحرب أو عزموا على ذلك، بل لم يدخل ذلك فى مبادئهم وكتبهم التي امتلأت بوجوب قتال أهل القبلة!! 


ز- روى البخاري عن ابن عمر أنه قال فى وصف الخوارج: (أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت فى الكفار، فجعلوها على المؤمنين). 


وورد عن ابن عباس قال: (لا تكونوا كالخوارج، تأولوا آيات القرآن فى أهل القبلة، وإنما أنزلت في أهل الكتاب والمشركين، فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهبوا الأموال). 


وهذا هو شأن الوهابية، انطلقوا إلى الآيات النازلة في عبدة الأوثان فجعلوها على المؤمنين، بهذا امتلأت كتبهم، وعليه قام مذهبهم.
الوهابية والصابئة والايزدية:


كافة شيوخ الوهابية وأسلافهم مجمعون على قبول يزيد بن معاوية كخليفة شرعي للمسلمين، وإذا عرفت أن يزيد هذا قتل من الصحابة 700 صحابي ومن أهل المدينة 10الاف إنسان، وتم اغتصاب 1000امراة وفتاة كلهن حملن سفاحا، ومن تبقى من الصحابة قام بختم أعناقهم بالرصاص…. هنا

سوف تصاب بحالة من الدهشة العجيبة والصدمة كيف قبل هؤلاء يزيد هذا، ومن هم هؤلاء الشيوخ الذين اعتبروه حاكما مسلما شرعيا… أقول لك الذين قالوا بهذا هم: الالبانى، وابن باز، وابن عثيمين، وأبو بكر الجزائري، ومحمد على الصلابى، وسعد البريك، ومحمد بن إبراهيم الشيبانى، ومقبل بن هادى الوادعى، وابن جبرين، ويوسف القرضاوى، وقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم (1466).. وهذا الكلام قاله قبلهم ابن تيمية الحرانى وابن العربي المالكي فى كتابه (العواصم من القواسم). 


هذا المدح والثناء يتعدى يزيد إلى عدى بن مسافر، وقال عنه ابن تيمية فى كتابه ” الوصية الكبرى”:”هو الشيخ الإمام القدوة شيخ الإسلام عدى بن مسافر بن إسماعيل بن موسى الزاهد الشامي الهكارى.ولقبه شرف الدين وشيخ الإسلام وحجته. وكنيته: أبو الفضائل وكنى أيضا بأبي محمد.
ورغم أن ابن تيمية الذي يزعم الوهابية أنه قدوتهم وإمامهم، وموقفه من إحدى الفرق الغالية.. وهى الفرقة اليزيدية التي غلت بيزيد بن معاوية، ومنهم (العدوية) نسبه إلى عدى بن مسافر الذي كان قدوتهم أولا ثم غلوا فيه وفى يزيد إلى درجة الألوهية، وقد عاصر ابن تيمية فترة نمو هذه الفرقة وكان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام.
وعلى الرغم من أن ابن تيمية مشهور بحدته وهجومه على سائر الفرق الإسلامية ووصفها بالضلال والزيغ والانحراف، فكيف خاطب هؤلاء الغلاة المشركين؟ 


لقد كتب إليهم – العدوية الايزدية- كتابا استهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالإسلام والإيمان، ويسدى لهم النصح بأسلوب أخوى هادى لا تجد منه حرفا واحدا في كلامه عن الفرق الإسلامية الأخرى كالأشعرية والشيعة الأمامية والزيدية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم.

 فقال:
(من أحمد بن تيمية إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة، المنتمين إلى جماعه الشيخ العارف القدوة أبى البركات عدى بن مسافر الأموى رحمه اللّه، ومن نحى نحوهم، وفقهم اللّه لسلوك سبيله وأعانهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعلهم معتصمين بحبله المتين، مهتدين لصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين… سلام عليكم ورحمه اللّه وبركاته، وبعد…) . 


هكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة مع إنهم من الغلاة بلا خلاف، والغلاة مشركون خارجون عن الإسلام بإجماع الفرق الإسلامية، وبمقتضى الكتاب والسنة، لأنهم اخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك!
فهل سيكون فى هذه المواقف عبره؟!


الوهابية في خدمه من؟ 


– هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى؟ 


– هل فكروا يوما فى التصدي للمطامع الاستعمارية في بلادنا الإسلامية؟ 


– هل شغلهم الغزو الغربي للبلاد المسلمة؟ 


– ماذا قدموا فى مواجهه النفوذ الصليبي والصهيوني في بلاد الإسلام؟ 


– ما هو موقفهم من الولاء للغرب وفتح الأبواب أمامه ليبسط يديه على
ثروات المسلمين وعلى سيادتهم وكرامتهم؟ 


ولا تجد فيه أثرا لتحسين وجه الحياة، وتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي والاجتماعي..ولا أثرا للسلم والرخاء.. 


بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين ورميهم بالشرك، وإيجاب قتالهم واستباحه دمائهم وأموالهم!! 


إن كل الذي يشغلهم هو وجود قبر هنا، ومسجد هناك، ورجل يقول: يا نبي الرحمة اشفع لي عند اللّه!! 


هذا هو شغلهم لا غير، وهذا هو همهم الوحيد الذي انطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين ويستبيحون المحرمات ويثيرون الفتن واحدة بعد الأخرى، ولا يهمهم بعد ذلك أن تكون بلاد المسلمين غرضا للأعداء. 


إنها لمن دواعي الأسى أن تنفق كل هذه الأوقات والجهود والأموال والطاقات الفكرية في الخوض في سفاسف الأمور وتوافه الكلام التي لا ينشد لها إلا الجهلة والغوغاء والعاطلون من الناس. 


إن الذي جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل فى هذه المواضع عدة أمور كلها تصدق عليهم: 


منها: الضحالة الفكرية وضيق الأفق.. فهم لا يحسنون شيئا إلا هذا النوع من الكلام، ولا تستوعب أذهانهم سوى هذا المدى من التفكير. 


ومنها: العجز عن فهم الحياة وعن مواكبة العصر.. فهم عاجزون تماما عن التقدم فى البحوث الدينية والعلمية والاجتماعية تقدما مقبولا فى هذا العصر الحديث، فينكبون على الكلام البالي والمتهرىء فيبالغون في تعظيمه وتقديسه لكي يجدوا لأنفسهم منفذا يطلون منه على هذا العالم المتقدم. 


ومنها: ضيق صدورهم وامتلأ قلوبهم بالحقد وكراهية الخير وحب الشر لهذه الأمة.. فمن تتبع لهجاتهم ونبراتهم المتشنجة والمتوترة وانسدادهم انسدادا في غير محله وتهورهم فى الخطاب، لمس فيهم الضحالة وضيق الأفق والحقد والبغض والهمجية والتخلف بكل معانيها.

رابط الجزء السابق


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=348114
انتهى الفصل الاول …………………………..