حديث عيد الغدير في مصادر أهل السنة والشيعة
يوافق 18 ذي الحجة الذكرى العطرة لعيد الغدير تتويج الإمام علي (ع) بالولاية وإمرة المؤمنين، وبهذه المناسبة نقدم لكم بعض الروايات الواردة بهذا الشأن في مصادر الفريقين العامة والخاصة.
حديث الغدير في مصادر أهل السنة :
1 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله يوم غدير خم : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا بلى يارسول اللّه . قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(1)
2 ـ وعن زاذان أبي عمر قال : سمعت عليّا في الرحبة ، وهو ينشد الناس : من شهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله يوم غدير خم وهو يقول ما قال .
فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه »(2).
3 ـ إنّ النبي صلى الله عليه وآله قال يوم غدير خم : «من كنتُ مولاه» فعلي مولاه قال ربما الراوي وهو أبو مريم أو غيره) فزاد الناس بعد : «والِ من والاه وعادِ من عاداه»(3).
وفيه : أنّ هذه الزيادة ليست من الناس ، بل هي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله عن زيد عن رسول اللّه في حديث رقم 18522 في مسند أحمد .
ثم إن هذه الإضافة موجودة في مصادر الحديث الأخرى عند الطائفتين ، فلا إشكال في ثبوت صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله ، ثم إن مورد الاستشهاد إنما بصدر الحديث أي قوله صلى الله عليه وآله : «من كنتُ مولاه فعلي مولاه» . وليس بذيله ، أي : (اللهم والِ من والاه )….
4 ـ وعن أبي سرحة أو زيد بن علي عن النبي صلى الله عليه وآله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»(4).
5 ـ وقال سعد بن أبي وقاص لمعاوية بن أبي سفيان بعد أن نال الأخير من علي عليه السلام : «تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه »(5).
6 ـ «وعن عامر بن سعد عن سعد ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله خطب فقال : أما بعد ، أيّها الناس فإني وليكم قالوا : صدقت ، ثم أخذ بيد عليّ فرفعها ثم قال : هذا ولييّ والموءدي عني ، والِ اللهم من والاه ، وعادِ اللهم من عاداه .
7 ـ وعن عائشة بنت سعد عن سعد قال : أخذ رسول اللّه صلى الله عليه وآله بيد علي فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟
قالوا : نعم ، صدقت يارسول اللّه . ثم أخذ بيد علي فرفعها : فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، وإن اللّه ليوال من والاه ويعادي من عاداه»(6).
8 ـ «وعن عائشة بنت سعد عن سعد أنه قال : كنا مع رسول اللّه بطريق مكة ، وهو متوجه إليها ، فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس ثم ردّ من مضى ولحقه من تخلف فلما اجتمع الناس قال : أيّها الناس هل بلغت؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد . ثم قال : أيها الناس هل بلغت؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد ثلاثا (ثم قال) أيها الناس من وليكم؟
قالوا : اللّه ورسوله ـ ثلاثا ـ ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فأقامه فقال : من كان اللّه ورسوله وليه فإن هذا وليه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(7).
9 ـ روى عثمان بن سعيد عن شريك بن عبد اللّه ، قال : لما بلغ عليّا عليهالسلام أنّ الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي صلى الله عليه وآله وتفضيله إياه على الناس ، قال عليهالسلام : «أنشد اللّه من بقي ممّن لقى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسمع مقاله في يوم غدير خم إلاّ قام فشهد بما سمع؟
فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وستة ممن على شماله من الصحابة أيضا فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى الله عليه وآله يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي : من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله ، وأحبَّ من أحبَّه وأبغض من أبغضه (8) .
وفي مكان آخر من كتاب النهج ينقل ابن أبي الحديد هذه القطعة الإضافية «وأنس بن مالك في القوم لم يقم : فقال له يا أنس! ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟
فقال : يا أمير الموءمنين كبرت ونسيت . فقال : اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة .
قال طلحة بن عمير : فواللّه لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض من عينيه»(9).
10 ـ « قال صلى الله عليه وآله يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(10).
11 ـ «وقام النبيّ صلى الله عليه وآله خطيبا وأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست أولى بالموءمنين من أنفسهم؟
قالوا : بلى يا رسول اللّه صلى الله عليه وآله .
قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(11).
12 ـ وقال النبي صلى الله عليه وآله للمسلمين في عودته من حجّة الوداع : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(12).
حديث الغدير في كتب الشيعة :
ومن الواضح أن جميع كتب الشيعة التي تعرضت لسيرة النبي صلى الله عليه وآله ، أو لفضائل علي عليه السلام ومناقبه ، أو التي تعرضت لمسائل الإمامة ذكرت حديث الغدير ، ونحن هنا نشير إلى بعض ماسجله علماء الشيعة في نقل حديث الغدير كنموذج لذلك :
1 ـ فلما رجع رسول اللّه صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليهالسلام فقال : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُك مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ(13) .
فنادى الناس فاجتمعوا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : (ياأيها الناس مَن وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟
فقالوا : اللّه ورسوله .
فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ـ ثلاث مرات ـ»(14).
2 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله : «إني قد دعيت ويوشك أن أجيب ، وقد حان مني خفوق من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .
ثم نادى بأعلى صوته : ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟
قالوا : اللهم بلى .
فقال : فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله»(15).
3 ـ وقال النبي ( صلى اللّه عليه وآله وسلم) : ألا وإني أشهدكم أني أشهد أنّ اللّه مولاي وأنا مولى كلّ مسلم وأنا أولى بالموءمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به؟
فقالوا : نعم ، نشهد لك بذلك .
فقال : ألا من كنت مولاه فإنّ عليّا مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله»(16).
4 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله : من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه»(17).
5 ـ قال النبّي صلى الله عليه وآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه»(18).
6 ـ قال النبي صلى الله عليه وآله : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله»(19).
وأثبت المحدث هاشم البحراني 88 حديثا في الغدير من طرق العامة و36 رواية من طرق الشيعة(20).
ولقد أحصى السيّد المحقّق الطباطبائي في كتابه (الغدير في التراث الإسلامي) 164 كتابا صنف حول واقعة الغدير .
________________________________________
(1) مسند أحمد ، رقم الحديث 915 .
(2) مسند أحمد ، رقم الحديث 906 .
(3) مسند أحمد ، رقم الحديث 1242 .
(4) مسند الترمذي ، كتاب المناقب ـ رقم الحديث 3646 .
(5) سنن بن ماجة ، رقم الحديث 118 .
(6) خصائص الإمام أمير الموءمنين علي بن أبيطالب : 176 حديث رقم 94 و95 .
(7) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 2 : 53 .
(8) شرح ابن أبي الحديد 2 : 287 .
(9) شرح نهج البلاغة 4 : 4 .
(10) الصواعق المحرقة : 122 .
(11) تاريخ اليعقوبي 2 : 112 .
(12) المجموعة الكاملة لموءلفات الدكتور طه حسين ، المجلد الرابع : الخلفاء الراشدون : 443 .
(13) سورة المائدة : 67
(14) الأصول من الكافي 1 : 295 .
(15) الارشاد ، للمفيد : 94 .
(16) الخصال : 166 حديث رقم 98 .
(17) كمال الدين وتمام النعمة : 103 .
(18) التوحيد : 212 ـ باب أسماء اللّه تعالى .
(19) معاني الاخبار : 63 حديث رقم 1 .
(20) راجع كتاب كشف المهم في طريق خبر غدير خم .
———-
بقلم: الباحث الإسلامي نوري حاتم
……….