حدَّدت شركة نتفلكس الأميركية -صاحبة حقوق التوزيع- تاريخ 14 سبتمبر/أيلول موعداً لطرح فيلم الملاك أو «The Angel» في دور العرض، وهو الفيلم الذي يتناول قصة حياة أشرف مروان ، رجل الأعمال المصري الراحل، وهو من إنتاج شركة تي تي في TTV الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة ADAMA الفرنسية.
قصة فيلم الملاك
يتناول الفيلم قصة حياة أشرف مروان ، الذي لقب من قِبَل أجهزة المخابرات الإسرائيلية بالملاك، وعلاقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ودوره الكبير -من وجهة نظر إسرائيل- في نقل الكثير من المعلومات الاستراتيجية عن الجيش المصري، وآليات الدفاع والهجوم قبيل حرب أكتوبر/تشرين الأول، من خلال موقِعِه كمستشار سياسي وأمني للرئيس الراحل أنور السادات.
كما يتناول الفيلم حادثة وفاته الغامضة بلندن في 2007، ومحاولة إلصاق الشبهة الجنائية لوفاته، وأن مروان لم يكن جاسوساً مصرياً على إسرائيل، وهي الأقاويل التي تحاول تل أبيب تبريرها بشتى الطرق.
الفيلم مقتبس عن رواية تحمل عنوان: «The Angel The Egyptian Spy Who Saved Israel«، للروائي الإسرائيلي أوري بار جوزيف، وقام بتحويلها وكتابة السيناريو ديفيد أراتا، الذي سبق ترشيحه لجائزة الأوسكار كأفضل سيناريست عن فيلمه «Children of Men» عام 2006.
وتزعم الرواية أن مراون جعل مصر كتاباً مفتوحاً بالنسبة لإسرائيل، وأنقذها من هزيمة كبرى عن طريق تزويد الموساد بمعلومات استباقية عن الهجوم المصري السوري المشترك، في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وأستندت الرواية إلى أبحاث ومقابلات مع شخصيات ذات صلة داخل أروقة الموساد الإسرائيلي.
أبطال الفيلم
يقوم بتجسيد شخصية أشرف مروان الممثل الهولندي التونسي الأصل مروان كنزاري، كما يشارك في العمل كل من الممثل الإسرائيلي تساهي هاليفي، الذي يجسد شخصية الزعيم معمر القذافي، والممثل الإسرائيلي من أصل عراقي ساسون جاباي، الذي يؤدي شخصية أنور السادات، فيما يقوم بأداء شخصية الزعيم جمال عبدالناصر الممثل الأميركي من أصل فلسطيني وليد زعيتر.
قام بكتابة السيناريو ديفيد أراتا، وإخراج أرييل فرومين، الذي سبق له إخراج أفلام RX ،Danika ،The Iceman.
من هو أشرف مروان؟
رجل أعمال مصري ولد عام 1944، والده اللواء أبوالوفا مروان، الذي تولّى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.
حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 من جامعة القاهرة، واستطاع والده إلحاقه بالمعامل المركزية للقوات المسلحة، بعدها تقلَّد العديد من المناصب حتى صار مساعداً للرئيس جمال عبدالناصر، وبعد وفاته في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات، ثم تولَّى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع في الفترة من 1974 – 1979.
لقطة من فيلم الملاك
ومن خلال علاقات والده استطاع الزواج من ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث انتقل من العمل في المعامل المركزية للعمل في رئاسة الجمهورية مساعداً محدود الاختصاصات لسامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر، وبعد وفاة «ناصر» أصبح سكرتيراً خاصاً للسادات لشؤون المعلومات، في 13 من مايو/أيار 1971، قبل يومين فقط من عمليات الاعتقال الجماعية لرموز الحقبة الناصرية، التي سمّاها السادات بـ «ثورة التصحيح»، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الدور الأكبر.
علاقاته القريبة من السادات جعلت العديد من أسرة الراحل عبدالناصر يبتعدون عنه، مع تزايد ثقة السادات فيه، فأصبح عضواً في لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا، وعضواً في المجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973، ثم سكرتيراً للرئيس للاتصالات الخارجية في عام 1974، وفي نفس العام عيّن مقرِّراً للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي، ثم رئيساً للهيئة العربية للتصنيع عام 1975، وسفيراً لمصر في لندن عام 1985.
فيلم الملاك .. العملية الإنتاجية
بدأت عمليات تصوير فيلم الملاك في يوليو/تموز 2017، وتم التصوير في 3 دول هي إنكلترا وبلغاريا والمغرب التي سيعول عليها المخرج في تجسيد المناطق العربية، وقد بلغت ميزانية الفيلم 12 مليون دولار فقط، ويتحدث الممثلون فيه بثلاث لغات هي: العربية والإنكليزية والعبرية.
اقرأ أيضاً:
لماذا الجدل حول شخصية أشرف مروان؟
يعد «مروان» من رجال الأعمال، وأحد رجال النخبة الحاكمة في حقبة مميزة من تاريخ مصر السياسي، مروان في الكتب العبرية عمل جاسوساً للموساد الإسرائيلي، حيث ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968، عارضاً خدماته على الموساد، بحسب كتاب «تاريخ إسرائيل» للمؤرخ اليهودي أهارون بيرجمان، مشيراً إلى أنه حمل العديد من الأسماء الحركية في سجلات الموساد، مثل «الصهر»، أو «العريس»، أو «رسول بابل»، وكانت تقاريره تُرفع مباشرة لرجال الحكم في إسرائيل: غولدا مائير رئيسة الوزراء، وموشي ديان وزير الدفاع، وكبار رجال الموساد.
ومن أهم المعلومات التي سرَّبها مروان -بحسب الكاتب الإسرائيلي أهارون بيرجمان- نسخة مكتوبة من حوار جمال عبدالناصر مع القادة السوفيت، في 22 من يناير/كانون الثاني 1970، التي طالبهم فيها بقاذفات طائرات بعيدة المدى، ورسائل سرية من السادات للرئيس السوفيتي ليونيد بريجينيف عام 1972، طالبه فيها بصواريخ بعيدة المدى من طراز «سكود»، إضافة إلى معلومات الخلية الفلسطينية الفدائية، التي كانت تنوي تفجير طائرة «العال» المدنية في روما، والتحذيرات حول اعتزام مصر وسوريا توجيه ضربة عسكرية مشتركة، في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، أي قبيل يومين من حرب أكتوبر.
فيما كان تكريم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك لأشرف مروان خلال الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر/تشرين الأول في 2005، بمثابة التأكيد لبعض رجال الحكم في تل أبيب على أن «الملاك» جاسوس مزدوج، شخصية صعّدها النظام المصري كي يصل لقلب مناطق الحكم في الدولة العبرية، وأن رسائل السادات للسوفيت السابقة لرسالة التحذير دمرت أي تأكيد باحتمالية قيام مصر بشنّ حرب شاملة على إسرائيل.
ويبدو أن نظرية أن مروان بطل قومي لمصر ستكون صاحبة الكفة الراجحة، وإلا لَما قام عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق، بالسماح لابنته بالزواج من ابن مروان، في الوقت الذي كان فيه موسى في منصب يسمح له بالاطلاع على المعلومات الأشد سرية في الاستخبارات المصرية، بحكم عمله في الخارجية.
القيمة الفنية للعمل
الوصول السريع لسلم النخبة الحاكمة في مصر، والتفاصيل السرية للحياة الخاصة به، والغموض الذي يكتنف حادثة وفاته، أبرز العناصر التي تجعل من العمل قيمة فنية، إلى جانب المعلومات المزعومة التي أكدت شركة الإنتاج على وجودها في الفيلم، كل هذا سيجعل من الشيق انتظار مثل هذا العمل.
كما يعتبر العمل محاولةً لمعرفة وجهة النظر الأخرى في حياة ووفاة أحد كبار رجال حقبتي ناصر والسادات، وهي الفترة التي شهدت حالة من التقلبات السياسية، سواء في مصر أو المنطقة.