Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

سفير واشنطن بتل أبيب يُواصِل تحدّي واستفزاز العرب والمُسلمين: قدّم التعازي لعائلة المُستوطِن الذي قُتِل الخميس وهاجم الـ”إرهاب والشرّ” وغرينبلاط شجب السلطة لعدم إدانتها العملية

 الناصرة – “رأي اليوم” :
يقول أحد الحكماء إنّ الإنسان لا يتغيّر، بل ينكشِف، ربمّا هذه المقولة تنطبق على سفير أمريكا في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي أكّد منذ تولّيه للمنصب أنّه كاثوليكيًا أكثر من بابا روما، وصهيونيًا أكثر من هرتسل، وربمّا تكون مواقف وتصرّفات السفير مرآة لسياسة إدارة ترامب، وأكثر من ذلك، من غيرُ المُستبعد بتاتًا أنّ فريدمان، يقوم من خلال صولاته وجولاته الدائمة في المُستوطنات الصهيونيّة بالأراضي المُحتلّة عام 1967، وتصريحاته المؤيّدة لإسرائيل، بتوجيه رسائل حادّةٍ كالموس للقيادة الفلسطينيّة، وأيضًا إلى الحكّام العرب، وبشكلٍ خاصٍّ، الحُكّام، الذين يُعتبرون في واشنطن وتل أبيب “مُعتدلين” وينتمون إلى “المُعسكر السُنيّ البراغماتيّ”، حول ما باتت تُعرف بـ”صفقة القرن”.
وبحسب موقع (تايمز أوف إزرائيل) الإخباريّ، فقد قدّم السفير فريدمان تعازيه في منزل المُستوطِن الذي قُتل في هجوم الطعن، الذي وقع مساء الخميس الماضي بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتوجّه إلى مستوطنة آدم، التي تقع شمال القدس المُحتلّة، حيث التقى مع عائلة المُستوطِن الذي قُتل في هجومٍ نفذّه فتى فلسطيني، والتقى فريدمان بزوجة القتيل، ونُقل عنه قوله: قلبي انكسر من رؤية تأثير مقتل المُستوطِن، والدة شابّة تبقى وحيدة للاعتناء بطفلين، مُضيفًا، بحسب الموقع الإسرائيليّ، أنّ الكلمات لا تكفي لوصف الشرّ ووحشية العمل الإرهابيّ، كما قال.
وأقّر الموقع أنّ المسؤولين الأمريكيين منذ احتلال الضفّة الغربيّة قلمّا زاروا المُستوطنات، كما يفعل السفير الحاليّ، ونقل عن الناطقة بلسان سفارة واشنطن في تل أبيب قولها إنّ مكتبها لن يُعلّق على جدول أعمال السفير. ومن الجدير بالذكر أنّه في شهر كانون الثاني (يناير)، قدّم فريدمان التعازي في منزل عضو الكنيست من حزب (الليكود)، المُستوطِن المُتطرّف جدًا، يهودا غليك في مستوطنة عوتنئيل بعد وفاة زوجته.
وخلافًا لسفراء أمريكيين سابقين، تابع الموقع، فإنّ فريدمان معروف بدعمه الشديد للمستوطنات الإسرائيليّة قبل توليه منصبه، وكان رئيس مؤسسة “الأصدقاء الأمريكيون لبيت ايل”، وهي منظمة تدعم مستوطنة بيت ايل الكبيرة في الضفة الغربية، التي تقع بالقرب من رام الله. واستمر هذا الدعم منذ توليه منصب السفير، مُشدّدًا على أنّه في أيلول (سبتمبر) الماضي قال فريدمان إنّ المستوطنات في الضفّة الغربيّة المُحتلّة هي جزء من إسرائيل، بحسب تعبيره. علاوةً على ذلك، من المُهّم الإشارة إلى أنّه فورًا بعد العملية الفدائيّة يوم الخميس في مستوطنة آدم، شجب المبعوث الأمريكيّ الخاص جيسون غرينبلات السلطة الفلسطينيّة لعدم إدانتها الهجوم.
كما أنّه من الأهمية بمكان، التشديد على أنّ المسؤولين الأمريكيين الثلاثة عن “صفقة القرن” هم يهود: جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكيّ، المبعوث الأمريكيّ الخّاص جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكيّ في إسرائيل، والثلاثة لا يخفون مواقفهم المؤيّدة والداعمة للدولة العبريّة، علمًا أنّ كوشنير وزوجته شاركا في افتتاح سفارة واشنطن بالقدس المُحتلّة.
وفي شهر أيّار (مايو) المُنصرم كشف موقع (كيكار هاشابات) الدينيّ-اليهوديّ عن “فضيحةٍ”، سطع نجم فريدان فيها: فقد قام السفير الأمريكيّ بزيارةٍ إلى أحد المعاهد الدينيّة المُتزمتّة جدًا في مدينة بني براك، ذات الأغلبيّة الدينيّة، بالقرب من تل أبيب، وهناك التُقطت له صورةً مع مدير المعهد الدينيّ وهو يبتسم فرحًا، ولكنّ الصورة التي حملها رئيس المعهد الدينيّ، كانت عبارةً عن صورةٍ تمّ استخدام الغرافيكا فيها، بحيث يظهر واضحًا وجليًا أنّ الصورة تُظهر بيت المقدس اليهوديّ المزعوم، وقد شُيّدّ على أنقاض المسجد الأقصى المُبارك وقبّة الصخرة.
وبحسب الموقع، فقد أثارت الصورة عاصفةً، حيث قال الناطق بلسان سفارة واشنطن في تل أبيب إنّ السفير لم يعرف ماذا ظهر في الصورة (!)، لافتًا إلى أنّ واشنطن تؤيّد استمرار الوضع القائم في الأماكن المقدّسة بالقدس، بما في ذلك مسجد الأقصى.
وكان السفير قد نشر تغريدةً على حسابه الشخصيّ في “تويتر” في السادس من شهر شباط (فبراير) الماضي أكّد فيها على أنّه قبل نحو عشرين عامًا تبرعّ بسيارّة إسعافٍ لمُستوطنة هار براخا الإسرائيليّة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، لكي تقوم بالمُحافظة على صحّة الأطفال في المُستوطنة.
إلى ذلك، كشفت شركة الأخبار الإسرائيليّة النقاب عن أنّ السفير فريدمان، عقد مؤخرًا جلسةً مُغلقةً مع عددٍ من الصحافيين الإسرائيليين تحدّث فيها عن أخر المُستجدّات في منطقة الشرق الأوسط، وقال للصحافيين إنّ نقل السفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس وانسحاب واشنطن من الاتفاق النوويّ مع إيران، لم يؤثرا سلبًا على الأمن والسلم في الشرق الأوسط، مُستعينًا بتغريدة وزير الخارجيّة مملكة البحرين، الشَّيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والتي قال فيها إنّه طالما أنّ إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة، واستباحت الدول بقوّاتها وصواريخها، فإنّه يحّق لأيّة دولةٍ في المنطقة، منها إسرائيل، أنْ تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر، على حدّ قوله.