عزز الجيش السوري مواقعه في ريف حلب الشمالي في المناطق المتاخمة لسيطرة تنظيم “جبهة النصرة” وفصائل “غصن الزيتون” التي سيطرت على عفرين، في الوقت الذي أفادت فيه صحيفة “الوطن” السورية بأن مقاتلين من “داعش” وصلوا إلى جسر الشغور.
نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر إعلامية أن “المئات من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي وصلوا إلى جسر الشغور وانضموا إلى تنظيم “حراس الدين” الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابي”.
وأفادت الصحيفة عن وصول تعزيزات عسكرية من الجيش التركي إلى ولاية كليس جنوبي تركيا أمس، تضم مئات الجنود، لدعم القوات المتمركزة على الحدود التركية السورية، ونقلت عن مصادر إعلامية معارضة، “أن القافلة تضم نحو 15 حافلة عسكرية تقل عشرات الجنود، وأنها وصلت إلى الحدود التركية السورية، إلا أنها ما تزال ضمن الأراضي التركية ولم تدخل إلى سوريا”.
وذكرت الصحيفة أن “الجيش السوري عزز مواقعه في ريف حلب الشمالي المتاخم لمناطق سيطرة “جبهة النصرة“، وفصائل “غصن الزيتون” التي سيطرت على عفرين.
وأوضح مصدر عسكري في حلب لـ”الوطن” أن الجيش السوري استقدم خلال الأيام الأخيرة تعزيزات ضخمة إلى شمال حلب في جميع خطوط التماس التي تفصله عن مناطق هيمنة “النصرة” في الجيب الممتد من جمعية الزهراء وصالات الليرمون الصناعية وبلدة كفر حمرة شمال غرب حلب إلى مزارع الملاح وبلدات حريتان وحيان وعندان وبيانون شمالاً، بهدف التحضير لعملية عسكرية لتطهير المنطقة على غرار في ما فعل في جبهتي غرب وجنوب غرب المدينة المتصلتين بالريف الإدلبي
وبين المصدر أن “تعزيزات الجيش السوري تمركزت أيضاً قبالة خطوط تماس مناطق نفوذ مسلحي “غصن الزيتون”، الموالين لتركيا، لتشكيل قوة ردع كبيرة تحول دون سعي أي مكوناتها لتعديل خريطة السيطرة بأوامر من أنقرة في حال شن الجيش عمليته العسكرية نحو أرياف إدلب”.
وكان “أمير هيئة تحرير الشام “الواجهة الحالية لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي المحظور في روسيا المدعو أبو محمد الجولاني اجتمع مع قادة مسلحي “داعش” الذين عملت الهيئة على نقلهم خلال شهر أغسطس/آب الماضي من مناطق مختلفة في إدلب باتجاه الحدود مع تركيا، وتحديدا في المناطق الشمالية والغربية، حيث قام الجولاني بإطلاع قادة من مسلحي “داعش” على جغرافية المنطقة لتسهيل انخراطهم والوقوف صفا واحدا في المعركة المرتقبة، وخاصة مع استعدادات الجيش السوري لشن عملية عسكرية كبيرة لتحرير المحافظة من سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة، كما اجتمع الجولاني مع عدد من قياديي الحزب “الإسلامي التركستاني” في جسر الشغور، وأطلعهم على ضرورة دمج مسلحي تنظيم “داعش” في المنطقة، وخاصة أولئك القريبون منهم قوميا ويتحدرون من آسيا الوسطى، وذلك لما يتمتعون به من خبره في القتال، حيث تم تقسيم المنطقة لقطاعات يديرها ثلاثة قياديين من التركستان و”هيئة تحرير الشام وداعش”.
ويتكون تنظيم “حراس الدين” من مقاتلين متشددين كانوا ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد الشام “جبهة النصرة” والذين أعلنوا إنشاء تنظيمهم الخاص تحت اسم “حراس الدين” محافظين على ولائهم لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وذلك عام 2016 عندما قدمت “جبهة النصرة” نفسها باسم جديد هو “جبهة فتح الشام”، ثم “هيئة تحرير الشام” بعد دخولها في ائتلاف مع عدد من المجموعات التكفيرية الأخرى، تاركة مسافة ضيقة بينها وبين تنظيم القاعدة العالمي.