السومرية نيوز/ كركوكبالصور.. ما فعله “داعش” بالاموات في قضاء الحويجةلم يكن في خلد أحمد خلف العبيدي بعد عودته الى قضاء الحويجة كبرى أقضية كركوك والتي تمثل واحدة من أكبر المناطق الزراعية العراقية، أن قبر والده سيكون هباءً منثورا ولم يستطيع من التعرف عليه الا بعد ساعات من البحث والتقصي.ويقول العبيدي في حديث لـ السومرية نيوز، إن “قضاء الحويجة (55كم جنوب غربي كركوك)، يعتبر اخر موقع تم تحريره من قبل ابطال القوات الاتحادية”، مبينا ان “المقابر التي نتحدث عنها هي صفحة ونقطة سوداء في تاريخ داعش الارهابي وهو ملف اخر لم يتطرق اليه احد في وسائل الاعلام، حيث ان ما جرى للمقابر في جنوب غربي كركوك تعتبر جريمة نكراء”.
ويضيف العبيدي ان “حتى الاموات لم يسلموا من اجرام داعش الذي دمر اكثر من 10 مقابر وقام بتسويتها بالارض واخفى اسماء جميع مواتنا”، مشير الى “اننا لا نعرف عن اي اسلام يتحدثون عنه على الرغم من كون مقابرنا هي مقابر اسلامية”.ويتابع العبيدي أن “ما قام به تنظيم داعش يعتبر واحدة من الصفحات السوداء في تاريخ الاسلام والامة الاسلامية فهو مشروع لتدمير العراق وحضارته”، لافتا الى “انني منذ ساعات الصباح الاولى أبحث عن قبر أبي ولم أستطع الوصل اليه الا بالاستعانة بأدلة كنا قد نتوصل اليها عند زيارة القبر”. ويؤكد العبيدي أن “حالة المقابر يرثى لها وغالبية سكان الحويجة باتوا لايعرفون اي قبر يعود لذويهم”، مبينا ان “حتى الاموات لم ينجوا من فعل التنظيم الارهابي”. ويشير العبيدي الى “اننا نعمل على اعادة قبر أبي لما كان عليه، حيث قمت بمراجعة أحد المختصين لاعادة قطعة الحجر التي كتب عليها اسم والدي وتاريخ وفاته”، مؤكدا “انني قمت بشراء هذه القطعة بسعر 50 الف ووضعتها على القبر”. من جهته، يقول أحد العاملين في القبور ويدعى حسن الجبوري لـ السومرية نيوز، إن “موضوع القبور وتسويتها في قضاء الحويجة مهم لان، التنظيم ومنذ سيطرته على مناطق جنوب غرب كركوك وضع شروطا للدفن وكيف يكون وضع القبر”، موضحا انه “لا يدفن قتلى عناصره في مقابر اهالي الحويجة، بل كان يقوم بغسل قتلاه ودفنهم في اماكن غير معلومة”. ويتابع انه “كوني اعمل في القبور، فقد منعنا التنظيم من وضع الاحجار التي تكتب عليها اسم الميت وتاريخ وفاته على القبر”، مشيرا الى انه “حذرنا من هذا الفعل الذي سوف يؤدي الى قطع رقابنا”. ويؤكد الجبوري أن “مواصفات القبر عند داعش الارهابي هو ان يكون مسوى مع الارض، ويوضع على رأس الميت قطعة حجر وعند رجله كذلك دون اية علامة او دليل او كتابة لاسم”، لافتا الى ان “عناصر التنظيم يريدون ان تكون القبور كقبور البقيع في السعودية التي سويت في الارض”. ويشير الجبوري الى ان “القبور كانت في زمن داعش تفرض على الاهالي ان تسوى بالارض، حيث كانوا يجبورن على ذلك مع وضع بطاقة صغيرة من اجل التعرف على القبر”، لافتا الى انه “بعد عمليات تحرير الحويجة تم العمل على وضع الاحجار التي تخط عليها اسم المتوفي”. ويبين ان “التنظيم الارهابي كان يخفي قياديه الذي يقتلون بالضربات الجوية في مقابر خاصة”. من جانبه، يقول عضو مجلس قضاء الحويجة المحلي أحمد خورشيد لـ السومرية نيوز، إن “الفكر الظلامي والاسود لداعش دمر كل شيء وشوه الاسلام الذين كانوا يدعونه وسار على ركبهم المجانين والجهلة والقتلة”، لافتا الى ان “نحو 10 مقابر تعرضت للتدمير في نواحي قضاء الحويجة (55كم جنوب غربي كركوك)، وهي العباسي والرياض والزاب والرشاد ومحيط قرى القضاء”. ويتابع ان “التنظيم الارهابي كان يتفاخر بين فترة وأخرى أنه قام بتجريف المقابر، وانه قام بتدمير مزار ديني او مرقد رجل صوفي”، مشيرا الى ان “الاسلام بعيد كل البعد عن هكذا امور”. ويضيف “اننا نعمل في المجلس لوضع خطة لاعادة اعمار القضاء وخاصة المشاريع الحويجة التي تحتاج الى دعم وتنفيذ”، منوهاً الى أن “اجرام التنظيم لم ينسى الاموات ليأخذون قسط من ارهابهم وفكرهم المتطرف”. يذكر ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعلن من العاصمة الفرنسية باريس، في 5 تشرين الاول 2017، عن تحرير مدينة الحويجة من قبضة تنظيم “داعش”.
|
||
|
|
|
|
|
اخترنا لك
التعليق عن طريق : |
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أخبار المحافظات
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاكثر تفضيلاً
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أيضا في الشارع العراقي | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||