Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر : بنات الصعيد بين ثلاثية.. الختان والزواج المبكر والحرمان من الميراث

القاهرة – راي اليوم ـ محمود شومان :

 في جميع الثقافات والمجتمعات العربية توجد العديد من العادات والتقاليد الغريبة المتعلقة بالمرأة على مدار السنين الماضية لاسيما فى المجتمع الصعيدي بمصر ومن بين تلك العادات الختان، حيث تعتبرها العائلات هناك بمثابة عادة ضرورية لوقاية الفتاة، الى جانب الزواج المبكر للفتيات دون السن القانوني والحرمان من الميراث من الاب الام.

وتعاني الفتيات فى الصعيد جراء تلك العادات التي تملكت من المجتمع وابرزها الختان رغم اطلاق عدد من المبادرات لمحاولة القضاء عليه او الحد منه على الاقل الا انه لازال مستمرا بشكل واضح خاصة ان البعض يحاول ان يجعل العفة والشرف والطهارة مرتبطة بالختان.

ووفقا لدراسة اعدتها الباحثة ليلى ابراهيم الطنبولي لايزال الالاف من نساء الصعيد يفضلون اجراء عملية الختان لبناتهم وبحسب الدراسة فان نسبة الختان بين النساء في الصعيد بلغت 97,7 في المئة وان نسبة 75 يؤيدون استمرار الختان غالبيتهن من النساء اعتقادا منهن بأن هذه العملية تحمي البنات من الانحراف وان المرأة غير المختنة ترهق زوجها وتكون اكثر طلبا للمعاشرة الجنسية، وان المرأة غير المختنة لا تستطيع الصبر على الجنس في حالة غياب زوجها فتلجأ الى الخيانة الزوجية، وان بقاء ما يتم ازالته من اجزاء خلال عملية الختان للاناث دون ازالة يسبب روائح كريهة وان الختان هو نوع من النظافة.

واضافت الدراسة ان 80 في المئة من عمليات الختان في الصعيد تتم على يد الداية، واضافت ان مشروعا تبناه المجلس القومي للطفولة لمناهضة ختان الاناث في 60 قرية في صعيد مصر خفض نسبة ممارسة ختان الاناث في الصعيد الى اقل من 95 في المئة اخيرا.

وحذرت الدراسة من استمرار ظاهرة ختان الاناث في الصعيد على الرغم من قرار الحظر بسبب الموروثات الثقافية والاجتماعية السائدة ولاعتقاد اهل الصعيد في ان طقس الصعيد الحار يساعد على البلوغ المبكر للفتاة ويتسبب في اثارة غرائزها الجنسية وانه كلما كانت الفتاة اكثر سمرة كانت اكثر غريزة ولابد من كبح جماحها بالختان.

كما تعني الفتيات هناك من انتشار الزواج المبكر او زواج الاطفال (زواج دون سن 18) فبين ليلة وضحاها يتحولن من فتيات احترفن اللهو واللعب الى ربات منزل وسيدات مجتمع شغلهن الشاغل حياة زوجية “بائسة فى الاغلب نتيجة الطبيعة العمرية التى لا يمكن ان تستجيب الى وجبات تلك الحياة”.

وتبقى محافظات الصعيد منها هى الاكثر معناة من ظاهرة “زواج القاصرات” نتيجة العائد والتقاليد التى تنادى بالاسراع فى زواج الفتيات خوفا من العنوسة و سيطرة شيوخ السلفيين على عقول ابناء تلك المحافظات الى تصل الى حد التحكم فى الفتوى الدينية بعقولهم وغيرها من اسبابا تنوعت بين”جهلا وفقر وسوء البنية التحتيه للتعليم” دون النظر الى راغبت الفتاة التحررية او اختيار شريك المستقبل وان كان الاغلب من تلك الزيجات  ينتهي بازمات كارثية  حتى تنامت الظاهرة الى ان بلغت 29 فى المائة من حالات الزواج.

وتقول “ايمان.م.س” انها تزوجت من رجل يكبرها بثلاثين عاما رغبة في ارضاء والديها وعدم تقدم اي شاب يطلب الزواج منها ناهيك من ضيق الحالة المادية لاسرتها التي تعاني الفقر الشديد ورغبة منها في الانتقال الى  حياة مختلفة غير التي نشات وترعرعت بها حيث ترى انها حياة كارثية من كل الجوانب التي تحيط بها مشيرة الى ان شيقيتها الكبرى  تزوجت من رجل يكبرها  لان والدتها ترى ان “ زواج البنت سترة ما بعدها سترة” ونتيجة العائدات والتقاليد التي ترى بها “ظلم للفتاة”.

وتروى ايمان انها تعيش حياة زوجية غير مستقرة نتيجة الفارق العمرى بين الزوج وبينها.

وكشفت لجنة حماية الطفولة والرعاية الصحية للاطفال التابعة للام المتحدة  في تقرير لها ان الزواج القصرى يتسبب في اضطربات جسدية تودى بنسبة 90 في المائة من ابرزها تمزق المهبل والأعضاء المجاورة له من آثار الجماع واختناق الجنين في بطن الأم نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية.

 فيما تقول الدكتورة هبة عيسوى استاذ علم النفس والصحة النفسية بجامعة عين شمس وزميل الجمعية الامريكية للطب النفسي في تصريح خاص ان زواج القاصرات جرم موجه للفتاة ونوع من العنف الجسدي الاكثر ضررا بالفتيات كونها غير ناضجه فكريا وثقافيا وليست على استعداد لتقبل ضغوط الحياة الزوجية والمسوؤلية الملقاه على عتقاها مما يجعلها في حالة ارتباك شديد بعد الزواج لاسيما من انعدام القدرة على التواصل الوجدانى والعاطفى والفكرى مع شريك حياتها مما يحكم على مصير تلك العلاقة بالفشل.

 كما جرت العادات في الصعيد على حرمان المرأة من الميراث بعد وفاة الأب من قبل الأشقاء الرجال أو منحها مبلغا يجري تقسيمه بينهم بالتساوي فيما يُسمى بالترضية ولا يجري الحصول على هذا المبلغ إلا بعد جلسات عرفية للتوسط عند الأشقاء من أجل منحه لها. ومؤخرا كشفت دراسة بحثية بجامعة قنا عن الظروف التي تعانيها معظم النساء في محافظات الصعيد، خاصة في محافظتي سوهاج وقنا، إذ أكدت الدراسة، التي أعدتها الدكتورة سلوى محمد المهدى، مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب أن نسبة تقترب من 95.5% من النساء في كلتا المحافظتين محرومات من الميراث بسبب الثقافة السائدة بأن الميراث سينتقل إلى أشخاص أغراب عن العائلة، في حالة منح النساء حقوقهن في الميراث.    كما كشفت الدراسة أن 4.5 ٪ فقط من النساء يأخذن ميراثهن دون مطالبة بعد حدوث مشكلة من الأهل، وهن نسبة ضعيفة جدا من النساء اللاتى مثلتهن عينة البحث، و59.5 ٪ محرومات من المطالبة بميراثهن لكن هل طالبن بميراثهن أم ظللن مكتوفات الأيدى إذ أثبتت الدراسة أن 57٪ من هذه النسبة طالبن بميراثهن في مقابل 43 ٪ لم يطالبن.