الجزائر “القدس العربي” من كمال زايت:
تداولت عدة صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي االيوم صورا وفيديو لشخص “مجهول” أقدم على تحطيم تمثال “عين الفوارة” الشهير في مدينة سطيف ( 300 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية) وسط حشد من المواطنين الذين اكتفوا بالتفرج عليه والتقاط صور وفيديوهات له، قبل أن يتدخل رجال الشرطة لمنعه من مواصلة جريمته في واحدة من أجمل وأغلى التحف التي تحوزها الجزائر!.
وأظهرت الصور التي تم تداولها شخصا ملتحيا يلبس عباءة بيضاء، اتضح فيما بعد انه عسكري سابق يعاني من اختلال عقلي، وهو يقوم بتحطيم تمثال المرأة العارية الذي يقع في عين الفوارة في وسط مدينة سطيف، واستعان في ذلك بمطرقة، دون أن يتدخل أحد من الجمهور من أجل محاولة منعه، بل اكتفى الحضور بالنظر اليه بنوع من الفضول والتقاط صور بهواتفهم المحمولة، قبل أن يتدخل رجال الشرطة لإنزاله من فوق التمثال واقتياده الى مخفر الشرطة!
جدير بالذكر أن نافورة عين الفوارة بنيت في عهد الاستعمار الفرنسي سنة 1899 وتوجد وسط ثلاثة معالم دينية، وهي المسجد العتيق، المعبد اليهودي، والكنيسة، وتضم النافورة تمثالا ضخما قام بنحته الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، ويمثل امرأة عارية تقف على صخرة عالية طولها مترين، يتدفق من النافورة، ماء بارد في الصيف، ودافئ في فصل الشتاء، وتعتبر عين الفوارة أشهر معالم مدينة سطيف، التي تسمى أيضا مدينة عين الفوارة.
جدير بالذكر أن إسلاميين متطرفين حاولوا، في بداية التسعينيات، تحطيم التماثيل العارية بحجة أنها تخدش الحياء، فيما طالب آخرون بتغطيتها حتى تكون أكثر حشمة!
وأثارت صور تحطيم التمثال ردود فعل غاضبة، فقد علق الصحافي جعفر خلوفي على صفحته على “فيسبوك” قائلا:” مازال الدعش بيننا ما دامت هذه السيدة تُرجم ..د رست أربع سنوات في سطيف، ولي في هذه الفوارة الجميلة ذكريات مع رفاق الدراسة.. حساسيتنا تجاه الفن تحكي مدى خرابنا الداخلي، تخيل أننا نملك كل التماثيل الرائعة والعارية التي تزخر بها بلدان العالم، هل سنحرقها ؟ هل سندمرها؟ …ثم نسرع ليلا لمواقع البورنو؟!”، وكتب الصحافي إيدير دحماني :” الجبناء خربوا تمثال عين الفوارة”!
وكان “المفتي” الجزائري شمس الدين المعروف ببرنامجه المثير للجدل على قناة جزائرية خاصة، والمعروف بمهاجمته للتيار السلفي الوهابي في الجزائر ـ الذي سارع كثييرون لتوجيه أصابع الاتهام لفكرهـ قد دعا إلى تغطية تمثال المرأة العارية.