البرادعي: لمّ الشمل والتسامح وليس الانتقام وشيطنة الآخر السبيل الوحيد لمستقبل واعد
القاهرة ـ «القدس العربي»:
أحالت محكمة مصرية، أمس الأحد، أوراق مبروك سعد مبروك المتهم، بقضية مرتبطة بأحداث فض اعتصام «رابعة»، إلى المفتي، لأخذ رأيه الشرعي في إعدامه.
وقال مصدر قضائي، في تصريحات صحافية، إن «محكمة جنايات المنيا، المنعقدة في منطقة طرة جنوبي القاهرة، قضت بإحالة أوراق مبروك سعد مبروك حضوريًا إلى المفتي للحصول على رأيه الشرعي في إعدامه، وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث العدوة في محافظة المنيا».
والقضية يحاكم فيها مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، و805 آخرين، وتعود لـ 14 أغسطس/ آب 2013، بالتزامن مع فض اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، في ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» في القاهرة الكبرى.
وحددت المحكمة جلسة 23 سبتمبر/أيلول المقبل، للنطق بالحكم على جميع المتهمين في القضية.
وفي 21 يونيو/حزيران 2014 قضت محكمة جنايات المنيا، بإعدام مرشد الإخوان محمد بديع و182 آخرين ومعاقبة سيدتين بالسجن المؤبد 25 عاما، وبراءة آخرين في القضية، قبل أن يتم نقض الحكم بشهر، وإعادة المحاكمة من جديد في فبراير/ شباط 2015.
ولليوم الثاني على التوالي يتم إحالة أوراق عدد من المتهمين بقضايا مرتبطة بأحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث أحالت محكمة أمس الأول السبت، أوراق 75 متهما للمفتي بقضية فض اعتصام رابعة. ومن بين المحالين للمفتي، القياديان في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي وعصام العريان، وكذلك القياديان في الجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد وطارق الزمر.
ومن بين المحالة أوراقهم للمفتي 44 شخصا هاربا حوكموا غيابيا.
وأسفرت عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 رجال شرطة، حسب «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد الضحايا تجاوزت ألف قتيل.
جماعة» الإخوان المسلمين» أدانت في بيان، أمس الأحد، إصدار حكما بإحالة أوراق عدد من قياداتها في مصر إلى المفتي تمهيدا لإعدامهم.
وأكدت رفضها وإدانتها لأحكام الإعدام، معتبرة أنها باطلة صدرت من قضاء مسيس بات ألعوبة في أيدي الانقلاب الفاشي.
وأضافت: هذه «أحكام جائرة تنتقم من الضحايا وذويهم وتكرم الجناة القتلة من قيادات الانقلاب، فقد شاهد العالم عمليات القتل الوحشي والتمثيل بالضحايا من خيرة أبناء مصر وحرق جثثهم وتجريفها على أيدي قوات الانقلاب وقناصته ومدرعاته وجرافاته، وبقرار رسمي من النائب العام».
وتابعت: أن «هذه الأحكام تضيف صفحة سوداء جديدة في سجل الانقلاب المتخم بالجرائم، وتكرس لدولة اللاقانون؛ حيث يهدر القانون وتذبح العدالة ويفتح الباب على مصراعيه لانتهاك حقوق الإنسان».
وبينت أن «مثل هذه الأحكام لن تفت في عضد الأحرار الثابتين خلف وخارج القضبان ولن تزيدهم إلا ثباتا، كما أنها لن توقف مسيرة الإخوان في خدمة دينها وشعب مصر العظيم، وأن دعوتها إلى الله ستظل ماضية بكل ثبات بالحكمة والموعظة الحسنة دون وجل أو تردد.
وتوعدت الجماعة، من اسمتهم «القتلة المجرمون والقضاة المزورون المسيسون»، بـ «الحساب عند المنتقم».
واختتمت الجماعة بيانها، بالتأكيد على أن «الشعب المصري بكل فئاته وقواه الحية سيظل ماضيا في حراكه السلمي، ولن يهدأ حتى يسترد ثورته وينقذ وطنه وينزل القصاص العادل بهؤلاء المجرمين».
عباس قباري المتحدث باسم المكتب العام للإخوان المسلمين المعبر عن تيار الشباب داخل الجماعة، وصف الأحكام بأنها «أشبه بحالة حرب على الجماعة».
وقال: «حالة الحرب ومنطقها، التي جعلت من المعتصمين في رابعة والنهضة (جيش عدو) يجب مواجهتها بالقنص، والسحق، والقتل، ومن بقي يعامل معاملة أسرى الحرب، أو متهمي الخيانة العظمى».
وأضاف: «ثم تلي هذا أحكام بالجملة بين الإعدام، والمؤبد، وسحب الجنسية، والحرمان من الحقوق، والاستيلاء على الأموال، والفصل من الوظائف، والمنع من الاستفادة من خدمات الدولة في التوظيف، والصحة والتعليم».
وتابع: «انقلاب المرتزقة الذي يتغذى على حالة الحرب، وتفويض الإرهاب المحتمل، مازال يجرم ويوغل في إجرامه، ويكمل سياسته في تركيع مصر لصالح قوى إقليمية تدعمه وتغطيه».
وزاد»كل هذا نعيش فصوله لتتحول مصر من دولة واعدة، إلى شبه دولة، ومن شعب ثائر، إلى شعب منكوب».
وواصل : «سيناريو الانقلاب لن يسقط إلا بالعمل والسعي إلى مقاومته، فلن يتوقف إلا على جثث الجميع و أشلائهم».
كذلك، علق نائب الرئيس المصري الأسبق، محمد البرادعي، على أحكام الإعدام، وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «أمامنا خياران لا ثالث لهما: 1 ـ التوصل إلى ما يجمعنا في إطار تعددية قائمة على عدالة تصالحية وتوافق وطني على القيم الأساسية، وفي مقدمتها الكرامة الإنسانية، و علاقة الدين بالدولة».
وبين أن الخيار الآخر هو «الاستمرار في الفُرقة والانقسام في إطار علاقة صفرية انتقامية يخسر فيها الجميع ونسير من سيئ إلى أسوأ».
وفي تغريدة أخرى، قال: «أزداد يقينا كل يوم أن لم الشمل والتسامح وليس الانتقام وشيطنة الآخر هما السبيل الوحيد لمستقبل واعد ومجتمع في سلام مع نفسه».