Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الجيش الإسرائيليّ قدّم للكابينيت سيناريوهات الحرب مع حزب الله الذي يمتلك 130 ألف صاروخًا وقذيفةً: إخلاء مئات الآلاف وإصابة أماكن حساسّةٍ جدًا

الناصرة – “رأي اليوم”:

كشف مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ قدّم لوزراء المجلس الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) في حكومة بنيامين نتنياهو، سيناريوهات تتعلّق بتطورات حربٍ محتملةٍ في الشمال، وإسقاطاتها على الجبهة الداخلية الإسرائيليّة، حيث تركّز العرض التفصيليّ، بحسب المصادر في تل أبيب، على حسابات الأضرار المُحتملة إذا اندلعت حربًا قصيرةً (10 أيّام) ضدّ حزب الله، أو مُتوسّطة (21 يومًا تقريبًا)، أو حربًا طويلةً تصل إلى شهرٍ أوْ أكثر.

ولفت إلى أنّ هذه الخطوة جاءت على الرغم من أنّ تقديرات الأجهزة المخابراتيّة المُختلفة في إسرائيل تُؤكّد بأنّ احتمال نشوب حرب تُبادر إليها إيران أوْ حزب ما زال مُنخفضَا، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ مصدر القلق الأساسيّ ينبع من الاحتمال القاضي بأنّ أحداثًا محليّةً في سوريّة ستؤدّي إلى تدهورٍ، خلافًا لنوايا الطرفين.

وتناول المُحلّل الترسانة العسكريّة لحزب الله، مُشيرًا إلى أنّه بحسب تقديرات تل أبيب، فإنّ لدى حزب الله 130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها بمدى قصير ومتوسط، وأنّ مدى حوالي 90 في المائة من الصواريخ يصل إلى 45 كم، أيْ أنّها تُعرّض المُستوطنات التي تقع شمال حيفا للخطر، بالإضافة إلى ذلك، نقل عن المصادر عينها أنّ السواد الأعظم من الصواريخ تحمل رؤوسًا متفجرة بوزن يصل إلى 10 كغم.

وأقّرت المصادر، بحسب الصحيفة العبريّة، أنّه في حالة نشوب معركةٍ شاملةٍ في الشمال، ينوي الجيش إخلاء مئات آلاف المواطنين من مدى الصواريخ إلى أماكن مختلفة في البلاد، مُوضحًا أنّ الخطة تشمل أخلاءً كاملاً للبلدات الحدوديّة، ولكن هناك نيّة لإخلاء السكّان من مستوطناتٍ أكثر بعدًا عن الحدود، وشدّدّت المصادر على أنّ قيادة الجبهة الداخليّة ستكون مسؤولةً عن عملية الإخلاء نفسها، في حين أنّ وزارة الداخلية ستقوم بمُعالجة قضية استيعاب السكّان الذين سيتّم إخلاؤهم.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّه في حالة الحرب فإنّ التقدير المُتفّق عليه يقضي بوقف العمل في حقل الغاز، بسبب الخشية من حدوث أضرارٍ لا يُمكن إصلاحها، وذلك على الرغم من أنّ المنصة ستكون محميةً بمنظومة اعتراض من قبل جهاز الدفاع الجويّ وسلاح الجوّ، وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ إصابة المنصّة قد تُسبب أضرارًا يحتاج إصلاحها عدّة أعوامٍ.

علاوة على ذلك، كشفت المصادر عينها عن أنّ قيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارئ الوطنية حددا 50 موقعًا في أنحاء إسرائيل كمواقع حاسمةٍ تحتاج إلى دفاعٍ واسعٍ، وتشمل القائمة ضمن أمورٍ أخرى منشآت طاقة ومواصلات.

وأشارت المصادر أيضًا، كما أكدت الصحيفة العبريّة إلى أنّ إحدى القضايا التي تُقلق كبار جنرالات جيش الاحتلال تتعلّق بفجوة توقعات الجمهور الإسرائيليّ، آخذًا في الاعتبار تجربته في المعارك التي تمّت مُهاجمتها في السابق، أيْ في حرب لبنان الثانية عام 2006.

وأوضحت المصادر أيضًا أنّه في العمليتين الأخيرتين في قطاع غزة، “عمود السحاب” و”الجرف الصامد”، وصل نظام القبة الحديديّة إلى نسبة اعتراض ناجحة تبلغ نحو 90 في المائة من بين الصواريخ التي أطلقت على مناطق مبنيةٍ، الأمر الذي منح شعورًا بالأمن مبالغًا فيه لسكان مركز البلاد وجعلت كثيرين يتجاهلون التعليمات الأمنيّة أثناء الحرب، مع ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ المعركة في الشمال تُجبر إسرائيل على مواجهة إطلاق مئات الصواريخ في اليوم، ما يؤدي إلى ضررٍ كبيرٍ جدًا للجبهة الداخلية، سواءً في الشمال أوْ في مركز البلاد.

وتطرّقت المصادر في تل أبيب أيضًا إلى مستوى الإطلاق والعدد الذي ما زال محدودًا من صواريخ الاعتراض التي توجد لدى إسرائيل، لافتةً إلى أنّه من غير المعقول الوصول إلى نسبة اعتراضٍ مشابهةٍ في حالة نشوب المُواجهة العسكريّة في الشمال، وبالتالي، فإنّ تقليص الإصابات في أوساط السكان مرتبط بإخلائهم من المناطق القريبة من الحدود، وبمستوى مرتفعٍ من انصياع السكّان لتعليمات الحماية في الجبهة الداخلية، مُوضحةً أنّ الملاجئ صالحة لمعظم أنواع الإصابات باستثناء الإصابة المباشرة بصاروخ يحمل رأسًا متفجرًا ثقيلاً، بحسب قولها.

جديرٌ بالذكر أنّه على الرغم ممّا ورد في التقرير أعلاه فإنّ قادة تل أبيب السياسيين والأمنيين والعسكريين أكّدوا أكثر من مرّةٍ، وبشكلٍ علنيٍّ، على أنّ الدفاعات الإسرائيليّة، ستُدافع في حالة نشوب حربٍ مع حزب الله عن القواعد العسكريّة والمنشآت الحيويّة، مثل مطار بن غوريون الدوليّ، مُعترفةً بأنّه ليس بمقدورها منح الأمن والآمان للسكّان.