راي اليوم :

بيروت – (أ ف ب) – تعرضت مناطق في محافظة ادلب ومحيطها الأربعاء لقصف متقطع من قوات الجيش السوري، في وقت أكد التحالف الدولي بقيادة أميركية بدء قوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها المرحلة النهائية من عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

وترسل قوات الجيش منذ أسابيع تعزيزات الى محيط ادلب (شمال غرب)، قبل أن تصعد وتيرة قصفها بمشاركة طائرات روسية الأسبوع الماضي. إلا أن وتيرة القصف والغارات شهدت تراجعاً ملحوظاً في اليومين الأخيرين وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.

واستهدفت قوات الجيش وفق المرصد، بقصف صاروخي في وقت مبكر الأربعاء بلدة التمانعة ومحيطها في ريف ادلب الجنوبي، بعد قصف مماثل طال بعد منتصف الليل محيط بلدة مورك في ريف حماة الشمالي.

وأفاد المرصد عن وصول أكثر من أربعة آلاف عنصر من قوات الجيش السوري والمقاتلين الايرانيين مع آلياتهم وعتادهم الى ريف حلب الشمالي منذ مطلع الشهر الحالي، تزامناً مع تحصين الفصائل المعارضة والجهادية مواقعها في المنطقة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتتواجد قوات الجيش السوري في الريف الجنوبي الشرقي. كما أن هناك وجوداً لهذه الهيئة والفصائل في مناطق محاذية تحديداً في ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).

ومع تصعيد القصف على ادلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الحالي، أحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من ثلاثين ألف شخص من ريفي ادلب الجنوبي والجنوبي الغربي، وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي حتى يوم الأحد.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في القطاع الجنوبي من ادلب عن تراجع حركة النزوح الى حد كبير الأربعاء مع توقف القصف. ونقل مشاهدته سيارات محملة بالمدنيين وحاجياتهم في طريق عودتها الى مناطق نزحت منها قبل أيام لا سيما بلدة الهبيط ومحيطها.

وأسفر النزاع السوري المستمر منذ العام 2011 عن مقتل 340 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ويستضيف الاردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011.

وتقول عمان ان كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.

– “حماية” المدنيين-

وتكرر الأمم المتحدة تحذيرها من كارثة إنسانية في حال حصول هجوم على المحافظة التي تضمّ نحو ثلاثة ملايين نسمة بينهم مليون طفل، ونصفهم تقريباً من النازحين من محافظات أخرى.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء على أن “مكافحة الإرهاب لا تعفي المتحاربين من التزاماتهم بموجب القانون الدولي”، داعيا للتوصل الى حل سلمي في إدلب.

وحذر في تصريحات للصحافيين من مقر الأمم المتّحدة من أن شنّ هجوم شامل “سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي”. ودعا “إيران وروسيا وتركيا إلى عدم ادّخار أي جهد من أجل إيجاد حلول لحماية المدنيين”.

وشدّد غوتيريش على ضرورة تعاون روسيا وإيران وتركيا “أكثر من أي وقت مضى لإيجاد وسيلة لعزل الجماعات الإرهابية وتفادي أن يدفع المدنيون ثمن الحلّ في إدلب”.

وطلبت تركيا الثلاثاء الدعم الدولي لإقرار وقف لاطلاق النار في ادلب. وقال سفيرها لدى مجلس الأمن فيريدون سينيرلي أوغلو إن شن هجوم سيؤدي إلى “موجة هائلة من اللاجئين ومخاطر أمنية كبيرة على تركيا وأوروبا وما ورائهما”.

ودعمت كل من بريطانيا وفرنسا الطلب التركي، وهو ما رفضته روسيا وايران الداعمتان لدمشق في قمة طهران الجمعة.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الثلاثاء “لا نستطيع أن نسمح للارهابيين باحتجاز واستخدام مئات الاف السكان كدروع بشرية” موضحاً أن المطروح في إدلب “ليس عملية عسكرية بل عملية لمكافحة الإرهاب”.

وفي مقابلة تلفزيونية، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ليل الثلاثاء من تداعيات هجوم ادلب على أمن أوروبا. واعتبر أن “الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين الى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة (ادلب)، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطراً على أمننا في المستقبل”.

– استهداف الجهاديين شرقاً-

على جبهة أخرى في شرق سوريا، أكد التحالف الدولي بقيادة أميركية بدء قوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها، المرحلة الأخيرة من الهجوم على آخر جيب تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور.

وأورد التحالف في بيان ليل الثلاثاء أن العملية “ستطهّر شمال شرق سوريا على طول نهر الفرات باتجاه الحدود السورية العراقية من فلول تنظيم الدولة الاسلامية”.

وجاء بيان التحالف بعد ساعات من اعلان قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية اطلاقها الاثنين هجوماً يستهدف بلدة هجين ومحيطها شرق نهر الفرات، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وتترافق المواجهات المستمرة وفق المرصد، مع قصف مدفعي كثيف من قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي. وتسببت منذ الاثنين بمقتل 32 جهادياً من التنظيم مقابل عشرة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد.

وفي سوريا، بات وجود التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الاسلامية” على مناطق واسعة، يقتصر على هذه المنطقة وعلى جيب صغير في البادية (وسط) وآخر في بادية السويداء (جنوب غرب).

ورغم تقلص مساحة سيطرته الى أقل من ثلاثة في المئة من مساحة سوريا، لا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات مفاجئة على جبهات عدة، آخرها أمس في محيط حقل التنك النفطي في دير الزور.

كما قتل 21 عنصراً على الأقل من قوات الجيش

والمسلحين الموالين لها ليل الاثنين في كمين نصبه التنظيم في منطقة تلول الصفا في بادية السويداء.